مرت المجتمعات العربية بمراحل عدة تطورت فيها الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسرعة وبصورة غير تدريجية توفرت فيها المواد الغذائية بصورة كبيرة وبنوعيات وكميات هائلة ولم يتبع هذا التطور توعية صحية لتحديد الاختيار وتنظيم الغذاء، لكنللأسف كان هناك غياب وقصور للتوعية الصحية والغذائية .
ولم تعط الأهمية الملائمة مما تسبب في ظهور طفرة في الوزن في معظم البلاد العربية. بسبب تركيز الرعاية الصحية على الجانب العلاجي وبناء المستشفيات وعدم إعطاء الجانب الوقائي التوعوي الأهمية المناسبة وبسبب هذا القصور في التوعية وتوفر وسائل الرفاهية فإن المواطن العربي لم يخصص وقتاً لممارسة الرياضة والحركة والمشي إنما خلد للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة.طرق مختلفة أ ـ من الطرق الخطيرة اللجوء للحمية الغذائية القاسية طمعا في إنزال الوزن سريعا وكسب رضى الزبون دون الأخذ بالاعتبار احتياجات الشخص من العناصر المغذية وخاصة الدقيقة منها والتي وإن كانت احتياجاً قليلاً جدا أحيانا بالميكرون، إلا أنه مهم جدا للحياة وقد يسبب هذا النقص مشاكل وأمراض عديدة وكوارث تهدد حياة الشخص. من هذه العناصر الزنك، السلنيوم، الحديد، الفيتامينات وغيرها.
هذه الطريقة يلجأ لها البعض جهلاً لأن المجال مفتوح لكل مدعٍ، وهنا تتضح أهمية التقييم للقائمين على هذه المراكز إذ يجب أن يحمل من يقوم بهذا العمل مؤهلاً في التغذية من كلية الصحة العامة أو العلوم الطبية التطبيقية وتدريبا تأهيليا في مستشفى مؤهل لذلك، وقد يلجأ لها البعض عمداً نتيجة الطمع وعدم المسؤولية.
ب - تلجأ بعض المراكز لاستغلال الإيحاء الظاهري بفقد الوزن نتيجة فقد سوائل الجسم بالتعرق أو استخدام كريمات تمتص الماء والسوائل من بين الخلايا مما يعطي إيحاء ظاهرياً مؤقتاً بفقد الوزن يعود خلال فترة قصيرة بعد تناول السوائل، كما وأن الفقد المستمر لهذه السوائل ولفترة طويلة يؤثر على تركيز السوائل في الجسم مما يؤثر سلبا على عملية الضغط الاسموزي والمسؤول عن تبادل المغذيات بين الخلايا والأوعية الدموية واللمفاوية. وهذا يسبب أعراضاً خطيرة للجسم.
الوجبات السريعة :
إن تناول هذه الأغذية الخاوية والعالية المحتوى من السعرات الحرارية من دون تنظيم وبصفة مستمرة له دور مهم في انتشار السمنة وأمراض مزمنة كثيرة، حيث ارتفع معدل انتشار السمنة إلى معدلات مرتفعة كما لاحظنا في المقدمة.
ومن المحزن انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين من الجنسين كما انتشار مراكز التخفيف والمحافظة على الوزن يدل على ارتفاع نسبة انتشار السمنة وكونها ظاهرة وهناك معاناة منها. وهذا أتاح المجال للأسف الشديد للعديد من المدعين والذين استغلوا هذه المشكلة في الخداع وابتزاز الأموال بدون وجه حق وخاصة في عدم وجود تنظيم وتقييم ومراقبة لهذه المراكز، حيث نجد مشغل خياطة أو دكان عطارة تحول إلى مركز لتخفيف الوزن!.
الطرق الجراحية :
يتم اللجوء لهذه الطرق لعلاج حالات معينة فقط والتي تتميز بالسمنة المفرطة والتي يحددها التقييم الطبي والغذائي لشخص واختيار الطريقة الملائمة له ومن المهم هنا أنه في جميع الطرق الجراحية يجب اتباع الحمية الغذائية قبل وبعد الجراحة سواء كانت ربطا للمعدة أو شفطا للدهون.
