اتحية طيبة ...
حياك الرحمن أخي ..
القراءة عرفت منذ قديم الزمان بتهذيبها النفس البشرية و مهما اختلفت أهداف القراء و تطلعاتهم فيبقى للقراءة منزلتها الخاصة و هي إحدى الأسس و الركائز الأساسية في تقدم الحضارة الإنسانية و المحافظة عليها و هي إحدى الوسائل الأكثر فعالية منذ قديم الزمان و إلى الآن في نشر الكلمة المطبوعة و نقل المعلومات على امتداد واسع سواء كان ذلك بغرض سياسي أو ديني.
في البداية يقرأ الإنسان لرؤية شيء جديد يفيض من خلال كلمات الكتاب فيسمو بروحه و عقله مع تراقص الكلمات الرائع لصفحات تلك الكتب و كلما قرأ اكثر قل تراقص الكلمات حتى يستحيل إلى العدم ! وعندما يواصل قراءته بين الكتب فهو يقرأ يمر الزمن بهدوء و صمت و قلما يقع على شيء جديد الجديد يجده إن أراد .. والعكس ، وبالتالي فالأمر هنا يعتمد بدرجة كبيرة على القارئ نفسه ، فلا يمكن أن يصل الانسان لمرحلة التشبع بالقراءة ، إذ أن ما يقابله القارئ من كتاب بحد ذاته يجسد شخص الكاتب وفكره بشكل أو بآخر ، فلايمكن أن يصل لمرحلة يرى بتعدد هؤلاء النفوس "الكتب" ما لا يثير فكره ، لأن الاختلاف هنا لا بد منه ، إلا إن اكتفى بتكرار القراءة للكاتب س مرة تلو المرة تلو المرة دون محاولة التغيير بانتقاءه ، فهنا قد يستصعب الوصول لما يثري ويثير فكره .. إلا أنها تظل متجددة وإن كان التجدد بقدر بسيط كما وصفته .. وهنا يكمن التحدي .. بأن تنل الفائده وإن كان الكتاب بسيط القيمه .. ضئيل الفكر .. ! و لكن في الواقع هناك في مكان مجهول بين الكتب لا تزال هناك جواهر ثمينة كان ليقايض بها السنوات المتبقية من عمره لمجرد قراءتها و لكنها لن تصل إلى يده أبدا سواء أكانت اللغة هي الحاجز أم ندرة الكتاب و بعده الجغرافي عن القارىء. جميل وأوافقك بقولك .. وللتنبيه فقط فإننا كذلك هنا .. بالوسط الذي لا تتواجد به تلك الحواجز .. نملك الكثير لنقرأه .. ونملك كثر ممن يملك الكتابه إلا أنهم اكتفو بالصمت .. والاسباب كثيره .. !
و قراء آخرون بروح متأججة يقرؤون ليلا نهارا دونما هوادة لا يعتري نفوسهم الملل يرون الجديد فيما لا جديد فيه نعم .. أحيانا يكون كذلك .. وأحيانا أخرى يكون الجديد بنظرهم بعيدا عن مقصد الكاتب نفسه .. إلا أنه يبقى جديدا أوجدوه وأفيدو منه .. ! لا لشيء إنما لإضافة كتاب آخر إلى ترسانتهم المليئة بمئات و ربما آلاف الكتب و البعض يحصي لأرضاء غروره هل هو قارئ إذا .. ! و من لا يحصي فهو لا يزال منشغلا بالقراءة حتى الساعة لا يدري كم من الوقت قد مضى و ما هو آخر كتاب سيقرؤه و إن قرأه فهل سيكمله؟ .. !
مهما بلغت قذارة العالم و الحياة بأسرها فكتاب الروايات المصورة للأطغال يصنعون عالما آخر خاصا بهم حيث يسود الخير و الحب و السلام النفوس و حيث يحارب الخير الشر لينتصر الخير في النهاية و يسود الحب و السلام ذلك العالم و قراء تلك االروايات المصورة ليسوا جميعا أطفال على الرغم من العدد الهائل للأطغال الذين يقرؤون تلك القصص فجموعة من البالغين التي تصر على استعادة إحساس الطفولة و نقاءه الخاص حيث لا يوجد جنس أو قتل حيث لا وجود للتعذيب و الاجرام و تعيش ذلك العالم لحظة بلحظة حتى عودتها إلى عالم الواقع.
جميل جدا ..
و تتطلب القراءة المثمرة تواجد الدماغ على موجات ملائمة و هي موجة بيتا في الأغلب و البعض يقرأ على موجات أخرى و تتطلب القراءة كذلك درجة وضوح عالية فيما يتعلق بالرؤية فالإضاءة الملائمة و سلامة العين البشرية كلها أمور أساسية و حساسة فيما يتعلق بالقراءة و الفهم الصحيح للكلمة المكتوبة.
دخلنا بالعلوم ^_^ ..
الفهم الصحيح للكلمات ضمن سياقها في النص موضوع متشعب جدا في الواقع و لكن مهما بلغت المعرفة فيبقى الفهم الصحيح لما هو مقروؤ أهم من أي شي آخر.
وهي قد تكون أكثر الأمور تعقيدا ..
و كذلك .. فإن اختلاف سمت فكر القارئ والكاتب قد يشكل أحيانا كثيره حاجزا دون إمكانية وصول أحدهما لزاوية ومستوى فكر الآخر .. !
و عن أسئلتك أختى الكريمة ..
