الأحد 18-1-2009

صباح اليوم كان مثل أي صباح لمن يعيش حول مدينة الشارقة للخدمات الأنسانية ولكني لا أظن ولو لوهلة أنه كان يوما عاديا لمن في داخل تلك الجدران.. صباح الخير يامخيما يعيش فيه الأمل ألوانا وأطفالا جاؤوا ليسعدوابيننا ويعيشوا يوما لا ينسى في ذاكرة أي طفل.. هناك من يهرول هنا وهناك يبحث عن من يناقش معه آخر التطورات اليومية ومايجري في المخيم .. هل كل شي انتهي..؟ لم ينتهي بل هو البداية لما نرقب ولما نريد أن يبدأ بعد كل المراسيم الرسمية.. فقرات الحفل ربما لكونها قد تطبعت بالطابع الرسمي فقد بدت مكررة لمن عاش المخيم أعواما وأعواما ولكن هناك من لاينسى..!

أطفال التربية الفكرية وأطفال التدخل المبكر.. تلك السيناريوهات التي رسموها ببساطتهم وعفويتهم.. وتلك الأنطلاقة التي ارتسمت في كونهم يريدون أن يصافحوا الكل وقبل الكل صافحوا قلوبنا..! تلك الطفلة التي رأيتها من خلف الكواليس تنظر إلي وتحضنني وبلون الورد اتسمت انا قتها..وبنظرة رأيتها في عينها احسست أني أبكي لا شفقة بل حبا لتلك الطفلة .. لم أدرك سوى أنني أعيش في عالم صغير وعالمها رغم مالاتعيه هو كبير مليئ بالحب الذي كان في ذراعيها التي التفت حولي.. تلك الفتاة الورد وكما سأتذكرها دائما.. جريئة تقدمت نحو راع الحفل وهي في خطواتها ربما لا تدري من تصافح لكنها وبدافع طفولي تقدمت .. لترسم البسمة في نفوسنا وصدقا أقولها .. بكيت في داخلي بصمت لأنني ومنذ زمن لم أصرخ خوفي وهي من حرك في رغبتي في النظر للأمور مرة أخرى... شكرا صغيرتي..!

وفي صمت المكان المفهم بنشاط الكل تجولت فكان الصمت ليس إلا حديثا في داخلي .. هناك كانت عيوني تجول وتنظر لما يدور.. الأطفال وتلك الورش التي جذبتهم .. كانوا يعملون وكانوا يحاولون أن يندمجوا في مايفعلون .. سواء أتقنوه أم أنجزوا بعضه فهم يسعدون بما يدركون أنه أبداع جميل يحرك طفولتهم ..! وبين تلك الألوان التي ارتسمحت في الخيم المنصوبة كنت أسمعهم ينادونني .. لأتعرف على طفل كان له صدى وكان يتحاور في جدية الرجل الكبير.. " عامر" .. طفل من السعودية .. جاء بمفهموم لا يحمله سوى الرجل الشرقي المتشدد .. يجادلني وبكل عزم وحدة " المرأة مايصير اتسوق استحي.. وين راحوا الرجاجيل" .. ضحكت وأعجبتني تلك الجرأة .. جرأة قد جعلت من هذا الطفل ينطلق ويحاور الكبير دون خوف أو تردد .. لعامر ومن يعتني به .. عامر بذرة جميلة وابداع فيه تصرخ كل معانِ ِ الرجولة والجدية فيجب توظيفها وتأهليها فلربما بل متأكدة سيكون غدا قائدا ذو حنكة ورأي.. عامر جميلة هي ابتسامتك وكم أحزنني أني رأيتك حزينا فترة الغداء ولكنك عدت كما تعرفت عليك مساء.. سعدت بك كثيرا فأنت مازلت صغيرا لكنك ستكبر بإذن الله سريعا ..!

