<font color='#000000'>الفصل العاشر
اليوم الخميس.. يوم عرس آمنة بنت ابتسام ربيعة حصة وأمل..
حاولت سارة تتهرب من انها تروح العرس بأي طريقة.. بس ما رامت لأنه امها كانت مصرة ما تخليها في البيت بروحها.. خصوصا انه سارة ما ينوثق فيها وأكيد بتظهر اذا يلست بروحها.. انقهرت سارة وراحت العرس غصب.. اليوم ما شافت شاهين ووايد تولهت عليه.. ولأول مرة ما تحس بوناسة وهي لابسة وحاطة ميك أب.. كل اللي كانت تبا تسويه هو انها تكون ويا شاهين وبس..ومع انه العرس كان وايد حلو وربيعاتها اللي تعرفت عليهم جريب - ليلى ومنال- كانوا وياها بس هي كانت في عالم ثاني.. سارة مجبورة تطيع امها وتسوي لها كل اللي تباه لأنه اي سوء تفاهم بينهم ممكن يخليها ترد بوظبي وهي ما تبا هالشي.. على الأقل مب الحين.. لازم تشتري شاهين بالأول .. بعدين تفكر اذا تبا ترد ولا لأ..
الساعة 11 ونص حست سارة انها خلاص بتنفجر.. التفتت حواليها عشان تشوف امها وين ولقتها على طاولة جريبة من الكوشة ويا ربيعاتها .. مشت صوبها وقالت.. "امايه أنا بظهر.. جبدي لايعة وراسي وايد يعورني واخاف يغمى عليه هني.."
اتظايجت حصة وردت عليها: "بس انا ابا اتم حبيبتي.. بعدني ما شبعت من ربيعاتي والعرس توه ببدايته.."
"انزين انتي برايج تمي هني" قالت سارة. "أنا بتصل بكريم عشان يوصلني."
"لا لا .. مستحيل اخليج بروحج ويا كريم.." ردت عليها امها. "اصبري .. ساعة وبنرد البيت رباعة."
انقهرت سارة وكانت بترد عليها بس ابتسام سبقتها وقالت: "حصة بنتج تعبانة واذا ما تروم اتم لا تجبرينها.. " والتفتت على سارة وقالت "بخلي دريولنا يوصلج وبطرش وياج ليلى ومنال.. يوصلونج البيت ويردون. شو قلتي؟"
ابتسمت سارة وقالت لأمها : "عادي؟"
"عادي" ردت عليها حصة "بس على شرط.. ترقدين.. ما ابا ارد البيت اشوفج سهرانة على التلفزيون."
استانست سارة وراحت تخبر منال وليلى اللي ما صدقوا انهم بيظهرون هالحزة .. وطلعوا ثلاثتهم عشان يوصلون سارة..
في السيارة ..
منال: "سارونا عادي نلف صوب الكورنيش؟ولا ما ترومين؟"
سارة: "هى عادي.. أصلا انا مب مصدعة بس كنت ابا اظهر."
منال: "الله وناسة.. " وقالت للدريول "سير صوب الكورنيش شوي."
سارة: "شو عندج هناك؟"
ليلى: "خليها .. بتموووت تبا تشوف حبيب القلب."
سارة: "بس مستحيل ننزل هناك بلبسنا هذا.."
منال: "لا لا ما بننزل.. بس بناخذ لفة بالسيارة وبنوصلج.. لا تحاتين."
سارة: "عيل شو استفدتي؟؟ جي ما بتشوفينه."
منال: "عادي.. بس ابا اكون في المكان اللي يكون هو موجود فيه."
ابتسمت سارة وقالت في نفسها "صج مراهقة.."
