"أنــا مــشغــولـة مــا أبي أحــد يـــكلــمنـي"
منذ ســاعات الـصـبـاح الأولـى وهـي تـردد هـذه الـكـلـمـة..
ولا نــعـلـم مـا الأمـر الـمـهـم الـذي يـشـغـلـها..
راقـبـنـا خـطــواتـها عـلـّـنا نـسـتـكـشـف أمـرأ مـهـمأ غـاب عـن بـالـنا؟؟؟
تــتــحرك كالنحـلة جـيـئـة وذهـابـا...لـم نعـهـد فـيـها هـذا النـشـاط..
وكـأنــها واحــدة أخـرى وضـعـت محـل الأولـى تشاهــد هــذا وتنـصـح ذاك..
تـتـبـرع بـتـنـظـيـف المـنتزل..تـذهــب للـجـمـعـية لـشـراء الأغراض الناقصة..
تشـبع هـوايـاتـها المـخــتـفـيـة مـنذ زمـن ( الـرسـم - الـكـتـابة - الـقراءة)
وتبتدع هوايات اخرى لم تــكن تظـهـر بـها مـن قــبل
( كالأشــغـال الـيدويـة والطـبـخ والـنـحت)
تكــتشــف أن شــكلــها مهــمل
فتــذهــب لتــستــحم والــصوت يــصدخ بأعـــذب الأغـــاني والألحان...تكوي ملابــسهـا
بـنـفـسـها بـعد أن كـانـت تـعتـمد علـى الـخادمـة فـي كـل شـيء...
تـقـف أمـام المـرآة لتـصنـع أخر تـسريحات الشعر...ولا بأس من وضع بعض المكياج
تقــتـرب الــساعة من الــثامنـــة مســاء وتكتشـف
أنهــا لم تــكلم صديــقاتــها فتــأخـذ المفــكرة وتــتصـل بــواحــدة تــلو الأخرى وكــأنــها في حـفل
وداعــي ولن تراهن مرة أخرى... ونحن ما زلنــا في ذهــــول
ما هــي الأمـــور الــتي تــتحــدث بهــا عبــر الأســلاك والــتي تــجــعل من
الأخت الـــكريـــمة مــشــغولـــة؟؟؟!
تتــجاهل نـظراتـنا .. وتركــض الــى
الــتلفــاز بعد ان تغلــق السـماعــة لتــمتــع نــظــرها قليــلا كمــا تقــول
وتقلــب بأنامــلها الــقنــوات بــبــطء يعــادل مســير الــسلــحــفاة( أن لم يكن أبطأ قليلأ)
تندهــش من الأخبـــار والــبرامــج الحــوارية وتفتــح فمــها علــى آخـــره من جــراء الصــور
الشنــيعة التي تلتــقطها الصــحافـــة للـمــآسي التي تــدور في العالـــم ..
لأنــها لم تــرها من قــبل...فكــل ما كــان يهــمها فنــون الأزيــاء والفيديو كليب الجديد؟؟
ثـــم تجــلس معــنا لســاعــات بحــجة أنها تريــد تسلــيتنا
وتقوم بإخبـــارنا بمعظم التــطورات التي حــدثــت على المســـتوى الـعائلي والمجــتمعي والـدولـي..
وآخــر الــنكـت التي لم نــكــن نــستمــتع بها لولا ضحكتهــا المجــلجــلة على غــير عـادتها..
وإذا طلبــنا منــها أن تــقوم بـأمر... تردد وتقول
"لا تــكلــمــونــي أنـــا مـــشــغـولــة"
حــاولنــا فــك طــلاسمها في هذا الــيوم لـــكن للأســـف لم نــتوصــل للـحـل؟؟؟؟
إقــتــربــت الســاعه من الثانية عــشرة لــيلأ
فإنــتبهنا لإ ختــفائــها...بحــثنا عنــها في كــل مــكان فرأيـــنـاها أخيرأ جــالــسة على الــفراش
تتــذمروتـتـافف ( كــأننا حــسدنــاها على نــشاطــها غــير المــعهود)
فـنخــطوا إلــيها بــخــطوات مــترددة مــخافة أن تــصيح عليــنا او أن تــغلق البــاب في وجــوهنا..
فــنقـف من بــعـيد وأيديـــنا عـلى قــلوبــنا ..هل يــاترى جــرحنــاها دون أن نقــصد...
أم أنـها ســمعت خبرأ أســال لــها دمــوعــها؟ لا نــدري...كــل ما نــعرفه أنها نـــظرت الينا
بــنظــرات الأســى والحــزن وتحـــدثت إليــنا بـــكل لــوعـــة
" لــــدي امــتــحان غــدأ..
و حــاولـــت بكــل ما استــطيــع أن أرفه عـن نــفـسـي
لــكنــي لـم أسـتـطـع ....لــذلــك اتــركــونــي الآن.. أنــا مـــشــغــولــــة؟؟؟؟
حــــايـــره ولــيتــني مــأ إحـــتــرت
مواقع النشر (المفضلة)