آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تراث عُمان الجيولوجي

  1. #1
    عضو موقوف الصورة الرمزية الاهويون
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    49
    قوة التمثيل
    0

    تراث عُمان الجيولوجي

    يعتبر كتاب تراث عُمان الجيولوجي٭ مرجعاً علمياً هاماً للمتخصصين وعامة القراء على حد سواء، إذ يميط اللثام عن جيولوجية عُمان في دراسة علمية مصورة وبأسلوب شيق وممتع وبلغة سلسة وثابة غير معقدة، ويلقي الضوء على الأحداث الجيولوجية الكبرى التي وقعت على مر ملايين السنين والتي شكلت جيولوجية عُمان، بما فيها من صحارى شاسعة مترامية الأطراف وجبال شاهقة وعرة وأودية سحيقة وسهول منبسطة.

    والكتاب في جملته يجيب عن جميع التساؤلات التي تدور في خاطر المرء منا، فهو يفتح آفاقا رحبة ونافذة جديدة أمام القارئ العادي ليلم بأطراف تراث عُمان الجيولوجي وليطل منها على ما تحويه سلطنة عُمان من كنوز دفينة في أغوار الجبال وأعماق البحار.

    وفي متن هذا الكتاب الذي أصدرته شركة تنمية نفط عُمان نرى وصفا تصويريا دقيقا لأرض المتباينات والمفارقات والنباتات والحيوانات والكائنات المجهرية التي عاشت في العصور البائدة وانطمرت في جوف الأرض او في أعماق البحار ولا نراها الا في هيئة أحافير بين ثنايا الصخور.

    ويحوي الكتاب معلومات، جيولوجية وجغرافية قيمة، ويقع في تسعة فصول يشكل كل فصل منها موضوعا مستقلا مما يسهل مطالعته كوحدة قائمة بذاتها ويحوي كذلك شرحا للمصطلحات مرتبا ترتيبا أبجديا. هذا الى جانب مئات الصور والاشكال التوضيحية والخرائط والشرائح المذيلة بشروح تفصيلية.

    وقد ترك المؤلف مايك هيوز كلارك (الجيولوجي بالشركة) بصماته الواضحة على هذا المرجع وأحسن استغلال ما لديه من معلومات قيمة عن سلطنة عُمان استقاها أثناء عمله لدى الشركة وقدم وصفا تفصيليا دقيقا لخبايا التاريخ الجيولوجي مشفوعا بصور توضيحية تأخذ بمجامع القلوب وتخطف الأبصار وتضفي على الكتاب رونقا فريدا في نوعه وبهاء يليق بجدية الموضوع وأهميته للمكتبة العلمية العربية.



    كيفية نشوء عُمان

    على سطح البسيطة

    يتكون سطح الأرض العُمانية من مجموعة من الكتل القارية القشرية مترامية الأطراف ودائمة التحرك، مما ينشأ عنه تكون وتشكيل سطح القارات وقيعان المحيطات. وتبين الدراسات الجيولوجية التي اجريت في مختلف مناطق الشرق الأوسط ان تحركات الكتل القارية، على مدى 800 مليون سنة مضت، أدت الى انضغاط في المواد الرسوبية المحيطية القديمة فضلا عن انضغاط الصخور، مما أسفر عن تكوين القشرة القارية الواقعة حاليا تحت عُمان وشبه الجزيرة العربية. وعملت التحركات اللاحقة والمتتابعة التي حدثت في الكتلة القارية على إغراق القشرة مراراً وتكراراً في أعماق البحر، مما ساعد على تغطيتها بمختلف أنواع المواد الرسوبية وهياكل النباتات والحيوانات التي تحولت فيما بعد الى أحافير.

