<font color='#000000'>الفصل الثالث عشر

&nbsp; &nbsp;
&nbsp; &nbsp;
&nbsp;

&nbsp;وقفت سارة تطالع عمرها في المراية عقب ما لبست وخلصت.. أول مرة تلبس عنابي .. ولبسته بس عشان خاطر حمد لأنه اليوم عيد ميلاده.. وتعرف انه يمووت في هاللون.. وحطت آي شادو عنابي ورسمت عيونها بطريقة وايد حلوة.. ابتسمت ابتسامة رضا وفكرت كيف بتكون هالليلة ويا حبيبها؟؟
عقب ما تأكدت سارة انه شكلها أوكى.. يلست تغلف هدية حمد، وحطتها في كيس كبير.. وحطت في الكيس شموع وولاعة وورد مجفف وشرايط دانتيل.. وبوستر عملاق يلست تسويه حقه اسبوع بحاله.. كانت فكرة سارة انها تجش حجرة حمد وهو مب موجود وتنثر له الهدايا على شبريته.. وتوزع الشموع في الحجرة وتعلق البوستر وتنزل شرايط الدانتيل من سقف الحجرة وتربط في طرفهم إهداءات صغيرة حقه..
وعقب كل هذا بتظهر من الحجرة وبتسير تدوره .. وبتسولف وياه وبيتمشون ويوم بيردون .. بتوديه حجرته وبتشوف كيف بتتغير ملامحه وهو متفاجئ ومستانس من اللي سوته.. ابتسمت سارة وبسرعة طلعت من الحجرة عشان تسير المزرعة وتنفذ خطتها...

يوم نزلت سارة الصالة لقت امها يالسة تطالع التلفزيون.. علاقة سارة وحصة تأزمت وايد عقب ما شافتها سارة في المزرعة واستوت تتجاهل أمها وتتعمد تخليها تحس بالشي هذا..

شافت حصة بنتها نازلة وعلى طول حست بالذنب.. كل ما تشوفها تحس بالذنب .. طافت سارة جدامها وفي ايدها كيس وكانت كاشخة.. فابتسمت حصة وقالت: "شو هالجمال؟؟ وايد حلو عليج اللون العنابي.."
طنشتها سارة وكملت دربها للباب عشان تظهر...
تظايجت حصة وحاولت ترمسها مرة ثانية..
حصة: "سارة حبيبتي وين بتسيرين؟"
طبعا سارة ما ردت عليها فقامت حصة ويرتها من إيدها وقالت بعصبية: "انتي ما تسمعيني ارمسج؟"
سحبت سارة إيدها وما رامت تتحكم بأعصابها.. وبدت تصرخ بأعلى صوتها: "شو تبيني أسمع؟؟ عن سواد ويهج؟؟ ولا تبين تسكتيني وتغسلين مخي بكم كلمة شرات ما سويتي في ابويه؟؟ كل اللي بتقولينه جذب.. ترى انتي فقدتي شي اسمه صراحة ... صرتي وحدة ما يشرفني انها تكون امي.."
قبل لا تكمل سارة كلامها صفعتها حصة بقوة عشان تسكتها..
انصدمت حصة من الاسلوب اللي تعاملت فيه ويا سارة وعلى طول ندمت وحاولت تحضنها..بس سارة ابتعدت وهي مب مصدقة اللي يلاس يستوي.. وقالت بحزن: "امايه انتي خلاص طحتي من عيني.. وانا مب ملزومة احترمج أو أسمع كلامج.. ما يخصج فيني.. اوكى؟ خلي سالم النذل ينفعج.."

انجرحت حصة من كلام بنتها وكانت تتقطع في داخلها وهي تشوفها تصيح وتتألم.. بس حصة كانت بعد حاسة بألم ووحدة مالهم حدود.. حصة تبا تفهم بنتها انها بعد انسانة ومن حقها تعيش مع الانسان اللي طول عمرها تمنته.. وتعتبر نفسها ما سوت شي غلط لأنه سالم وعدها بالزواج أول ما تطلق من خالد.. وهي بتفهم سارة كل هذا بعدين.. بس الحين لازم تحاول تهديها بأي طريقة .. حتى لو اضطرت تقص عليها..
اقتربت حصة من بنتها وقالت: "سارة انتي فاهمة السالفة كلها غلط.. سالم شرات أخويه.. أنا متربية وياه.. وطبيعي إني أعزه وأزوره واسأل عنه.."