يوم وصلوا الكورنيش .. لاحظت سارة موتر سالم هناك.. ويلست تدوره بين زحمة الناس الموجودين.. وقالت لمنال تخبر الدريول يبركن.. سألتها منال: "منو تدورين؟" وطنشتها سارة.. هي متاكدة انه هذا موتره .. بس وينه؟؟ ومعقولة واحد نفسه خايسة شرات هذا يكون موجود هني هالحزة؟
وفجأة شافته.. مر من جدام السيارة.. كان يمشي بروحه.. وشكله متظايج.. واعترفت في داخلها انه سالم وسيم وايد.. بس في نفس الوقت سارة تخاف منه.. في شي في ملامحه يخوفها.. يمكن عيونه.. المهم انها ابدا ما تكون مرتاحة اذا كان موجود حذالها.. ويوم تسير المزرعة .. تحاول بأي طريقة انها تتجنبه.
انتبهت سارة من أفكارها على صوت منال: "سارونا بلاج سرحتي في سالم.. لا يكون معجبة؟؟"
طالعتها سارة بنظرة حادة وقالت: "ما بقى الا هالشيبة انعجب فيه."
ليلى: "أقوووووووووول.. ترانا وايد اتأخرنا.. واخاف امايه تهزبنا."
منال: "هى والله.. يالله سارونا نحن بنوصلج البيت وبنروح اوكى.؟"
سارة: "أوكى.."
وقبل لا يوصلون البيت بشوي سألتهم سارة: "أقوووووول.. بغيت اتخبركم.. تعرفون حمد اللي ساكن في المزرعة؟"
منال: "هى نعرفه."
تنهدت ليلى وقالت: "ما يسوي سالفة.. ياما حاولت وياه."
استانست سارة .. وقالت في نفسها "من حلاتج عشان يسوي لج سالفة.. يالدبة."
منال:"ليش تسألين؟"
سارة: "لا ولا شي.. بس امي كانت ترمس عنه امس.."
ونزلت سارة من الموتر لأنها وصلت البيت ..
أول ما وصلت سارة البيت ، غيرت ثيابها ولبست جينز وبودي وما اهتمت تمسح الميكياج عن ويهها.. لبست عباتها وطلعت بسرعة من البيت..
أول ما مشت في الفريج ، حست انه قلبها انقبض.. الظلام وايد يخوف والهوا بارد.. وحاولت تفكر بأي شي ثاني لين ما توصل المزرعة.. مممممممم.. حمد مثلا.. في البداية .. كانت سارة تتجنب حمد في المزرعة وما تسوي له سالفة يوم تشوفه.. بس الحين عادي قامت تسولف وياه واستووا ربع.. وهي بعدها لين الحين ما تعرف انه ولد خالها سعيد.. بس حمد خبرها انها تقرب له من بعيد..
بصراحة صعبة انه سارة تطنش حمد لأنه وايد طيوب وبعدين ما يستاهل حد يعامله بقسوة.. وسارة اصلا من تشوفه تحس براحة فظيعة عمرها ما حستها ويا اي شخص ثاني.. بس هذا كله ممكن يتغير وممكن حمد في أي لحظة يكشف القناع عن ويهه الحقيقي ويطلع حاله حال اي ريال ثاني..
حاولت سارة تمشي بسرعة بسبب خوفها من أمها اللي ممكن ترجع في أي لحظة وخوفها من الظلام في هالوقت المتأخر.. وما انتبهت للشخص اللي يلحقها من خمس دقايق إلا يوم حط ايده على كتفها..
شهقت سارة بقوة والتفتت وراها بسرعة وهي مستعده تهاجم الشخص اللي تجرأ ولمسها.. بس قبل لا تنفذ هجومها عرفت منو هالشخص.. كان حمد
حمد: "أوه.. سوري .. الظاهر اني خوفتج.."
عصبت سارة وقالت له : "خوفتني وبس؟ .. انته بأي حق تلاحقني في هالساعة؟؟"
ضحك حمد ورد عليها: "أنا ألاحقج؟ لا والله.. أنا كنت راد البيت وشفتج وما ييت صوبج الا يوم اتأكدت انج فعلا سارة.. وبعدين تعالي .. انتي شو مطلعنج الحين؟"
سارة: "ما قدرت ارقد وما أشوف شاهين... تولهت عليه موت."