    وتعرضت قشرة عُمان الى الانضغاط والانثناء مرات عديدة، مما ادى الى حدوث تصدع والتواء في الصخور نشأ عنه تكوّن الجبال. وقد أخذ بعض من هذه الصخور فيما بعد شكلا منبسطاً مرة أخرى بفعل تأثير عوامل الحت والتعرية. وحدثت تحركات متعاقبة ومستمرة في الكتلة القارية العالمية ساعدت على نقل عُمان على سطح البسيطة تدريجياً حيث تغير موقعها عدة مرات وانتقل من خط العرض تحت القطبي الى خط الاستواء. وبالتالي، تعاقبت على منطقة عُمان كافة الظروف والأحوال المناخية حيث شهدت الانهار الجليدية في العصر الجليدي، ثم ذابت هذه الجليديات بفعل تغير موقع الأرض، ثم عادت وشهدت أحوالاً مناخية ساعدت على ظهور الكائنات الحية التي نمت وتكاثرت.



    تكوينية الكتلة القارية

    التي تقع عُمان فـي نطاقها

    تقع عُمان في الجزء الشرقي من كتلة شبه الجزيرة العربية التي يتصادم تخمها الشمالي مع الكتلة اللآسيوأوروبية المكوّنة لسلسلة جبال زاجروس ومكران. ويتعرض الحد الشرقي لكتلة شبه الجزيرة العربية لتحركات جانبية على طول مرتفع أوين وخط مصيرة، ويأخذ الحد الجنوبي في الانفصال ببطء عن الكتلة الافريقية بطول البحر الأحمر وخليج عدن.



    التاريخ الجيولوجي

    من خلال الصخـور

    حتى يتسنى للجيولوجيين الكشف عن أسرار جيولوجية عُمان، فلا بد لهم في البداية أن يحاولوا إيجاد العلاقة بين سمات وخصائص الصخور وبين العمليات التي حدثت في الماضي والتي أضفت على هذه الصخور خواصها ومميزاتها.

    ومن حسن الطالع ان بعضاً من هذه العمليات يمكن أن نراه يحدث في عُمان وحولها حتى وقتنا الراهن، مما يُيسر على الجيولوجيين عملية عقد مقارنات بين الماضي والحاضر.

    والواقع، فان عُمان لا تقع حالياً على تخوم احدى الكتل القارية، ولكنها كانت كذلك في الماضي السحيق. ولذا نجد أن جزءاً كبيراً من صخورها قد تكون أصلا في بيئة وظروف مغايرة لما هو عليه الحال الآن. وقد تكوّنت هذه الصخور أصلا في أعماق باطن الأرض حيث ينشأ عن ارتفاع درجة الحرارة تحوُل الصخور الى مواد سائلة أو صهارة. وبعد أن تبرد الصهارة تتصلد المعادن المكوّنة لها وتتبلّر وتُكوِّن الصخور البلورية.

    والصخور البلورية شائعة ومنتشرة في عُمان وتأخذ شكلاً متميزاً ومختلفاً عن الصخور الأخرى المعروفة بالصخور الرسوبية التي هي عبارة عن طبقات رسوبية ترسبت على الأرض أو في قيعان البحار القديمة. وتنشأ الرواسب بفعل عوامل الحت والتعرية التي تتعرض لها الصخور (مثل الاحجار الرملية والطمي)، او بفعل بعض العمليات الكيميائية والبيولوجية (مثل الحجر الجيري والدولوميت والجبس). وترسبت الطبقات الرسوبية على فترات متقطعة كما هو عليه الحال اليوم، وتتفاوت مراحل ترسب كل طبقة تفاوتاً شاسعاً وتستغرق فترات زمنية متباينة، فتارة نجدها تستغرق مرحلة جزرية واحدة، وتارة أخرى نراها تمتد طيلة عصر جليدي بأكمله، وكذلك فان الاسطح التي تفصل بين مختلف الطبقات تمثل هي الأخرى فجوات زمنية متباينة طويلة كانت أو قصيرة.



    الجبال والسفوح والسهول والبحار

    تتكون المناظرُ الطبيعية العامة في سلطنة عُمان من مجموعة من الجبال حادة الذرى والتي يصل ارتفاعها الى ثلاثة كيلومترات، ومن سهول منبسطة جافة تقع على ارتفاع مائة او مائتي متر فوق سطح البحر. ويمتد عمقُ قاع البحر في المياه الاقليمية حتى أبعاد سحيقة، إذ يصل الى نحو أربعة كيلومترات.



