ألنقص فيك ؟؟

.
.


حينما تستيقظ يوما

لتجد بأن الألم قد وصل بك إلى قمته

و أن الكون قد أظلم تماما أمام ناظريك

فلا تبصر سوى السواد أمامك

فتحاول يائسا أن تصرخ بأعلى صوتك

باحثا عن مخرج

و لكنك تعجز عن ذلك

لأن الألم قد تمكن منك

و كمم فاك

.
.


تبدأ رياح الاحتمالات بالعصف بك

و تدفعك بقوة نحو الهاوية

محاولة أن تمحو ملامحك تماما من الوجود

فأنت .. من أنت؟؟

أتدرك ذاتك؟

و ما دهاك؟

أسئلة لا حصر لها تتدافع في مخيلتك

و لكنك لا تملك الإجابة لأي منها

.
.


تمد يدك باحثا عن من يخلصك مما أنت فيه

و ينقذك من السقوط

فلا تجد

تتشبث بـ الأمل (( آخر ما يمكنك الإمساك به ))

و لكنه ما لبث إلا أن تلاشى لقوة الرياح

لذا تغمظ عينيك استعدادا للسقوط

لتهرب من العتمة

الألم

و الأمل

تغمظ عينيك لتريح نفسك من هم البحث عن مخرج

.
.


و لكن قبل أن تسقط

يتردد في أذنيك نداء

طالما تكرر على سامعيك في السابق

و لكنك لم تكترث له

نداء.. كان في السابق يهز كل ما يحيط بك

إلا نفسك

و لكن الآن الأمر اختلف

فنفسك هي أول من هزه هذا النداء

((و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان))

((قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان))

((قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان))

فما أن تلفظت به إلا و هدأت تلك العاصفة

و سكن كل ما يحيط بك

و نفسك كذلك

.
.


لذا .. تفتح عينيك لتتأكد

أسقطت في الهاوية.. أم .....؟

.
.


و ما أن فتحت عيناك إلا و فوجئت بما ترى

فأنت لا تزال في مكانك المعتاد

و لكن لا وجود لزمجرة الرياح

و لا ما كنت تخشاه

فتدرك حينها بأن رحمة الله قريب

و لا تتطلب منك سوى المبادرة

فالله قريب منا دائما

.
.


فإن ابتلاك

اعلم بأنه مشتاق لسماع صوتك

و إلحاحك في دعاءك

و الابتلاء

ليس لنقص فيك

بل هو لرفع منزلتك

.
.


فكن حريصا على التقرب منه

فكما يقول جل و علا:

"إذا تقرب عبدي مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة"

فهل هناك يا ترى أعظم من هذا الحب؟

.
.

وحي القلم