ولكل حالة صفات معينة وتحتاج لتقييم متكامل لنوع السمنة ومكانها لأن أي جراحة لوحدها لا يمكن أن تضمن منع عودة الدهون، وهذا يبرز الدور المهم للنظام الغذائي المتوازن وتغيير السلوكيات الغذائية الخاطئة قبل وبعد الجراحة لضمان الاستمرار والمحافظة على الوزن
الكسل والتراخي :
إن الكثيرين منا للأسف لجأوا للكسل والتراخي بسبب توفر المادة ووسائل الراحة وعدم القيام بالأعمال اليومية والاعتماد على الخدم في كل صغيرة وكبيرة والجلوس بالساعات أمام التلفزيون وتناول المسليات والمقليات، كما أن عدم تخصيص وقت محدد للرياضة ساهم مساهمة كبيرة في انتشار السمنة في مجتمعنا العربي.
ومن الأسباب الأخرى للسمنة:
* أسباب مرضية
* أسباب وراثية
* تناول بعض الأدوية خاصة مركبات الكورتيزون
الأغذية الهشة أو الخاوية
هي تلك الأغذية والمشروبات والتي تزود الجسم بالطاقة الحرارية العالية والخالية من العناصر المغذية والتي إضافة لتزويدها الجسم بالطاقة الخاوية، فهي تحرم الجسم من تناول الأغذية المغذية بما تسببه من شبع لدى من يتناولها. وتتضح هذه المشكلة في سن المراهقة وفترة النمو حيث يزداد حجم وعدد الخلايا الدهنية مما يصعب المشكلة.
الأدوية والأغذية المساعدة
هناك بعض المواد الغذائية والدوائية لها دور مساعد مثل الألياف والأعشاب البحرية والتي تصنع منها بعض الأدوية وتساعد مع الحمية في الشعور بالشبع وتقوم بتغليف الدهون وتقليل فرص امتصاصها.
هذه هي السمنة وما يتعلق بها من معلومات، وكما هو معروف فالسمنة مرض العصر وقد تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية من ضمن الأمراض، ويمكن وصفها بأم الأمراض، حيث أنها العامل المشترك بين الكثير من الأمراض وخاصة أمراض القلب والشرايين والمفاصل والسكر وربما السرطان وبسبب انتشارها العالي من المهم إعطاؤها الأولوية في برامج التوعية الصحية في جميع القطاعات الحكومية والأهلية الصحية والتعليمية وشركات ومصانع الأغذية، الجميع يتحمل هذه المسؤولية من باب أداء الواجب أو النصح العام والمساهمة في تطور الرعاية الصحية.
المصانع الغذائية التي لها علاقة بإنتاج الغذاء سواء مباشرة أو غير مباشرة وكذلك مصانع المياه والمشروبات الغازية والمنتجات الهشة يجب أن تخصص جزءاً من ميزانيتها للتوعية الصحية سواء بإنتاج برامج للتوعية أو دعم برامج التوعية التي تقوم بها الجهات الأخرى وأن يكون ذلك جزءا من الترخيص ومن شروط شهادة الجودة ويتم متابعة ذلك بصورة مستمرة ودورية.
الحامل والمرضع :
هو برنامج غذائي صحي متكامل يعتمد على توصيات جمعية التغذية الأميركية وجمعية القلب وجمعية السكر الأميركية وكذلك توصيات الدليل الإرشادي الغذائي لمنظمة الصحة العالمية والذي يعتمد على ضمان حصول المتبع لهذا النظام على جميع احتياجاته الغذائية المهمة وذلك بتمثيل جميع المجموعات الغذائية (الحبوب والفاكهة والخضروات واللحوم والحليب في وجبات اليوم الكامل .
واستخدام جداول البدائل الغذائية للتغير في النوعيات في حدود السعرات الحرارية المحسوبة لكل شخص حسب عمره ووزنه وطوله ووزنه المثالي ونوعية النشاط الذي يقوم به وكمية الدهون المختزنة تحت الجلد وموقعها من الجسم والهدف من ذلك هو إمكانية التغيير والاستمرار على النظام أطول فترة ممكنة دون ملل حيث يستطيع متبع هذا البرنامج التغيير في المحتويات حسب الرغبة وفي حدود الكميات المحددة.
