صديقي العزيز .. يسعدني ان اتبعها بـ كلمة( سابقا)

صديقي العزيز سابقا ..
لطالما وقفت ذكريـات الطفولة حائلا بيني وبين ما كنت اريد ان فعله هذا اليوم ،
أجل كنت اتذكـر أخاً عزيزا نشأت معه من الخامسة في طفولتي حتى لحظتنا تلك ، كنت اتذكــر جلساتنا سويا وهروبنا من عصا والدي او والدك حينما كنا نفتعل المصائب التي تضحكني كلما تذكرتها الآن .

ولكــن هذه الدنيا تأبى ان تبقى على حـالها ، وكل شيء فيها قابل للتغيـيـر وأنت كنت احدى هذه الاشياء اللي تغيرت ، ولكن للأسوء .. فمنذ وصولنا إلى هذه البلاد الغريبة عنا وكان قد بدأ حـالك في التدهور حتى وصلت الى ما وصلت إليه .

حقا يؤلمني حـالك هـذا فبعد ان كـنا نسهـر تلك الليالي الطويلة ونعد طموحاتنا بعد انتهاء فترة الدراسة وتلك الامنيات المختلطة بالحنين إلى الوطن ، اصبحت الآن لا ارى منك سوى ظـل خـافت آيل للزوال .

صديقي اعتـرف لـك .. لســت نادما على ما قـلته لك .. ولا زلت لا اريد رؤية وجهك مرة اخرى مازال ذلك المنظر يمزقني .. ذلك المشهد الذي لن انساه حينما قدمت الى المدينة ووجدتك كنت لا تعي ما تقول او تفعل وقد ظننتك مازحا .. ولكـن هيهات لو انه حلـم وأفقت منه .. فقد جعلتي بين نـارين .. نار الصداقة ونار كبريائي .. عندما رأيتك بهذه الحـال ايضا رئيت شبــح صديقي العزيز يختفي معك الى الابد واختلطت ذكريات الامس بمشهد تلك اللحظه ..

وكذلك بدأ كبريائي يناديني .
ف أنا لســت خمـــارا حـتى آتي الى المدينة في منتصف الليل لأجرك وذلك بسبب عدم قدرتك على قيادة السيارة .. ولســت برفيــق سوء حــتى أشاركك لحظات مرحك الوهمية .. هنــــــا كـانت نقطة النهاية في صداقتي لك .

صديقي لســت نادما على ما قلته لك .. ولست اندم اذا جئتني في يوم زائرا وطردتك .. فلــم اعتــد ان اصادق من أصبحت أنت في فئتهم .. فقد صادقتك حينما كنت رجـلا حقيقا .. واما الآن وقد اصبحت ظل ذلك الرجـل فاقولها بصـراحة .. لا تشرفني صداقتك وقـد أشعر بالعــار ان ذكـرت أني صديقك .


الآن لا املك لك الا الشفقة على حـالك وحنين إلى الايام السالفه وبغض لحالتك المخزية .. فأكثر ما يؤلمني هو رؤية الرجال وقد تحولو الى اشباه رجـال .


فعــلا شيء مؤلم أن نرى أناس احببناهم يسيرون بأنفسهم الى شفير الهاوية .. والمؤلم اكثــر هو اننا نعلـم بأن هؤلاء النـاس يمتلكون عقولاً نيرة وقلـوباً تسـع هذه الدنيا بمن فيها .