ـ باختصار لما تقرأ .. ؟
القراءة ليست عملا عشوائيا إنما هي عمل له غاية و هدف معين و تختلف القراءة باختلاف الهدف و الغاية منها فهناك قراءة بهدف العمل و هناك قراءة أساسها الهواية و المضي بالزمن و تثبيت الروح الإنسانية ضمن نطاق معين أما فائدة القراءة كهواية في الارتقاء بالإنسان و تهذيب روحه و نفسه فلا أشعر بها على الإطلاق لأن هذا الشيء لا وجود له في الواقع سوى واقع الحياة نفسها و فهمنا الذاتي لأنفسنا و الواقع الذي نحيا فيه لا بكلمات شخص آخر و وجهات نظره التي نرفضها إن عدنا إلى نفوسنا و سألناها ما هو الواقع؟
ـ ماهو أول سؤال "استفهام" يخطر بفكرك عندما تقتني كتابا جديدا .. ؟
لا توجد في الواقع أسئلة أقوم بطرحها على نفسي عند اقتناء كتب جديدة فما يهمني هو المحتوى قبل أي شيء آخر و القيمة الفنية للكتاب و ما إذا كان موضوع الكتب يهمني في الوقت الحاضر أم لا و قد يكون هذا هو السؤال الأهم هل يهمني موضوع الكتاب أم لا و لكن مع الوقت تعلمت بأن هذا السؤال عديم الأهمية فهو قد يفسد اختيار الأشخاص للكتب التي يودون قراءتها و بالتالي تضيع عليهم جواهر ثمينه لأنه لم يتبعوا نفوسهم و إحساسهم الداخلي.
ـ كم تستغرق من الزمن لإنهاء الكتاب عادة ..
هناك كتب يتمنى القارىء لو يستمر في قراءتها إلى الأبد لروعتها الخاصة و جمال لغتها الخاص و لكن هذا مستحيل فكما أن لكل كتاب بداية فله نهاية كذلك و على القارىء أن ينسى الماضي و يواصل قراءته فلربما صادف شيئا مشابها في المستقبل و الزمن المستغرق في إنهاء كتاب ما يعتمد بشكل خاص على القارىء أولا و مدى اهتمامه بالكتاب و على الكتاب ثانيا من حيث عدد صفحاته و مدى صعوبة أو سهولة لغة الكتاب و الأفكار التي يناقشها فالوقت المنقضي منذ بداية القراءة و حتى الانتهاء منها هو مسألة نسبية في النهاية فقد يستغرقني الانتهاء من كتاب واحد من يوم إلي يومين على الأكثر و قد يمتد هذا الوقت إلى أسبوعين بسبب حبي الشديد للكتاب و قرائتي له في أوقات تركيزي التام و إحساسي بكل كلمة.
و إن كان الكتاب في غاية الروعة و وجدت هناك أخطاء إملائية أو نحوية فاضحة فيتم رميه دون رحمة ضمن قاعدة اليوم الواحد أو اليومين إن كان حظه جيد.
ـ كيف يكون رد فعل الفكر والبدن عندك
بعد أن تنتهي من قراءة كتاب ما مهما اختلف فيض فحواه .. ؟
(كأن تشعر بالارهاق .. ثقل فكرك .. راحة .. تفكر بقراءة كتاب جديد مباشره .. الخ )
لا شيء في الواقع فلا تزال هناك كتب أخرى عالقة تنتظر و لكن هناك كتاب واحد فقط في العالم قراءته كانت شديدة المتعة و عندما انهيته أحسست براحة في قلبي و سعادة غريبة فهي كانت رواية جنونية حول مجموعة من الايرانيين الأوغاد و علاقاتهم ببعضهم البعض و نظرتهم للحياة و هي رواية آلموت و آلموت بالمناسبة تعني عش النسر و هي حصن ايراني منيع.
ـ إضافة تحب نثرها للطرح هنا .. ؟
شكرا لهذا الطرح الرائع أختى أنامل قلب.
:
:
شكرا .. !
أتشكرني فعلا .. !!
بالعكس وربي أنا اللي يلزم علي شكرك أخي ..
جدا جدا جدا أسعدني مرورك الطيب وتعقيبك وتفاعلك مع الموضوع ..
ولو ان نثرك كان يحبذ يكون بموضوع مستقبل لطيبه وثقله ..
حتى ينال ما يستحقه من مكان ..
مو يكون رد عـ موضوع بسيط مثل اللي طرحته .. !!!
أعدت بقراءة ردك أكثر من مره ..
واستمتعت بالقراءة صدقا .. !
+ كنت أود أن أضع بعض الملاحظات كذلك على أجوبتك ..
لولا اني وضعتها "الاسئلة" لمجرد الاضطلاع والافاده و ...... ..
فاكتفيت بوضع الملاحظات بذهني دون طرحها تفاديا لتشتيت نعقيبك ..
وعن تجربه سابقه لو بقينا نتناقش ما بنخلص ^_^ ..
أحببت ما تطرقت إليه من أمور جــــــــدا ..
كما أعجبني وأثارني فكرك ..
:
كفيت ووفيت وزياده ..
ويزاك الرحمن كل خير أخي الطيب الثعلب الرمادي ..
لا هان الرحمن قدرك ..
وجعلك بفضله ممن أسكنهم دربا رضي عنه ..
وأرضاك به .. !
:
فائق احترامي ..
والمعذره .. !
.....
ملاحظه :
اضافاتي باللون الأحمر وحسب .. !
..
مواقع النشر (المفضلة)