الطفلـــة الدلوعـــة

أما هـــذه الطفلـــة الدلوعـــة المجنونـــة فهي مـــن (أعقل المجانين ) في المصـــح ،،، ومعلـــوم عنها ذكاءهـــا المتوقـــد الخـــارق ،،، وأنها مـــن الذيـــن يقومـــون بالاختراعـــات (الفاشلة) وكأنهـــا (أديسون) العصـــر ،،، وإن كـــان توهجـــها قد إنطفـــأ في الآونـــة الأخيـــرة ،،،

وقد قـــام الفريق الطبـــي المختـــص في عـــلاج أمراض الأعصـــاب والقولـــون والمـــخ والمخيـــخ والأربطـــة الدماغيـــة والجذعيـــة بالكشـــف عليها عن طريـــق التنويـــم المغناطيســـي ،،، فقد كشفـــت لنا هـــذه العمليـــة الناجحـــة أن هـــذه الطفلـــة الموسومـــة بالبـــراءة واللطـــف تعانـــي من اضطرابـــات مخيـــة وقولونيـــة و (جبدية) ،،، وبعد إجـــلاس (المتحذلقة) على كرســـي الإعتـــراف كشفـــت النقـــاب عن أمـــور لم تكـــن في الحسبـــان ،،، فتبين للأطبـــاء المختصيـــن أنها لا تعانـــي فقط من تلكـــم الاضطرابـــات بل إنها تعانـــي مـــن إنفصـــام في شخصيتـــها (المُركّبة) و (المُصنّعة) ،،،

فبعـــد إعطائها الحريـــة الكاملـــة في المصـــح وتخويلـــها بأمـــور لم يسبقـــها إليها أحـــد ،،، قامـــت المدعـــوة بتوبيـــخ بعض المنتسبيـــن إلى المصـــح بلا أسبـــاب تُذكـــر ،،، ولربما كانـــت أسبابها (تافهة) إلى حـــد مـــا ،،، لكنـــها أشـــارت إلى أن العقـــاب على العلـــن له مذاقـــه الخـــاص ،،، فبحضـــور المئات مـــن الأشخـــاص قامـــت (ست الحسن والجمال) بتوبيخهـــم لأنهم أخطـــأوا في تقديـــرات وحسابـــات إحـــدى التجـــارب (الفاشلة) في نظرهـــا والناجحـــة في نظـــر المختصيـــن ،،،

وبـــدل أن تُرشدهـــم إلى ما هو صـــواب وحســـن ؛ فعلت هذا الفعـــل المَشيـــن ،،، ولـــم تكتفـــي بذلك ،،، بـــل زادت الويـــل ويـــلات ،،، فصرحـــت بأنها قامـــت باختيـــار تجـــارب السُـــذج مـــن (المجانين) المخلصيـــن لها ووضعتها فـــي قائمـــة التجـــارب العلميـــة العالميـــة الناجحـــة ،،، ضاربـــة بذلك الأُســـس والمبـــادئ الأخلاقيـــة والتعليمـــات الساميـــة والقوانيـــن الصارمـــة في اختيـــار أفضل التجـــارب الشخصيـــة ،،، وعلى إثـــر ذلك قـــام الفريـــق الطبـــي المختـــص باستدعـــاء طاقـــم التحريـــات ،،، وبعد البحـــث والتحـــري وجـــدوا أن غرفتها (في المصح) مـــلأى عن بكـــرة أبيها بسخافـــات (المُقربين) ،،، مـــع وجـــود فتافيـــت بسيطـــة من التجـــارب العلميـــة الناجحـــة ،،،

وتبيـــن لهم أن الأســـس والتعليمـــات والقوانيـــن الصـــادرة من كبـــار الخبـــراء والساســـة لم تُطبـــق بحذافيرهـــا ،،، بل ضربـــت بها عـــرض الحائـــط ،،، واضعـــة لها أسس وتعليمـــات وقوانيـــن (تافهة) لا أســـاس لها من الصحـــة وينُـــم عن عقـــل (معدوم) ،،،

وعليـــه فقـــد قرر الفريـــق الطبـــي المختـــص بـــ(نتف) جميـــع الامتيـــازات الحاصلـــة عليها من تخويـــلات وتحويـــلات وصلاحيـــات ،،، وإيقافها عـــن تقييـــم وتمحيـــص التجـــارب العلميـــة الفاشلـــة والناجحـــة منها ،،، وكـــذا توبيخها بـــ(تفريش) أسنـــان المديريـــن والمديـــرات ، والعامليـــن والعامـــلات ، والفراشيـــن والفراشـــات ، والمجانيـــن والمجنونـــات ، والحيوانـــات الأليفـــة من قطط وكـــلاب ووطاويـــط وخرفـــان وأبقـــار ،،،

ولم يكتفـــي الفريق بذلك بـــل صرحـــوا أن عليها تهذيـــب الأشجـــار والنباتـــات والأعشـــاب بأسنانها القواطـــع فقط ولمـــدة سنة من تاريخ إعـــلان العقوبـــة ،،، وبعـــد انتهاء فتـــرة العقوبـــة يقـــوم الفريـــق الطبـــي المختـــص بإجـــراء عمليـــة (مخية) لها ،،، وذلك بإزالـــة الأغشيـــة الترابيـــة والعوالـــق الســـوداء العالقـــة على أوردة (مخها) وتجديدهـــا بأغشيـــة مطاطيـــة وعوالـــق هُلاميـــة ،،، مع إجـــراء (فورمات) لدماغها ونســـخ بعضـــا من الأقـــراص المدمجـــة لتتناســـب مع القيـــم والمبـــادئ والتعليمـــات والقوانيـــن الصـــادرة من كبـــار المسؤوليـــن والساســـة ،،،


حكمــــة :

للنجــــاح طريقــــان يؤديــــان إليــــه : ذكــــاؤك ،،، وحمــــاقة الآخريــــن .



وردة روز،،،

الساعة : 11:23 من مساء يوم الخميس
التاريخ : 21-06-2007


جميع الحقوق محفوظة للكاتب وواحات بن دبي