حمد بصوت واطي: "يا حظه.."
سارة: "شو قلت؟"
حمد: "لا ماشي.. بس كيف امج خلتج تطلعين بروحج هالحزة؟"
سارة: "أمي ما تعرف.. بعدها في العرس.. أنا رديت من وقت.."
حمد: "أها.. يعني انتي كنتي في العرس.. عسب جي ويهج كله ألوان.."
انقهرت سارة وقالت: "يسمونه مكياج.. "
ابتسم حمد وما رد عليها.. وكملوا دربهم وسارة مستغربة من نفسها .. ليش حاسة انها بتطير من الفرحة لأنها شافته بالصدفة؟ وليش يوم حط إيده على كتفها قبل شوي حست انه قلبها بيوقف؟؟ معقولة...؟؟ لا لا .. سارة قررت انها تبتعد عن خرابيط الحب والمراهقين هاذي خلاص.. ترددت سارة قبل لا تطالعه بطرف عينها وابتسمت يوم زخته وهو يطالعها..
سارة: "شو تطالع؟"
حمد: "ها؟؟.... لا لا .. ما شي.. بس كنت سرحان."
سارة: "امبلى كنت تطالعني.."
توتر حمد.. :"لا ما كنت اطالعج.. وليش اطالعج."
ضحكت سارة : "السبب بسيط.. انته معجب فيه."
وقف حمد وجابلها: "معجب فيج؟؟ .. اسمحي لي اقولج انج تتوهمين."
بس نظرات سارة له كانت كلها تحدي وقالت له بكل ثقة: "أنا متأكدة.. كل ما ايي المزرعة اشوفك وانته تراقبني.. واول ما ارمسك يتغير لونك.. وبعدين يا حمد .. عيونك تكشف اعمق احاسيسك.."
انقهر حمد منها ومن نفسه انه ما قدر يخبي هالشي وقال: "شو هالغرور؟"
سارة: "مب غرور.. .. ثقة."
سكت حمد ونزل راسه.. وفي الظلام ، ما قدرت سارة تشوف ملامح ويهه بس كانت متأكدة انه صار احمر من المستحى.ابتسمت وهي مب مصدقة انه في هالدنيا واحد حساس وبريء لهالدرجة.. ولا اراديا مدت ايدها ومررتها على خده..
حمد يحليله انصدم .. ما كان متوقع هالحركة ابدا وما قدر حتى يتنفس.. بس سارة توها حست باللي سوته وسحبت ايدها على طول ..
حمد: "سارة؟"
تلخبطت سارة وما عرفت شو تقول: "آسفة.. أنا ....... ما اعرف ... انسى أوكى؟"
وفي هاللحظة وصلوا للمزرعة .. بس سارة تمت واقفة عند الباب وما طاعت تدخل.. اطالعها حمد باستغراب فقالت له: "خلاص.. ما أبا أدش.. مالي نفس.."
اقترب منها حمد وقال: "بتين ويايه؟"
سارة: "وين؟"
حمد: "أبا اعترف لج بشي.. وبوديج مكان متعلق بهالشي اللي بقوله.."
ترددت سارة.. كل اللي كانت تباه انها ترد البيت.. كانت خايفة.. من الجو المرعب في هالساعة المتأخرة من الليل .. خايفة من عقاب امها لها اذا ردت وما لقتها. .. خايفة من مشاعرها اللي يمكن ما تروم تتحكم فيها ومن أشيا وايدة بعد.. بس في نفس الوقت .. كيف بتقدر ترفض طلبه وعيونه تفضح شكثر هو محتاج لها انها تكون وياه في هاللحظة وشكثر احساسه بالوحدة ذابحنه..
" أوكى... بس حاول ما نتأخر .." قالت له سارة .
