"اجعل ألمكَ قيثارة ,
رطّب شفَتيكَ
عندَ شفتي جرحَك ,
في فجرٍ ما , في مساءٍ ما ..
إجعل ألمكَ قيثارة ..
و اضحَك و متْ .

؛

سأقولُ إنّ الحياةَ هي التّابوت
الذي يموتُ فيه فرح النّاسِ و حزنهم .

؛

كيفَ يُمكنني أن أعلم
إذا كان صوتكَ جميلاً ؟

جلّ ما أعرِف أنهُ يخترقني ..
يجعلُني أرتجفُ كورقة ..
يمزّقني ,
و يكسرُني ..

؛

نواحكَ يزيدكَ ضعفاً :
يا أيّها القلب , تعلّم أن تصمِت .
وحدهُ الصّمت يُشفي , الصمتُ يمرّس .
بعفّتهِ التي لا تُمسّ و صدقه البلا ذنب .

تودّ أن تختبر معاناة الحياة الشّغوفة ؟
تعلّم أن تصمتَ يا قلبي ..
بالجروح و الحمّى لن يشتدّ عُودك ,
و قاسياً مثلَ الفولاذ هوَ معقل السماء .

؛

لستُ أنا مَن يصرخ ,
بل هيَ الأرض تهدِر .

حذارِ .. حذارِ ..
قد جنّ جنونُ الشيطان .

؛

الواجب و الحبّ ..
حملُ مزدوج , كنزانِ في كنز !
لكن من يحبّ و يحبّ عبثاً ..
لا وطنَ له ,
معرّضٌ هو لكلّ الأخطار ,
كمثلِ حيوانٍ يقضي حاجته .

لا منفذ ,
حتى لو كانَ قدّر لكَ
أن تقتل أمّكَ قبل أن تترُكَ نهدها ..
موجودةٌ هي تلكَ التي تفهم هذي الكلمات الحزينة :
لكنها رمتني بعيداً عنها ! .

لا مكانَ لي
بين الأحياء .
رأسي المُتعَب يطنّ
طافحاً بالهمومِ و الأحزان ,

مثلما ترنّ تلك الخشخيشة
في يد الطفل
الذي يهزّها في وحدته .

؛

أخيراً ,
سأطيرُ بعيداً كمثلِ قبّرة .
سأطيرُ بعيداً , لكن أنتم ستظلّونَ و ستعيشون
طويلاً و جيّداً .

؛

هذا إنسان .
أنظروا كيفَ غيّرتهُ القنبلةُ النوويّة :
لقد نفخَت الجسد إلى حدٍ مرعب ,
و حوّلَت الرجل و المرأة شكلاً واحداً .

آه , اصغوا إلى الصوت الطالع مِن هذهِ الشفاه المتورّمة
على وجهٍ محروقٍ و متفحم .
ساعدوني ,
يقولُ الصّوت الخافت الرقيق :
هذا .. هذا إنسَان .
هذا وجهُ إنسَـان .

؛

يرتدي الموتُ نظرةً لكلٍ منا :
سيجيء الموتُ و ستكونُ لهُ عيناك .
سيكون لهُ طعم التخلي عن رذيلَة ,
سوفَ يُشبهُ رؤيَة وجهٍ مضى ,
ينبثقُ مِن المرآة ,
كما الإنصاتُ إلى شفةٍ مضمومة ,
سيكون آنذاك ..

سوفَ ننزلُ إلى الهاويةِ بسكون ."



فلسفه متعبة مرهقة هي فلسفات الموت،
و شكله و رائحته و غربته،
ربما يتساءل البعض كيف تسكن أحرف الموت تلك الأرواح التي تدعّين يا أتمنى!
رغم كل تلك الارتجافات و الرعشه النبضية في احرف الموت .. إلا أنها الأكثر بعثاً للحياة !


سيجئ الموت و ستكون لهُ عيناك | أنطولوجيا - ترجمة: جمانة حداد


.
.