آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أرواح تصرخ في أجسادها_ مخيم الأمل 19

Hybrid View

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    أديـبـة الصورة الرمزية الاديبةالصغيرة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    المشاركات
    474
    قوة التمثيل
    314

    رد: أرواح تصرخ في أجسادها_ مخيم الأمل 19

    أرواح تصرخ في أجسادها
    الخميس 22-1-2009

    يوم التحدي.. هذا اليوم الذي بدأ منذ الأجتماع الأول في يوم السبت حين بدأ عيسى مخشب " رئيس لجنة البرامج والأنشطة" ورئيسي الأول وقدوتي في المخيم بتهديد رؤساء الوفود بأن يترقبوا يوم الخميس.. في هذا اليوم .. كان البعض متخوفا من طبيعته ومن كيفية هذا اليوم.. دخلت أرض المخيم وقد أحسست بالتجهيزات وبالحركة التي حولنا من خلال لجنة البرامج والأنشطة .. المتطوعات " الحكام" بدأنا بالتوافد .. وقد بدأ الأرتباك والترقب للحظات الاخيرة قبل بدء الأنطلاق.. كانت الوفود قد ذهبت صباحا لنادي الفروسية.. وهم بعيدين عن المدينة عن أرض المخيم كانت كل التجهيزات تتلون بالمرحلة الأخيرة.. ترقب منا كلنا قبلهم فهو من أهم أيام المخيم لما يترك من انطباع جميل في نفوس الأطفال والكبار تعودنا عليه كل سنة.. وفي داخلي كنت اتساءل من من الفرق الـ 15 سيفوز..

    بدأت الساعة تقترب من الـ 2 ظهرا.. وقد كنت اتجول في الممرات لأرى كل الحركة التي تقول .. هذا يوم التحدي.. أرى المصورين وهم يستعدون.. أرى لجنة التحكيم وهي تستلم ألعابها وتنطلق للمواقع.. انظر للأطفال وهو يذهبون للخيمة للأستعداد وبدء السباق.. كاميرات كثيرة سطلعت على المسرح وعلى وجوه الأطفال الذين يرتقبون ويتساءلون في داخلهم .. "ياترى ماذا هناك"..؟
    كانت التجربة جديدة لي.. فمنذ الأمس قد أمسكت بالمايكروفون لأتقمص دور المذيعة .. وكم وجدت الأطفال قد تعلقوا بي ويسألونني كلما رأوني عن "المايكروفون" قد تكون وسيلة لكنها قربتهم مني.. كنت أسألهم وأتجول بينهم لأعرف أحساسهم وانطباعهم وهم يأكدون علي " سنفوز" .. بين كل الجموع .. وتوزيع الفرق و"التي شيرتات".. كانت الألوان على المسرح جميله.. وطريقة استعداد الفرق أيضا تتحدث وتقول أن الكل متحمس.. رأيت الفرق التي تجهزت تقوم ببعض الحركات الرياضية كحركات " تسخين" استعدادا للأنطلاق وكم ادخلنا فرقا حاولت الخروج ظنا منها أن السباق يعني من يبدأ أولا..!

    كنت انظر لطفل يجلس على كرسيه " اعاقة حركية" .. لم يجد أحدا يلتفت إليه.. ظننت في البداية أن فريقه يعلم بوجوده وأنه سيحضر له الـ "تي شيرت" .. الكل لبس وهو لا يزال ينظر.. تقدمت منه لأسأله "عبدالله" شو فيك .. قال لي وهو ينظر للكل " أنا أيضا أريد أن أشارك" كان مايد سيطلق صافرة الأنطلاقه ليجدني أناديه " مايد طفل ضايع؟! بحثنا عن فريقه وانضم بسرعه لفريق آخر حتى لا يبقى وحيدا .. عبدالله رأيت البسمة على وجهه حين ارتدى قميصه لأجري معه لقاء قال لي فيه " سنفووووز"..