ابتسم حمد ومشى وياها .. وفجأة حست سارة انها ما راح تندم على هالمغامرة وانه هالليلة بتكون غير عن كل الليالي اللي مرت عليها..
--------------------------
في العرس ، حصة وأمل كانوا يسولفون بروحهم على طاولتهم وما انتبهوا لا للرقص ولا اللبس ولا أي شي ثاني.. وكل شوي كانت وحدة من الحريم اتي وتسلم على حصة وتخبرها امل باسمها وانها كانت ربيعتها ايام الثانوية.. بس لما يروحون تعترف حصة انها ما تذكر ولا وحدة فيهن..
أمل: "أكيد ما بتذكرين حد.. ليش انتي اصلا كنتي منتبهة لأي أحد غير سالم ايام الثانوية؟"
حصة: "أقول أمولة.. إذا ما عندج رمسة زينة تقولينها احسن لج تسكتين."
حست أمل انه حصة عصبت وحاولت تراضيها وعطتها كل ورق العنب اللي جدامها..
أمل: "يودي حبيبتي كليه كله بس لا تزعلين عليه.."
ابتسمت حصة وقالت: "أوكى.." وبدت تاكل وهي تعرف انه أمل ما راح تسكت..
ترددت أمل وايد قبل لا تكمل كلامها.. " بس صج حصة انتي فعلا كنتي عايشة في عالمج الخاص ايام الثانوية.. لدرجة انج مول ما كنتي تلاحظين زيارات ابويه اليومية لبيتكم."
تنهدت حصة وغمضت عينها عشان ما تصرخ من القهر ، من يومين وأمل ما عندها غير سيرة المرحومة مريم وعلاقتها بأبوها.. ومع انه حصة عصبت عليها اكثر من مرة بس الظاهر انها مب ناوية تسكت.
"أبويه كان معسكر في بيتكم ويقول انه ساير يخلص اشغاله ويا ابوج" قالت أمل.. وتنهدت قبل لا تكمل " عشان جذه كنت أكرهج موت يوم كنا صغار."
"عادي حتى انا كنت اكرهج." طلعت حصة لسانها حق امل اللي ضحكت على ربيعتها الهبلة وعلى طول راحت الضحكة عن ويهها ورد الحزن في عيونها.
تظايجت حصة عشانها وسألتها: "معقولة كنتي تعرفين عن حبهم وانتي ياهل؟"
أمل: "ما عرفت إلا يوم مات ابوج الله يرحمه. كان ابويه يسير بيتكم يوميا لمدة شهر كامل عشان يشوف شو ناقصنكم. اعتقد انه ابويه كان يحب عموتج قبل لا يتزوج امايه.. بس الله يعلم ليش ما فكر ياخذها. كان عندي احساس انه ابويه يخون امايه وكنت شاكة في مريم.. ومرة، كان راد من بيتكم وانا كنت يالسة في بلكونة حجرتيه ارمسج في التيلفون .. وشفته يوم دش بس هو ما انتبه لي .. ليلتها وقف في الحوي يطالع السما وتردد وايد قبل لا يدش الصالة.. وملامح ويهه كانت متغيرة .. عمري ما شفته مستانس كثر هاذيج الليلة وعلى طول عرفت انه يحبها.. اذكر اني بندت التيلفون في ويهج ويلست اصيح للصبح."
" فديت روحج." قالت حصة ورصت على ايد امل اللي ابتسمت لها بحب.. وحاولت تخبي دموعها.
"بس الحمد لله انه امايه عمرها ما اكتشفت هالشي." قالت أمل." عشان جذه ما كرهت ابويه.. لأنه امايه ما اتأذت من هالعلاقة.. بس صدقيني لو دريت انه امايه عرفت ما كنت راح اسامحه طول عمري."
