<font color='#000000'>الفصل التاسع
------------

طول الاسبوع وحصة حاسة عمرها متلخبطة.. مب عارفة شقايل تخلص اشغالها.. جدامها 25 صندوق في المطبخ متروسين كتب ابوها واخوها سعيد من ايام كلية الحقوق وشركة المحاماة.. وحصة ناوية تتبرع بهن لأي مكتبة عامة بس بعدها ما حددت.. باجي الأثاث قسمته حصة نصين .. قسم طرشته بيتهم في بوظبي وقسم بتتخلص منه بأي طريقة.. واللي مظايجنها أكثر انه سيارتها لين الحين في الوكالة..
مجوهرات عموتها مريم حطتهم حصة في شنطتها فوق.. بعدها ما قررت شو بتسوي فيهن.. الشي الوحيد اللي قررت انها تاخذه هو خاتم عموتها المصنوع من الذهب والعقيق واللي كانت مريم ما تعقه من ايدها الا حزة رقادها.. ومن حسن حظ حصة انها لقت الخاتم في علبة في درج من أدراج غرفة المرحومة مريم..

تذكر حصة انها يوم كانت صغيرة كانت دوم تتأمل هالخاتم وهو في إيد عموتها يوم كانت تذاكر لها او تسولف وياها في الحوش.. وبصراحة هالخاتم كان واحد من الاسباب اللي خلت حصة تهتم بتصميم المجوهرات.. لأنه بتصميمه البسيط والحجر الاحمر الرائع اللي في نصه، قدر يستحوذ على اعجاب حصة واهتمامها من صغرها.. وعشان جذي كانت حصة تبتسم ابتسامة رضا انه الخاتم الحين صار في ايدها..

اليوم.. وبينما كانت حصة منهمكة في ترتيب الأشياء ووضعها في صناديق، كانت قطوة عموتها يالسة حذال الدريشة.. حصة ما عيبها اسم القطوة (جوهرة) وقررت تغيره و تناديها (ميشا) .. كانت ميشا تراقب الحوي وكل ما شافت ارنب او عصفور.. تنط على الدريشة وتحاول تبطلها عشان تطلع..
" أووهوو.. بس عاد&#33;&#33;" قالت حصة للقطوة اللي نرفزتها بحركاتها..
في ما عدا الأصوات التي تصدرها القطوة، كان البيت يغرق في سكون وصمت غريب.. لا صوت تلفزيون ولا تيلفون يرن وسارة مب موجودة.. تنهدت حصة يوم يت سارة على بالها.. حصة مب راضية ابدا عن طلعات بنتها بروحها من الصبح.. بس بصراحة هالشي احسن لها من انها تواجعها 24 ساعة او انها ترقد للعصر من الملل وتقوم تتشكى وتسألها متى بيردون بيتهم.. خل تشغل عمرها وتفك امها من الحشرة..

لاحظت حصة انه بنتها تتصرف بغرابة، يوم تنش حصة من الرقاد الصبح، تكون سارة مب موجودة وفراشها مرتب.. ويوم ترد وتستجوبها حصة.. تقول بكل بساطة انها طلعت تشم هوا.. او طلعت تتمشى عشان تخفف من وزنها.. بس أمها ما صدقت وحست انه في شي ورا هالطلعات.. مستحيل سارة تطلع تسوي رياضة لأنها وبكل بساطة من أكسل ما خلق الله على وجه الأرض.. ومتعودة طول اليوم ترقد او تنسدح على الكنبة في الصالة تطالع التلفزيون ومستحيل تقوم حتى عشان تغير القناة او تييب الرموت كنترول من حذال التلفزيون.. بس هاليومين يوم ترد سارة من برى تكون خدودها حمر وتكون صج تعبانة وحصة اعتبرت هالشي دليل على صدق كلامها وانها فعلا كانت تسوي رياضة..

