المقـالة الاولى:

مقال عن اختلاف رأي علماء الدين:

قد نقرأ عن احد المواضيع المتعلقة بالدين و نرى فيها اختلاف بين علماء الشريعة، مررت على عدة مواضيع متعلقة بشأن هذا الموضوع، فوجدت اختلافا ايضا في الأمر نفسه! فمنهم من اعتبر اختلافهم رحمة، فآن ذلك ييسر الأمر على المسلمين، و منهم من اعتبره ابتلاء، فيصعب على المرء معرفة أي الآراء يتبع، فلما هذا الاختلاف في بعض الامور؟ و هل هذا الاختلاف مقبول؟ و ما هي الامور التي يمكن ان نجد فيها اختلاف؟ اليكم اختصار لما قد توصلت اليه من بعد قرائتي لهذه المواضيع:

يكون الاختلاف بين علماء الدين في بعض الامور الفرعية فقط لا في اصول الدين، و يكون هذا بسبب اختلاف فهم العلماء للنصوص التي لا تتصف بقطعية الدلالة، فبعض النصوص الشرعية قد تحتمل اكثر من معنى، و هذا امر طبيعي لاختلاف قدرات المجتهدين، و الاختلاف يكون مقبولا ما ان يؤدي الى التفرق في الدين.

فكيف للمسلم ان يعلم أي هذه الاراء يبتع؟ اذا كان شخصا عالما بأمور الدين فعليه ان يقارن بين أقوال العلماء و يردها الى الكتاب و السنة ليتسنى له ان اختيار ما يراه أصح و أرجح، و ما يراه الانسب كتفسير للدليل، لقول الله سبحانه تعالي: فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر)، فالارجح ان يتبع الدليل، و اراء علماء الدين هي وسيلة تساعدنا على فهم هذه الأدلة.

و إن لم يكن المسلم على دراية بأمور الدين تؤهله للترجيح بين أقول العلماء فعليه أن يتبع رأي من يثق فيهم من علماء الدين، و عليه أن يعمل بما يفتونه به، كما ورد في هذه الآية الكريمة: (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)، فعلى المسلم أن لا يتهاون في هذه الأمور، فإن الأنسان ان مرض يبدأ بالبحث عن أمهر طبيب و أفضل علاج يساعده على التخلص من مرضه، و لا يقتصر بحثه فقط على الأطباء في منطقته بل يتمد الى جميع انجاء العالم أملا في تلقى العلاج الأفضل، اذا اليست أمور الدين أولى بأن نتحرى منها؟!

فالعلماء جزاهم الله خيرا اجتهدوا لاستخراج الفتاوى التى يرونها الأنسب، فإن لم يوفقوا الى الصواب فلهم اجر اجتهادهم، و ان وفقوا في معرفة الصواب فلهم اجران, اجر اجتهادهم و اجر استخراجهم الحكم الصائب، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، و إذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)، و كذلك يجب على المسلم أن يتحرى الآراء، فلا يجوز له أن يتبع الآراء التي يجدها أسهل، أو أن يتبع هواه في اختيار أي الآراء يتبع.


نسأل الله تعالى أن يلهمنا و يرشدنا و يوفقنا للعلم النافع و العمل الصالح..