<font color='#736AFF'>عندما تسمع الفتاة بأن هناك من جاء ليخطبها ، ويستشريها أهلها في أمر الخطبة ،،،
هنا تدخل الفتاة في عالم آخر ...
عندها ترى نفسها على أعتاب مهنة الحياة وصناعة الجيل ،،
هذه الحياة الجديدة تتطلب نظراً واسعاً ومراجعة شاملة لجوانب الحياة السابقة ،،
ومن هنا وجدتُني كاتباً هذه الخلجات إلى أختي التي هي على أعتاب الزواج ،،
نعم ،، حديثي إلى الفتاة خاصة ،، إلى الزوجة ،، فآمل أن لا يُظن بأني أحمِّل المرأة كل شيء ،،
بل أريد هنا أن أقف معها على ما يهمها هي ،، هي وحدها دون غيرها ، والحديث عن الزوج وما يجب عليه ، له شأن آخر ،،،
هذه خلجات أبثها لك أختي الكريمة ، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها ،، كما أسأله تعالى أن يبارك لك في مستقبل عمرك ، وأن يجعل أيامك عامرة بالخير والمسرات ، وأن يجنبك الشرور والآثام ،،
أقول أختي الفاضلة :
أول تلك الخلجات : هذه الحياة مجال للعبادة ، في كل صورها وأشكالها ، والمرء متقلب فيها ما بين طاعة يزاولها ومعصية يمتنع عنها ،،
وحتى ما يفعله من باب الجبلة هو من باب الطاعة ؛ إذا احتسبه ؛ كالنوم والأكل وغيره ..
والزواج من أجلِّ العبادات . والعبادة لا بد لها من شرطين لقبولها : إخلاص النية لله تعالى ، وحسن المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم .
نعم أختي الكريمة .. الزواج عبادة ،، عبادة يتقلب فيها الزوجان ، فالنفقة التي ينفقها الزوج على زوجه وعياله عبادة
يؤجر عليها ، وتعبه في سبيل تحصيل عيش كريم لهم عبادة يؤجر عليها ، والزوجة حينما تعتني بنفسها وزوجها وبيتها وأولادها
، هي في عبادة ،،، بل حتى ما يقع بين الزوجين من أمور خاصة
هي عبادة يؤجران عليها ، ((وفي بضع أحدكم صدقة)) .
وإن كثيرين منا يغفلون عن هذا المعنى .
ومن هنا أقول : الزواج عبادة ، لا بد فيها من إخلاص ومتابعة ..
ثانيها : هذه العبادة العظيمة هي في ذاتها نعمة .
فقد بلغكِ الله تعالى من العمر والفهم والإدراك والصحة ما يجعلك زوجة ومن ثَمَّ أماً ومسؤولة عن زوج وبيت وأولاد ..
هذه النعمة العظيمة تستحق الشكر ، وبالشكر تدوم النعم .
وتأملي معي ما تقوم به بعض الفتيات -هداهن الله- في أعراسهن من أمور منكرة ،
فبعد البذخ والتبذير الذي يكون به الإنسان أخا عدوه الشيطان ! ،
انظري إلى منكرات الزينة ؛ من نمص وفلج وتبريد الأسنان ووصل الشعر !! ،
وانظري إلى منكرات اللباس
وانظري إلى دخول الزوج على زوجته أمام جمع النساء !! ،
وانظري إلى الغناء المحرم والموسيقى !! ،
هذا الأمور وغيرها من أبواب الشر والفساد التي يروج لها من لا خلاق له
ومن يريد إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ..هل هي من باب شكر نعمة الله ؟!!
أو هل نقابل نعمة الله تعالى علينا بالجحود والكفر ؟!! ،،
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!
بل أي بركة نرجوها من الله لهذا العرس وللعلاقة بين الزوجين ،
وقد قابلنا نعمته بمثل هذه المنكرات ؟!!
ثالثها : الزواج ليس بالأمر السهل ؛ لأنه ارتباط بين اثنين برباط وثيق ، سماه الله تعالى (ميثاقاً غليظاً) ،
يلتزم كل واحد من الزوجين بما يجب عليه من واجبات تجاه الآخر ..
ومن هنا فلا بد لك أختي من معرفة ما يجب لك من حقوق وما عليك من واجبات ؛
لأجل أن تضعي قدمك على أول طريق زواجك ثابتة مطمئنة ..
رابعها : الزواج رباط بين اثنين ، ومن ورائهما عائلتان ترتبطان برباطهما ،
ومن هنا فلا بد لكِ من معرفة حق والدي زوجك وأرحامه عليك ..
خامسها : لن تسلم الحياة من الكدر .. والمرأة الصالحة الناجحة هي التي تتعرف على مفاتيح قلب زوجها ،
فتسعده بطاعة الله تعالى ، ولها بذلك الأجر والمثوبة .
نعم الحياة لن تخلو من الكدر ،، ولكن ما فيها من جوانب مضيئة أكبر مما فيها من جوانب سيئة .. ومتى ما رأيتِ خصلة سيئة في زوجك ، تذكري لحيظات السعادة ما بينكما ، وتذكري جوانب شخصيته المضيئة ..
سادسها : إن من أهم ما يجعل الحياة بين الزوجين مستقرة -بعد توفيق الله تعالى ، والاجتماع على طاعته- الصراحةَ والوضوح بين الزوجين ،،
و الصراحة والوضوح لا تعني قلة الحياء وصفاقة الوجه وعدم الإحساس بمشاعر الآخر ،، بل هي على النقيض من ذلك .
سر الحياة الهانئة التفاهم بين الزوجين ، ولا يكون التفاهم ما لم تكن الحياة بينهما قائمة على الطاعة والارتباط بالله تعالى .. تلك العلاقة التي تجعل كلا الزوجين حريصاً على أن يسعد صاحبه وأن يكون له ظلاً ظليلاً .
سابعها- حياتك الزوجية تخصك أنت وزوجك وحدكما ،، ومن هنا فلا ينبغي عليكما أن تنشرا ما بينكما مهما صغر إلى غيركما ،،
ومن أشد ما يذكر في هذا ما يفعله بعض الأزواج ذكوراً وإناثاً مِنْ ذِكْرِ ما بينهم من خصوصيات عند غيرهم ، غير مبالين بحرمة ما يفعلون !! ،
ومن أشده أيضاً إظهار الخلافات والشجار بين الصغار ، أو استغلال الأبوين لأطفالهما ليكونوا في صف أحدهما دون الآخر !! .
ثامنها - ترددت في ذكره من باب التفاؤل بالخير ،، ولكن عزمت على ذكره تبصيراً وتذكيراً وتحذيراً ..
إنه أبغض الحلال ،، نعم على الزوجين أن يراعيا حالهما وأن لا يقتربا من كلمة الطلاق ، وأن يحذرا أسبابها ،
والشيطان الرجيم حريص جداً على إيقاعها ،،
ومع هذا فقد يكون الطلاق علاجاً إذا ما اتضح بعد روية ومراجعة تامة وشاملة أن لا سبيل إلى الحل .
ووضوح الرؤية الشرعية في أمر الطلاق مهم للزوجين ؛ لأنه قد دخلت عادات على هذا الأمر ما أنزل الله بها من سلطان ..
اتمنى ان يحوز اعجابكم</font>
مواقع النشر (المفضلة)