السلام عليكم
اللهم إجعل مقالي خفيفاً عليهم
أستغرب عقليات البشر حين يفكرون بالزواج ، إذ أن الأحلام و النوايا ، بالغالب تنحصر في دائرة ضيقة و هي (الأنا) فأنا أريد و أريد و أحلم و أتمنى ، أما عن رغبات و أحلام الطرف الآخر فهي متجالهة تماماً من الحسبة ، و هي غالباً بالناقص أو السالب ، و كأن دفة الحياة تدار لرغبة أحد دون الآخر .
سأتراجع .. عن خطبة فتاة ، نظر ذويها لسعر مركبتي ، فقرروا أن يكون مهرها كسعر مركبتي ، (مثل ما شريت سيارة بــ180.000 درهم فــ مهر بنتنا بعد 180.000درهم) ، و أقول لكل أب و أم يتبعون هذا المبدأ ، أن يضعا لافتة عند باب منزلهم ، و يكتبون عليها بصريح العبارة ، (بناتنا للي يدفع أكثر و معاني الريال ما تهمنا) ، فهناك فرق بين أن أعقد قران على فتاة و أن أبتاع فتاة ، و لو كنت أملك الملايين ، لما أرخصت 100.000 درهم ، من أجل فتاة ينظر لها أهلها ، على أنها سلعة استثمارية ، أو مفخرة مادية أمام الملأ ، سأتراجع عن خطبة فتاة لا تعرف قيمتها الحقيقية .
و نصيحه لكل شاب .. دامك ساير بتخطب .. مر عليهم بكورولا موديل 1990 و سمني (عايش كورولا) إذا سوولك سالفه .
لتجلس .. في بيت ذويها تلك التي تظن ، أن الزواج يمثل حبل النجاة ، من تسلط ذويها و تحكمهم بها ، و التي تظن أن الزواج راحة قبل أن يكون مسؤولية ، و التي تعتقد أن الزوج وسيلة للاستقلال قبل أن يكون رفيق للعمر ، و التي تنشد من الزواج حلم (مشي الدلع للكوشه) ، و التي تريد أن تتزوج لأن قريباتها سبقنها فقط لا غير ، و التي يدور في ذهنها أن بعلها سياعملها كأميرة و هي لا تعرف الفرق في الطبخ بين (عيش عيين و عيش نثر) ، و التي تتصور أن زوجها ملك لها وحدها و لم يعد له أهل ، و التي فشلت في دراستها و عملها و تريد أن تعوض ذلك بالزواج ، و التي تحلم أن الزواج عبارة عن وردة - سفر - هدايا - دلع - مرح و الباقي لا يهم ، و التي تنتظر من الزواج بطاقة Visa مفتوحة السقف للأبد ، لتجلس في بيت ذويها من يدور في بالها أن الزوج كائن متخلف ستعيد صياغته كيف ما تشاء .
و نصيحه لكل شاب .. دامك ساير بتخطب .. و عندك فرصه تكلم البنت أو تسأل عنها .. حاول تفهم الزواج عندها مشروع و لا خطه و لا شو السالفه .. و سمني (عايش التي ..) إذا ما لقيت بين كل عشر بنات ، سبعه منهن يفكرن باللي كتبته .
و لحظه يا بنات لا تاكلون جبدي .. الحين دور الشباب محد أحسن عن حد
تراجعي عني ، متى استرخصت قيمة مركبة بــ 180.000 درهم ، و استنكرت ذات القيمة من أجل مهر ، فإن كنت ترى أن للمظهر قيمة ، فتأكد أن النسب أقيم شيء ، و مدعاة للفخر و التميز و بمن ظفرت ، للناس أعرافها فحين تكون الفتاة ، في نظر ذويها غالية ، يجب أن تحشمها بكرمك ، فبعض العوائل تنظر لفعلك و تبالغ أحيانا ، لتراك إن كانت ابنتهم تعنيك أم لا تعنيك ، و هي وسيلة قد تكون سلبية و لها تبعيات و مسوائ ، إلا أن بعض الأهالي لا يطمئنون على مستقبل اينتهم ، إلا إن تأكدوا أن المتقدم سيبذل النفيس و الغالي ، من أجل اسعاد ابنتهم ، ذلك حق فيجب أن تراعيه ، و إن لم تقتدر فلا تزعج الخليقة و تطرق بابهم ، و علق لافتة على صدرك تفيد ، (أبغي أتزوج و مابغي أدفع) .
و نصيحه لكل شابة .. إذا ياج خطيب .. إطلبي طلب غريب كاختبار و قوليله .. أبا نفس سيارتك هدية للزواج و المهر مثل ما حدده الشيخ زايد رحمة الله عليه .. و سميني (عايش موتر) جان وافق .
ليجلس .. في بيت ذويه ذاك الذي يظن ، الزواج أن تظفر بجميلة حسناء ، تطغى محاسنها الشكلية على عيوبها الأخلاقية ، و الذي يظن أن الزواج راحة قبل أن يكون مسؤولية ، و الذي يعتقد أن الزوجة وسيلة للاستقلال قبل أن تكون رفيقة للعمر ، و الذي ينشد من الزواج حلم (معرس و بشت) ، و الذي يريد أن يتزوج لأن بني عمومته سبقوه فقط لا غير ، و الذي يدور في ذهنه أن امرأته ستعامله كملك و هو لا يعرف كيف يسدد فاتورة الكهرباء ، و الذي يتصور أن زوجته ملك له وحده و لم يعد لها أهل ، و الذي فشل في دراسته و عمله و يريد أن يعوض ذلك بالزواج ، و الذي يحلم أن الزواج عبارة عن أكل - شرب - نوم - هندام - راحة بال و الباقي لا يهم ، و الذي خطط سلفاً أن يستغل راتب زوجته ، ليجلس في بيت ذويه من يدور في باله أن الزوجة خادمة ستسهر على راحته .
و نصيحه لكل شابة .. إذا ياج خطيب .. و عندج فرصة تكلمينه أو تسئلين عنه .. حاولي تفهمين الزواج شو يعنيله و كيف ينظر للبنت (قرينة عمر ولا خادمه) و سميني (عايش الذي ..) إذا ما لقيتي بين كل عشر شباب ، سبعه منهم يفكرون باللي كتبته .
شو هالتناقض يا عايش ؟
طيب شو الحل ؟
ليكن تفكيرنا دائماً
" أريــــــــد أن أســـعــــد الآخـــــر "
و دع عنك الأنانية
فبقدر نواياكم ترزقون
الزواج حياة و ليس مشروع
إلغي من فكرك فقرات الجلوس و التراجع التي خططتها عالياً .. و اعتبر نفسك لم تقرأها فهي لا تمثل سوى ، انتقاد بسيط لمفاهيم خاطئة ، على أساسها تبنى زيجات ، تتصدع جدرانها من أول سنة زواج ، بالتالي لا تكون العاقبة سوى ندم على سوء الإختيار ، و ندب حظ يرافقنا لباقي العمر ، الكل يرجو من الزواج السعادة ، و السعادة لا ترتكز على أرض غير مستقرة ، و الإستقرار حياة مفعمة بالإطمئنان ، و الشعور بالإطمئنان لا يوجد بدون أولائك الذين يغدقوننا حباً و عطفٌ و حنان ، أولائك الذين سيسعدوننا حقاً لو أسعدناهم ، فليس المهر و ليست الأحلام الفردية ، من سيحدد سعادتنا غداً ، إنما قدر نيتنا في إسعاد الآخر .. و إن لم يكن ذلك سبب الزواج .. فعلى الدنيا السلام
و سلام
مواقع النشر (المفضلة)