    القمم العالية

    ويُعزى ارتفاع الجبال في شمال عُمان وجنوبها الى الحركات الأرضية التي حدثت في الفترة ما بين الثلاثين والاربعين مليون سنة الماضية في العصر الاوليجوسيني. وكانت هذه الحركات الأرضية هي آخر مرحلة اجهاد تعرضت لها عُمان. وقد نشأت هذه الاجهادات أصلا نتيجة التحركات التي شهدتها الكتل القاريّة القشرية المجاورة. وعلى مدى العشرين مليون سنة الماضية، ظلت أرض عُمان تنعم بهدوء وسكون وظلت جبالها تتعرض لتآكل مستمر بفعل عوامل الحت والتعرية. ولكن حدثت تغيرات ملحوظة في المناخ العالمي منذ نهاية العصر الاوليجوسيني وخاصة قبل عصور البليستوسين الجليدية وبعدها والتي شهدت عُمان خلالها آخر عصورها المطيرة الكبرى. وقد أثرت التغيرات المناخية في عمليات الحت والتعرية التي شهدتها جبال عُمان تأثيراً كبيراً. كما تباين مستوى سطح البحر على الصعيد العالمي تبايناً شديداً، وصل الى اكثر من 150 متراً ارتفاعاً وانخفاضاً عن معدلاته الحالية.



    الأحافير - آثار الحياة

    تحتوي صخور عمان على نماذج متنوعة وكثيرة من الأحافير. وأحياناً تكون هذه الأحافير كبيرة وملحوظة بحيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة بسهولة ووضوح، وأحياناً أخرى تكون متناهية في الصغر والدقة بحيث لا يمكن رؤيتها أو تحديدها إلا باستخدام المجهر. ومع ذلك، يمكن تصوير هذه الأحافير الدقيقة وتكبير صورها بما يسمح بتوضيح خصائصها وسماتها المتميزة.

    استغرقت عملية تكون الصخور الرسوبية في عُمان فترة زمنية طويلة من عمر الأرض زادت عن 600 مليون سنة. وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة تغيرت طبيعة الكائنات الحية التي كانت تعيش على الأرض تغيراً ملحوظاً حيث تتباين أشكال الأحافير التي يمكن أن نراها في عُمان تبايناً شاسعا، فمنها الأحافير وحيدة الخلية ذات الأشكال البسيطة لا سيما الأحافير النباتية او البكتيرية، ومنها الأحافير التي عاشت فيها الكائنات الحية في الطبقات الأكثر قدما.

    وأخيرا، فهنا مجموعة كبيرة من الأحافير ذات الأشكال النباتية والحيوانية التي كانت منتشرة في رواسب الحقب الثلاث والتي لا تختلف في معظم الحالات عن الأحافير الموجودة في عصرنا الحالي.

    تحتوي الرواسب البحرية الأولى - التي تكون الجزء السفلي من تكوين غارف- على كمية كبيرة من أحافير الحيوانات والنباتات البحرية، ولا يزال بعض هذه الأحافير محفوظاً في الرواسب مثل الزنبقانيات البحرية والمسرجانيات. وترسبت رواسب الأنهار كذلك في الأودية المنبسطة بطول السواحل التي كانت موجودة آنذاك، واندفنت في رمال الأنهار جذوع الأشجار الكبيرة حيث لا تزال موجودة في الجزء العلوي من تكوين الغارف.

    وعلى الرغم من أن الكتل القارية تتحرك وتنجرف بلا توقف، فان عُمان ظلت في نطاق الحزام الاستوائي بدءاً من العصر الترياسي وحتى العصر الحالي. ولكن هذا الانجراف المستمر تسبب في تحريك عُمان قليلاً من الحزام المداري الجنوبي القاحل عبر الحزام المداري الرّطب الى الحزام الاستوائي الشمالي حيث تقع حالياً.



