*...*جنـــاقـــل الواحــــات*...*

[وردة روز]

جناقـــــل الواحـــــات


إن كلمــــة جنقــــل هي كلمــــة قديمــــة حديثــــة استخدمها الأولــــون كمصطلح يُطلــــق على بعــــض النـــــاس ،،، وقـــد تم (توريدهـــــا) من اللغـــــة (الأم) الثانيــــــة : الإنجليزيــــــة ،،، ألا وهي كلمـــــة (Jungle ) ،،، وتعنـــــي بالعربـــــي الفصيـــــح (غابــــة) ،،، وعنـــــد إطلاقنـــــا لكلمـــــة (جنقـــــل) أو (جنقلـــــي) على أحـــــدهم فإننـــــا نُشبهه بفتــــى الأدغـــــال (ماوكلي) أو إن شئتــــــم (طرزان) صديــــق (السبـــــلان) كما شاهدناه في الأفلام ،،، وذلك لــــ(دفاشتهـــــم) في المعاملــــــة مع الغير ،،، ووحشيتــــهم في التصرفـــــات ،،، أو إن شئــــتم فقولــــوا تصرفــــات (حمقاويـــــة) ،،،

إننــــا إن ذكرنــــا ذلك يجـــــب أن نعلــــم أن (جنقـــــل) هو مفـــــرد لــ(جناقـــــل) ،،، وإذا ما أردنـــــا تدليــــــع (جنقـــــل الواحـــــات) فإننـــــا ننعتـــــه كما في قاموسنـــــا (الواحاتــــي) بـــ(جُنيقـــــل) ،،، أمــــا إذا أردنـــــا إضافـــــة (تــــاء التأنيـــــث) لنستصـــــدر كلمـــــة لـــ(بنات الواحات) فإنها تُصبـــــح (جنقليـــــة) ،،، وهو مفــــرد لـــ(جنقليــــات) ،،، أما التدليـــــع والتصغيـــــر فهو (جُنـَيقِـلــــة) ،،،

والذي يهمنــــا اليــــوم في (الجنقليين والجنقليـــــات) هم الذكــــور دون الإنــــاث ،،، ذلك أننــــا وجدنـــــا في الآونـــــة الأخيـــــرة أن جرعـــــة (الحماقـــــة الجنقليــــة) قد زادت عن حــــدها المعتـــــاد ،،، والتي في العـــــادة لا تتجـــــاوز الحد المرســــوم لها من قبل السُلطـــــات (الواحاتيـــــة) المحليـــــة ،،، وللعلــــم فقط فإن وجــــود أمثالهــــم لا يعنـــــي تقليـــــل مكانـــــة (الواحــــات) وهذا البيــــت العتيــــق ،،، فـــــلا يكــــاد يخلــــو منهم زمـــــان ومكــــان ،،، كيف لا وقــــد ألفــــت الكتب فيــــهم ،،، وسُـــــودت الأوراق بذكـــــرهم ،،،!!!

قــــد تـــــكون بدايــــــة كتابتــــــي عنــــــهم فيها نــــــوع إشمئــــــزاز ،،، ولم يكــــن ذلك إلا لكثــــــرة (تنططهم) بين أشجــــــار الغابـــــات ،،، مع وجود الفـــــوارق بينهم وبيــــن فتى الأدغـــــال (ماوكلـــــي) ،،، فذاك الفتـــــى يحبـــــه الصغيـــــر والكبيـــــر ،،، فلا يوجـــــد طائــــر يطير بجناحيــــه ،،، ولا حيوان يمشـــــي على رجليــــه ،،، والأفاعـــــي في أجحارهـــــا ،،، والذئـــــاب في أوكــــــارها ،،، إلا و يبجلــــــونه ويوقـــــرونه ،،، ولم لا وهـــــو (الآدمـــــي) الذي عـــــرف قانــــون (الغـــــاب) فاحترمـــــه ،،، وما تربيــــــة (الذئاب) له بعبـــــث ،،، فصـــــار محبوبــــا لدى الحيوانـــــات قبل بني البشــــــر ،،، كل ذلك لأنــــــه احتـــــرم (الحيوانات) و قانــــون (الغابات) ،،،

أمـــــا هـــــؤلاء (الجناقل) الذين لــــم يعرفـــــوا قانونــــا ولا أصولا عرقيــــة ولا تقليديــــة ،،، لم يحترمـــــوا حيوانـــــا فضلا عن أن يحترمـــــوا إنسانـــــا ،،، فسفهـــــوا الرؤســـــاء ،،، وقلـــــوا أدبهـــــم مع الوزراء ،،، فما بالــــك بمن دون هـــــؤلاء ،،،؟؟؟ أقول لك : حـــــدث عن قلـــــة أدبهـــــم ولا حرج ،،، ورحم الله الحكمـــــاء لما نعتـــــوا أخلاقهــــم فقالوا : ( أن من أخلاقهم : قلــــة الأدب ،،، والعُجلـَـــة ،،، والخِفــــة ،،، فإن قال فـُحـــــش ،،، وإن قيــــل له لم يَفقــــه ،،، وإن ضحــــك نَهَــــق ،،، وإن بكــــى خار) ،،، فتعاملـــــه مع النــــاس بلا أدب ،،، وبــ(دفاشـــــة) متناهيــــة ليس لها نضيــــر ولا مثيـــــل ،،،