يلست سارة ع الأرض لأنها حست أنه ريولها مب قادرة تشيلها.. لين متى بتم امها تستغفلها وتقص عليها؟؟ لين متى بيستمر هالكابوس؟؟ بدت سارة تصيح صياح يقطع القلب واختلطت دموعها بالآي شادو اللي يلست ساعة تحطه عشان حمد.. كانت تصيح عشان ابوها.. ابوها اللي ما فيه في الدنيا كلها ريال أطيب منه.. ابوها خالد اللي ما يستاهل يواجه هذا كله من امها.. وحست سارة انها بتموت من كثر ما هي متولهة عليه.. صحيح انها يوم تيلس وياه ما تروم ترمسه عن كل اللي في خاطرها.. لأنه هو بطبعه هادي وكله ساكت.. بس سارة تعودت تطالع التلفزيون وياه وتنسدح حذاله على الكنبة وتحط راسها على ريولها .. ويتم هو يلعب بشعرها القصير وهو يطالع الأخبار أو المباريات.. مجرد انها تكون في هالوضع يحسسها بالراحة.. ويوم كانت تظايج من أي شي.. كانت ما تحب تسير لأمها اللي دوم تحرج عليها .. كانت تسير غرفة أبوها وأول ما يشوفها داشة يوقف ويحضنها ويسألها شو فيها.. واذا ما رضت تخبره.. يحاول بأي طريقة انه يضحكها وينسيها همومها.. وهالشي اللي يخليها تحبه موت وما ترضى تشوفه يعاني من كل الي أمها يالسة تسويه..

اليوم الصبح شيكت سارة موبايل أمها اللي شافته في الصالة.. وحصلت رسايل وايدة مطرشنها أبوها لأمها .. كانت الرسايل كلها شوق وفي أكثر من وحدة كان يترجاها تكلمه عشان يتفاهمون .. دورت سارة على رسالة وحدة يكون ابوها معصب فيها او يهدد فيها حصة بس ما لقت... وهي ميودة التيلفون وصلت منه رسالة كان مكتوب فيها.. "حبيبتي حرام عليج والله حرام.. انتي تعرفين اني ما أروم اعيش من دونج.."
انقهرت سارة ومسحت الرسالة وكل الرسايل الباجية اللي ابوها طرشها.. ما تتخيل انه سالم يشوف هالرسايل ويطنز على ابوها..
أبوها يالس يذل عمره عشان وحدة باعته.. وكل هالرسايل ما أثرت في أمها ولا خلتها حتى تحس بالذنب..

"سارة أنا إنسانة ولي مشاعر.. وتجاهلج لي طول الوقت مأثر علي.. والله اني حاسة بوحدة فظيعة.." قالت حصة وهي تحاول تبرر موقفها ..
"ما يهمني" ردت عليها سارة من بين دموعها.. "سوي اللي تبينه.."
تمنت سارة لو تروم ترمس ربيعتها خلود وتخبرها عن التغيرات الرهيبة اللي طرت على حياتها.. بس خلود ما عاد ترد على مكالماتها.. وسارة خلاص ما قامت تتصل فيها..

أصلا سارة ابتعدت عن كل حد والشخص الوحيد اللي ترمسه حاليا هو حمد.. حتى منلا وليلى انقطعت عنهن.. لأنها كل ما سارت بيتهن كانن يعلقن وينغزن ويسألن أسئلة ما تعرف سارة كيف تجاوبها.. كل حد كان يرمس عن أمها.. وسارة قامت تتحسس من كل نظرة وكل كلمة تسمعها.. كل ما تروح مكان وتسمع ضحكة تحس انهم يضحكون عليها.. وغذا اي شخص مر جدامها ويت عينه في عينها .. تحس سارة بالذنب وكأنها هي اللي يالسة ترتكب جريمة في حق أبوها..
تعودت سارة انها تيلس في البيت أربعة وعشرين ساعة وإذا طلعت.. تروح المزرعة تجابل شاهين أو تسولف ويا حمد وترد..