حصة: "وليش ما حاولتي تنصحينه؟"
ضحكت أمل وقالت: "أنصح منو؟؟ أبويه؟؟؟؟ انتي تخبلتي؟؟ أنا كنت اخاف احط عيني في عينه.. تبيني أنصحه؟"
قبل لا ترد عليها حصة يت وحدة من معارفها عشان تسلم عليها ويلست تسولف وياهن شوي .. وعقب ما راحت، اطالعت حصة ساعة موبايلها وقالت: "أمولة الساعة وحدة.. يالله لازم اروح ما اروم اخلي سارونا في البيت بروحها.."
طلعن اثنيناتهن عقب ما سلمن على العروس وامها وفي السيارة..
أمل: "حصة اشوف اليلسة هني عيبتج.. كان العرس عذرج وتراه خلص.. الحين لازم تروحين بوظبي."
حصة: "شو هاي ؟ طردة؟؟"
أمل: "والله الناس يرمسون."
اعتفس ويه حصة وقالت: "ومن متى كانت رمسة الناس تهمني."
أمل: "وخالد.. ؟؟ خالد بعد ما يهمج؟"
قررت حصة تقهرها وقالت: "منو خالد؟؟ "
وفعلا انقهرت أمل وقالت: "خلج serious لو سمحتي."
سكتت حصة وما ردت الا عقب ربع ساعة: "أمل انا تعبت من حياتي... 19 سنة وانا ميتة.. ويوم رديت هني حسيت انه الروح ردت لي.. خليني أعيش .. ولو كان هالشي لفترة محدودة.."
وهذا اللي قالته حصة لخالد.. قالت له انها تبا تجدد علاقتها بكل ربيعاتها .. تبا فرصة عشان تعيد ترتيب اوراقها..
بس رد خالد عليها خلاها تعصب وتبند التيلفون في ويهها .. لأنه يوم سمع رمستها قال: "جددي علاقتج بكل حد بس اذا سمعت انه اسم سالم دش في الموضوع ، ورقة طلاقج بتوصلج لين هناك."
تظايجت حصة يوم تذكرت رمسته والتفتت لأمل وقالت: "خالد وايد متظايج من يلستي هني."
أمل: "يحق له.. انزين افرضي رديتي البيت الحين ولقيتيه هناك وجبرج تردين وياه بوظبي ؟"
ابتسمت حصة وقالت بكل ثقة: "مستحيل، أولاً خالد عنده امتحان مهم يوم السبت لازم يحضر له، وبعدين مب من اطباعه انه يفاجئني أو يجبرني اسوي شي انا ما اباه."
أمل: "والله انه محد يسوى خالد.. محد في الدنيا كلها مدلّع مرته شرات ما خالد مدلعنج.. تبادلين؟"
مرت أمل بسيارتها صوب الكورنيش وشافت سيارة سالم النيسان وقالت: "هاي سيارة الحب الجديم."
عضت حصة على شفايفها عشان ما تسب أمل وقالت:"شكرا على المعلومة."
بس اول ما سمعت حصة اسم سالم، حست انه الدم اللي يمشي في عروقها تجمد.. ولاعت جبدها من كثر ما تظايجت.. ولاحظت أمل هالشي وقالت: "حصة لا تحاولين تخدعين عمرج، السبب الوحيد اللي خلاج تردين هني هو انج تبين تعرفين احساسج.."
حصة: "والله يا فيلسوفة؟ أي احساس؟"
أمل: "تبين تعرفين شو بيكون احساسج اذا شفتي سالم جدامج؟ تبين تتأكدين انه طلع من قلبج ومن حياتج خلاص وما بترتاحين لين ما تعرفين هالشي."
انقهرت حصة من أمل للمرة المليون هالليلة وقالت : "ما يحق لج ابدا تحللين شخصيتي ومشاعري .. انتي فاهمة؟ وقفي السيارة انا برد البيت في تاكسي"
انصدمت امل من ردة فعلها .. وكملت دربها بس حصة ردت وصرخت: "قلت لج وقفي ولا ببطل الباب وانتي تسوقين.."
