بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عِمتِ مساءًا أيتها العجيبة..

على هذه المقالة العجيبة يا العجيبة، تستحقّين ( دلةً ) من الكابتشينو.. ( نقول كابتشينو لزوم التطور )..

كم يُثيرُ حنَقي هذا المدعو تِلفاز ، فلو كانَ الأمرُ بِيدي لرَميتُه في أقربِ قمامة، لا تقولوا متحاملة عليه، نعم.. إني لكذلك..
اعلم إن العيب ليس من التِلفاز، فهو مجرّد وسيلة، إنما كل العيب من ذاك الموجود في أعلى السطوح، يبثُّ من السموم ما لا نستطيع أن نغضّ الطرفَ عنه..

فالهجومُ كاسِح، و( الشّين ) هو الطّاغي .. وحتى تكتشفوا الأمر ما عليكم إلا أن تمسكوا الريموت كنترول، وتقفزوا من محطّةٍ إلى محطّة كما فعلت العجيبة.. حتى تكتشفوا أن الطالح يُحاصِرُنا من كل حدبٍ وصوب..

قبل عِدّة أيام، ولربما كان في رمضان.. لا أذكر جيّدًا متى..

قالت لي جارةٌ لنا - بما معناه - : قولي لبنت عمّك تشوف هالقناة ( اعتقد ان لم تخني ذاكرتي LBC )
قلت لها : ما عندهم هالقناة..
فتحت عينها مستغربة : ليش..
قلت لها: حاذفين بعض القنوات..
واذا بِها ترد: هييييييييه، معقّدين..

انا هُنا ( دخلوا زيراني ) لا تقولوا هدوء وهدوء،، ما في فايدة.. في مثل تِلك الحالة كنت اسمٍ على غير مُسمّى..

المهم رددّتُ عليها، وفي النهاية وافقتني بالقول لا أدري أكانت موافقتها اقتناعًا بِكلامي أم خوفًا من غضبي..

فسبحان الله.. أنَسمح بِمثلِ هذه القنوات في منازلنا، ولدينا في البيتِ أطفالاً قد ترسخُ في بالهم بعضُ القيم.. ومراهقين تحرّك غرائزهم ما يُبث وأحيانًا يتلهّفون لِتجربة ما يرَون.. وإن قُلنا لهم ( لا.. هذا ضار، هذا عيب، هذا حرام ، أو بيّنا الأسباب) .. فالبعضُ لديه فضول ويسيرُ على مبدأ كل ممنوع مرغوب ..
حتى الأخبار الرياضية تقدّمها نساء مُتبرجات ، فاتنات.. ماذا نفعل بأزواجنا إذًا، أنلبسهم نظارات شمسية..؟ حتى يروا الألوان بالأسود..؟

أنضعهم في وسطِ النار، ونقولُ لهم: حذار أن تحترقوا..؟

وخيرُ مِثال على أبسطُ الإنحطاط.. الإعلانات .. والأغاني وبخاصة بِهجوم قنوات الأغاني.. مطرب في وسط ( درزن ) من النساء.. ولا أدري أي امرأةٍ لا تغار حينما ترى أهلها ينظرون لِلنساء يرقصن ويتميّعن ..

ولا أدري كيفَ لِلرجال يسمحون لأهلهم أن يتمنظرن بِقصص العشقِ والغرام بالصوتِ والصورة ، وهو يدري مثلما ادري أن النساء عاطفيات يُحرّكُ مشاعرهن الكلام المعسول..

وحتى نرى التأثير الواضح للتلفاز ، فلنرى في جيلِ اليوم.. فالأطفال يتعاملون ( بدفاشة) وضرب و ( ترفيس ) جراء الرسوم المليء بِقصص القتل والجرائم .. ونِساءٍ خلعن الحياء ، نرى أمثالهن بِكثرة في السوق في الجامعات والمدارس وحتى المستشفيات.. ورِجالٍ حذفوا من قواميسهم كلمة ( حرام ) فأستحلّوه..

وأخيرًا.. لا أرفض وجود التِلفاز مطلقًا.. إنّما أن أكونَ أنا مسيطرة على ما أرى ويرى غيري، لا أن تفرض القنواتَ نفسها علينا حتى تُجبرنا وإن أردنا الفِرار على رؤيتها..
وعلى كُلٍّ: الحمد لله عن نفسي هجرتُ التلفاز منذ زمن، ولم يعد وجوده يعنيني إلا فيما قلّ ونَدُر..

وعُذرًا على الإطالة، وجزاكِ الله خيرًا أختي العجيبة على المقالة العجيبة والجميلة..:)