ردت حصة تفكر بشغلها اللي المفروض تكون خلصته اليوم.. وقالت بصوت عالي " متى بخلص وبرد بوظبي.. تولهت على خالد&#33;&#33;"
التفتت لها القطوة وتطالعتها بنظرة غريبة خلت حصة تبتسم .. وردت تركز على الاغراض اللي لازم توزعهم في صناديق .. واستغربت من عمرها.. مع انه ما في أي شي يشغلها هاليومين .. لا تيلفون (لأنه محد يدق لها الا امولة وريلها) .. ولا سارة (لأنها تطلع من الصبح وما ترد الا العصر ويوم ترد تكون هلكانة وترقد..) ومحد يزورها هني.. بس بعد مب عارفة تركز ولا عارفة تخلص شغلها عشان ترد بوظبي..

المشكلة انها كل ما تحط شي في واحد من الصناديق، تحس انها تفقد جزء من ذاتها.. كل قطعة اثاث في البيت وكل ركن من أركانه يحمل في طياته عشرات الذكريات اللي تخلي حصة تغرق في عالمها الخاص وترد تعيش طفولتها بالتفصيل..
اليوم الصبح مثلا، لقت قطوة صغيرة مصنوعة من الكريستال في حجرتها وعلى طول دمعت عينها وتذكرت اليوم اللي عطتها مريم اياها.. استوى هالشي قبل 25 سنة.. كانت مريم توها رادة من دبي وكانت الساعة 12 في الليل .. بو سعيد كان وايد معصب لأنها تأخرت ويالس يترياها في الصالة وحصة كانت راقدة وانتبهت فجأة وهي تحس بالعطش.. ونزلت الصالة عشان تشرب..
ويوم وصلت نص الدري سمعت ابوها يهزب عمتها مريم..
" يا مريم انا ما فيه على رمسة الناس وانتي طلعاتج زادت.. "
" بس انا ما سويت شي غلط وسايرة دبي ويا بنت خالوتي وريلها.." ردت عليه مريم.
بوسعيد: " لا يا مريم .. بنت خالوتج نزلتج عند ربيعتج العصر وردت تاخذج الساعة عشر.. يعني طول هالفترة ما كنتي وياها .. أنا مب مطمن.. روفي بحالي ولا ترفعين لي ضغطي .. طلعات بروحج عقب اليوم ماشي.. "
مريم: " خلاص.. مب طالعة من البيت بس انته لا تظايج بعمرك.."

خافت حصة انها تنكشف وردت حجرتها بكل هدوء وسوت عمرها راقدة.. وهي تفكر بالرمسة اللي سمعتها قبل شوي واشفقت على عموتها .. وعقب خمس دقايق، حست انه حد دش الحجرة.. كانت عموتها مريم.. ياية تشوفها وتطمن عليها قبل لا تسير ترقد.. مريم كانت تحس بوحدة فظيعة في البيت.. خصوصا انها رفضت فكرة الزواج نهائيا واخوها بوسعيد ما قدر يجبرها على هالشي.. وكان دوم يسألها عن سبب رفضها لكل اللي خطبوها واكنت ترد عليه برد واحد: "عيالك محتاجيني .. ومستحيل اتخلى عنهم.." ومع انه هالشي كان جزء من سبب رفضها.. بس السبب الأساسي كان حبها لمحمد الكعبي.. ربيع اخوها.. واللي، رغم حبه الكبير لها، ما فكر يخطبها..
دشت مريم الحجرة ووقفت عند الدريشة وبدت الدموع تنزل من عيونها..
في هاللحظة، نست حصة انها كانت تمثل انها راقدة ومشت صوب عمتها الغالية وحظنتها بقوة.. كان عمرها تقريبا 8 سنوات ويوم رفعت راسها عشان تشوف اذا عمتها بعدها تصيح.. شافتها مبتسمة وحست براحة.. يلست مريم تسولف ويا حصة.. ويوم سألتها حصة " شو يبتي لي من دبي؟" طلّعت مريم القطوة الكريستالية من شنطتها وعطتها اياها.. فرحت حصة وايد وباست عمتها وسألتها: "استانستي هناك؟"
احمرّ ويه مريم وقالت: "واااااااااااايد.. هالليلة مستحيل انساها.. بتم عايشة على ذكراها طول عمري.."
وما فهمت حصة مغزى كلامها الا الحين يوم فكرت بمحمد الكعبي وتأكدت انه هو اللي تعشى ويا عموتها هاذيج الليلة..

