الفصل الرابع

قام فعلا الدكتور محمد بفتح الشريط وقراءة البطاقه وجلس مصغيا له وكان الجو مهيأ لذلك حيث انه لا يوجد مرضى في العياده ومن اول جمله تفوه بها اخوه جاسم فند محمد صوت جاسم و سالت قشعريره في جسده كالماء البارد المنسكب في الصيف وأحس بالحنين والشوق الكبيرين لاخيه جاسم وبينما يسمع تلك الذكريات ايام الطفوله التي يحكيها جاسم لابنته شمه فاضت عيناه من الدموع شعر حينها محمد بان هناك جزء مقفود في حياته وفراغ كبير جدا الا وهو بعده عن جاسم وعائلته . اغلق محمد عيادته فور الانتهاء من سماعه للشريط وعلم بان من خطط بذلك هو منصور وشمه اخذ سيارته مسرعا الى البيت حيث كان في انتظاره منصور دخل البيت محمد فوجد منصور في الصاله فهرول اليه حاضنا له وباكيا
انا ظلمت نفسي وظلمتكم وياي قالها محمد والدموع تملا عيناه وتفيض حرقه وحسرة .
كاد منصور يصعق من هول الموقف ووالده امامه ينهار بالبكاء اما عينيه
حينها لم يتسطع التكلم او حتى التعبير .
نعم انها دم الاخوه التي لم تهدر ولن تهدر مهما واجهتها الصعاب
في نفس اللحظه سمعت رحمه صوت محمد قد رجع في غير موعده خرجت الى الصاله مرعوبه قائلة :
شو صار شو السالفه شو بلاك يا محمد ؟؟؟
حدثها منصور بالقصه بالكامل .
حينها قرروا ان يقوموا بعمل زياره عائليه لبيت عمهم جاسم وأخبروا بذلك شمه فقط وهي بدورها لم تخبر احدا سوى انها قالت : اليوم بـيزورونا ظيوف مهمين واخبرتهم بالتوقيت .
واخذت شمه بتجهيز المنزل وقامت بتجهيز العشاء هي وامها وصنعت مجموعه كبيره من الحلويات
حتى يتذوقه منصور وعائلته ويحتفلوا سويا .

في الساعه 8:30 مساءً

رن جرس الباب ذهب أحمد لفتحه راى من العين السحريه وجه مألوف له فتاة في غاية الجمال فسارع بفتح الباب فراى امامه بنت عمه عائشه محملقا فيها قائلا عائشه تفضلي حياج الله
خجلت عائشه من موقف احمد ولم تعرف كيف تتصرف فتراجعت الى الخلف بضع خطوات حتى ظهر من خلفها والدها محمد حينها لم يستطع أحمد بالتفوه ولو بحرف واحد مكتفيا بتحريك رأسه بين داخل البيت وخارجه نظره لوالده ونظره اخرى لعمه .
من يا أحمد على الباب ؟؟ قال :جاسم
هذا عمي محمد وعائشه حياكم حياكم تفضلوا قال أحمد
لم يستوعب جاسم الاسم تمتم في نفسه قائلا: محمد وعائشه مااعرف غير اخوي وبنته بهذا الاسم
توسعت عيناجاسم وهو يشاهد تقدم اخوه محمد وقد بلغوا جميعهم من الكبر فانتفض من مكانه جاسم مهرولا كل منهما نحو الاخر مناديا بإسمه والدموع تفيض من عينيهما
سامحني سامحني كلمات ترتفع صداها من عناق حار بين الاخوين والابناء مشاهدين للموقف المؤثر
وبالذات على عائشه وشمه اللاتي فاضت اعينهما بالبكاء .
أما أحمد ومنصور يضحكان من بكاء عائشه وشمه وكيف هاج وجهيهما بالدموع .
بعدها جلست العائلتين بالقرب من بعضهم يتحدثون و بعد وجبة العشاء احضرت الحلوى شمه وعائشه من المطبخ ثم ذهبا الى غرفة شمه حتى يكملا حديثهما .
حينها همس منصور في اذن والده محمد قائلا : ابوي لا تنسى موضوعي
من كثرة الاحداث في هذا اليوم نسى محمد موضوع خطبة منصور من شمه وقال أي موضوع يا ابني؟؟
موضوعي وشمه ياابوي قال منصور
اها !!! يصير خير ان شاء الله أجابه محمد
فجلس الاخوين يتحدثون عن اعمالهم ومشاريعهم المستقبليه وعندما سانحت له الفرصه فاتح محمد اخاه برغبة منصور ابنه بالزواج من شمه بنت عمه فأجابه جاسم :منصور ولدنا والقريب اولى من الغريب وانا ما عندي مانع والشور شور العيال وقهقه الوالدان وابتسم منصور ابتسامه عريضه جدا وارتاح باله بل ان دقات قلبه تراقصت على انغام قول عمه جاسم ..
نظر أحمد الى منصور قائلا انا اكبر عنك وتقوم تتزوج قبلي
وحد ماسكك ياخي قال منصور مازحا احمد
خلاص عيل بخطب الحين ...قال أحمد
رفع منصورحاجبيه قائلا الحين الحين !! اجابه احمد: هيه الحين وبتشوف
همس أحمد اباه جاسم : اريد اخطب بنت عمي عائشه
ابتسم جاسم قائلا بصوت عالي : عيال الزمن هذا مستعجلين في كل شي
وفاتح جاسم اخوه محمد بالامر وقال نفس الكلام احمد ولدنا وهو اولى من الغريب
هكذا بدت جلستهم بين الجد والمزح والفرحه بالعرسان الجدد وتمت موافقة شمه على منصور وعائشه على أحمد وقرروا الاباء زواجهم في يوم واحد .
وبهذا انتهت قصة العائلتين المشتته سابقا اصبحت الان أكثر تماسكا وترابطا من قبل وانتهتائها بالافراح والليالي الملاح .


تمت بحمدالله القصه