جهزت أمتعتي وأحكمتها كما ينبغي وهيأت نفسي للرحيل بعد أن قمت بطي الأوراق وتأجيل الأشغال والإرتباطات ولم يبق إلا أن تقلع الطائرة لأغادر وطني وأهلي وإنشغالاتي ذاهبـًا إلى بلد حباها الله بالطبيعة الخلابة ففيها البساتين والرياحين والزهور وفي الشلالات والأنهار والوديان وفيها الطيور والفرح والسرور وفيها الطفولة وذكريات الأمس البعيد ......
رعى الله تلك الأيام لما بها من جمال وعذوبة يوم كنا نمشي في شوارعها نستكشف الآثار ونبحث عن الحدائق والملاهي أطفال لا نعرف إلا اللعب نركض من هذه الحارة إلى تلك الحارة ومن هذا الشارع إلى ذاك يغرينا بائع الحلوى وتستوقنا مدينة الملاهي وننسى التعب والجوع ونخاف من الضياع ......
الحق أني أجد بداخلي لهفة صادقة لتلك الأيام الجميلة التي قضيتها في سوريا بلاد الطبيعة الخلابة ولذلك قررت بالأمس القريب أن أزورها زيارة المحب الولهان لعلي أجد بها طفولتي الضائعة تلك الطفولة التي لم أكن أعرف فيها إلا اللعب والمرح ولم أجد بها ما يكدر خاطري أو يعكر مزاجي فقد سئمت من تحمل المسئولية وتعبت من تزاحم الأفكار في ذهني وتلاطم الآراء حولي وصار الطيش حلمي والجنون أمنيتي فلا عقلي يتسوعب واقعي ولا واقعي يناسب عقلي وأحسب أني لو استمريت بما أنا عليه من الجهد البدني والنفسي مرهق حالي لا محالة من ذلك ويغلب على ظني أن السفر ما هو إلا إستراحة محارب لتبدأ المعركة من جديد ...
هنا أقف ...................... على أمل العودة لكم بتاريخ 8/ 5/ 2008 واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .....
مواقع النشر (المفضلة)