ابتسمت حصة وهي تتذكر هالأيام الحلوة وفجأة تذكرت أخوها سعيد وعلى طول راحت الابتسامة وحل محلها تعبير حزين على ويه حصة الجميل.. سعيد..... راحت له حصة البيت عشان تزوره أمس بس ما بطل لها الباب.. وبصراحه حصة ارتاحت يوم ما شافته.. شو بتقول له عقب كل هالسنين؟؟ وليش تمثل عليه انها مهتمة؟ صحيح انه اللي يربطهم علاقة دم.. بس السنين الطويلة اللي فرقتهم والبرود اللي كانوا يحسونه صوب بعض طول عمرهم قدر يمحي جزء كبير من هالعلاقة..

بس سعيد مب الشخص الوحيد من الماضي اللي حاولت حصة انها تجدد علاقتها معاه..
حصة اتصلت بسالم مرتين..
وفي كل مرة .. كانت تحس بإهانة وحقارة اللي يالسة تسويه.. وكل مرة تكره عمرها اكثر.. بس للأسف كانت مب قادرة تيود عمرها.. في المرتين اللي اتصلت فيهم .. كانت تحس انها شخص ثاني.. انها مب قادرة تتحكم بإيدها.. وكأن اليد اللي تدق الارقام.. يد شخص ثاني.. كانت ترفع السماعة.. تدق الرقم.. وتتريى.. ويوم يرد عليها .. تسمع صوته .. واتم ساكتة .. وتبند.. حصة فقدت سيطرتها على نفسها.. وتحس انها من بدت تتصل به.. مب رايمة توقف.. لأنها اول ما سمعت صوته.. حست بقلبها يدق بعنف .. وتجاهلت تماما احساسها بالذنب..

"اسمعي نصيحتي.." قالت لها أمولة يوم يت تتغدى عندها في البيت.. "ردي بيتج قبل لا تتهورين وتسوين شي تندمين عليه."
كانت حصة ناوية ما تخبر أمل عن اتصالاتها بسالم... بس أول ما شافت ربيعتها الغالية.. اعترفت على طول.
" لا تحاتين." ردت عليها حصة. "ولا تعطين الأمر أهمية كبيرة.. أنا بس كنت أبا اسمع صوته عشان اشبع فضولي."
"أنا خايفة عليج يا حصة.." قالت أمل وويها متغير.. " انتي اول ما وصلتي من دون ريلج والناس يرمسون."
"ما يهمني" قالت حصة. "المهم انه ريلي فديته واثق فيه."
ابتسمت أمل وفكرت بسلطان ريلها اللي زعل منها اليوم يوم قالت له انها بتتغدى ويا حصة.. أمل تحس انها أكثر انسانة محظوظة في الدنيا لأنها لقت ريال شرات سلطان.. اللي ورغم انه أمل ما راح تقدر تييب له اليهال اللي خاطره فيهم من زمان.. ما فكر ابدا انه يخونها او يتزوج عليها.. وعمره ما بين لها انها ناقصة او مقصرة في حقة .. سارة كانت مب موجودة.. أمل عرفت سارة على بنات ابتسام ربيعتهم وسارت سارة تتغدى عندهم اليوم.
" سالم ما وراه إلا المشاكل.." قالت أمل. اللي كانت مقهورة وايد منه لأنه دوم يحصل اللي يباه، سواءً كان بطرق مشروعة أو غير مشروعة.. "أنا متأكدة.. متأكدة يا حصة انه بيقص عليج مرة ثانية.. ردي بيتكم احسن لج."
"سالم عمره ما فكر يقص عليه." قالت حصة بثقة. "وبعدين انتي ليش خايفة؟ نسيتي اني معرسة؟؟"
"لا ما نسيت." قالت أمل وطالعت حصة بنظرة حادة.
"ما لها داعي هالنظرة." قالت حصة وهي تضحك.
" أوكى."
"لأني احب ريلي ... أكثر من اللي تتوقعينه." قالت حصة.