قامت حصة بتعب من مكانها وطلعت من البيت وخلت كيس الهدايا وراها في الصالة.. وتحسفت على مكياجها اللي اخترب ومزاجها اللي اعتفس .. وأول ما دشت الاسطبل، لقت حمد يالس هناك ويوم شافها بهالحالة.. لوى عليها من دون ما يسألها شو فيها.. هو بروحه كان متظايج وما صدق انه شافها.. ويلست سارة تصيح لحد ما هدت اعصابها.. وأول شي قالته يوم سكتت: "نسيت هديتك في صالة بيتنا.."
ابتسم حمد وقال: "وجودج ويايه هني هو اللي يهمني غناتي.."
لاحظت سارة انه حمد متظايج وسألته عن السبب..
ابتعد حمد عنها وحاول ينشغل بأي شي جدامه.. بس سارة أصرت انها تعرف ليش كان متظايج .. وما خلته لين خبرها..
حمد: "اليوم في المدرسة.. كانوا الشباب يرمسون عن..... أبويه.."
سارة: "انزين وبعدين؟ شو اللي يظايج في هالشي"
حمد: " سارونا كانوا يضحكون ويطنزون عليه.. وقالوا انهم يخططون يسيرون ويأذونه باجر..واللي يقهر انهم كانوا يضحكون جدامي وانا ساكت.. وهذا ابويه.. أبويه&#33;&#33;&#33;"
حست سارة بإحساس حمد.. إحساس انه مب عارف يتصرف.. مخنوق.. وقال له: "مب ذنبك انه أبوك طلع جذي.."
حمد: "بس أنا حاس اني أنا المسئول عن الحالة اللي هو فيها.. يمكن لو اني انا اللي مت بدل امايه الله يرحمها ما كان استوى هذا كله.."
سارة: "حمد ليش ما تحاول تزور ابوك وتتعرف عليه.. أنا حاسة انه خالي سعيد انسان طيب ، وانه خاطره يشوفك.."
تظايج حمد من رمستها وترجاها تغير الموضوع..
سارة: "أوكى.. تعال بنسير نييب الهدية من بيتنا.."
سكت حمد ومشى جدامها وتبعته سارة وحست فجأة بالوحدة.. خصوصا انهم يوم وصلوا لبيت حصة تنهد حمد وقال: "باخذ الهدية باجر.. سارة ابا اتم بروحي.. اسمحيلي.."
انصدمت منه سارة وانجرحت في نفس الوقت.. حمد يعرف انها كانت تخطط لعيد ميلاده من اسبوعين.. كيف يتجرأ ويروح عنها؟ كيف يدمر كل شي وهي اللي يالسة تتريى من الصبح؟ عصبت سارة وقررت انها ما تقهره..
"برايك حمد.. انته روّح البيت.. " قالت سارة بتحدي.. "أنا بسير أشوف خالي سعيد.."
ومشت عنه بسرعة وفي خاطرها تقول: "بس وين يسكن خالي سعيد؟ أنا ما اعرف وين أسير &#33;&#33;"
"لحظة" قال حمد.. "تريي سارة الله يخليج لا تسيرين.. عشاني&#33;&#33;"
بس اللي حمد يعرفه ومتأكد منه هو انه مستحيل يرد سارة عن شي قررت انها تسويه.. خصوصا انها محرجة الحين.. ورغم الخوف اللي حست فيه وهي تمشي بروحها.. ضغطت سارة على عمرها وكملت دربها لين وصلت الشارع ووقفت أول تاكسي مر جدامها..
"وين يسير ماما؟" سألها الدريول..
"تعرف البيت الخرابة .. اللي يسكن فيه سعيد الخبلة؟" سألته سارة..
"هى يعرف.." رد عليها الهندي.. "بس انته شو يسوي هناك؟؟ الحين ليل يجي .."
عصبت سارة وقالت: "ما يخصك.. "
سكت الهندي وقرر يوصلها وهو يقول في خاطره.. "paagal larki"