    جبال عُمان بين النشوء والاندثار

    يحتوي تاريخ عُمان الجيولوجي على اربعة عصور- على أقل تقدير- حدثت خلالها حركات أرضية كبرى أسفرت عن تكون المرتفعات الجبلية التي يبلغ ارتفاعها بضعة كيلومترات. ويشمل تاريخ سلطنة عُمان كذلك عصوراً أخرى شهدت تغيرات وحركات رأسية خفيفة في مستوى سطح البحر أغرقت السلطنة تحت مياه البحر ثم عادت ونقلتها الى اليابسة مرة أخرى. وكما يعلم علماء الجيولوجيا الآن، فان هذه الحركات الهامة هي ناشئة عن الانجراف الجانبي للكتل القارية الصفيحية القشرية.

    هذا، وان الكُتل القارية الصفيحية القشرية الكبرى المكونة لسطح الأرض هي عبارة عن السطح المتحجر والمتصلد الذي يغطي الصهارة المعدنية السائلة الكامنة في باطن الأرض. ويعتبر هذا السطح بمثابة دثار الأرض، ويذكر أن دثار الأرض في تحرك مستمر. ويعتقد علماء الجيولوجيا أن تيارات الحمل تعمل على دفع هذا الدثار وتجعل المادة السائلة اللزجة تدور وتلف ببطء شديد في خلايا دوّارة كبيرة. ومن ناحية أخرى، تعمل حركة الدثار على سحب الكتل القارية الصفيحية القشرية الى أعلى بحيث تنتقل بمحاذاة بعضها البعض. وتنشأ الاجهادات والضغوط في الفواصل التي تفصل بين مختلف الكتل. ويمكن أن تؤدي هذه الاجهادات الى نشوء انضغاط على سطح الكتل او تفريقها عن بعضها البعض او سحبها بصورة مائلة لتتجاوز احداها الأخرى. ومع مرور الوقت، يمكن ان يحدث انشطار لهذه الكتل بحيث تكون تخوماً جديدة أو يمكن ان تلتحم مع بعضها البعض بحيث تبقى التخوم القارية السابقة في شكل صخور مغمورة ثابتة. ويتأثر التاريخ الجيولوجي لأي منطقة على سطح البسيطة تأثراً كبيراً بمدى قربها من احدى التخوم القارية النشطة أو بُعدها عنه.



    مخلفات العصور الجليدية

    إن المناخ الاستوائي القاحل الذي يسود عُمان في العصر الحاضر يجعل من العسير على المرء ان يتصور وجود طبقات وأنهار جليدية كبيرة في المنطقة في وقت ما. ومع ذلك، فقد حدث أن شهدت عُمان عصرين على الأقل كانت خلالهما مغطاة بالكتل الجليدية حينما تسببت تحركات الكتل القارية العالمية في نقل الكتلة القارية التي تقع عُمان في نطاقها الى موقع ما في أقصى نصف الكرة الجنوبي حيث كان المناخ يتميز بشدة البرودة مما أدى الى تجمد عُمان الى الحد الذي اتاح تكوين الانهار الجليدية. وقد شهدت عُمان هذين العصرين منذ 600 و300 مليون سنة بالتتابع.

    وتتوافر لدى العلماء معلومات كافية عن العصر الجليدي الأحدث عهدا باعتبار انه احدى حلقات عملية غمر جليدي واسعة النطاق شملت امريكا الجنوبية وافريقيا والهند واستراليا وعُمان والتي كانت جميعها جزءا من قارة جندوانا الكبرى المندثرة. وقام الجيولوجيون في عُمان بدراسة هذا الغمر الجليدي دراسة متأنية ومستفيضة لأن الرواسب الناشئة عن هذا العصر الجليدي الكبير هي الرواسب المكونة لأهم مكامن الاحتياطي النفطي في السلطنة، وهي المكونة لتكوين الخلاطة الذي يحتوي بدوره على جميع السمات والخصائص الرسوبية. وجميع هذه الخصائص والسمات تُثبت لعلماء الجيولوجيا ان الجزء الجنوبي من السلطنة على الاقل قد شهد عدة مراحل تكونت خلالها الطبقات الجليدية ثم عادت وتلاشت. كما تُبين الخصائص والسمات الرسوبية آثار الجرش والطحن الذي أحدثته الانهار الجليدية التي تركت بصماتها على اسطح الصخور الكبيرة والجلاميد. وقطعت الطبقات الجليدية والاودية الكبرى واخترقت باطن الأرض حتى انه يمكن رؤية آثارها في المسوحات الزلزالية للطبقات التحتية العميقة.