اليوم، عشان تثبت لعمرها وتثبت لأمل انه الرمسة اللي قالتها صح، اتصلت حصة بريلها خالد ثلاث مرات. بس خالد كان مشغول وايد وما قدر يطول وياها ع الخط.. وكل اللي كان يبا يعرفه هو متى بترد حصة وسارة بوظبي؟
"يوم الجمعة ان شالله." وعدته حصة.
بس بصراحة هي كانت تفكر اتم اسبوعين زيادة.. وتحضر عرس بنت ابتسام.. آمنة.. اللي استوت ربيعة بنتها سارة.. وسارة بعد كانت مصرة انها اتم وتحضر العرس..

بس العرس كان مجرد حجة لسارة عشان اتم هني .. والحقيقة هي انها مهووسة بالحصان اللي شافته وانها ما تقدر تستغنى عنه ولا يوم واحد.. محد يعرف انها تنش من الرقاد كل يوم الصبح عشان تشوفه في المزرعة.. وتأكله تفاح ومكعبات سكر وتلعب وياه.. سارة ما عندها أي فكرة انه الريال اللي يملك المزرعة والحصان اللي جدامها احساسه قوي جدا ويروم يكشفها ويكشف زياراتها السرية للمزرعة بكل سهولة..
سالم حس بوجود شخص قي مزرعته ، وهو ما يطيق أي حد يدشها.. وفي البداية كان يتوقع انه حصة هي اللي دشت المزرعة وانها يت تزوره وهو مب موجود واستانس وايد.. وحس انه انتصر عليها..

قرب حصة من سالم معذبنه وايد وشاغل باله. كل يوم الفجر يطلع ويوقف برى في الظلام والبرد يطالع بيتهم وهو حاس شكثر هي قريبة منه.. وكل ما يروح السوق او المقهى يتوقع يشوفها بالصدفة .. في النهاية أكيد بيشوفها لأنها أكيد بتحاول توصل له.. هي اللي بترد له.. ومهما كان هالشي صعب بالنسبة له بس لازم يصبر ويتحكم بمشاعره.. لازم ما يخسر جدامها.. سالم مب مراهق متهور عشان يروح لها ولا واحد ما عنده كرامة عشان يترجى الإنسانة اللي تخلت عنه مرتين انها تحن عليه مرة ثانية.. بس الليل ظالم.. في النهار سالم يقدر يتحكم بعمره.. لكن أول ما يحط راسه ع المخدة ويحاول يرقد.. تتجمع كل صورها وذكرياتها وكل كلماتها وابتساماتها في باله.. ويحس انه بيختنق بشوقه لها وبينفجر من كثر ما وده يسمع صوتها.. عشان جذي يطلع ويتمشى في مزرعته حزة الفجر .. ويتم يمشي ويمشي لين ما يوصل بيت بوسعيد.. ويتم واقف هناك يطالع دريشتها.. ليش؟ ما يعرف..

