العلم نور يضيء العقول المتخلفة ونبراس يفتح أمام ناظريك الدروب المظلمة ، وهو الطريق الوحيد الذي يجب أن تسلكه أي أمة ترغب في أن تقيم حضارة عظيمة تفاخر بها بين الأمم والعلم هو الزاد الوحيد الذي يحمله الإنسان فيصبح لحياته قيمة ولوجوده هدف ولذلك فتح زايد أمام أبناء الإمارات كل أبواب العلم والتعلم وأعطى الغالي والثمين لهذا الهدف قائلاً للشباب : أنتم الثروة الحقيقية لهذا الوطن وأنتم درعها الواقي وسياجها الحصين الذي يحميها من طمع الطامعين !!
فكيف لأمة أن تقوم بالدفاع عن أرضها ومكتسباتها بلا سلاح وبلا قوة ؟! وهل هناك سلاح يوازي سلاح العلم والإيمان ؟!؟ وهل هناك قوة توازي رجولة وشجاعة الشباب !؟؟
أدرك زايد وفي السنوات الأولى من عمر دولة الاتحاد أن العلم والعمل هما الطريق نحو رفعة الأمة وتقدمها وبناء الإنسان فسارع زايد إلى إعطاء الأوامر السامية ببناء المدارس ومراكز التعليم في مختلف مناطق الدولة كما أمر باستقدام المدرسين والمدرسات من الدول العربية الشقيقة مثل مصر وسوريا والأردن لتعليم أبناء الإمارات وزرع الأخلاق والعلوم في عقولهم ونفوسهم وفعلاً وخلال سنوات قليلة فقط قامت الدولة ببناء المدارس وتم إرسال الطلاب نحو المدارس وتم توفير كل ما يحتاجون إليه من كتب وقرطاسية وثياب ووسائل نقل و... حتى تعاقبت الأجيال المتعلمة إلى أن توجت المسيرة التعليمية في الدولة بافتتاح جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1977 ولابد من الإشارة إلى أن المناهج الدراسية في الدولة كانت مأخوذة من الدول العربية المجاورة وخاصة الكويت فقامت وزارة التربية والتعليم بإنشاء مناهج تعليمية خاصة بها تتمشى مع ما يجب أن يتعلمه الطالب الإماراتي في المراحل الدراسية المختلفة ولتكون هذه المناهج على أعلى مستوى وآخر ما تظمنته العلوم الحديثة وفي مختلف المواد .
وتستمر المسيرة التعليمية في الدولة ومن تطور إلى تطور تم إنشاء كليات التقنية العليا ومن ثم جامعة زايد بالإضافة إلى الجامعات الخاصة الموجودة في الدولة مثل الجامعة الأمريكية وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا والبيان والاتحاد وغيرها لتصبح الإمارات وخلال فترة وجيزة مركزاً لانطلاق العلم إلى الدول القريبة والصديقة .
ونقولها اليوم وبكل فخر أن دولة الإمارات ومع مرور الأيام بدأت تتخلص من الأمية شيئاً فشيء حيث أن الدستور يكفل للمواطن حق العلم وحق العلاج بالمجان وبدأت الإمارات بتعاقب السنوات تتخلص من رواسب سنوات طويلة من الجهل والتخلف وأصبحت الأمية عند الأجيال الجديدة في الإمارات هي الأمية في استخدام الحاسب الآلي .
ولابد من الإشارة إلى أن دولة الإمارات من أوائل الدول في الشرق الأوسط والتي جعلت مادة الحاسب الآلي مادة من ضمن المواد الرئيسية التي يتعلمها الطلاب في الإمارات.
والآن وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على قيام الاتحاد زادت أعداد الحاصلين على الشهادات الجامعية وكذلك الحاصلين على شهادات التعليم العالي وأصبح من أبناء الإمارات من هو طبيب ومن هو مهندس ومحامي وأستاذ ومن حق الإماراتي أن يفتخر عندما يشاهد دكتوراً إماراتياً وهو يلقي المحاضرات على طلابه بل ومن حقه أن يعتز وينتشي عندما تقوم بالكشف وإعطاء العلاج طبيبة إماراتية من أبناء البلد ..
نعم .. قالها زايد ذات يوم : ما فائدة المال والثروة إن لن تسخر لبناء الإنسان وتعليمه ؟! وقد قال الشاعر :
العلم يرفع بيتاً لا عماد لــه .... والجهل يهدم بيت العز والكرم
-----------&&&----------------------&&&-----------
مواقع النشر (المفضلة)