"الكلمة -قال لنفسه- في أحيان كثيرة أقوى من الرصاصة .
الرصاصة تذهب بسرعة خارقة لتقتل وتنتهي ، أما الكلمة فتظل تقتل طالما ظلّت تتردد ، تفعل ذلك بهدوء ، لكن بشكل قوي ، تماماً مثل السكين التي تهبط ، دون صوت ، في اللحم الحي لتقسمه إلى نصفين ، لتجعله يحس ، وهو ينحزّ ، كم من الآلام ترافق ضغطة اليد ، نظرة العين ..!"
تعبير توقفت عنده مدة ليست بالقصيرة أبداً،
أو ربما أوقفتني بعض الكلمات "القاتلة" الماضية عنده،
من المزعج جداً أن يكون الإنسان "حساس أكثر من الحد المقبول"
و من المزعج جداً أن ضربات كثيرة لا تؤثر فيك لكن
تأتي أحياناً كلمة أو حتى إيحاء يهبطّك و إن كنت تحتضن السحاب!
يخترقك و يجتث كل الاطمئنان ليبعث فيك أحاسيس غريبة
و يلوي أمعاءك ثم يضع يديه على عينيك لتشعر أكثر بالصداع يمزق عقلك
و يوقف جريان الدم فيه ليمنعك من أن تقول لنفسك في تلك اللحظة
"هيييييييييه اشفيك هذي مجرد كلمة ما راح تغير شي، اصحى و لا تخلي حساسيتك "تذبحك"" !
*عبدالرحمن منيف - أرض السواد
.
.
مواقع النشر (المفضلة)