سالم يالس الحين يتعشى في البيت ويا حمد، ويفكر بالشخص اللي يدش مزرعته كل يوم.. واستبعد تماما انها تكون حصة، لأنه سالم شاف علبة جيكارة طايحة عند الاسطبل ولاحظ اكثر عن مرة انه شاهين يختفي في فترات محددة.. أكيد واحد من هالمراهقين اللي يحبون الإثارة ويبون يقتربون من شاهين.. بس يمكن تكون بنية؟؟ لأنه سالم حاس انه حمد يعرف بالموضوع.. والدليل انه دوم يكون سرحان هاليومين وكل ما يطري له سالم السالفة، يحمر ويهه.. وقرر سالم يسأله مرة ثانية.
سالم: "حمد.. أحس انه شاهين متغير هاليومين.. انا متأكد انه في حد يركبه.."
حمد كان مبطل باب الثلاجة، يطلع له لبن.. وعلى طول احمر ويهه يوم طرى سالم شاهين.. وتأكد سالم من شكوكه..
سالم: "ما شفت حد يدش المزرعة ؟"
حمد: "لا".
سالم: "متأكد؟"
حمد: "تباني أسير واتأكد؟"
حمد ما يعرف ليش كذب على سالم، بس هو متأكد انه سالم بيخرب كل شي لو درى انه سارة تمر المزرعة يومياً. وفكر في نفسه: سالم ما يهون عليه اخدعه.. عمره ما قصر ويايه.. موفر لي كل اللي احتاجه.. ومع هذا مستحيل اخبره .. هذا سري ..
تعود حمد يراقب سارة كل يوم وعيبته الطريقة اللي تعامل فيها شاهين واستغرب وايد من معاملة شاهين لها.. كل يوم يمر كان حمد يحبها أكثر.. وكل يوم يحاول انه يسير ويرمسها بس في شي يمنعه.. يخاف اذا اقترب منها.. وحسسها بوجوده.. ما ترد المزرعة بالمرة.. وقرر انه بعد ما يخبر سالم ويتم هالشي سر بينه وبين سارة وشاهين.. وقال لسالم: " الحين عقب ما اخلص اكل بطلع أشيك ع المزرعة والاسطبل."
سالم: "غريبة يا حمد.. أول مرة تتجرأ وتقص عليه."
حمد: "صدقني يا سالم.. انا ما اعرف منو هالبنية..."
سكت حمد وعض على شفايفه.. يحليله.. أول مرة يكذب . وانكشف..
ابتسم سالم وقال: "انزين مصدقنك.. بس خبرني .. هالبنية من وين تمر يوم ادش المزرعة؟"
ارتاح حمد انه سالم ما هزبه وقال: "من الفريج اللي حذالنا.. بس بصراحة اول مرة اشوفها."
سالم: "بس أنا اعرف منو هالبنية."
طلعوا اثنيناتهم برى يتمشون.. الجو كان بارد بزياده الليلة.. وابتعدوا وايد عن البيت والاسطبل.. ابتسم سالم وفكر انه كل يشوفه هني ، يملكه.. بقى له شي واحد ما امتلكه للحين .. أو شخص واحد.. وبيكون ملكه جريب..

حمد يحليله كان بيموت من الظيج.. خصوصا يوم شاف البنية يايه صوب المزرعة.. وصد صوب سالم وشافه يالس يطالعها بعد.. لاحظ سالم انها تشبه ابوها خالد وايد.. وما فيها أي شبه من حصة .. عشان جذي كرهها على طول .. وفكر "عشان هالشيفة حصة رفضت ترد لي.." .. دشت سارة المزرعة وهم يراقبونها وركضت للاسطبل وطلعت شاهين .. وفصخت عباتها وخشتها في الاسطبل.. كانت لابسه جينز وبودي اسود.. وركبت على ظهر شاهين وتمشت وياه..

ما كانت سارة تعرف انه في حد يراقبها.. بس بعد كانت خايفة.. هذا سرها وما تبا حد يشاركها فيه.. وهي على ظهر شاهين حست بحزن فظيع لأن وقتها وياه محدود.. وفكرت كيف تقنع امها يتمون هني على طول.. بتخبرها ان خلود وربيعاتها كلهن صايعات وانه احسن لها اتم هني ويا خالوتها أمل وتكمل دراستها.. سارة خلاص قررت، مستحيل ترد لبوظبي.. للمكان اللي تحس فيه انها تافهة ووحيدة.. وحياتها مالها معنى.. قربت سارة ويهها من اذن شاهين وقالت له: "تولهت عليك" واستانس الحصان على الرمسة اللي ما كان يفهمها بس كان يحس انها مليانة حب وحنان.. وطلعت من مخباها جزرة وعطته..