الحامل والمرضع
تحظى الأم الحامل والمرضع بعناية خاصة من قبل الجميع حيث بمجرد العلم بالحمل يبدأ الجميع بتوفير وسائل الراحة ومحاولة توفير الأغذية عالية السعرات الحرارية وتنفيذ رغباتها في هذه المراحل والتي تتميز بالرغبة في الأغذية الشعبية الدسمة، والأم في هذه المراحل تخلد لراحة التامة وعدم الحركة بسبب اعتقادات خاطئة تضر بالأم أو الجنين، فساهم هذا في انتشار السمنة بين الحوامل والمرضعات وأصبحت كل حالة ولادة تعني زيادة إضافية في الوزن مسببة مشكلة أو مرض السمنة.
من المخاطرة اللجوء لغير المتخصص أو اتباع أنظمة عامة تطرح في الصحف والمجلات بغرض الإثارة الصحافية لأن الكثير من هذه الأنظمة إما أنها لا تنشر بصورة تفصيلية أو أن مصدرها إخباري غير صحي
إرشادات
يجب قصر معالجة السمنة في المراكز الطبية والتي يتوفر فيها اختصاصي تغذية علاجية واختصاصي غدد لإعطاء العلاج الصحيح والعناية الملائمة. جميع من يشعر بأنه يعاني من هذا المرض من المهم جداً مراجعة مركز طبي متخصص لتقييم حالته على أساس علمي وصحي ووضع الخطة العلاجية الملائمة له والتي تساعده في تحقيق هدفه وتضمن حصوله على جميع احتياجاته الغذائية بالكميات التي يحتاجها جسمه وكذلك تمكينه من تعديل سلوكياته الغذائية.
من المخاطرة اللجوء لغير المتخصص أو اتباع أنظمة عامة تطرح في الصحف والمجلات بغرض الإثارة الصحافية لأن الكثير من هذه الأنظمة إما أنها لا تنشر بصورة تفصيلية أو أن مصدرها مصدر إخباري غير صحي وقد ساهمت هذه الأنظمة في الكثير من المعاناة لدى من اتبعها ويصل نسبة من يراجع المراكز الطبية ممن اتبع هذه الأنظمة وشاهد مشاكلها ولجأ أخيراً للمكان الصحيح حوالي %40 عانوا من نقص التغذية لعناصر معينة وتساقط الشعر وخشونة الجلد وإضافة لعودة الوزن لأكثر مما كان عليه مع معاناة الكآبة والضغط النفسي وخاصة عند اتباع الأنظمة العالية البروتين.
والتي لها تأثير سلبي على الكليتين وعضلة القلب، حيث أن الكلى هي العضو المسؤول عن تمثيل البروتين في الجسم، لذلك عند زيادة المتناول منه بكميات كبيرة يكون هناك ضغطاً عليهما والاستمرار في ذلك مدة طويلة قد يؤدي للفشل الكلوي. أما عضلة القلب فتتضخم نتيجة تناول كميات عالية من البروتين حيث يصل حجمها لدرجة تصبح فيها كمية الدم المخصصة لها لا تكفيها.
نصائح :
نصائح تساعد على تحقيق الاستفادة الكاملة من هذا النظام:
ممارسات معينة لتعديل السلوك الغذائي والتي لها دور مهم في نجاح البرنامج، من أهمها:
* عدم النوم بعد الأكل مباشرة
* تنظيم مكان ووقت تناول الطعام
* تناول الطعام ببطء مع شرب ماء كثير
* زيادة الألياف وتقليل السكريات وتجنب المشروبات الغازية والمقليات
* النصح بالتمارين والحركة والمشي في الصباح الباكر لمدة ساعة مستمرة يوميا أو 4 مرات في الأسبوع بالتبادل، بمعنى يمشي ساعة اليوم ويستريح اليوم التالي وهكذا.
* تتم المتابعة كل أسبوعين ومقارنة المقاييس بما قبلها وبالمقاييس العيارية بالحاسب الآلي في برنامج خاص تم إعداده لذلك للمتابعة والمراقبة والتشجيع والتعديل في النظام إن استدعى الأمر لذلك حيث أن هذا يلعب دوراً مهماً في نجاح البرنامج كما اتضح من الحالات التي اتبعته حيث تم تحقيق الوزن المرغوب أو المستهدف.
منقوووول للفائدة
مواقع النشر (المفضلة)