لم أشعر كأي طفل بالشهور الأولى من حياتي ، فبطن أمي كان مسكني ، وفيه احصل على غذائي ، بعد مرور تلك الشهور الخمسة ، بدأت أشعر بما يحصل حولي ، وكم هي سعادة والدي كوني أول أبناءه ، فالانتظار قد طال حتى تحصل تلك العائلة السعيدة على ابن يحمل اسمهــم ، لكن هناك عاهه سوف ترافقني عند ميلادي ، وقد تلازمني حتى وفاتي ، فالمسكن الجديد لي بعدما قضيت تسعة أشهر في بطن أمي هو غرفة العنايـة المركزة ، والأنابيب هي وسيلتي للتغذيــة ، والزوّار من أهلي يحضرون بين الحين والآخــر ، فقد خرجت من حبس بطن أمي لأُحبــس بين جدرانٍ أربعـــة ، ومعداتٍ طبيــة لا استطيع العيش دونها ، والثياب البيضاء تحاول أن تبقيني على قــد الحيـــاة ، وكذلك الممرضات معهم ، لا أعلم إلى متى ستبقى حالتي هكذا ، وهل تعيش العائلة في حزن أسود بعدها كانت الفرحة بيضاااء بسببي ؟!

شكراً يا ( مزايــــا ) الراقيـــــة ’’

..