انصدم سالم من قدرة هالبنية على التفاهم ويا شاهين ، وانقهر منها في نفس الوقت لأنها حققت الشي اللي ما رام هو بنفسه يحققه..
التفت لحمد وقال: "أعرفك على بنت حصة الشامسي.. هاذي اللي ما تعرفها تكون بنت خالوتك.."
انصدم حمد واستانس سالم .. وقرر انه ما يكمل فرحة حمد وقال له: "بس معقولة بتسير وبتخبرها انك ولد خالها سعيد الخمار الخبلة؟؟ شو بتكون ردة فعلها؟ أكيد بتجز منك.."

مشى سالم صوب البنية وتبعه حمد وقلبه منقبض وفكر بالرمسة اللي قالها سالم.. شو بيسوي الحين؟ يعني معقولة خلاص ما يروم يفكر فيها او يرمسها بسبة أبوه؟؟ وحس حمد انه يكره ابوه اكثر واكثر لأنه بيكون سبب في تحطيم حبه الأول..
اقترب سالم من شاهين ونادى على سارة: "ايه انتي.. يالله انزلي."
سارة وشاهين اللي كانوا في منتهى السعادة.. وقفوا مكانهم من الصدمة يوم سمعوا الصوت..
"الحين&#33;&#33;" قال سالم بحدة..
حست سارة بخوف ونزلت بسرعة ..
"رديه الاسطبل نفس ما طلعتيه." أمرها سالم.. وانقهرت سارة منه ومن أوامرة بس ما رامت تقول له شي لأنه الظاهر انه هذا حصانه..
اقترب حمد منهم وقال: "بس شاهين ممكن يأذيها.."
اطالعت سارة حمد بنظرة احتقار خلته يرتبك.. شاهين مستحيل يأذيها.. شاهين أروع مخلوق شافته في حياتها.. أول ما شافت سارة حمد لاحظت ان ملامحه تجنن.. لو كانت في المول في بوظبي وشافته هي وربيعاتها ، مستحيل يخلونه في حاله.. خلود بتم تلاحقه لين ما تاخذ رقمه.. بس الوضع مختلف هني وسارة حاسة انه حلمها تدمر خلاص..

"يالله اشوف وديه الاسطبل" قال سالم. "يعني ما تعرفين انه الجو بارد وخطر على صحته انه يطلع برى؟"

يودت سارة عمرها عشان ما تصيح.. كانت وايد مقهورة منهم هم الاثنين.. من الشاب اللي جدامها لأنه شكك بقدرتها وقال انه شاهين بيأذيها ومقهورة من الشيبة اللي ما تدري شو يتحرى عمره ويالس يأمرها ترد شاهين الاسطبل.. وقررت تتجاهلهم اثنيناتهم ..ومشت بكل هدوء ويا شاهين للاسطبل.. وهي ترتجف من البرد والقهر..

"اسمعي.. اذا تبين تركبين هالحصان ،عادي ترومين.." قال سالم. " بس لازم تلبسينه السرج ولازم تردينه الاسطبل يوم تخلصين."

انصدم حمد من تصرف سالم.. معقولة سالم يتنازل ويتعامل معاها بهالطيبة؟ بس طبعا ما رام يبين صدمته وسكت.. وسارة حست انها بتطير من الفرحة.. خلاص ماله داعي تتصرف مثل الحرامية .. تروم توصل لشاهين في أي وقت تباه..