    أعماق البحار

    يعتبر منظر السلاسل الجبلية التي تحتضن منطقة مسقط منظراً مألوفاً لقاطني البلاد. وتحظى سلسلة جبال الحجر التي تأخذ اشكالا منحنية ومتقوسة بشهرة واسعة لدى الجيولوجيين. ولعل السبب في هذه الشهرة هو انها تكونت بفعل عدة عوامل وظروف تكاد تكون متميزة وفريدة من نوعها.

    ففي احدى المراحل الحاسمة في تاريخ عُمان الجيولوجي منذ نحو 70 مليون سنة خلت، اسفرت تحركات الكتل القارية القشرية المحيطة بعُمان عن حدوث ثوران وتقببات تحتية غير عادية نتج عنها نشوء صفائح صخرية كبيرة في القشرة المحيطية، تبلغ مساحتها نحو 100 الف كيلومتر مربع وسمكها نحو 15 كيلومترا، انزلقت عبر الحافة الشمالية الشرقية للقارة العربية، ويمكن ان نرى هذه الصفائح الآن بوضوح وجلاء في جبال الحجر، وتُعرف هذه الصفائح الصخرية حاليا باسم صخور أوفيوليت عمان او اوفيوليت سمائل.

    ومن بين جميع أنواع الصخور الأوفيوليت على مستوى العالم نجد ان صخور أوفيوليت سمائل اكثر تعرية واقل عرضة للتغيرات من غيرها.

    ويتضح من خلال دراسة صخور الاوفيوليت والمسوحات التي أجريت على البحار والمحيطات ان هناك طبقتين من القشرة الصلبة. وتتكون الطبقة السفلية اساسا من معادن السليكات الثقيلة (واهمها الاولفين)، التي تتبلر أولا بعد أن تنخفض درجة الحرارة وشدة الضغط. وينتج عن ذلك تكون صخور تندرج تحت اسم الصخور فوق المافية، وهي الصخور الغنية بالمغنيسيوم والحديد على وجه الخصوص.



    فنون الطبيعة

    تقوم الطبيعة بعمل رجل التكنولوجيا والفنان معاً، فنجدها تكون وتبدع صوراً واشكالا، ومناظر دقيقة يستلزم صنعها التقيد الكامل بالقوانين والقواعد الفيزيائية والكيميائية... ونجد فيها كذلك أشكالا وألواناً وصوراً تنطق بالجمال المجرد. ولجيولوجية عُمان أهمية خاصة لارتباطها بموارد البلاد المتمثلة في النفط والغاز وغيرهما.

    وتتكون الاشكال عامة إما بفعل الحت والتعرية او بفعل الانشاء، فهناك مناظر طبيعية عامة تشكلت بفعل عوامل الحت والتعرية وخاصة بفعل الرياح التي تهب على الصخور المقاومة، وثمة انواع أخرى من المناظر الطبيعية تشكلت وتكونت بفعل آثار التحلل وقوة المياه.

    وتشتمل المناظر والاشكال الانشائية على البنيات والهياكل الخاضعة لقوانين الطبيعة، ولكنها تشمل كذلك صوراً تكونت بفعل عوامل أخرى خارجة عن نطاق قوانين الفيزياء والكيمياء حيث تكونت أساساً بفعل النباتات والحيوانات.

    وتتمتع المياه بقدرة كبيرة على خلق وايجاد صور وأشكال مختلفة من خلال عملية تحلل الصخور وترسبها. وللرياح دور لا ينكر في هذا الشأن إذ تقوم بتحويل الرمال السائبة الى أشكال فنية بديعة، فضلاً عن انها تقوم بتفتيت الصخور وتعريتها بحيث تكوّن مناظر وأشكالاً متباينة ومختلفة.