وقفت أمل السيارة وترجت حصة اتم وياها.. بس حصة طلعت وخبطت بالباب وراها .. ومشت على الكورنيش وهي تحاول تغطي عمرها في الجو البارد ... عصبت أمل وعرفت انه حصة سوت هذا كله عشانها عرفت انه سالم على الكورنيش ويمكن تشوفه هني بالصدفة.. تحجبت أمل عدل ونزلت وراها.. كانت حصة ترتجف من البرد.. ويوم حست انه أمل تلحقها، مشت بسرعة.. بس أمل كانت اسرع ووقفت في دربها..
أمل: "انتي تخبلتي؟؟؟ تعرفين الساعة كم الحين؟؟ ونسيتي نحن وين؟"
حصة: "ما يهمني."
أمل: "لا تجبريني اودرج هني بروحج واسير عنج."
حصة: "هذا اللي اباه.. اباج تفكيني من ويهج."
أمل: "بطلي حركات المراهقات هاذي .. انتي حرمة عودة الحين ولازم تعرفين انه وقفتج ع الكورنيش هالحزة بتييب لج الرمسة."
حصة: "أمولة.. انتي قصيتي عليه.. سالم مب هني."
ما صدقت أمل اللي سمعته وقالت: "انتي بس هذا اللي هامنج؟؟ سالم؟"
حصة: "لا بس ليش قلتي انه هني؟"
أمل : "لأنه فعلا هني.. اطالعي عدل " وأشرت أمل صوب البحر.. " هذا هو هناك .. يمشي بروحه.. كالعادة.. محد يطيق يكون قريب منه.. شرات المرض عافانا الله.."
صدت حصة في الاتجاه اللي اشرت عليه أمل وانصعقت يوم شافته.. خصوصا انه كان ملتفت صوبها.. يطالعها من اول ما نزلت من السيارة..
أمل: "حصة عن الفضايح ويالله نروح."
بس شو اللي ممكن يحرك حصة من مكانها الحين وهي تشوفه جدامها للمرة الأولى من 21 سنة..؟ حست حصة بعيونه ونظراته تجرحها.. وتمنت أمل تختفي وكل الموجودين يختفون واتم بروحها هني وياه.. عشان تقدر تروح له.. وتحط ايدها على ويهه وتتأكد انه مب خيال .. عشان تقدر تخبره شكثر اشتاقت له وشكثر احتاجت تشوفه.. و.. قاطعتها أمل.. أمل المزعجة...
" حصوه اذا ما ركبتي الموتر الحين بيرج من شعرج جدام خلق الله كلهم." قالت أمل وكانت نظرتها أحد من السيف.
كانت حصة ترتجف بشكل فظيع ولو ما يودتها أمل كانت بتطيح.. صحيح انها كانت تتمنى تشوف سالم، بس ما توقعت ابدا انه مشاعرها بتكون بهالعنف يوم بتكون وياه في نفس المكان.. ويوم شافته يتجدم لهم ، يرّت أمل حصة من إيدها وركبتها الموتر.. وأول ما وصل لهم سالم، كان الموتر خلاص تحرك وحمدت أمل ربها ان هالليلة بتعدي على خير..
"شفتي تهورج وحركاتج الغبية وين وصلتنا؟" قالت أمل وتمت تتحرطم لين وصلت حصة البيت ..وحصة ساكتة.. ويوم بركنت السيارة عند بيتهم التفتت على حصة وشافت انه ويهها غرقان بالدموع.. كانت دموعها تنزل بصمت طول الدرب.. ما كانت تسمع ولا كلمة من اللي قالته أمل .. الصدمة كانت قوية بالنسبة لها وهالشي اللي المفروض أمل كانت تحترمه.. حضنتها أمل بقوة وحاولت تهديها.. دخلتها البيت وودتها حجرتها.. غيرت لها ثيابها ولبستها بيجامتها ومسحت المكياج من ويهها.. ويلست وياها لين ما تأكدت انها رقدت.. وعقب راحت..
