عذرا على الغياب ولكن للغياب ظرف وللظرف ضرورة ..
مدخل :
ظرف الزمان لا يمكن أن يغير جوهر الأشياء وحقيقتها .
وهذا ما يلزمنا رفض الضبابيات والرمادية في القول والفعل ما يراد منه تغييب الفوارق بين نصاع الحق وبهت لون الباطل وأسوداده ولا مجال هنا لأنصاف الحلول فالحق حق والباطل باطل وكفى .
وأما السؤال الجدلي الذي ينبري به البعض ما هو الحق وما تعريفه فما أراد منه إلا ما قلنا عنه سالفاً تغيير لجوهر الأشياء وحقائقها .
حين تطاولت إحدى صحف دولتين تافهتين كالنرويج والدنيمارك لأشرف خلق الله سيدنا وحبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم اقشعرت أبداننا واستهجنا الفعل ولكن لم نكن مصدومين فقد ألفنا الغرب وتطاولاته على كل ما هو مقدس تحت مسمى حرية التعبير ..
الإسلام دين ومحمد عليه الصلاة والسلام رسول الله ليسوا بحاجة أحد للدفاع عنهم وهذه حقيقة ولست هنا أطرح بيان استنكار وشجب كما أنني لست بحاجة تحديد موقفي ولكنني أكتب لأن ما ألفناه وعرفناه عن الكتابة أنها شعلة حق والقلم اذا لم يكتب الحق فما حاجتنا به .
بدء :
وفاء سلطان بطاقتها التعريفية بكل بساطة هي ما يسميه البعض كاتبة ولذلك أطلق عليها هذا الوصف مجازاً كاتبة سورية الأصل أمريكية الجنسية وتعمل كدكتورة نفسية , استضافها فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس في الحادي والعشرين من نوفمبر الفائت وحقيقة لا أنصح أحد بمعاودة مشاهدة تلك الحلقة لما فيها من اسائة لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام والمسلمين فقد نفثت هذه الوفاء سعارها وبجلت الصهيونية أيما تبجيل وهمشت الإسلام وقزمته وجعلت منه عدو للإنسانية التي جاء ليعلوا من شأنها وقاتل للحياة والتي حيت به متعذرة ببعض ما فعله من ضلوا طريق الهدى ومن الإسلام منهم براء كما هو الحال معها هي فالإسلام بريء منها ومن شاكلتها ..
لم يستوقفني موقف تلك الوفاء ولكن ساورني شيء في نفسي وهو تساؤل كيف يصير الإعلاميون بهذا التفكير وهذا المنهج المغلوط ويصير لهم قناعة بل دستور للحياة يتنفسونه كما يتنفسون الهواء هل هو هواء بلاد سام هو ما يغير فيهم المفاهيم والمعايير التي من خلالها يرتكزون في تحليلهم وتفكيرهم وكيف اكتسبوا تلك الصورة الممسوخة التي يظهرون بها على الإعلام الآخر والآخرون ويحاولون مستضنين طمس الحقيقة ..؟!
في خضم هذا السؤال تذكرت تلك القصة الافتراضية عن يهوذا الأسخربوطي الذين خان المسيح وتنكر لتعاليمه ورؤاه غايته في ذلك التقرب من الفرنجة والعلو عندهم وبتزكية من اليهود فقد كان بمثابة السلاح المضاد للدعوة التي جاء بها المسيح فكان يهوذا مطية الفرنجة في سعيهم لتشويه ما جاء به المسيح وبوقهم الذي ينفث سموم وسهام الظلام الذي أراده أسياده أن يظل قاتم على الناس ليظلوا يتخبطوا فيه صاح يهوذا فيهم بأن المسيح مدعي كذاب وعلا بذلك عند أسياده وانتهى كما هي نهاية كل منافق دجال مذموماً مدحورا ..
قد تكون وفاء يهوذا جديد ولكن ما قرأته بعد ذلك في صحيفة الوثن / الوطن الكويتية وبقلم أحد كتابها والمسمى نبيل الفضل كان بمثابة القاسمة فما قاله هذا النبيل !! هو بمثابة أماطة اللثام عن ذاك الطابور الخامس الذي يتمثله يهوذا, طابور كان على مدى قرون يتخفى وراء مسمى الإسلام ليطعن فيه ويحاول أن يهمشه ويلغيه من حياة الناس بغية مكانة دنيوية وغاية شهوانية طابور يتمظهر بمظهر محاربة الإقصائية ونبذ التطرف وهو يمارسها حقيقة ..
للأسف إعلامنا صار منبر للمتطرفين الجدد
مواقع النشر (المفضلة)