الســــلام عليـــــكم
جميعنا يحمل ذكريات ٍ بين خفايا عقله الصغير, ولا نشعر بها إلا عندما نراها من بعيد أو نعيد تصوير الأمر في حاضرنا وإن كانت بعضها مؤلمه ولكنها تبقى جميله
استفــــــــزاز
لم تعد تلك الطيور تفـّر هاربة مني, وكأنها أمنت بطشي المعتاد على ذويها سابقا ولا أخفيكم أمرا بأنني لازلت أهوى البطش
, ولكنني لا أملك الوقت ولا العتاد في هذه الجزيرة الصغيره لأكمل رحلة الصيد التي بدأتها صغيرا في المزرعة.
أتراها أمنت من في الجزيرة فأمنت بطش المعتوه الجديد القادم من البعيد
؟
أم إنها علمت بأنني لا أملك وقتا لها ولا عتادا فتحاول استفزازي
؟
إنته صاحي ولا مجنون؟
كعــادتي مع الطيور, أحب زقزقتها صباحا
وأحب لحمها الطري مساءا!!
ذات يوم ٍ خرجت مع والدي إلى المزرعة, وفضّــلت أن أجلب معي عــدّة الصيد تحسّبــا لوجود طائر ٍ يريد الإنتحار, فما عليه إلا أن يختار
المكان المناسب بالوقت المناسب وهما: أن يحـلّــق فوق المزرعه و أن أكون حاضرا فيها.
وكعادة بعض العصافير الصغيرة التي تخالف أوامر أمها بالتحليق فوق المناطق المحظوره و أستطيع أن أجزم بأن مزرعتنا هي واحده من هذه المناطق, ومن حسن حظــها في ذلك اليوم أنها اختارت
المكان المناسب بالوقت المناسب لتلقى حتفها على يدي.
ولكن سرعان ما تحوّلت في هذه اللحظه مشاعر السعاده إلى حزن ٍ ونــدم لأنني صدمت بأن هذا العصفور المسكين هزيلٌ جدا ولا يملك سوى عظامه وقلبه الصغير المعلق في صدره "
متــــوحش", وسرعان ما بدأت دموعي تحاول تحطيم الجدار العازل في عيناي "
تمسااااااااااااااح" ولكنني حاولت تقييد الموقف وعزل الحزن والأسى عن ناظر والدي واكتفيت بحفرة ٍ صغيره على جوار شجرة اللوز الأحمر لأعبّــر عن أسفي لها ولأمها المسكينه
"
وايد عليييك!!".
وبعد أيام ٍ, قطعت على نفسي عهدا بأن لا أفعلها مرة ً أخرى وأخذت أقوم بواجب الزياره لهذا العصفور المسكين كلما مررت بجانب شجرة اللوز الأحمر. " لا مينون!!"
الله يرحمه
نصيحه: اسمعوا نصيحة الوالده لكم
تستــــااااااااااهل
أحب ُ اللوز كثيرا
, ومن يعتقد بأن اللوز الذي أعنيه هو نوع من أنواع المكسرات فما عليه إلا أن يكسر أوامر "
الوالده" و بعد ذلك يختار
المكان المناسب في
الوقت المناسب .
في يوم صيف ٍ مشمس وحار, انطلقت ظهرا كعادتي إلى سطح بيتنا لأجمع بعضا "
أراهن أن يكون بعضا" من ثمار اللوز الأصفر اللذيد وأفصل الجيّـد عن المــر بخبرتي الطويله في هذا المجال, فمن أراد من إخوتي الجيد يدفع درهمان ومن أردا الغض والمر يدفع درهما واحد ومن اراد أن يأكل من دون أن يدفع فسأعطيه 10 دراهم لو وجد لوزة ً واحده على الشجره
"
احتكااااار".
ولأنني في بعض الأحيان احتاج إلى أمي وأبي في تفويض النزاع لصالحي الحاصل بيني وبين أخي الأكبر مني سننا, فلهم منها ما تبتغي أنفسهم ولهم فيها يشتهون دون أجر ولا منّــه. "
استغلالالالي"
وفي ذلك اليــوم, أســرتني ثمــرة ُ لوز ٍ ناضجــه تميل إلى الإصفرار مع حجم ٍ أستطيع بأن أصفه بثمرة السنطره "
إنزين ياحلو شو السنطره؟ " واستطاعت بقلبها أن تجعلني أطيــر من الفرح لأصل إليها.
ولكن للأسف, كــانت بعيدة جدا عن متناول يــدي
, ولم يدرك "
طرزان" الأمـــر إلا على صوت أمي تبكي على يدي اليسرى لأنها كُـــــــــــــسرت
, وقعــت من على سطح البيت ووقعت معي أحلامـــي
, بــدأت أبكي وأرى أخي الكبير إلى جانبي يشاركني الحزن, لحــــظه!
وكأن عيــناه تخبرني بشــي, وما أن تمعنت في نظرة عينيه حتى أدركت بأنها كلمة واااحده فقط
تستــاااااااهل
متوحش وتمســـــاااح ومجنون ومحتــــكر واستغـــلالي
ما يثير استغرابي من الأمر أنني الآن لا اعتبر نفسي شخصا قاسيا ولا استغلاليا
أتــراها الحيـــاه من علمتنـــي؟
أم أنني كنت بلا عقل ولا قلب؟
عــذرا على الإطاله
مواقع النشر (المفضلة)