وقبل لا تطلع أمل من البيت قالت خل تمر وتطمن على سارة.. بس قبل لا تبطل باب حجرتها غيرت رايها. ."هاذي ملسونة وما فيه تنتبه يوم ابطل الباب وتدعي عليه.. خلها تولي."
وروحت أمل الساعة 2 في الليل وهي تدعي ربها انه ريلها ما يذبحها..
-------------------------------
عقب نص ساعة، انتبهت حصة على صوت التيلفون.. مدت ايدها اتدور موبايلها بس قبل لا تحصله انتبهت انه اللي يرن هو تيلفون الحجرة ومب الموبايل.. نشت حصة بصعوبة من فراشها وحست انه راسها بينفجر من الصداع.. ردت بسرعة على التيلفون وهي تفكر منو ممكن يتصل فيها هالحزة.
حصة: " ألو".
الصوت اللي سمعته خلاها ترتعش من الصدمة ولا إراديا شهقت ويودت اليدار عشان تقدر توازن نفسها. كان سالم هو المتصل..
سالم: "ما توقعت أشوفج هالحزة... وخصوصا ع الكورنيش."
غمضت عينها وردت عليه: "تولهت ع البحر.. "
سكت سالم واضطرت حصة انها تقول أي شي عشان تكسر الصمت اللي بينهم.. "بالنسبة لبنتي سارة أنا آسفة اذا سببت لك أي ازعاج".
سالم: "سارة بنتج؟" كان سالم يمثل انه منصدم بس حصة ما تمشي عليها هالحركات.
حصة: "لا والله؟ لا تسوي روحك ما تعرف." ليش صوته هو الوحيد لين الحين اللي يقدر يحرك فيها كل هالمشاعر؟ ومنو عطاه الحق انه يتصل فيها هالحزة وكأنه يقدر يرد لحياتها متى ما بغى؟ وكيف تجرأت هي وتمادت وردت عليه..؟؟
سالم: "قلت لها توصل لج سلامي .. وتخبرج اني ترييت وايد."
حصة: "هى قالت لي.. " وتذكرت رمسة أمل واعترفت في داخلها انها فعلا خبلة ..
سالم: "أنا ترييتج وعمري ما فكرت أخونج.. بس انتي .. انتي اللي خنتيني.."
حصة: "أنا؟؟ ليش انت ما اتصلت بي ولو مرة وحدة عقب هذاك اليوم؟؟ ولا حتى فكرت انك ترد واطمني عليك."
المفروض كانت حصة تصك التيلفون في ويهه وترد ترقد.. بس غبائها ومشاعرها السخيفة هي اللي كانت تتحكم فيها.. كان المفروض تقول له انها تريته وايد.. سنين وهي تترياه وانه ما يستاهل كل التضحيات اللي ضحتهم عشانه.. بس للأسف سكتت ..
سالم: "رحتى عني وعرستي.. كيف طاوعج قلبج؟"
"انت بعد عرست.. لا تنسى هالشي." ذكرته حصة.
سالم: "أنا ما اعتبرته زواج."
حصة: "خلك صريح."
سالم: "صدقيني ... كان زواج بالإسم وبس.. تزوجت اصيلة لآنج رفضتي تردين لي.. لأن بنتج وريلج كانوا أهم مني."
حصة: "لو سمحت لا تقارن نفسك فيهم."
سالم: "وليش ما اقارن؟؟ أنا متأكد من مكانتي في قلبج." حست حصة بحرارة كلامه وندمت للمرة الألف انها ردت على التيلفون. وكمل سالم كلامه: "انتي اصلا ما رديتي هني الا عشان تشوفيني."
عصبت حصة: "شو هالغرور؟؟"
سالم:" وليش ما اكون مغرور.. ؟ كل اللي تمنيته لقيته.. إلا شي واحد.."
خافت حصة من رمسته وعلى طول غيرت الموضوع.. وقالت: "أمل بعدها تكرهك.."