    أنطلق الأطفال.. من محطة لأخرى .. بدؤوا رحلة البحث والتفتيش.. بدؤوا رحلة التحدي والأرادة .. هناك من تعب وهناك من بدأ يدعوا علينا ويقول " الله ايعذبهم مثل ماعذبونا" .. ليس الأمر بالتعذيب بل بأن نعطي الطفل مساحة من الأنطلاق والحرية والبحث .. رحلة لمعرفة الطاقة الكامنة فيه.. رحلة لا يوجد فيها كلمة " لا أقدر" .. كنت أنظر لطاولة التحكيم وهي تحاول أن تلهي الفرق عن العودة للسباق كمقالب طريفة .. كان هناك فريق تميز من البداية في التخطي والحماسة وكان من الفرق الأولى التي أنهت السباق بفرح .. بلا حزازيات ولا حساسية .. انطلق الكل وهم يدركون حقيقة هذا السباق وأن كانت الساعات طويلة " ساعتين" .. كان يوما أخر ينظم لأيام المخيم الجميلة .. وكانت المفاجأة أن الفرق التي فازت كان من بينهم .. صديقتي " بدر" الذي سحب كرسيه بعد أن أستلم كرسيه ليقول لي" تدرين رئيس فريقنا انسحب ونحن قررنا أنكمل وكنا متأكدين اننا سنفوز" كانت هديته " هاتفامتحركا" ليقول لي أيضا " في كل يوم كنت أقول لوالدي وهو يعود من العمل أريد جوالا.. وهو لا يسمع لي" فقلت له " هذا هو جوالك ومن الأمارات" سعد كثيرا بهديته .. وسعدت أنا أكثر حين كان "عبدالله" الطفل المنسي من الأطفال الذين توجوا بالمركز الثاني.. كانت الفرحة مرسومة على وجهه .. وكم تألق.. احسست به بعد أن انعزل في أيام المخيم الأولى أنه اليوم من اسعد الأطفال.. انتهى اليوم باحتفال كبير أسعدني شخصيا.. أسعدني الحب الذي وجدته بين الجميع .. بين الذين اندمجوا مع بعضهم ووجدوا في هذا اليوم كيف أن المخيم كبير في أهدافه وتطلعاته .. فهو مخيم يقول في كل فعالياته أن الطفل المعاق هو طفل ذو قدرات.. ذو طاقات .. نحن نتعلم منه وتتغير نظرتنا للحياة من خلال عينيه .. الأطفال كلهم حملوا في داخلهم الرغبة في الفوز .. ولا أعتقد أن أحدا منهم خسر فالبسمة التي رأيناها في أعينهم تكفي أن تتوج هذا اليوم بالنجاح ومن عمل فيه بالفخر.. لجنة البرامج والأنشطة وكل من عمل في هذا اليوم ....................... شكـــــرا..!

    ألوان القمصان التي لونت مخيم الأمل
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232802633.jpg

    استعداد الفرق
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232802633.jpg

    أمونة في حالة ترقب..
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232802870.jpg

    انطلاقة السباق
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232802870.jpg

    جولات تفقدية على المحطات
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232802633.jpg

    لا يهم المهم "بدر" يريد الفوز..
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232803163.jpg

    تركيز وفرحة تصف اللحظة
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232802870.jpg


    دش الهنا يارب..
    http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232803062.jpg

    الاديبةالصغيرة
    مريم البلوشي
    24-1-2009
    5:07 عصرا

    هناك من رحل .. وهنا من ينتظر..!
    في الصمت وللصمت مرسى
    :
    :
    :
    مازال ينتظر..!

  2. #2
    أديـبـة الصورة الرمزية الاديبةالصغيرة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    المشاركات
    474
    قوة التمثيل
    314

    رد: أرواح تصرخ في أجسادها_ مخيم الأمل 19

    أرواح تصرخ في أجسادها..
    الجمعة
    23-1-2009

    اليوم .. الختام .. من أصعب الأيام علي.. ولربما في هذه السنة صعوبته تكمن في عودتي للاختلاط بالأطفال وتعلقي فيهم كما كنت في المخيمات الأولي لي "14 و 15" .. كل تلك الزيارات معهم .. الجلوس معهم .. الحديث.. سؤالهم عني واحساسهم بغيابي أثر في.. تأخرت في الذهاب للمخيم بالأمس فوجدت أحد الأعضاء يرسل لي برساله نصية يقول لي " أن أحد الفتيات تبحث عني وتريد أن تحدثني" .. وبعدها اتصلت فيه لتحدثني أخرى كانت تبحث عني.. تعود عامر أن يقول عني " أين أم النظارات " في حالة ليقول أنه نسي اسمي وأنا متأكده أنه يحاول أن ينكر أنه يحفظ كل مايتعلق بي..!

