الطلبة والخريجون التقوا في يوم مفتوح
جامعيون ... "هندسة" جامعة الإمارات تواصل دائم
كلية الهندسة في جامعة الامارات من الكليات الرائدة على مستوى العالم، وأثبتت دورها الريادي، حين حصلت على الاعتراف العالمي من البورد الأمريكي لتكنولوجيا الهندسة عام 2002 والذي كان هدية كبيرة قدمتها الكلية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وكانت تلك البداية التي توجت جهود الكثيرين من الاداريين والمدرسين والطلاب.
ويتجدد هذا الاعتراف للمرة الثانية ليؤكد ما وصلت إليه الكلية من تخريج فئات مميزة كمهندسين ومهندسات أثبتوا تميزهم واصرارهم على تأكيد أن خريج الجامعة على درجة عالية من الكفاءة.
وتكمل الكلية تألقها وتميزها بتطبيق مبدأ التواصل مع خريجيها منذ سنوات ليتوج باللقاء الأول الذي عقد أخيراً في فندق هيلتون العين، وكان هذا اليوم المفتوح الأول لخريجي وخريجات كلية الهندسة وطلبتها الحاليين، وأقيم برعاية مدير الجامعة الدكتور هادف بن جوعان، ليؤكد حرص المسؤول على أن يكون موجوداً، وكانت “الحياة الطلابية” التي عشناها طلبة ومهندسين هي الدافع لنكون متواجدين، وحرصنا على أن تكون لنا بصمتنا وأن نعطي لهذه الكلية وأساتذتها ما أعطي لنا من قبل.
بدأ اللقاء بتعريف عن الكلية وقسم الهندسة الكيميائية، وشكر الدكتور رياض المهيدب عميد كلية الهندسية، كل من ترك عمله وجاء ليكون جزءاً من هذا اللقاء الأسري في المقام الأول، وقدمت بعدها فقرة بسيطة عن القسم للدكتور محمد المرزوقي، وما كان له الأهمية الكبرى في هذا اللقاء هو شرح مبسط لشهادة الماجستير التي بدأ القسم بها منذ العام الحالي ليتوجها قريبا بفتح الباب أمام من يرغب بدراسة الدكتوراه في بلده وفي مختلف التخصصات.
د. رياض المهيدب .. عميد كلية الهندسة
في كل هذه البدايات كان التفاعل موجوداً من المهندس، والمهندسة اللذين رأيا دورهما يتجلى في وضع بعض المفاهيم والمواد التي يجب ان تكون محوراً جديداً لطلبة الهندسة الكيميائية خاصة، فكلنا تخرج بقاعدة علمية قوية، عززتها تلك الخبرة التي اكتسبناها في مجال العمل، وقد يوجد ضعف في بعض الأمور التي تخرجنا بها مثل اللغة الانجليزية ولكنها عقبة تجاوزها أغلبنا، وتجاوزتها الكلية اليوم، بطرح مكثف للغة الانجليزية، وكما قال الكثيرون، نفخر بأننا تخرجنا من الجامعة، ومن هذه الكلية العريقة. نفخر أننا هنا اليوم لنكتب مع اساتذتنا خطة السنوات القادمة فهذا يدل على الثقة الكبيرة التي أوليت لنا، ومن وجهة نظري ونظر الكثيرين إن الواجب يحتم على كل خريج أن يرجع الى المكان الذي تخرج منه ليتواصل مع من يتواجد فيه، لنكون المرجع الأول للطلبة، ننقل لهم حقيقة العمل، وأين يكمن الأختلاف بين الدراسة الأكاديمية والعمل، وكيف لهم أن يواجهوا التحدي الكامن في الخارج. انهم من النخبة التي اختارت أصعب التخصصات لتخدم الوطن الحبيب، فكان لا بد لنا من أن ننقل لهم الصورة الصحيحة بهذا التواجد وهذه المشاركة. كانت الطاولة التي نجلس عليها مزيجا من المهندسات والطالبات اللواتي سيتخرجن ان شاء الله قريبا أيضا مهندسات. كان حواراً ينم عن وعي الجيلين.. نسمعهم ويسمعوننا، كل منا ينقل للآخر خلاصة تجربته ويحاول في حوار ودي أن يصل الى العراقيل التي واجهتنا ليزيلها أمامهم. كم المواد والمهارات التي طلبناها ربما يكون في ظاهره كثيراً وفوق طاقة الكلية، لكنها أساسيات وجدنا أن وجودها سيجعل الجيل القادم من المهندسين مسلحاً بأكثر من مجرد الشهادة العلمية. قد يحتاج الطالب الى الكثير من مهارات التنظيم واعداد الخطط.. سيحتاج لفن الحوار وفن المناقشة، وسيحتاج أكثر الى أن يكون ملماً بالقوانين والتشريعات الدولية والمحلية، وأكثر من ذلك يجب ان يكون مسلحا بأخلاقيات العمل التي ستكون للكلية صورة مشرفة متى التزم بها فنحن في النهاية دائما نسأل وتكون مفاجأة للجميع “من أين تخرجتم؟”، فترانا نرد بكل فخر “جامعة الامارات العربية المتحده”، هذا هو التحدي الذي واجهنا وسيواجه كل خريج في المستقبل. كل طالب هندسة اليوم يجب أن يعي أنه الصورة التي سيفهمها العالم الخارجي عن دراسته وكليته، وأنه اليوم طالب وغداً من القادة الذين سيؤول إليهم تقرير الخطط المستقبلية.
من خلال هذا التفاعل ومن خلال سلسلة النقاشات التي جرت كان هناك اقتراح أيده كثير منا. خريجو الهندسة بجميع أقسامها يتخرجون من كليات مختلفة وجامعات عدة في الدولة، فماذا يكون هذا الحاجز الذي بيننا دائماً؟ لماذا لا يكون هناك تواصل دراسي ليكسر كل الحواجز التي نراها في مقر العمل من تفاضل واعتزاز؟ قد تختلف دراساتنا، وقد تختلف طرق التدريس حسب التوجه الأكاديمي الموجود في كل جهة تعليمية، لكننا في الأخير نلتقي في مكان واحد، ففي العمل يجمعنا مكتب واحد، وعمل واحد، ولماذا لا نوفر على الأجيال القادمة معاناة التفاضل التي من شأنها التفريق بينهم لمدة حتى يفهم كل مهندس الآخر؟ يجب التواصل الدائم بيننا، في الملتقيات، وفي المؤتمرات وفي المسابقات العلمية، وحبذا في اللقاءات التي يجب أن تجرى في مقار كلياتنا وجامعاتنا، فنحن في النهاية أبناء وطن واحد، هدفنا واحد وتطلعاتنا تصب في هدف واحد وهو خدمة هذه الأرض التي لم تبخل يوما بعطائها.
مواقع النشر (المفضلة)