بدأ الوفود بالأندماج وبدأ الحديث يأخذ منحنى أخرا .. هناك من تحدثنا معه عما يجري هنا وكيف هي تطورات العمران وتأثيراتها وأين هي ثقافة الطفل المعاق بيننا .. جرت الأحاديث كثيرة وفي كل دقيقة تمر كانت هناك تجارب جديدة يتعلمها من هو يتطوع معنا لأول مرة .. كنت ألاحظ الفرق بين الأمس واليوم .. بدأت غيوم التساؤلات تختفي وبدأ الكل يندمج في عمله .. بين كل العاملين تذكرت أن المصور الصغير سيبدأ بل بدأ في غرفة من الغرف فدخلت لأجدهم سعيدين بكاميراتهم .. يستمعون لحديث "أحمد" .. كلهم شوق لأن يديروا تلك الأزرار وتلك القطعة المعدنية.. " كنت أجلس وبجواري صفل يحاور ويكثر الحديث حتى سمعته يسأل ورغم صغر سنه " كيف يمكنني أن أرى الصورة بعد أن أصورها لأعرف أن كانت جيدة أم لأ؟؟؟ ذلك هو بدر ويبدو أنه في الفكر شقيق عامر .. من المملكة أيضا.. حتى أني أحسست أن الأمور تلخبطت لدي فهو يتكلم بنفس النغمة وبنفس الفكر وكنت على وشك الشجار معه . . "بدر وأنا ادرك أنك تنام الآن وأنا اكتب عنك.. جميل ماتصرخ به وجميل تلك المبادىء التي تربيت عليها.. وكم يسعدني أن نختلف في الرأي ونصبح في الطريق متلازمين في مخيم جمع الكل ...حياك الله بيننا..!

ومخيم 19 .. يقول هاقد عدت بكل الود .. خرج الكل لجولة في أرض البسمة المشرقة .. أرض الشارقة وربوع الدف ء الذي عرفته من 7 سنوات.. عاد المكان هادئا إلا من ازعاجاتنا نحن من جلس ليعمل وينهي مايترتب عليه نهاية يوم أول في المخيم .. وفجأة يرن الهاتف ليخبرني الطرف الآخر أن حلقة " فرسان الأرادة عن المخيم " ذلك هو الأخ عبدالكريم من شاركنا السنة الماضية كوفد يمثل تلفزيون الكويت وأعتذر لظروف العمل.. قالها لنا بأنه كان يتمنى أن يتواجد معنا ولكني أقول .. كل من يفكر فينا هو معنا وبيننا ولا فرق في المسافات بل هي النفوس ماتجمعنا وحب هذا المخيم الذي أكد نفسه فينا.. !

هل ينتهي اليوم؟ لا .. فهناك من ينتظر أن يحتفل وينتظر أن يرى شمعة جديدة تضاف في سنوات الأمل .. حفل السمر ختام يوم طويل ولكنه في نفسي وقت أتعرف فيه على الأطفال وهم يصرخون بطبيعتهم ويعلموننا أنهم مثل غيرهم يفرح ويسعد ولا يعترف بالقيود الجسدية أو الذهنية ..الكل هنا تجمع والكل هنا رفع يده يحتفل ويسعد في ليلة الأمل التاسعة عشر.. ليلة الأحتفال بالحدث وبمرور كل فترة التجهيزات واعلان النجاح بالأنطلاق وكم ستمضي بعدها الأيام بأسرع ما تظن يا فؤادي.. أطفأنا الشمعة واحتفلنا وبالحب لأم المعاقين أنشدنا وفي قلوبنا لها كل المعزة والفخر .. تلك الحقيقة التي ارتسمت بوجه كل طفل.. كل متطوع وكل رئيس وفد.. شكرنا موصول لكل الجنود المجهولين الذين عملوا منذ أيام حتى نعيش اللحظة ولن أنساها من لحظة... فهي في كل شي ستبقي في روحي صرخه ..!



الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
19-1-2009
12:56 صباحا

صور المخيم ( الرجاء الضغط على الرابط)

الوفد السوري

http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232552549.jpg

ولد عهد الشارقة يفتتح مخيم الأمل

http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232552549.jpg

جانب من حفل التربية الفكرية

http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232552549.jpg

تجهيز مسرح حفل السمر باشراف ... "صديقتي"
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232791944.jpg

فرحة الأطفال..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232792420.jpg


كيكة مخيم الأمل 19 .. كلنا راع .. كلنا مسؤول..

http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232792420.jpg