    دخلت وبسرعة لأنظر للكل ,, تأخرت مرة أخرى عن ورش العمل من أثر التعب.. لكني كنت مصرة أن أصاحبهم في هذه الرحلة الأخيرة .. تجولت سريعا وحملت " المايكروفون" وكانت هنا أيضا تجربة جديدة.. "الكاميرا مان" أو مصور الفيديو قد اختلف هذه المرة معي .. كنت قد عملت في خورفكان مع "محمد" الذي شاهدت كيف أنه اندمج مع الأطفال وكيف أنه يتحدث مع الكل ويتفاعل معهم .. على عكس " سيف" .. سيف تحسه من الوهلة الأولى أنه لا يعرف ماذا يفعل أو لماذا هو هنا..؟!

    صعدنا الحافلة وأنا متخوفة من هذه التجربة معه .. دخلت وقد بدأت أحاول الأطفال ورؤساء الوفود عن مشاعرهم وهم ينطلقون في آخر رحلة في مخيم الأمل.. كنت أسألهم وأنا بنفسي حزينة ولكن مشاعر الأطفال تفاووتت بين الحزن والفرح .. فرح لأنهم اشتاقوا لأهلهم وحزن لأنهم سيغادرون أرض المخيم .. سيف كان يتنقل معي .. ويلتقط الصور الحية .. سألت أحدى رئيسات الوفود عن ماتحس فيه " فبكت!" لم أكمل معها الحوار.. هذا مايتركه مخيم الأمل في النفوس وفي الذاكرة .. الحب .. لكل من عمل ولكل من اعطى .. تحدثت قليلا مع " سيف" لألحظ أنه ايضا اندمج مع المخيم وأطفاله .. لتجدني أخيرا أعرض عليه أن يتطوع معنا في السنة القادمة أن شاء الله .. ويوافق فورا.. هذا هو اليوم الذي تبكي فيه قلوبنا قبل أعيننا.. يوم لا أحتمله رغم أنه يكلل نجاح المخيم .. كان الغداء الأخير.. كانت الرحلة الأخيرة.. وكانت اللقاءات الأخيرة.. لكنها ستبقى الأولى في ذاكرتهم ..

    عدنا وقد أحببت أن أكون في مقدمة الحافلة .. استأذنت القائد لأجلس مكانه وأشعر بما يقوم به حين يشرف على تحركات السير لأمن الموكب.. احساس جميل امتزج بتغير الجو.. وبرودة بدأت تسري في أوصالنا.. تلك البداية الجميلة لنهاية مخيم بأمطار الرحمة.. أرض المخيم وكل الأعلام التي فيه كانت ترفرف بشدة.. بدأ البرد .. وذلك الأحساس بتصاعد المشاعر الحارة وبرودة الجو.. نزلنا ونحن ننظر إليهم بل اني سبقتهم لأرى ماذا جرى على الأستعدادات في أرض المخيم .. الحركة مرة ثانية سريعة للتأكد من جاهزية كل شي.. الشهادات.. الهدايا .. الدروع وكل شيء..

    هي الأيام تصرخ في دواخلنا .. وهي الأحاسيس تقول سنشتاق لكم .. للأطفال الذين سكنوا فينا .. بأفعالهم .. ببراءتهم .. بعفويتهم . . تعلمت منهم أن الجرأة مطلوبة.. وأن ابداء الرأي لا يرتبط في السن .. وأن الصمت ليس دليلا على التخلف بقدر التأمل فيما يجري حولهم ..