    كنوز الأعماق

    تنشأ غالبية نفوط السلطنة من صخور مجموعة الحقف الضاربة في القدم وتتكون من الفتات العضوي الذي ترسب في عصور سحيقة مضت. وعلى ذلك، تعتبر مكونات نفوط عُمان أقدم بكثير من مكونات مختلف نفوط الشرق الأوسط، والواقع، فان نفط صخور مجموعة الحقف بحقول جنوب عُمان والتي يبلغ عمرها 600 مليون سنة يعتبر من وجهة النظر الجيولوجية، أقدم نفط ينتج بكميات تجارية على مستوى العالم. ولعل النفط الوحيد المماثل له هو نفط حقول سيبيريا من حيث احتوائه على نفس الخصائص الكيميائية الفريدة وقدم المصدر وتماثل في نوعية وخصائص الطحالب والبكتيريا البدائية المكونة له.

    إن مجرد وجود النفوط القديمة في عُمان لهو دليل دامغ وقاطع على وجود تاريخ جيولوجي طويل وعريق لم يتميز بالعنف، لأن النفط يمكن أن يتسرب بسهولة من المصايد النفطية في حالة حدوث تحركات او هزات أرضية، كما يسهل فقدانه في حالة تعرضه للحرارة الناجمة عن البراكين او طول مدة الطمر في المكامن. ولذا، فليس من المستغرب ان نجد ان جبال شمال عمان - التي تعرضت لحركات ارضية شديدة وطمر طويل مع تكون اوفيوليت سمائل- خالية من النفط على الرغم من ان حقلي نتيه وفهود يقعان على مسافة نحو 20 كيلومترا فحسب جنوب التلال السفحية.

    ظهرت أهمية صخور أوفيوليت سمائل في السلطنة خاصة في المراحل المبكرة لاستكشاف النفط؛ مما جعلها مصدراً محتملا من مصادر المعادن الذي يمكن أن يعود بالنفع الاقتصادي على البلاد. ولم تتوان السلطنة في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الثروة واخذت تنتج النحاس والكروميت بكميات يمكن استغلالها اقتصاديا، وبذا، اضافت مصدراً جديدا وهاماً الى مصادر الدخل القومي، وبادرت السلطنة كذلك باجراء مسوحات للكشف عن مختلف الموارد المعدنية الاخرى.

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    ٭ مجلة اخبار شركتنا العدد الأول ١٩٩١ ص٦ و٧.

     صدر كتاب »تراث عمان الجيولوجي« بمناسبة العيد الوطني العشرين لسلطنة عُمان عام 1990م . وقد ساهم في اصدار الكتاب واخراجه بقيمته الفنية والعلمية عدد كبير من العاملين بدائرة العلاقات العامة والاعلام بشركة تنمية نفط عُمان.

  2. #2
    مشترك مقبول الصورة الرمزية فرعونية
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    1
    قوة التمثيل
    0

    رد: تراث عُمان الجيولوجي

    شكرا على الجهود المبذولة أفادني الموضوع جدااااااااااااااااااااااا ااا في دراستي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. غزلان !
    بواسطة عفاريتووو في المنتدى واحة التصوير الضوئي والصور المنقوله
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 03-09-06 ||, 10:34 PM
  2. نظـــرة حــــب
    بواسطة الشوق في المنتدى واحة القصص و الحكايات
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 19-08-06 ||, 09:28 PM
  3. تجميع أكبر عدد من الصور عن تراث دولة الامارات
    بواسطة عزيزه النفس في المنتدى واحة الأجداد و التراث
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09-05-05 ||, 03:09 PM
  4. نظرة حب ..
    بواسطة ملانـة في المنتدى واحة القصص و الحكايات
    مشاركات: 152
    آخر مشاركة: 27-03-05 ||, 02:33 AM
  5. مناطحة الثيران .. في تراث الامارات
    بواسطة بحر الموده في المنتدى واحة الأجداد و التراث
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-12-03 ||, 02:29 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •