السلام عليكم


خنفروش .. .. صباح الخير عزيزي


حقيقة أثارني تعقيبك الأخير و الذي تطرقت فيه لمسألة الثناء و المديح حاله كحال غالبية الإضافات التي قدمتها في هذا الموضوع إلا أن وقع هذه الإضافة كان لها الأثر الأكبر على نفسي و ذلك بسبب أني ممن يقدمون على الثناء أو المديح في تعاملهم مع الآخرين و بخاصة "الأحبة" و حتى الساعة لم أدرك أن العاقبة قد تضعني في محل ظن و أنها ستغرر بمتلقي المديح .. فالشكر لك على هذا التنوير .

و بما أن النصوص التي قدمتها كدعم لصحة حديثك خالية من أي تشكيك فإنه لا داعٍ للتطرق في لكن و إني و لو أني و رغم ذلك .

فقط أريد القول لمجرد القول عن الدواعي التي تجعلني على الدوام أثني على أحبتي و هي :

* أحيانا يحتاج الإنسان لمعرفة تأثير إيجابياته (كحسن خلق ما) أو (ميزة ما في شخصه) على من حوله ، فبعضنا لا يعلم أنه أفاد شخص ما بمعرفة أو زود آخر بقيمة أخلاقية أو معنوية أو حتى علمية لأنه يتعامل بفطرته أو بعفوية ، ففي نظري أن مبدأ الثناء الواضح المدعم بأسباب ، يشجع الإنسان على تحسين مزاياه التي تميز بها أو أنه ينتبه لدوره الإيجابي في علاقة ما ، و من مزايا الثناء أيضاً أنها تلقى استحساناً عند غالبية المحبطين فهي في بعض الأحيان تعيد الثقة في نفس من فقدها فأعتقد أن الفائدة هنا لا تمت للتغرير بصلة .

* إني أنظر لواجبات الفرد تجاه أقرانه حين أفترض - رأي شخصي بحت - أنه من المفروض أو من واجب الشخص أن يقبل على أمران أولهما توعية أقرانه في شأن عيوبهم أو أخطاؤهم و أيضاً من الضروري أن لا يتجاهل توعيتهم في شأن مزاياهم و حسناتهم .. فهناك يكون منبه و هنا يكون مثني و في نظري إن لم نكن كذلك فنحن مقصرين و السبب في ذلك آتٍ .. :

* الضعف أن تترك صاحبك جاهل بنفسه و بما حوله كأن ترى به عيباً و لا تنبهه لأن دورك من المفروض أن يكون فعالاً إذا ما كنت صاحب مخلص .

* التقصير أن ترى ميزة جميلة في صاحبك و لا تثني عليها كي ينتبه لها و يقويها أو يعززها أو يتمسك بها .

إن هذه المباديء التي أنتهجها هي فقط للأحبة .. و من أحبتي لا أنتظر مآرب من الثناء ، كل ما في الأمر أنه تحفيز و ثناء على إيجابيات أفعالهم و تصرفاتهم .. فأنا دائماً أحب أن أقول شكراً ، و لكن بطريقتي الخاصة .. هي التي تطرقت لها في حديثك اليوم عن الثناء ..


ففي نظرك .. أخي الكريم ..

أأواصل في هذا الأمر أم أبتعد عنه ... كلي ثقة برأيك .. بعد أن تقرأ أسبابي .. و لا ضير من أن تكون الصراحة قاسية .


شكراً على هذه الإضافة المنبهة .


اخوك عايش ..