السلام عليكم


" من سيحمل إسمي من بعدي ؟ "

هذا سؤال كثيراً ما تؤرق إجابته تفكير الرجل و كثيراً ما يبقى هماً يلازمه و بخاصة متى تقدم به العمر و كون الرجل قد رزق بفتيات لا غير ، فرعاية الفتيات أيضاً تؤرقه لأنه يعلم أنه لن يعيش الأبدية و في لا سمح الله أتته المنية فإنه سيرحل و هو مرتاح إذا ما كان هناك رجل ينوب عنه و يعوض غيابه و يحافظ على ذلك العرض الذي خلفه و يسند البيت متى كاد يتهاوى .

في حين أن حمل تربية الفتيات لعيني هو أصعب من تربية الفتيان لأنه على مر العصور سواءاً كان الأمس أو الحاضر تكون الفتاة رمز لصيت العائلة فإن كن فتيات العائلة ذوات خلق طيب كان العائد سمعة طيبة و إن كان العكس كان العائد قاتلاً بلا شك و ذلك طبعاً لأن مجتمعاتنا المغلقة لا تغفر لأمر مشين أتت به الفتاة و لو بعد أعوام و لكن الفتى فقد غفر له المجتمع أخطاءه حتى قبل أن يقوم بها لأنه على إثر المثل الدارج (الريال ما يعيبه شي!) .

غاب عن ذهن كل من يلهث خلف خلفة البنين أن العيب به لا بزوجته و أن الخلف رزق قرره الرحمن ولا مرد لمشيئته تعالى .

و هناك الأمر الجاهلي البحت و هو "بقاء الإسم و استمراره" فالرجل يعلم أن فتياته و إن تزوجن و أنجبن فشجرة العائلة بهن لا تنمو لأن أحفاده من بناته لن يحملوا إسمه و ذلك أمر لا يستطيع بعض الأجداد تقبله و لكن للإبن ميزته فإن رُزق به فإنه ينعم براحة أبدية .. نعم سأرحل و لكن إسمي باقٍ يحمله أولادي من بعدي ، و كأن بالقصة "دخول للتاريخ!"
--------


رأيت بعيني و كل عينٌ قد تمر على هذا التعقيب قد تقر بذلك


" أن البنات أرحم للوالدين إذا ما تقدم بهم السن "


فتراك يا أب .. أتفضل أن تعامل بعطف من إبنتك إذا ما تقدم بك السن أم تفضل إبن قد يكون جاحد ؟



اختنا الشوق

شكراً