في خطوة جريئة تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة دفع الزحام المروري الشديد الذي تشهده معظم شوارع إمارة دبي بمدير الحسابات في مؤسسة الاتصالات إلى استخدام دراجة نارية لا تتعدى قيمتها 4 آلاف درهم في رحلة ذهابه اليومية إلى العمل.
حيث فاجأ المواطن عبد الله العويس أهله وأصدقاءه ومرؤوسيه في العمل باتخاذ تلك الخطوة الجريئة التي لم يسبقه إليها أحد سواء مواطن أو مقيم وذلك لحرصه الشديد على الوصول في الوقت المحدد للعمل وتفاديا للاختناقات المرورية والزحام اليومي. ويقول »عبد الله ـــ 43 سنة« ويعمل في اتصالات دبي منذ 17 سنة ورب أسرة يسكن في منطقة الرقة بالشارقة »ترددت كثيراً قبل أن أقدم على هذه الخطوة ولكن حرصي الشديد على الالتزام بالدوام طوال السنوات الماضية وصعوبة الوصول للدوام في الوقت المحدد دفعني بالخروج من بيتي بعد صلاة الفجر وفي بعض الأحيان كنت أصلي بدبي كي أتفادى الزحام الشديد الذي يعاني منه جميع العاملين المتجهين إلى دوامهم«.
وأضاف »هداني تفكيري إلى الاستغناء عن سيارتي وكان ذلك في شهر رمضان الماضي واستعضت عنها بهذه الدراجة حيث أقوم بارتداء الجينز و»التي شيرت« أثناء قيادة الدراجة بعد استبدالها بالغترة والكندورة وعندما أصل إلى موقف المؤسسة أقوم بالعملية ذاتها ولا يستغرق الطريق مني أكثر من نصف ساعة. ويشير العويس قائلاً »عارضني الأهل من منطلق خوفهم علي أثناء قيادة الدراجة ولكن معارضة أصدقائي والموظفين بالمؤسسة تختلف إذ كيف تجرؤ وأنت مسؤول كبير ومن عائلة العويس أن تستغني عن الرفاهية والترف في سيارتك الجديدة من أحدث الموديلات واستبدالها بدراجة نارية حيث كانت النظرة دونية إلا أنني لم أبال
وقال: »أن حرصي على الالتزام بتوقيت الدوام الذي تحقق من وقت استخدامي للدراجة جعل الكثير من الموظفين العاملين في المؤسسة يسألونني عن كيفية تنفيذ هذه الفكرة ليحذو حذوها«. وعن الصعاب التي تواجهه يقول: »ان الشيء الوحيد هو عدم التزام السائقين بخط السير الإلزامي وكذلك عندما جاء في المرة الأولى بالدراجة إلى موقف المسؤولين بالاتصالات ورفض رجل الأمن السماح له بالدخول عندما رآه دون الزي الوطني الذي اعتاد أن يراه كل يوم«. وأوضح عبد الله فيما يتعلق بالتعرفة المرورية الجديدة »أعتقد أن مساواة المركبة بالدراجة في الرسوم البالغة 4 دراهم للطريق غير منصف، لأنه إذا ما تم تخفيضه للنصف سيساهم في تشجيع الموظفين على استخدام الدراجات النارية التي ستحد من الاختناقات المروية بالإضافة إلى استهلاكها البسيط للبترول وأدائها للغرض بسرعة«. وأعرب عن أمله في أن يفكر المسؤولون المواطنون في استخدامها كي يكونوا قدوة للموظفين.
كفو عليه والله
يستاهل تحيـّـة
مواقع النشر (المفضلة)