آس القلوب

[الثعلب الرمادي]

Ace of Hearts

حبيبتي،

أيها القلب النابض بالمحبة و الإخلاص، أودعك اليوم و قلبي يعتصر حزناً و ألماً. عندما مزق الخوف حياتي بأسرها و حول الألم لحظات السعادة القصيرة إلى ألم لا يطاق، عندها فقدت الإحساس بكل ما حولي حتى الحياة أصبحت تكرر نفسها يوما بعد يوم حتى فقدت معناها، و لكن كل ذلك تغير عندما التقيت بك فكنت الحضن الذي شعرت فيه بالأمان، و بقلبك الرؤوف و رحمتك أنسيتني آلامي و أحزاني و العالم بأسره، لست أدري كيف أتيت إلى حياتي البائسة و كيف رحلت حتى دون أن تودعني.

حين يعجز الآخرون عن فهمي كنت الوحيد الذي يفهمني، و عندما أتحدث كنت الوحيد الذي ينصت لي، حين أحزن و ليس بجواري من يواسيني كنت الذي يزرع البسمة على شفتي، و حين أبكي كنت أول من يسارع إلى مسح دموعي، و في لحظات الإنهيار و فقدان الأمل كنت أنسى كل شيء و أتذكر شيئاً واحداً فقط و هو أنك ستكون معي دائماً و لن تخذلني أبداً.

كنت حياتي التي أحياها، كنت بروحك الطاهره و قلبك النقي أكبر من أي شيء في هذا العالم، و كنت سعيداً لأنني بعينيك كنت أرى جمال الحياة، حين أتذكرك أبكي بصمت على كل تلك للحظات الجميلة في التي شعرت فيها بالسعادة الحقيقية ماكنت لأكون سعيداً فيها لو لم أكن معك، لم يعرف قلبي الحب و الشوق حتى عرفتك، و الابتسامة التي هجرت شفتي منذ سنوات طويلة كنت الذي أعادها إلي، أحببتك أنت و لن أحب سواك لأنك الوحيد الذي أحبني بصدق.

رحيلك أطفأ شموع سعادتي، و بعثر بذور الحزن و الأسى في أرجاء حياتي، و لكن ذكراك ستبقى في قلبي و عقلي إلى الأبد.


قبل أية قصة هناك مقدمة ...


لعبة البطاقات من الألعاب القديمة جدا و الرائجة جدا حتى أيامنا هذه، قد تختلف قوانين اللعب من مكان إلى مكان آخر في العالم قد تتفاوت البطاقات في قيمتها، و لكن يبقى شكل و اسم كل بطاقة هو الشيء الوحيد الذي لا يتغير، تقسم البطاقات إلى أربعة مجموعات مجموعتان تحملان اللون الأحمر و هما مجموعة القلوب أو الكوبة و مجموعة السباتي، و مجموعتان تحملان اللون الأسود و هما مجموعة الديناري و مجموعة البستوني، و كل مجموعة من المجموعات الأربع تقسم إلى عدد من البطاقات، تحمل كل بطاقة رقما خاصا بها (من الرقم واحد و حتى الرقم تسعة) بالإضافة إلى لون و رمز المجموعة بالإضافة إلى بطاقات الملك و الملكة و الولد و المهرج أو الجوكر، و في أية مجموعة من المجموعات الأربع تسمى البطاقة التي تحمل الرقم واحد بآس المجموعة، وهم الآس الدينّاري، الآس البستوني، آس القلوب أو الكوبة و أخيراً الآس السباتي، و تعتبر بطاقة الآس البطاقة ذات القيمة الأعلى في العادة، أما عن قوانين اللعب فليس لي علم بها لأنني لم ألعب هذه اللعبة أبدا، الفوز في مثل هذه اللعبة يبنى بشكل أساسي على الحظ، و بعد ذلك على قوة الذاكرة و هدوء الأعصاب و الحكمة في الاختيار، فلو توفرت كل الأمور مجتمعة و لكن الحظ لم يتوفر، و لم تأتي البطاقات المناسبة في الوقت المناسبة، فالنهاية قد تكون محزنة خصوصا عندما يكون المال هو هدف اللعب و ليس التسلية.

و بعد تلك المقدمة تبدأ قصتنا ...

