أعرف سحرك وضغفك. أعرف كيف تنكسر. حسّاس حتّى الموت مثل غيمتك البنفسجيّة.
لا أنا استطعت أن أكون أنتَ. ولا أنتَ استطعت أن تكون أنا! وهل من الضروري أن يكون
أحدنا هو الآخر ؟!.

ماذا يحدث لو نركب الآن قطاراً لا يتوقّف؟! ماذا يحدث لو يسرقون منّي سحابات هذه المدينة
الملوَّنة؟ ماذا يحدث لو نموت وفي فمنا شيء من الحزن على أشواق هذه المحطّات الّتي لا يتوقف
ضجيجها الممتع؟ هززت رأسك. وكنت مثلك لا أعرف الجواب لكنَّ الشيء الوحيد المؤكَّد, هو أنّنا
سنكون حزينين حزناً كبيراً. هي المدينة الآن تتسرّب من بين أصابعنا كحبّات رمل تستبيحها أقدام القتلة.

عليّ أن أصرخ وسط هذا الفراغ بأعلى صوتي حتّى لا أُجنّ. حتّى لا أضيّع هذه الذاكرة المثقلة بالظلام
والأضواء القليلة ولألم الكثير. عليّ أن أجنّ لأصرخ بأعلى صوتي, بأقصى جنوني!.

صارت نسمة. تأمّلْ!
لقد صرتُ شفّافة!
كم أريد أن أطير في الفضاءات, أن لا تحكمني الأرض عندما أرقص, تلك هي مريم,
وتلك هي كلماتها, كلّما خرجت من مشهد بالية. تتحول نار. إلى شعلة ملوّنة.

هل تراني؟! لقد صرت شَفّافة!
نعم!! لقد صرتِ خيط الجنة الرقيق والحادّ, مدَّتْ يديها من جديد. سحبتني إلى صدرها أكثر,
مددت يدي إلى خصرها. كنت أخاف عليها من أن تسقط. أن تذوب مثل قطعة ثلج صافية كحبّة بلّور.


سيدة المقام واسيني الأعرج


_