يوم الاثنين 28-7-2008
كان يوم عادي حاله كـ حال باقي الأيام ( كنا أنا وخواتي فـ المول نتشرى للدوامات ) ، فجأه يانا إتصال من خالتيه غيـّرلنا مسار هـ اليوم
"يدتكم تعبانه وااايد وانتوا فـ المول!! الدكتور يقول خلوا عيالها ايوون ويسلمون عليها" ، فـ ذيج الساعه ما عرفنا شو انسوي بسرعه
بسرعه ظهرنا من المول وختيه كانت تسرع وتتجاوز ، كانت سيرة المستشفى جزء من روتين حياتنا اليومي وماحطينا فـ بالنا انه
هالسيره بيكون وراها شي !
وصلنا المستشفى ، دخلنا بسرعه ، سرنا العنبر اللي فيه يدتيه ، وعند الباب (يدتيه " أم أمايه" وأمايه وأخويه وبنت عمتيه وولد عمتيه وأبويه وولد عمي)
وعمتيه كانت داخل عند يدتيه ، النظرات ماكانت اتبشر بالخير ، لحظات كانت فتره تواجدنا وفجأه أعلنوا عن حالة طواري فـ الغرفه الفلانيه ، وأنا وبـحاله تنعدم
فيها الحاسيه والتفكير ومع تكرار رقم الغرفه ( هذي مب جنها حجرة يدتيه ! ) ، ماوعينـا إلا بـ ( الدكاتره والممرضين )
يحدرون بسرعه ( غرفة يدتيه ) ووراهم ( أخويه وولد عمتيه ) ، ماعرفت شو أسوي أو كيف أتصرف ، سبقتني دموعي فـ التعبير ومع تزايد
عدد ( الدكاتره ) تزايدت دموعي فـ الانهمار ، دقايق معدوده كانت فترة تواجدهم داخل عند يدتيه وبعدين بدوا يظهرون واحد ورا
الثاني ، شو استوا داخل ! ( سؤال تراود فـ أذهاننا جميعاً ) ، لحظه صمت " شو يستوي داخل الحينه ؟! "
وبدافع من الفضول ( من اختيه الصغيره ) فتحت الباب طاحت عينها ع ( عمتيه وكانت اتصيح وتلوي ع أخويه ) شو السالفه شو صار ( صدت الصوب الثاني )
وجافت ولد عمتيه ( يغطي ويه يدتيه بـ الفراش ) تلتها صرخه ألم " ماااااااااااااااااااااااا اااااتت " واهنيه تعالت صرخات البكاء والحزن
ومع تزايد الصرخات تزايدت معاها نظرات الشفقه والأسى لحالنـا من المتواجدين فـ المستشفى
عمتيه كانت أكثرنـا صدمه ( أميه نشي نشي أدريبج حيه نشي ما أباهم يدفنونج وإنتي حيه !! نشي نشي )
الصياح مابيفيد ، هيه سدتكم وسدت اعيالكم واعيال اعيالكم ، والوالدين حتى لو ماتوا بيتمون حيّين فـ القلب " جمل كلها حكم اتريح الواحد قالها ولد عمتيه "
يدتيه اللي غمرت بحنانها وطيبتها وكرمها كل من يعرفها
يدتيه اللي ما أتخيل هـ الحياه دونها ،، رااااااحت
أبا حد يجذبني
أبا حد يقولي لا هالشي مب صح هالشي ماصار
ياليت والله ياليت
ما ودي أطوي ذكرياتنا معاها
سوالفها معانا ،، مادوي أطويها فـ صفحة الماضي !!
ماعور قلبي غير جمله قالها أبويه "ماتت الحرمه اللي كانت اتحبني"
وفـ نفس الوقت مافرح قلبي غير جمله قالوها عقب ماغسلوا يدتيه وشلوها " ماشاءالله عليها خفيفه وويهها منور "
انا أدري الموت حق
انا أدري الموت ما يعرف صغير ولا كبير
انا أدري الموت مكتوب علينا كلنا
أنا أدري هاي سنة الحياه
أنا أدري
أنــــــــا أدري
والله أنا أدري
وأنا أدري بعد إنه ما بيدي شي أسويه
بس والله شعور صعب صعب
صعب انه نتقبله
" وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرُ لكم "
ما بيدي غير إني أدعي ربي
اللهم اجعل قبر "يدتيه حمده" روضه من رياض الجنه، ولاتجعله حفره من حفر النار،،
اللهم أعذها من عذاب القبر، واملأ قبرها بالرضا والنور والفسحه ،،
اللهم يمـّـن كتابها ويسر حسابها وثقل بالحسنات ميزانها وثبت على الصراط أقدامها
وأسكنها في أعلى الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلى الله عليه وسلم)
اللهم نتوسل بك إليك ونقسم بك عليك أن ترحم "يدتيه حمده" ولاتعذبها،،
اللهم آميــــــــــــــن
:
مواقع النشر (المفضلة)