بعيداً عن عالمنا هذا و قريباً جداً من عالم البطاقات، في يوم من الأيام كانت هناك بطاقة فريدة من نوعها من بين جميع بطاقات المجموعات الأربع أتت إلى عالم البطاقات قوية و كان إله الحظ في عالم البطاقات بجانبها دائما فلم تكن تخسر أية معركة الأمر الذي كان مثار حسد و غيض من قبل بطاقات المجموعات الأخرى و حتى من بطاقات مجموعتها ذاتها عرفت تلك البطاقة باسم الآس البستوني و لكن لأن لا شيء يبقى على حاله فقد تخلى إله الحظ فجأة عن الأس البستوني و لإن كانت تلك لوحدها مصيبة فقد جرت وراءها مصائب أخرى و أصبحت الهزائم بعد الانتصارات تتدفق كالسيل العارم و بين يوم و ليلة هوت مكانة الأس البستوني إلى الحضيض و رغم كل المحاولات المستميته للعودة فقد كانت النهاية هي ذاتها فاسودت الحياة في عينيٌ الآس البستوني و عشش الحزن في أرجاء حياته لفترة طويلة حتى فقد الشعور و الإحساس بالحياة و شاء القدر ذات يوم أن يلتقي الآس البستوني بآس القلوب و منذ الوهلة الأولى أحب كل منهما الآخر حتى دون أن يعرفا السبب و مع مضي الأيام كان ذلك الحب يكبر معهما و انتشل آس القلوب الآس البستوني من بحر أحزانه و أعاد السعادة إلى قلبه و الابتسامة إلى شفتيه و علمه المعنى الحقيقي للحياة، في صبيحة أحد الأيام أتى ذلك النبآ السيئ من قبل ملك و ملكة مجموعة القلوب لآس القلوب بأن عليه أن يستعد لربط حياته بالآس الدينٌاري من مجموعة الدينٌاري لأن الأوامر لا تعصى و لأن الحياة في عالم البطاقات لا نهاية لها فقد أدرك آس القلوب أنها النهاية لذلك الحب الذي ولد ليموت.

رحل آس القلوب بصمت و لم يره الآس البستوني بعد ذلك اليوم أبداً و ذات يوم و في لحظة شوق يائس خط الآس البستوني رسالته تلك و لكنه لم يرسلها إلى آس القلوب بل احتفظ بها لأن آس القلوب لن يعود و لكن ذكراه ستبقى شمعة تنير درب الآس البستوني.

"و لكن ذكراك ستبقى في قلبي و عقلي إلى الأبد"


Ace of Spades

بقلم الثعلب الرمادي



الثعلب الرمادي: السلام عليكم أخواني و أخواتي،

في البداية أحب أشكر كل من أهتم بإلقاء نظرة على محاولتي الجدية الأولى "آس القلوب"، و التي أخذت مني وقتاً و جهداً كبيراً في التأمل أولاً قبل الكتابة ثانياً، و أتمنى أن تحوز على رضاكم، بخصوص الشرح حول لعبة البطاقات الذي يسبق القصة، فهو شرح عام عن أشكال البطاقات و أنواعها، و لم أخض في تفاصيل اللعب لأنني ببساطة لا ألعب هذه اللعبة، و لكن تستهويني أشكال البطاقات و مبدأ الاحتمالات في علم الرياضيات و امكانية ظهور بطاقة معينة دون غيرها لا أكثر، استخدمت صيغة المذكر لكل من آس القلوب و الآس البستوني على الرغم من أنهما ليسا من جنس واحد، لأن كلمة آس هي كلمة قد تحتمل صيغة التأنيث و قد لا تحتمل فكانت صيغة التذكير هي الحل الأفضل في نظري.

[عايش وهم]

السلام عليكم

صبحك الله بالخير حبوب

..

ما حياتنا سوى أوراق ، بعضها رابح و أخرى خاسرة ، و إن كان البعض يؤمن بحظه ، فآخرون يؤمنون بالنصيب ، بعضهم سلم أمره ، و كثر هم ممن يحاولون الصمود .

أخي الكريم مررنا ها هنا فرأيناك كعادتك ... مميز منفرد بإسلوب طرحك .

تقبل تحياتي لك و لــ آس البستوني .. و بلهجتنا العامية (قص السبيت)

لا عدمناك يا رب


اخوك عايش

[الثعلب الرمادي]

سعيد جدا بمرورك على موضوعي سيد عايش وهم

[فنجان قهوة]

بالتوفيق
رغم اني ما فهمت المغزا الاساسي من القصه
اتمنالك التوفيق و التقدم

[الثعلب الرمادي]

قصة بأحداث و حوارات و تكون مفهومة بالنسبة لأشخاص آخرين حتى الحين ما جربت أكتب بهذا الأسلوب، في لحظات خاصة أحس إني أريد آكتب شي و قصة آس القلوب كتبتها بإحساس لحظي صعب يتكرر و بعد ما انتهيت منها عشت إحساس ثاني.

و شكرا لاهتمامج بالرد أختي فنجان قهوة