السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هالموضوع ضمن المسابقه التراثيه ..http://oasis.bindubai.com/bin/showthread.php?t=33180 اللي تم طرحها في الواحه التراثيه والاعلانيه ..
وهو ضمن فعاليات اليوم الوطني .. ليوم الاتحاد ..
واتمنى ان ينال رضاكم ان شاء الله ...
.
.
تم تقديم الموضوع بقلم العجيبه
2-12-2006
تبدأ فصول الحكاية عندما ظهر رجل في بقعة صفراء وقاحلة، فوجد نفسه أمام سبع بذرات متناثرة هنا وهناك، نثرها وفرقها النزاع والصراع؛ فهناك بعض الغرباء المتطفلين يحاولون الحصول على إحداهن، فلم تستطع أي منهن أن تنمو أو تكبر وتثمر، بل بقيت البذرات كلها كما هي، فكان الرجل يرى ويتأمل، يحاول أن ينبت هذه البذرات، ولكن هداه تفكيره إلى أن نمو البذرات كل واحدة على حدة لن ينبت سوى شجيرات صغيرة والتي لن يحصد منها أي شيء يذكر، فعمل جاهدا ليل نهار كي يجمع هذه البذرات في بقعة واحدة، ولأن لكل مجتهد نصيب، فقد كان نصيبه من اجتهاده وعمله الدؤوب هو نجاح مخططه، فتمت أول خطوة عندما جمع هذه البذرات المكونة من سبع بذرات صغيرة وزرعها في بقعة واحدة صباح الثاني من ديسمبر من عام 1971..
نعم.. كما توقعت عزيزي القارئ إن ذلك الرجل الذي جعل لاسمه مكانة مرموقة في سجل التاريخ وصاحب الفكر السديد والبصيرة النافذة لم يكن سوى زايد الخير راعي ومؤسس هذه الشجرة العظيمة التي عاونه وساعده فيها أخيه صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – رحمه الله - عندما جمعا السبع بذرات وهي: أبوظبي العاصمة الراقية ودبي دانة الدنيا والشارقة المدينة الباسمة وعجمان منارة الصناعة وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة منابع الطبيعة الخلابة، فحصدا شجـرة كبيرة، هي شجرة الاتحاد وأطلقا عليها اسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
منذ ذلك اليوم والحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة تأخذ منحى آخر غير الذي ألفته، خاصة عندما تفجرت آبار النفط في أراضيها وبحارها، فشهدت نقلة نوعية في كل نواحي الحياة، فكان فكر زايد الذي تسيّره مبادئ نابعة من ديننا الحنيف ثم عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة أكبر نعمة شهدتها الدولة بشعبها، فزايد آمن بالإنسان أغلى ما في الأرض، فسخر النهضة ووهبها للإنسان، فبدأ ببناء الإنسان قبل بناء المصانع والأبراج، فمن أجل الإنسان؛ أنشئت المدارس والجامعات لتعكس صورة المطوع قبل الإتحاد، فالتعليم أساس الرقي والتقدم والازدهار، ثم شيدت المستشفيات بأجهزتها الحديثة لتكون خير معين لكل مريض كان يتوجه إلى (السبيتار)* ذي الخدمات البسيطة قبل ذلك، وامتدت النهضة الحديثة لتشمل إعمار أرض الدولة وتوفير الرفاهية والرخاء للمواطنين، فصارت المنازل الحديثة وناطحات السحاب الشاهقة والمباني الأخرى عنوانا أبقى بيوت السعف والطين في سجل التراث يتغنى بها، أما أكبر إنجاز حققه الوالد زايد – رحمه الله – هو منظر الصحراء الفقيرة والقاسية الذي تحول بعزم وإصرار كبيرين إلى جنان خضراء ترفل بالبساط السندسي على امتداد البصر.
