صبحكم الله بالخير


... اختنا أنامل قلب .

شكراً لإعارة تعقيبي لحظة من وقتكم .


مدمن سابق .. بعد أن أقلع عن الإدمان انظم لإحدى مصالح إعادة تأهيل المدمنين و هو لا سابق خبرة لديه سوى الإدمان و تعاطي غالبية أنواع المخدرات .. و التدخين كان لديه إدمان و عادة بالإضافة لإدمانه .. كان على قناعة من أن دوره كمعالج لهذه الفئة لا يقتصر على كونه يجب أن يحمل شهادة طبية تفيد بقدرة على إعادة تأهيل هذه الفئة إنما يشترط أن تكون لديه الخبرة في كيفية التعامل أو إقناع هذه الفئة على محاولة ((..محااااولة..)) الإبتعاد عن بعض عاداتهم السيئة ...

نحن دائما على خط حين ننتهج مبدأ الرقم 2 أكيد سببه 1+1 .. و هنا تكمن خطورة ارشادنا لأي فئة كانت تدمن على أمر ما .. و ذلك يتمثل في الأمثل الآتية :

راسي يعورني : أكيد من السجائر ودرها بتفتك
ما أشوف عدل : من السجائر ودرها أحسنلك
الجيوب ملتهبه : طبعاً من السجائر ودرها بترتاح
ما أقدر أتنفس : و تزيد عمرك بسجائر ؟
صدري ،، بطني ،، عيني ،، راسي ،، أحس بنفضه ،، عيوني تزغلل ،، أحس بدوار ،، و و و ووو

نلاحظ الطرف الناصح .. كأنه قاضي و عرف للعلة سبباً و أتى يرشد و ينصح بفاه الخبير .. ينهر تارة و يتذمر تارة أخرى .. قصوره بعد ما يلايم المدخن كف ع بوزه !!

نحن دائما ننظر للمدخن على أنه سفيه لا يعي مصلحته الشخصية و نناقش في مسألة التدخين و كأنها الخطر الأول الذي يداهم البشرية و الكرية الأرضية ..((نتجاهل)).. أو لا نستطيع استيعاب الأسباب التي تقود لكل إدمان أو عادة سيئة و نمثل دور من سار في مسيرة احتجاج لأنه على علم أن الإحتاج حق مشروع و القضية أيضاً مشروعة فما الضير من (الحشر مع الناس؟) .

أتيت بمثال المدمن السابق في بداية تعقيبي لأقول أن النصح و الإرشاد يكون جهلاً حين لا نلم بكل الأمور المسببة و المؤدية لهكذا حالات و عواقب التوجيه تكون دائماً عكسية لأن المدمن يحتاج من يفهمه لا من يردعه أو يتذمر منه و يلقي عليه النصائح لأنه خال من العيب المقصود .. فيتحتم على من أراد أن يشكل فرقاً في نتيجة إيجابية أن يلم بالأمور كلها لا أن يكتفي بتقمص نظرة المجتمع السلبية لفئات المدخنين .


اختي أنامل قلب ...

بعض المدخنين يدخنون إنتحاراً و ليس الغرض منه سوى الإنتحار البطيء لكره للنفس أو لعقد دفينة في ذواتهم .. هذه فئة لن تكترث لا لشعارات التحذير و التنبيه و لا التوبيخ حتى ينفع معهم .. لأنهم ينظرون لأنفسهم على أنهم أحرار بما يفعلونه بأنفسهم .. فهؤلاء نبحث في علة إدمانهم أو نبحث في علة نتائج إدمانهم ؟

و لا زلت أصر أن يكون السكر حليفاً للتدخين فأقول : البنت يوم تتضايج تخم حلويات الجمعيه كلها و المدخن يوم يتضايج يخلص باكيت في ساعه .

مجرد دعابه


نقول :: لنبحث عن الأسباب لأن أسباب التدخين تكون كالتالي :

إما تقليد أعمى

فنبحث في قدواتنا و كيف نعلم الصغير (كيف يقتدي)

إما فراغاً

فنبحث في كيفية شغل المراهقين (لوقتهم)

إما مزاجاً

فنبحث في كيفية بناء شاب (بمزاج خالٍ من التعقيد)

إما عقداً

فنبحث في نفسية المدمن و مسببات إدمانه

إما ضياعاً

فنبحث في كيفية إبعاد أبناءنا (عن عالم الضياع)



لكن من الخطأ أن نقول للمدخن ..((إللي تسويه غلط)).. دون أن نلم بماضيه و نعرف قناعاته و ندخل في شخصه لنتحرى ماهيته .. و يبقى الأهم أن نبعد عنه اصبع الاتهام بأنه شبه سفيه أو لا يعرف مصلحته .. يعني لا تنتقدونه .


مشهد : واحد يرمس ربيعه و يقوله كيف تعلمت اتدخن .. قاله من اخويي .. قاله اخوك بعده يدوخ ؟ قاله لا ودر من زمان .. فرد عليه و قاله عيل إنته ليش بعدك اتدوخ دامك اتعلمت من اخوك التدخين ليش ما تعلمت اتودر التدخين مثله .؟

حوار لا أهمية له لو قرأناه سريعاً .. لكن نلاحظ أن الطرف الأول لم يناقش مساوئ التدخين إنما تابع حلقات التدخين و أوصلها ببعضها .. و ع فكره المدخن المقصود في المشهد أقلع عن التدخين بعد 4 أيام بالضبط .. و هذه كانت نظرية المدمن السابق في بداية تعقيبي .. كان موقن أن التعامل مع الأسباب أفضل مليون مره من الإقناع بالنتائج السلبية .



اختي أنامل قلب .. كتفي عورني و السبب إنتي



اخوكم عايش