من أعمارنا نجتث الذكريات العجاف..
ذكريات أمكنة ..شخوص .. فناجين قهوة مجمدة و رماد و بضع عبارات ؛كي لا ننتهي إلى كرسي هزاز لا يُسمع إلا صوته متوسلاً الحزن في ركن غرفة معتمة إلا من ضوء تسلل عبثاً من فتحة ضيقة تمردت على صمت الجدران لتجعلنا نؤمن أن الكون من حولنا لا يزال حياً على الرغم من أنانية الحكم الذي أصدرناه على أرواحنا يوماً..أن تموت عن كل شيء حي يتنفس.. يغرد ..يحلق.. ويضيء...
عن كل شيء حي ..

1
كنت أنت و مسافات طويلة و امتداد الشارع و مطر رجيت أن يستمر هطوله حتى لا يستوقفك صوت انقطاعه عن الحديث .. كأن المطر حينما ينهمر يلهمك لتكسر صمتك فتغرقني بكلمات نقية كنقاء قطراته ..
كأنه يربك في داخلك طفولة قاسية .. كأنه جاء ليخبرك أنه سيعود في كل سنة ليمنحك فرصة تعرية الكلمات من غموض سادها.. فرصة لتصرخ في وجوههم ..أولئك الذين نشمئز من التفاتاتهم ..ليدرك الجميع أنك تستحق الحياة ..
دعوت الله حينها أن يبقيك و أن تطول المسافات أكثر ..و يصبح الشارع أكثر امتداداً .. والمطر أكثر إلهاماً ..
2
رسائل لم يكتب لها القدر أن تصل...
لك أنت ..ولزرقة سمائك :
أنت حلم كان لا ينبغي له أن يولد .. لا ينبغي لدوائر أحلامي أن تتسع في فضاءاتك ..أخشى أن تغرق أنت في كم الانهماكات و ثقل الأمنيات ..
فقط أضىء لي سمائي.. و دعني أراقب لمعانك من بعيد...
3
الزمان : شتاء كل السنوات بعد ولادة الحزن...
كأن الزمن جردني من كل ألوان الحياة وتركني هامدة على أرصفة أستشعر الخوف جيداً في بنائها .. كل الحقائق التي أعرفها اليوم زائفة ..كل المشاعر التي أجيد تشكيلها و رسمها على ملامحي وهم و اعتياد قسري للبقاء ..إلا حقيقة واحدة..هي أنني فشلت في أن أٌ بقي الضوء حياً حينما اشتد الظلام و قست الأرض ...

http://www.youtube.com/watch?v=VWuOh7a6ANQ