تظايج سالم لأنها وبكل بساطة غيرت الموضوع.. وتظايج أكثر لأنها يابت طاري أمل اللي يكرهها من الخاطر.
سالم: " أمل تكرهني أكثر عن قبل .. بس ما يهمني.. لأني متأكد انج انتي تحبيني."
سكتت حصة وعضت على شفايفها عشان لا تسبه.
سالم: "وبتمين تحبيني على طول."
حصة: "متأكد من هالشي؟" ابتسمت حصة واستغربت من غروره وثقته بنفسه.. بس ما رامت تنكر اللي قاله لأنها بنفسها حاسة بحبها له اللي تجدد من أول ما ردت .. وفجأة قررت حصة تغيظه: "بصراحة اعترف انك ييت على بالي مرة أو مرتين طوال هالسنين.. بس بعد ما أنكر اني وايد مستانسة ويا خالد."
كان صوتها بارد وجاف وخاف سالم انها تبند في ويهه .. عشان جي غيّر أسلوبه وياها.
سالم: "بس انا ما ذقت طعم الوناسة.. من يوم غبتي عن حياتي وانا حاس اني مت.. حياتي ما عاد لها أي معنى."
سكتت حصة وطال الصمت من بينهم.. كلامه أثر فيها وهو يعرف هالشي.. وقرر انه ما يرمس عشان لا يخرب عليها أفكارها.. وتضغط حصة على نفسها عشان تتذكر ريلها وبيتها ومسئولياتها.. وانه هالحب ما بييب لها الا المشاكل وعوار القلب والفضايح..
حصة بنت عالمها كله واحلامها على شخص واحد وهو سالم.. وشو استوى فيها لما اختفى من حياتها؟؟ تحطمت تماما.. كان عايش في جفونها... وكل ما غمضت ولو للحظة .. تشوفه.. وكان مستحوذ على أفكارها .. طول هالسنين.. خالد كان يعرف انها تحب سالم يوم تزوجها .. وكان يعرف انه صعب ينسيها حبها.. بس مع هذا مرت سنين طويلة نست حصة فيها سالم.. وخالد عمره ما قصر وياها.. وانقبض قلب حصة وهي تفكر فيه الحين وحست بمرارة انها تخون شخص رائع شراته.. وقطع عليها أفكارها صوت في الممر عند حجرتها.. نزلت حصة السماعة ووقفت عند باب الحجرة تسمع الصوت.. كانت خايفة تبطل الباب وتشوف منو اللي في الممر.. خصوصا انه الساعة الحين 3 وسارة أكيد راقدة.. بس يوم وايجت، انصدمت انها فعلا سارة.. بعباتها وشيلتها ياية من برى هالحزة..وحست دمها يفور من الغيظ.. بس للأسف ما تروم تقول لها شي الحين.. دشت سارة حجرتها بسرعة وهي تتحرى انه محد انتبه لها.. وردت حصة للتيلفون.
---------------------------------
أول ما دشت سارة الحجرة، عقت عمرها ع الشبرية وتنهدت .. الليلة.. عرفت سارة شو يعني الحب الأول.. من يوم ردت عن حمد وهي مب قادرة تشيله من بالها.. وتمت تفكر بكل كلمة قال لها اياها وبكل نظرة.. طول ما هو وياها كان ميود ايدها.. ويوم وصلها بيتهم ، باسها على ايدها وراح.. وعرفت سارة انها ما بتروم ترقد الليلة..
انتبهت سارة انه ميشا راقدة على شبريتها.. ومسحت على فروها الناعم.. بطلت ميشا عين وحدة واطالعت سارة بنظرة كأنها تقول لها: "عن الإزعاج" وردت غمضتها..
ابتسمت سارة وعقب ما لبست بيجامتها وغسلت ويهها .. حطت راسها على المخدة ومن التعب رقدت على طول..
نهاية الفصل العاشر</font>
مواقع النشر (المفضلة)