------------------------

وصلها الهندي للمكان المهجور اللي عايش فيه سعيد، وراح عنها..
وقفت سارة تطالع حواليها وتقول: "والله اني خبلة.. شو يابني هني؟ والله المكان يخوف.."
كان المكان هادي بشكل مرعب.. ولا نسمة هوا تخرب على هالمكان صمته العجيب... وتخيلت سارة انها قامت تسمع دقات قلبها من الخوف.. ورغم كل هذا مشت باتجاه بيت خالها وهي مصرة تكمل اللي بدته..
وفجأه حست انه في حد وراها ومن دون ما تلتفت بدت تركض بكل قوتها.. واللي كان وراها ابتدى يركض ومسكها من ايدها بقوة فظيعة ويرها عشان تلتفت له.. غمضت سارة عيونها من الخوف وحطت ايدها على ويهها.. وهي تقول في خاطرها انا شو اللي يابني هني؟؟&#33;&#33;&#33;
بس الصوت اللي سمعته شال كل الخوف من قلبها.. كان صوت حمد.. بطلت سارة عيونها براحة وطالعته..
حمد: "انتي تخبلتي؟؟" هاذي أول مرة تشوفه سارة وهو معصب لهالدرجة.. "منو تتحرين عمرج عشان اتين هني بروحج؟؟ انتي مب ياهل ولا خبلة عشان تتصرفين هالتصرف.."
ابتسمت سارة من الوناسة لأنه تبعها لين هني.. وتأكدت شكثر يحبها.. وقالت: "حبيبي لا تزعل عليه.. انا بس كنت اباك تتشجع وتشوفه.."
حمد: "هذا بيته جدامج.." وأشر لها على البيت الوحيد الموجود في هالمكان..
ركزت سارة على البيت وقالت: "ابا اشوفه.. تعال خل نتقرب اكثر.."
حمد: "لا .. ما اقدر اشوفه.. سارة .. ما اقدر.."
سارة: "لازم تشوفه.."

تجدمت سارة وصدت وراها ووقفت تطالع حمد.. تمنت ما يخيب ظنها ويتبعها.. بس للأسف.. حمد تم واقف مكانه يراقبها وهي رايحة صوب بيت سعيد.. تنهدت سارة وعاهدت عمرها انها ما ترد بيتهم في بوظبي الا عقب ما تجبر حمد انه يشوف ابوه..
كل ما اقتربت سارة من البيت، كان قلبها يدق بعنف.. وكانت ترتجف من الخوف.. بس مستحيل تبين هالشي لحمد.. وحست بالراحة لأنها متأكدة انه واقف وراها يراقبها واذا اي شي استوى اكيد بيلحقها..
يوم وصلت سارة للبيت، وايجت من الدريشة.. بس الستارة كانت مغطية على كل شي داخل وما رامت سارة تشوف اي شي..
وفجأه حست سارة بحزن فظيع وهم كبير يغطي قلبها.. اللي داخل هالبيت هذا خالها... وهي حاسة بوجوده مثل ما هو حاس بوجودها برى.. فديته.. (فكرت سارة).. أكيد الحين منخش داخل .. ميت من الخوف والبرد .. مب عارف منو اللي واقف عند باب بيته..
كان سعيد يدعي ربه ويقول: " يا رب يسيرون.. شو يبون فيني.. ليش ما يخلوني في حالي.."

وفعلا قررت سارة انها تروح من دون ما تشوفه.. الهم اللي حست به كان جارف وحست انها اذا شافته بتموت أكيد..

بس قبل لا تروح.. بطلت الباب شوي .. وطلعت من جيبها شي احتفظت فيه من صغرها.. ولاعة امها عطتها اياها وخبرتها انه ولاعة يدها بوسعيد الله يرحمه.. كانت سارة تستخدم هالولاعة عشان تولع فيها الجكاير.. بس سارة ودرت التدخين خلاص وما عادت تحتاجها..
من دون تردد، خلت سارة الولاعة عند الباب .. عشان يحتفظ فيها خالها سعيد.. ودعت ربها انه يحفظه ويهديه.. وردت ركض لحمد اللي كان يترياها وفي خاطره ألف سؤال وسؤال..


نهاية الفصل الثالث عشر


شمس دبي</font>