بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سابقًا حينما كُنّا صِغار، كنّا نظن أنّ من تظهر ( كدلتها ، وبرواية أُخرى عند جدة هدوء: قصتها ) بأنها صايعة، وبأنها ( راعية سوالف ).. هذا لما كنا صغار، ولكن لما كبرتُ وبالأحرى دخلت الجامعة، رأيت أفظع وأفظع من مجرد جزء من الشعر قد خرج.. فلو رأيتُ بتلك العقلية الطفولية مثلما أرى الآن.. ماذا كنتُ سأطلق عليهن آنذاك..!

كنتُ أسمع وأرى، ولكن ما رأيتُ أعجب من ما رأيتُ في الجامعة، فتيات بمكياج أعراس، وبتسريحات أعراس، وبملابس هي أنسب لحفلة زفاف منها للجامعة .. حتى تسائلت مرارًا وتكرارا: ( هَذَنّ من الساعة كم ينشن ! )..

ورأيت أعجب ما رأيت.. فتيات ينظرن إلى من ذكرتهن آنفًا بنظرات يملئها الإشمئزاز والسخرية.. فبرأيهن.. أن ( استايل ) الجامعة يجب أن يكون عملي ( لا زيادة في البهرجة، ولا زيادة في أطنان المكياج ) .. والعملي في معجم الاستايل الاجنبي الذي يسيرن عليه غالبًا ما يكون عبارة عن ( بناطلين ) و- أحيانًا - ( تنانير ) - يبدو أن خائطها ضاقت عليه المادة فلم يجد ما يُطيل به التنورة لِذا لم يتعدى طُولَها نهاية الرُكَب..


وهُناك من هُنّ لا من هؤلاء ولا من هؤلاء.. ولَكنهن رَأين في البداية انه لا بأس بـ(الكحل).. ومن ثم قالن : لا بأس بــ( الجلوس ).. واعقبنا بذلك بأنه لا بأس بــ( الآي شدو الخفيف ).. والله أعلم ما التالي..!

أتعلمون..اعرف فتيات .. كُنتُ أراهن فقط بالكحل فقط.. وبعدها بفترة..رأيتهن بمكياج خفيف - كما يزعمن - .. أما الآن فالعباءة مفتوحة والملابس فاضحة.. ( والشيلة ) على الأكتاف.. والله المستعان..

فسبحان الله، هؤلاء الفتيات تدرجن قليلاً قليلا.. فأجزن لأنفسهن ما هو غير جائز..فهذا الكحل الذي تتهاون بوضعه كثيرٌ من فتياتنا ، أليس بزينة..! وأليس المدرس في الجامعة رجلٌ أجنبي ..! ، إذًا فمن ذا الذي قال بجواز كشف زينة المرأة للرجل الأجنبي عليها.!

لا يحتاج الأمر لسيلٍ من الأَدلة لمن كان له عقلٌ سليم يُبصِر به، بيدَ أنّها الأهوَاء قد جعلنها تُسيطِر عليهن.. حتى أرخَصنَ بأنفُسِهنّ وعرَضنَ أنفسهن كسلعة رخيصة تنالُها كل العيون..وما نظرات الأعجاب التي تظن هؤلاء الفتيات أنهن مسلطة عليهن إلا هي بالأصل تحقيرٌ لَهُن.. فلو قيل لرجلٍ اقتَرِن بِواحدة من هؤلاء.. لقال: إنما هي تسلية، ولا أرضاها كزوجة..

حكمـــــــــــــة:

الدرة المكنونة ليست فُرجَة لِكُلِّ مَن هَبّ وَدب..

--------


جزاك الله خيرًا أخي في الله وردة روز على ما خطته أناملك...

كلماتك قوية، وقلمك سليط، انتقيتَ همًّا نُعايشه أينما ذهبنا.. فبارك الله فيك على أجدّت به في سطورك..

دمتَ مُميزًا - كما عهدناك - ..

ولربما .. لي عودة مجدّدة.. فالأبقارُ كُثر، وفيروسِ جنونهن مُنتَشِر.. والحديثُ عنهن لا يكفيه عِدّة أسطر..