إن أبرز تحول شهدته الدولة بين أمسها وحاضرها يكمن في قوتها، فبالاتحاد تحققت القوة وسُدت الأبواب في وجوه المعتدين، وضاقت الفرص أمام الطامعين الذين راودهم حلم تشتيت أبناء الأرض الواحدة، فشيوخنا حققوا على أرض الإمارات المقولة التي تقول " في الإتحاد قوة، وفي التفرق ضعف"
ومن يحاول أن يضع دولة الإمارات في ميزان يقيس فيه أمسها وحاضرها لوجد أن كفة الحاضر تغلب كفة الأمس ، فكفة الأمس فقيرة الإنجازات، لا تحوي سوى الجهل والتخلف، كانت فيها البلاد في تراجع مستمر، بينما كانت الدول حينها تسير إلى الأمام، أما كفة الحاضر الثقيلة بمنجزاتها والتي تضم أروع الأمثلة في التضحية والبناء والعمل فإنها تعجز عن إحصاء المنجزات التي تحققت ومازالت تتحقق في عهدها، فما هي سوى تحول جذري مازال مستمرا إلى يومنا هذا ، لا يريد هذا التحول أن تكون دولة الإمارات متأخرة عن الدول المتقدمة حتى وإن كان الفارق درجة واحدة، فبلادنا الطموحة مازالت تسير إلى الأمام بخطوات واثقة لتبقى في الصدارة دائما، يقودها إلى ذلك فكر الشيخ خليفة بن زايد الذي جاء خير خلف لزايد الخير آخذا منه الحكمة ونفاذ البصيرة، يعاونه بذلك إخوانه حكام دولة الإمارات رعاهم الله.
وهكذا هي شجرة الاتحاد في نمو مستمر، بدأت تؤتي ثمارها بالعمل الدؤوب والمتواصل، وهي الآن تثمر أطيب الثمار، فمنها خرج الطبيب والمهندس والأستاذ، وتحت ظلالها الوارفة يعيش شعبها المخلص والوفي ، الذي تعلم من نبع زايد الخير حب الأرض وحب الناس، فكان هذا الحب المتعمق في النفوس سببا في حب التقدم والتطور والسير قدما إلى الأمام، فالكل يسقي شجرة الاتحاد من نبع عطائه، فالطالب في المدرسة يجد ويجتهد ليرد جميل وطنه عليه، والجندي يعمل ليل نهار ليحرس حدود وطنه، والشرطي يسهر على راحة مواطني دولته، أما الطبيب فلا يتوانى أو يتأخر عن أداء عمله بجد وإخلاص، الجميع يحاولون أن يكونوا مساهمين فعالين في نمو شجرة الاتحاد، التي فخر زايد بحصادها عندما قال ( لقد حصدنا الكثير وحصدنا ما لم يكن يتصوره المواطن أو الصديق أو الشقيق وإن خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الإنسان الذي نعطي له الأولوية في الاهتمام والرعاية وهذا كله تم بفضل الله وإرادة الخالق عز وجل .. وإن كل ما تحقق يفرض علينا المزيد من العمل، لأنني أؤمن بأن العمل باق وخالد وكل إنسان سيكون له عمله أمام الله والعباد ).
بعد كلمات الوالد والقائد والباني زايد – رحمه الله- لا يسعنا سوى أن نتضرع للمولى عز وجل بالدعاء راجين منه أن يرحم زايد ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، كما أمّن لنا الأمن والراحة والاطمئنان.. اللهم آمين.
ولكن زايد وإن كان راحلا بجسده، إلا أن روحه باقية فينا، تسكن في أعماق قلوبنا، يشهد حبنا وإخلاصنا لداره الخضراء على ذلك، وكل شبر في دولتنا الحبيبة يشهد على أن زايد باقٍ ببقاء عمله الخالد، تسكن روحه في أرجاء المكان الذي سعى زايد الخير لرفعته وتقدمه..
________________________________________________
* السبيتار: العيادة الصغيرة وهو لفظ قديم أستخدم قبل الاتحاد
جميييع الحقوق محفوظة لي ولواحات بن دبي بس ،،
وكل عـام وانتـوا بخيــــر
العــجيــبــة
2006
مواقع النشر (المفضلة)