Arwa7_Monday
الاثنين 19-1-2009

في كل صباح أحاول أن أنسى أنه يوم من أيام المخيم حتى أتمكن من النوم ولكن المشاعر والفضول الذي في داخلي يرفض أن يقبل بذلك.. ذهبت وفي داخلي شوق لكل تلك الوجوه الصغيرة التي تستعد للذهاب إلى دبي.. نهضت وبدأت أتخيل كل الأطفال الذين تحدثت عنهم بالأمس مع أهلي وكل من أحادثه في درب العودة .. وصلت لحديقة الخور وأنا انظر للساعة وهي تقول "العاشرة والنصف" .. وجدت المكان مزدحما وكأنه يوم أجازة.. "غريب" .. نزلت وأنا أراقب الشارع الرئيسي لحديقة الخور في انتظار لأسمع صوت الموكب .. ذلك الموكب الذي تميز بوجود مخيم الأمل .. كل تلك السيارات والحافلات التي تنطلق في خط متواز يرافقها موكب من الشرطة وسيارات الإسعاف.. تنطلق في الشوارع لينظر لها الكل في إعجاب .. إحساس جميل يصاحبك وأنت ضمن هذا الموكب .. أحساس بالأهمية والأهم من الموكب من في داخل الموكب كل أولائك الأطفال الذين ينظرون من النوافذ لكل الشوارع ونحن نراهم يطبعون في ذاكرتهم كل الأماكن والصور التي يمرون بها .. فلا أحد يدري هل نعود ونراهم أم أنهم كمن جاء وذهب وبقية صورته في قلوبنا قبل الذاكرة..

دخلوا في حماس جميل .. واختلطوا بالأطفال الذين تفاجأنا بوجودهم في قاعة العرض .. كانت الأصوات التي تصرخ تزيد من حماسة الكل وحماسة أطفالنا.. جلسوا وبعد كل الربكة التي مررنا بها .. ننتظر بينهم أن يبدأ العرض .. علت الأصوات وزادت الضوضاء.. وخرجت الدلافين لنصفق جميعا .. بدأ العرض والكل انجذب بانبهار لما يرى .. سمعت الأصوات وسمعت الضحكات الكبار والصغار .. حتى وأن كنت تناديهم فهم لن يجيبوك .. كنت أشاهد القاعة المليئة بأطفال غير جنسيتنا وغير لغتنا.. تتبادر للأذهان أسئلة كثيرة.. كيف الحال غدا لأطفالنا ولنا بتواجد كل هذه الأعداد التي تشعرك أنك غريب في وطنك وفي أرضك .. ولربما تساءل الوفود من كل هؤلاء..!!

انطلقنا .. وبعد سنوات دخلت الحافلة.. تلك الحافلة التي دخلتها .. شاهدت الأطفال.. وشاهدت كل الجالسين.. تلك الأحاسيس التي امتزجت في داخلي.. أحاسيس الباص الجامعي وأحاسيس الباص الذي دخلته في مخيم الأمل 14.. قد لاتعود كل تلك المشاعر نفسها ولكن ذاكرة الصور لا تنسى من كان في هذا المكان..
وصلنا الدانة .. وبدأ الأطفال يدخلون ويركبون تلك المركبة المائية الكبيرة التي تعودنا أن نتغدى مع الوفود فيها في رحلة دبي.. رحلة البرد والغيوم .. رحلة كانت تضم الكثير من الضحكات والمسابقات .. كنت قد تجردت من الإحساس بأني قد كبرت وشاركت الأطفال كل لحظة استطعت ان انتزعها من تلك السويعات البسيطة .. غنى أطفال مركز دبي لي وكأن اليوم يوم ميلادي.. غنوا لي وهم يذكرون اسمي.. لعبت معهم .. شاركتهم الإحساس بالانطلاق.. بالتفاعل والتجرد من القيود .. لعبة قيام وجلوس.. حاولت أ ن لا أخسر فيها لكني خسرت في النهاية وكسبت المشاركة معهم..

ساعات الدانة قصيرة وأن بدت الجولة طويلة في بدايتها.. جولة اختصرت الكثير بيننا وانتهت باللعب مع الطيور وإطعامهم حتى وكأن "أم علي " أصبح وجبة مفضلة لهم يتعاركون من اجلها.. نزلت وأنا أنظر خلفي لكل الواقفون ولكل من ينتظر صورة جماعية .. جميل هذا الإحساس حين ينطلق فيك دون توقف أحساس التعلق بهم وبأنهم أصبحوا جزءا منك وأنهم لهم أثر في قلبك .. لم يكن لـ " امل" سوى الخجل .. ولـ " هديل " سوى الهدوء والخجل.. ولـ "مرهون" الرغبة الدائمة في أن يشاركهم ويتجاذب أطراف الحديث معهم.. في كل سنة نفتقد أناسا وكم تذكرت اليوم وأمس من رحل عن هذه الدنيا .. جميل ماتركوه وجميل الإحساس بأنهم موجودون حولنا..

لم ينتهي اليوم بل كان البداية لجولة أخرى .. عدت بسيارتي قبل الموكب لأسمعهم خلفي وأقول لـصديقتي مريم " وين الكاميرا.. صوريهم" كان الشرطي يحاول أن يبعدنا فإذا بي اريه بطاقتي "نحن منهم" .. الموكب مر بجانب سيارتي وأنا أرقب ذلك الموكب الجميل المنطلق دونما توقف ...
أرض المخيم .. مكان هادئ لا أحد سو ى بعض اللجان العاملة بهدوء وصمت .. مكان يفتقد الأطفال ويفتقد تلك الوجوه التي أشعلت فيه الشمعة التاسعة عشر.. كل طفل في مخيم الأمل حكاية وأنشودة .. صرخة تحمل في طيها الأمل بمستقبل واع ٍ مستقبل يدرك الحقيقة بان بين هؤلاء مبدعون وأناس يحملون المستقبل المشرق لهذا الوطن الكبير الذي يضمهم .. كل صرخة هي دليل الاستمرار بالتواصل في قضية الطفل المعاق .. ذوي الإعاقة ليدرك المجتمع مسؤولياته وحقوق كل فئة دونما استثناءات .. الحقيقة التي جرت بين الصفحات وتنتظر ان يقرها الواقع ويدرك أن الشراكة هي حق لا هدية تمنح متى ما كانت الحاجة تدعو ..


لكل رواد مخيم الأمل... ليبقى كل شعار رسالة مستمرة لا تنتهي في أيام .. لكل من سيعود غدا تذكرنا .. وتذكر ماذا كتبنا وماذا أردنا فأنتم بيننا أرواح .. وغدا تعودون لتصرخوا " كلنا راع .. كلنا مسؤول" ..

مريم البلوشي
الأديبةالصغيرة
20-1-2009
12:30 صباحا

عرض الدلافين في خور دبي
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232793645.jpg

صورة جماعية في مركز الدلافين
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232793645.jpg

جلسة استراحة ..
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232793645.jpg

تفاعل الأطفال في رحلة دانة دبي
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_01232793917.jpg
ضورة جماعية في منطقة السيف
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_11232793955.jpg

بدر يعبث بكاميرة المصور الصغير
http://www.almotmaiz.net/vb/upload/523_21232793955.jpg