أرواح تصرخ في أجسادها.. مخيم الأمل الـ 19
نفوس المتطوعين,,!
لقد بدأ المخيم ليس رسميا ولكن فعليا.. بدأ منذ شهرين في نفوس تعودت أن أرى الكثير منها ينتظر شوقا لكل مايحويه المخيم من أحداث .. بدأ ربما كسولا قليلا ولكن نشاط الأيام القادمة نثر بذوره.. قبل فترة من الزمن كنا نجتمع مع سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي,, لتحدثنا أنها تتمنى أن تشاهد في هذه السنة في كل لجنة ثلثها من المتطوعين الجدد.. وليس هذا بالغريب فالتطوع رسالة علمتنا إياها لنعلم غيرنا.. فمتى ماوصلت تربى جيل جديد وتعلم ليبدأ نواة في مجال أخر بأخلاق تعلمها بيننا وكيف أن العمل المتقن المتجدد النية يحكمه..
بالأمس في تمام الساعة السادسة مساء (15-1-2009) .. ملأت قاعة الأمل للصم بعدد من متطوعي مخيم الأمل .. حيث كان الحرص على التواجد من القدامى قبل الجدد.. هنا يتجدد اللقاء سنويا ويتكرر ليؤكد أننا هنا ننتظر الأيام الأخيرة قبل الأنطلاقة .. ننتظر بشوف يتلاحم مع الحب ليرى هذا المكان يمتلئ بضحكات الأطفال وبكاء البعض ممن يتخوف من التجربة الأولى.. في تلك السويعات كان الصمت البادي على الوجوه يتحرق بالداخل لأن يبدأ العمل وينطلق موسم جديد يتجدد في الأرواح ويصرخ بصمت العمل الجميل.. كنت أجلس في الصف الأخير أشاهد من غاب قبل من حضر وأتذكر سنوات ست مرت على وجودي في هذه القاعة .. كل تلك المشاركات وكل تلك الصور التي تمر علي سنة بعد أخرى من المخيم 14 وحتى الآن.. كثيرة هي الذكريات وكثيرة هي التغيرات التي جرت ولكن مالم يتغير وأوقن أنه لن يتغير حب المتطوع في أن يعود كل سنة ليشارك في المخيم منذ أول يوم في الأجتماعات وفي ورش العمل.. متطوعوا مخيم الأمل وكما تصفهم تفاحة الشيخة جميلة .. ذهب غاص في الأعماق ينتظر من يخرجه وهم في نقاء يوصف بنقاء الماء الزلال..
كانت ورشة العمل تتصف بزخم من المعلومات التي حرصت اللجنة العليا بتزويدنا اياها حتى نتعلم في كل مرة أن الطفل المعاق شخص مثلي ومثلك وأن اختلفت المقومات الجسدية والعقلية .. فهو يحتاج ونظرا لأعاقته لأن نعرف فقط كيف نتعامل معه وليس أن نتجاهله.. بدأ الحديث مع الأستاذة منى عبدالكريم والتي أحببت دائما صدقها وتفانيها في العمل مع ذوي الأعاقة.. وكيف أنه عنصر يشع نشاطا وأملا.. كان في طرحها الكثير من الحقائق التي تعلمناها وتعلمتها شخصيا لأول مرة.. لم تقل أننا يجب أن نبتعد عن الطفل المعاق ذهنيا بل وضحت كيف أنه طفل يحتاج لأن يحس بالأمان وبالمشاعر المعتدلة .. لا أنكر في يوم أنني كنت أخافهم وخوفي ليس لأنهم قد يؤذونني ولكن لعدم معرفتي وقدرتي على التعامل معهم فهم يبادلونك فورا مشاعر معنونة بابتسامة جميلة.. هم شخص وأشخاص مثل أي فرد منا .. وكم يؤلمنا دائما أن لا نتواصل معهم كما يؤلمهم ذلك .. لكننا نتعلم دائما أن المحاولة وعدم التردد هو مفتاح أول لكل الأبواب.. تلك نفوس في دواخلها أصوات صارخة بجمال هذا الكون لا تعرف اليأس ولا تدري كيف تخاطب الوحدة .. جهلت معنى الانعزال فأصبحت فردا يحيا بيني وبينك.. يطالبني بأن أشاركة وأعانق معه مفهوم التواصل والشراكة .. وبين حب العمل وحب المعرفة جسر لا ينكسر .. شكرا أستاذتنا ...!
وكم هم جميلون ذو الأعاقة الصم .. لا يتحدثون ولكن يعرفون كيف يصلون لقلوبنا .. منذ أول مخيم لي وأنا أشاهد حركات أيديهم التي ولجت لقلبي لتسبب له مشاعر متداخلة من الحب والشوشرة فأنا كنت ولازلت أجهل اسلوب حديثهم ولكني أدرك كما يدرك كل متطوع معي أننا نستطيع أن نخلق معهم اسلوبا حواريا جديدا يتكون من محاولاتنا في رسم الكلمات باشارات توصل لهم مانريد وأن كانت علامات التعجب على وجوههم أكثر مانواجه لأننا لا نتمكن من ايصال مانريد بسهولة.. ذو الأعاقة السمعية .. من الأناس الذين حباهم الله ذكاء.. ونظرة أراها في عيونهم .. في تفاهمهم وتناسيهم كل أنواع الضوضاء التي نسمعها نحن.. يحتاج فقط لأن تدرك أن لغة حواره هي يده وعينه .. فلا تتجاهل أن نتظر في وجهه أو أن تتواصل معه .. هم روح جميلة لاتصرخ إلا بجملة .. نحن أيضا موجودون ..!!
شكرا أستاذ صلاح على معلوماتك الجميلة..!
ذو الكراسي أو الاعاقة الحركية . . كلمات اختصرها الأخ مايد العصيمي حين قال " هو معاق يحتاج لكرسيه التي هي قدمه ليصل إلى أي مكان" .. الكرسي الذي سمعت من كثيرين أنه أصبح صديقا لهم وأنه أصبح أكثر من مجرد وسيلة .. بل هي أداة تحركهم كما تتحرك نحن مشاعرنا.. لا يحتاجون سوى أن نفهم كيف ومتى نقدم المساعدة وكيف نتعامل مع هذه الوسيلة التي أن أسأنا استخدامها حرمناهم من الكثير وأقعدناهم نحن دون حراك .. فلكل متطوع ولكل انسان ..يجب أن تفهم سمفونية هذا الكرسي ونعي جميعا أن روحا تتعلق به وأن انسانا لم تعقه حياته ولا رجله بل ربما نعيقه نحن حين ننظر فقط لعجلات كرسي وننسى فردا يجلس وننسى عقلا يملؤه الكثير من الأبداع والحياة .. !
متطوعوا المخيم كل عا م وأنتم بخير .. كل عام ونفوسكم بخير .. وكل عام أراكم بخير ..!
الأديبة الصغيرة
مريم البلوشي
16-1-2009
1:42 ظهرا..
مواقع النشر (المفضلة)