وكل الأســــف حين تجـــــد هــــذا (الجنقلــــي) قد أفــــرد عضلاتــــه بعد شُربــــه لعلبــــة (ريد بُل) ،،، فقوتـــــه وجبروتــــه في تلك العضـــــلات التي لا يُحســـــن استغلالهــــا ،،، وكأن مفتـــــول العضـــــلات هذا ما وُجد في بيتنـــــا الصغيــــر إلا ليُقل أدبــــه مع هذا ،،، ويُسفـّـــه ذاك ،،، ومن ثم ينهــــق (بضحكاتــــه) كنهيق الحميــــر ،،، فإن نُبـّــــه غضـــــب ،،، وأفــــرد عضلات صــــدره ويديه علينـــــا ،،، وإن أًُحســـــن إليــــه أســــاء وظلم ،،، ولـــم يعــــلم أننــــا نضحـــــك علـــــى تلك الحماقــــــة (الجنقلية) التي تصــــدر من (محتـــــرم) مثلـــــه ،،،!!!

في كثيــــر من الأحيـــــان تجــــدهم مجــــرد قـُـــراء للمواضيـــــع ،،، آسف ،،، بل هم كداخلــــي الحمامـــــات لمواضيعنـــــا (دخول) و (خروج) ،،، فإن أعجبـــــه ما سُطر (ولو ما كمل المقال) فإنــــه يُسفـّــــه صاحبــــه ،،، وإن لم يعجبـــــه ما كـُتـــــب ،،، فحدث عن قلــــة أدبــــه بمــــا شئــــت ،،، بــــل يَحسَــــب أنــــه يقــــول أمــــرا وهو علــــى صــــواب ،،، فإن (الجناقل) لا يعلمــــون شيئــــا ويحسبــــون أنهم يعلمــــون ،،، ولقــــد قيـــــل قديمـــــا عنــــد تقسيم الحكمـــــاء للنـــــاس : (ورجـــل لا يعلـــم ولا يعلـــم أنه لا يعلـــم فذاك أحمــــق فاجتنبـــوه‏ ) ،،،

و(اللي) يقهـــــر فيهــــم ،،، أننا نفقــــد (بسبتهم) الصديــــق والقريــــب ،،، والأخ والحبيــــب ،،، فصــــار هؤلاء (الجنقليــــون) يصولون ويجولون كمــــا يحلو لهم ،،، فلا حسيــــب عليهم ولا رقيــــب ،،، بذيئي اللســــان ،،، قليلي الأدب ،،، وصَـــدَقَ مـــن قال فيــــهم : (الأدب عنـــد الأحمـــــق كالمـــاء في أصـــول الحنظـــل كلمـــا ازداد رَيّـــاً زاد مرارة‏) ،،، وأخشــــى أن يأتـــــي علينــــا يوم لا نجــــد في بيتنــــا (الواحاتـــــي) إلا سُفهــــاء الأحــــلام ،،، حُدثـــــاء الأسنـــــان ،،، قليلي العقــــل ،،، عديمي المروءة ،،، قال الحكمـــــاء : (يأتـــي على النـــاس زمـــان تكـــون الدولــــة فيـــه للحمقـــــى ) ،،، فالخـــوف كل الخــــوف من أن يأتــــي هذا الزمــــان فلا نجــــد إلا أمثالهــــم ،،، وبئس الأمثـــــال هم ،،،

وما يهمنـــــي الآن ســـــؤال لطالمـــــا راودنـــــي عن نفســــــي ،،، فلــــم أُحَيّـــــــر لـــــه جوابـــــا ،،، فأقـــــول : هــــل يا تـُرى ستستمـــــر الحماقـــــات على ما هــــي عليه ،،، أم للحكمـــــاء كـــــلام آخر لا نعلمـــــه ،،،؟؟؟



حكمــــــة :

اتـــــق الأحمـــــق أن تـَصحَبـــــهُ ،،، إنمـــــا الأحمَــــــقُ كالثــّـــوب الخـَـلِـــــق ،،، كـُلما رقـّعـــــت منـــــه جانبـــــاً خـَرَقـَـتـــــه الريــــــح وَهنـــــاً ،،، فانخـَـــرق كحِمـــــار السّـــــوق ،،، إن أقضـَـمتـَــــه رَمـَــــح النـّــــاس ،،، وإن جـَـــــاع نـَهـَـــــق ،،،

وردة روز ،،،