كثيرًا ما تصلني رسائل عبر النقال أو البريد الإلكتروني بعضها يحمل الحزن والآسى وبعضها يحمل السعادة والفرح يستوقفني بعضها وأتجاهل البعض الآخر ولا شك بأن ذاكرتي لن تسعفني بسرد كل الرسائل التي تلقيتها في حياتي بل أكاد أجزم أنها لن تسعفني على سرد نصفها لأنها وجدت من أحداث الأيام وتصاريف الدهر ما يشغلها عن تلك الرسائل ............

في أحد الأيام جاءتني رسالة من امرأة أعتقد أنها على مشارف الأربعين كتبت في الرسالة (( تكفه يا وليدي لا تخليني على الله ثم عليك )) هذه سيدة عراقية تريد حفاظات وحليب وحالتها في غاية السوء بكيت لأنني لم أستطع مساعدتها فراحت تندب حظها بعيدًا عن أعين الناس ....

عبدالمحسن طفل من فئة البدون ذكي لدرجة لا تصدقها ولا تتصورها تبارك الله أرسل لي والده رسالة يقول فيها أن ابنه عبدالمحسن يتوجع من ألم الأسنان ولا يجد من يعالجه ولك ان تتصور كيف يقاوم الطفل الصغير ألم الأسنان إذا كنا نحن الكبار نعجز عن مقاومته ....

فتاة عربية أرسلت رسالتها وهي تغالب دمعها الجاري فما بين الهوى وما بين العقل أضاعت الفتاة عفتها وشرفها وأرسلت لي تطلب مني حلاً وهل أملك حلاً لهذه الكارثة التي نزلت بها بإختيارها ؟ بكيت على فتيات يبعن الآخرة بالدين وينخدعن وراء الحب وينجرفن وراء الشهوة ولا حول ولا قوة إلا بالله ..............

مبروك لقد نجحت !!!! هذه العبارة لن أنسها طوال حياتي فلها الآثر الكبير تلقيتها بعد نجاحي من الثانوية العامة فقد أبكتني من فرط السرور وصرت أشعر وكان الأرض بي تدور صرخة وقتها صرخة فكان صداها يردد حتى يومي هذا ....

تكفه يا أخوي لا تردني والله محتاج سلف أبي اشتري حق عيالي أغراض والثلاجه فاضيه !!!! هل لك أن تقاوم هذه الكلمات أو هل لك أن تتصور عندما تأتيك الرسالة وبين وبين صاحبها مسافات شاسعة ولا مجال للمساعدته تخيل عندما يصرخ طفل من شدة الجوع وتنام طفلة بأحضان العطش وأنت لا تحرك ساكنــًا ........

اليوم أنتقل إلى رحمة الله أحمد ونواف وسيتم الدفن غدًا ولم أكمل الرسالة حتى صرخت وبكيت وتأثرت وحزنت ثم أعدت قراءت الرسالة فاكتشفت أنني قرأتها بالخطأ والصحيح انتقل إلى رحمة الله عم أحمد ونواف فبكيت من الضحك على تسرعي وجنوني ........

كل هذه الرسائل لم تستوقفني مثل الرسالة التي تلقيتها صباح الأمس فقد كانت تحمل في طياتها ما يؤكد بأنني صادق الفراسة أكرمني الله بنظره ثاقبه تلك الرسالة قرأت أحرفها وتمعنت ما فيها فحمدت الله على انه لم يزل في الدنيا أناس يخافون الله ولا يتجاوزون الحدود وشكرته أن سخر لي ما يتناسب مع فكري وآرائي ومبادئي واسأله أن يجمعني وكاتب الرسالة إن كان لي فيه خير وإلا فهو أعلم ..........