الفصل الثالث

فعرف منصور بأن شمه موافقه عليه ومثل مايقول المثل السكوت علامة الرضى فطار قلبه طربا وتراقصت دقات قلبه حين علم بموافقتها ..
اتفق منصور وشمه وعائشه على خطه لتقريب بين هذه العائلتين المتقاطعتين منذ عشرين عاما لعل وعسى تلين القلوب الغليظه وكان اتفاقهم على انه يدور حوار بين شمه ووالدها جاسم وتقوم بتسجيل كل مايقوله جاسم في شريط تسجيل ويتم إرساله الى والده محمد في دوام عمله .

في اليوم نفسه الساعه 9:00 مساءً

وجدت شمه فرصه مناسبه بالانفراد مع والدها حيث ان امها كانت ملهية في المطبخ واخوها أحمد في الخارج مع اصدقائه .
بدات الحديث مع والدها قائلة : ابوي اريد اعرف عن عائلتنا الموقره وكيف كنتو عايشين قبل
البنت ذكيه جدا حيث انها قررت ان يبدا ابوها بالحديث عن جدها وما مدى ترابطهم الاسري مع بعضهم البعض .
بدأ الحديث جاسم عن جدها وجدتها الله يرحمهما وكيفية تربيتهما له ولاخوه محمد وماذا زرعا فيهم منذ وهم صغار .حتى وصل الحديث الى اخوه محمد حتى اصبحت كلماته اكثر تعقيدا وقد كسى وجهه لمحة حزن كبيره جدا . جاسم رقيق المشاعر و حنون جدا على اولاده وهذا ما ورثته شمه عن والدها
وجدت شمه الفرصه قد حانت فجهزت جهاز التسجيل للتاكد من صلاحية عمله قالت لوالدها :
ابوي كيف كانت علاقتكم قبل اللي صار ؟؟
بدا جاسم حديثه بذكريات الطفوله و الامور الصبيانيه التي كانوا يقومون بها مع بعضهم البعض
وذكر كذلك بأن محمد كان متفوق عليه دراسيا ويفتخر بأخوه لانه اخذ سلاح العلم منهجا له حيث انه دخل مجال الطب وتخصص فيه .
قال جاسم :مثل ماتعرفين أن عمج الدكتور محمد جراح عيون كبير في البلد وله شهره كبيره وانا بدوري عملت له دعايه عند كل الاصدقاء واصبحوا من مرضاه الدائمين بينما أنا اتخذت مجال التجاره عملا لي لكسب لقمة عيش كريمه لكم .
قالت شمه : وبعدين شو صار؟؟
قال جاسم : شاءت الاقدار ان تفرق بيننا لاسباب ربما انا وعمج لنا ضلع فيه وانا من ناحيتي حاولت قدر الامكان ان اوضح له الامور بس للاسف عمج مب براضي لا يسمعني ولا يتقبل مني شي .
طيب شو اللي صار لكل هذا الشي قالت:شمه لجاسم
قبل عشرين سنه تقريبا توفى جدج وامج حاملة فيج وأخوج أحمد قد بلغ 6 سنوات كتب جدج في وصيته اني المتصرف في القسمه بحكم اني اكبر من عمج وفي ذلك الوقت كان عمج يتخصص في مجاله
بأمريكا ويـّا عائلته ومب موجود في البلد ساعة وفاة جدج .
وجدج كاتب في الوصيه ان الارث يوزع من شقين نص لي انا وعمج والنص الثاني صدقه جاريه بس تكون بسريه تامه يعني ما اخبر حد عنها وساعة تقسيم الارث كان عمج يطلب افلوس مني لمعيشته ودراسته في امريكا ومثل ماتعرفين ان المعيشه هناك صعبه شوي وتحتاج مدخول كبير فكنت ارسله بدون أي تردد من ارثه الموصى له وبعد مارجع عمج من امريكا طالب بباقي فلوسه واعطيته فلوسه ومابقى منها شي الا القليل وهذا اللي ماتقبله عمج ساعتها ظن اني اكلت باقي الارث وماقدرت اخبره عن الصدقه الجاريه اللي وصى فيها الوالد ويريدها في السر واللي زاد من تشكيكه هو ازدياد حجم ثروتي في التجاره وبعدها قرر عمج مقاطعتي انا وانتو مقاطعه كامله ورغم اني حاولت اصلح الامور بس عمج ما كان يعطيني مجال ابد والمقاطعه هذه استمرت الين اليوم .قالها وقلبه يعتصر الما وحرقه لحنينه وشوقه لاخيه محمد .
لم تتوقع شمه بأن هذا الخلاف الذي دام عشرين عام سببه سوء تفاهم فقط لاغير .
ذهبت مسرعة الى غرفتها وكان

الوقت تقريبا 10 مساءً

رفعت سماعة الهاتف محادثة منصور وإخباره بالمستجدات التي حدثت وحكت له القصه بالكامل وان الامور بإذن الله ستعود كالسابق واحسن ان شاء الله .
وفي اليوم التالي:

الساعه 9 صباحاً

ليس كعادته تغيب منصور عن الجامعه لانه لم ينم على الاطلاق ليلة امس بسبب التفكير نزل من غرفته متوجها الى والدته في غرفة الجلوس مقبلا جبينها كالعاده قائلا : امي ادعيلي اليوم ربي يوفقني
استغربت رحمه وكعادة الام الداعيه لولدها : ربي يوفقك يامنصور ياابن محمد ورحمه .
وبهذا الدعاء ذهب مسرعا الى بيت عمه جاسم والتي كانت في انتظاره شمه معها الشريط وضعته في غلاف انيق مربوط بشريطة من الحرير الستان مكتوب على البطاقه اسمع بقلبك لا بعقلك تعمدوا كتابة هذه الجمله لانها تدعوا للشك والفضول في انٍ معا حتى يضطر لفتحه وسماعه .
اخذ منصور من شمه الشريط متوجها الى عيادة والده وارسله مع الممرض الى والده دون ان يقول له من ارسل هذه الهديه المجهولة الهويه ..

يتبع الفصل الرابع ..