    كنت قد خرجت من مبنى اللجان لأذهب وأتفقد التجهيزات في الخيمة .. لأسمع "عامر" يناديني .. "مريم مريم.. بدر بيسافر" .. بكى قلبي لما قال.. لم أكن أتوقع أن يخبرني عامر بذلك حتى أذهب وأوعه وأنا قد عشت الغيرة التي بينهم وكيف أنها تغيرت أخيرا لصداقة جميلة.. شاهدت بدر وهو يخرج من السكن ليضع أخر اغراضه في حقيبته وأساعده في اقفالها .. كنت أحاول أن اجعله يبقى هنا إلا أنه قال لي " عندي واجبات كثيرة .. عندي مدرسة" جميل حس المسؤولية هذا .. ذهبت معه للحافلة التي ستقلهم للمطار .. لأشاهد " مهند " طفل جميل يبتسم دائما لي ويتحدث .. متفاعل ودائما مع بدر.. حزنت أكثر.. وأنا اقف بينهم في الحافلة اودعهم .. حتى سائق الحافلة الكبيرة جاء ليودعهم.. فهد أيضا غادر.. تلك الموهبة الصوتية الجميلة التي اكتشفناها فقط في نهاية المخيم .. هم كانوا من اجمل من رأيت .. سأشتاق لأصواتهم .. وقد تصفحت كثيرا صورهم ..!

    وينطلق حفل السمر الأخير في مخيم 19 .. الليلة الأخيرة التي ارتبطت بسقوط الأمطار.. الليلة الأخيرة في تلك الخيمة الكبيرة وكل الأحساس بالوداع يطرق الباب.. هذه دائما وقفة في مخيم الأمل لنراهم ونحفظ صورهم .. كان الحفل بسيطا جميلا.. وأ ن قلت الأعداد.. عرضنا صورا للمخيم من اليوم الأول وحتى سباق التحدي .. للكل .. للورش .. للسمر.. للرحلات .. للمتطوعين .. كانت الكلمات تتكاتف مع الصور لتقول كلمة شكر لصاحبة القلب الكبير التي جمعتنا هنا .. " أم المعاقين" سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي.. التي دعتني في 2003 لأشارك واليوم هي دائما متواجده لتدعم الكل الصغير قبل الكبير.. وكم استعدتنا اليوم .. بتلك الكعكة الكبيرة التي أحضرتها لتحتفل بنا .. نحن الخريجون " مريم البلوشي، عائشة المعلا، غادة الخميس وعبدالرحمن الحمادي" كان الأحساس جميلا ونحن نحمل السيف الكبير لنقطع الكعكة .. وليفرح الكل معنا .. شكرا "ام المعاقين وأم المتطوعين" ..

    انتهى الحفل وبدأ الكل يودع .. تفاجأت بعدد الأطفال الذين جاؤوا ليحضنوني ويودعونني .. لم أعيي مشاعرهم تجاهي إلا في تلك اللحظة .. وكم أفتقد تلك الوجوه الأن وأنا اكتب هذه الكلمات .. هم الآن بين أهلهم ولكن ياترى كيف يتحدثون عنا وماذا يقولون .. لكل تلك الوجوه الجميلة أقول " أني مشتاقة لكم من الأمس" ..

    متطوعوا مخيم الأمل .. أراكم في مخيم 20 .. وقبلها متأكدة أننا سنلتقي قريبا..

    مريم البلوشي
    الأديبةالصغيرة
    24-1-2009
    5:58 مساء



    هناك من رحل .. وهنا من ينتظر..!
    في الصمت وللصمت مرسى
    :
    :
    :
    مازال ينتظر..!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أرواح تصرخ في أجسادها- مخيم الأمل السابع عشر
    بواسطة الاديبةالصغيرة في المنتدى الواحة المفتوحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-07 ||, 10:46 AM
  2. أرواح تصرخ في أجسادها- مخيم الأمل السادس عشر- عودة الايام..
    بواسطة الاديبةالصغيرة في المنتدى واحة المرأة و المجتمع
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-04-06 ||, 11:00 PM
  3. أرواح تصرخ في أجسادها .. مخيم الأمل الخامس عشر
    بواسطة الاديبةالصغيرة في المنتدى واحة المرأة و المجتمع
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 31-01-04 ||, 08:09 PM
  4. أرواح تصرخ في أجسادها..ضيفي الأول
    بواسطة الاديبةالصغيرة في المنتدى واحة المرأة و المجتمع
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 03-02-03 ||, 06:13 AM
  5. أرواح تصرخ في أجسادها (2) مخيم الأمل الـ 14في صور
    بواسطة الاديبةالصغيرة في المنتدى واحة المرأة و المجتمع
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-02-03 ||, 07:02 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •