ذلك الزمان الجميل الذي ما ان أتى جيل حتى تحدث عن طفولته واجمل ما عاش فيها
منذ فترة طويلة أشعر بحنين كبير لأشياء لم تعد موجودة...وما أصعب الحنين لديّ..فحنيني للحظات ...للأوراق...للذكريات...للطرق...للفريج...ولأشخاص لم يعودن أحياء.
(1)
بالأمس..جهزت الفطور وبدأت حوار على طاولة الفطور عما أضحك زوجي...قلت له تولهت على دكان فريجنا ...قال كيف...قلت...ابا أروح الدكان وأشوف راعي الدكان...تخيلوا...ما تعرفون كيف دكان الفريج صغير وضيق...بس كان وايد طيب ويانا كنا بفترة نوقف عند باب الدكان نتريا الباص...تولهت على علب لبن عيرات المثلج...ولبن آب...واهلا مثلج...وأشياء وايد ما أقدر ألقاها...لا أعلم ان كان جنوني وحنيني بالفعل سيقدوني لفريجنا القديم الذي غابت عنه اللغة العربية ولم يعد يمت لنا بصلة.
(2)
عندما انتقلنا لمنزلنا الجديد قالوا لنا ما بتتولهون على بيتكم وعلى الفريج قلنا لا...ومرت سنوات وبالأمس تولهت على لوزة بيتنا تولهت اني اتسلقها مع اني ادرك انه هالجنون لم يعد موجود بي...بحنين اخبرته انه عمر لوزة البيت من عمر أخوي البجر...والله أيام...لا أعلم أن كانت لا تزال موجودة.
(3)
تولهت على أيام ما كان للخوف مكان عند أهالينا فكنا أيام الامتحانات نرجع من المدرسة الابتدائية من منطقة لأخرى سيرا على الاقدام ...يبللنا المطر...وكنا نوقف عند دكان يسوي سندويجة الجبن بالتوست ونشتري ونكمل طريجنا...وما كان حد يتعرض لنا...وآآآه على الأيام الحلوة.
(4)
تولهت على اليهال يدقون الباب بيوم العيد يبون عيدية...تعلمون منذ أكثر من خمس سنوات لم اعش هذا الشعور...وكان الأهل باتوا يخافون على أبنائهم...خاطري عبود يعيش فرحة العيد بأسلوبي...بس في ظل التطور العمراني أشياء وايد صارت بعيدة المنال.
(5)
حين أشعر بحنين لروية الأطفال بالنصف من شعبان(حق الليلة) اتجه لمنزل خالتي...فبعض المناطق لازالت تحتفل...وما أجمل رؤية الأطفال بأكياسهم الممتلئة....شكلي بفكر أسوي فريج مثل أم خماس...ههههههههههه
(6)
اشتقت للعب كرة القدم والاجتماع كل خميس بييت جدتي ...اشتقت لخوالي وشطانة الطفولة...اشتقت للمركز الطفل بجانب بيت جدتي ومشاغبتنا مع المعلمات...اشتقت لأيام توقفت عن النبض مع توقف نبض جدتي رحمها الله.
(7)
اشتقت للبياعه وهذه مفرده كنا نطلقها على اي امرأة تفتح دكان مصغر ببيتها بسبب حداثة المنطقة فكنا كل ما نروح بيت يدوه الله يرحمها نقولها بنروح البياعه والتي كنا نقطع مع صديقات الطفولة الشارع العام للوصول لمنزلها ونتزود ببعض دراهم حاجياتنا لنقيم حفلة...على قدنا.
(8)
اشتقت للبحرين والتي أشعر براحه نفسية ما ان اكون هناك يمكن لنه الناس على قدهم وأشوف اشياء قديمه لازالت موجودة اشتقت لذلك الشخص وذلك المكان الذي لعبنا فيه التيلة وركضنا ورحنا الخباز...المكان الي كسر رومانسيتي يوم شفته تحول لعمارات...اشتقت للأماكن التي كنا نحاول استكشافها...فكان يقول لنا هنا كانت مخيمات الانجليز ...ورحل ذات صباح أنهك طفولتي وأشعرني بالخوف...الله يرحمك
ولا يزال الحنين بقلبي لأيام شهدنا الجنون فيها...علي اعود وأتذكر واخربش شيئا عن الطفولة
مواقع النشر (المفضلة)