"حمد بطل لها باب الكبينة" قال سالم.
بطل حمد باب كبينة شاهين ومشت سارة وراه..
حمد: "صعبة انج تدخلينه في الكبينة.. السنة اللي طافت كسر ظهر واحد من الكلاب .. انتبهي."
مسحت سارة على رقبة الحصان ودخلته بكل سهولة وهدوء للكبينة.
لبست سارة عباتها ومشت سارة صوب باب الاسطبل وتبعها حمد برى وهو مستغرب: "كيف رمتي تتعاملين وياه بهالسهولة؟"
"ما بخبرك &nbsp;" ردت عليه سارة وعطته نظرة حادة.

بس أول ما يت عينها في عينه حست انها مب رايمة تتنفس.. كانت في عيونه نظرة براءة فظيعه وارتباك خلتها تحس انها تبا تلوي عليه وتشيل هالنظرة من ويهه.. معظم اللي تعرفهم يخبون مشاعرهم عنها بمهارة كبيرة.. بس هالصبي غير عن كل اللي تعرفهم.. مشاعره كلها متيمعه في نظرة عيونه.. شافت سارة نظرات الاعجاب في عيونه وحست انه حتى لو كان يبا يخبي مشاعره.. ما بيروم

"لين متى بتمون واقفين هناك؟" نادى سالم عليهم.. ويوم صدوا عليه انتبهوا انه راح وياب موتره.. "تعالي بوصلج البيت."
مشى حمد وسارة صوب السيارة وضحك سالم وهو يقول: "حمد.. وبن ساير؟ بتروح وياها البيت؟"
احمر ويه حمد ووقف يطالع الموتر وهو يبتعد عنه وحس بفراغ كبير في داخله.

طول الدرب وسالم يسأل سارة ويستجوبها، وسارة بكل براءة فكرت انه يسألها هالأسئلة عشان يعرف اذا كان يقدر يوثق فيها انها تهتم بشاهين.. جاوبته على كل أسئلته.. قالت له انها ماتعرف اشكثر بيتمون هني وانه ابوها مب وياهم.. خبرته انه ابوها دكتور في الجامعة وعنده وايد شغل ما يروم يودره وايي وياهم.. وانه امها يالسة توزع اغراض عموتها المرحومة مريم.

فكر سالم انه يستغل سارة.. سارة الوحيدة اللي تروم تخلي حصة اتم هني .. على الاقل لين ما يقدر سالم يقنعها ترد له.. بيستغلها من دون ما تعرف.. خصوصا انه شاهين نقطة ضعفها.. وسالم مستعد يعطيها اياه اذا كان هالشي بيوصله لحصة..

وقف سالم الموتر عند باب بيت المرحوم بوسعيد وقال لسارة: "سلمي على امج.. وقولي لها اني ترييت وايد."
"ان شالله" قالت سارة.. وحست فجأة بخوف من هالريال اللي يالس حذالها.. بس قررت انها توصل سلامه لأمها.. مع انها ما فهمت شو معنى كلامه..
" ترييت وايد؟" سألته سارة.
"انتي بس خبريها." قال سالم. " وهي بتفهم."
هزت سارة راسها ونزلت من الموتر .. وعلى طول ارتاحت لأنه هالريال ما يطمن بالمرة.. وركضت داخل بيتهم بسرعة لأنها كانت بتتجمد من البرد..

أول ما دشت سارة الصالة، صفعتها حصة على ويهها بقوة لا إرادياً.. "وين كنتي حظرتج لين الحين؟؟؟ ولا تقولين لي انج كنتي تتمشين &#33;&#33;" كانت حصة معصبة وايد لأنها وايد كانت تحاتي بنتها.. واتصلت لأمولة وابتسام عشان تعرف اذا شافوها ولا لأ..
انصدمت سارة من اسلوب امها وعلى طول اعترفت لها..
سارة: "كنت رايحة أشوف الحصان اللي في المزرعة."
حصة: "عن الجذب.. أي حصان هذا؟؟"
سارة: " في المزرعة اللي حذالنا.. عندهم حصان وكنت كل يوم اسير واركبه"
اقتربت حصة من بنتها..
حصة: "كنتي تسيرين هناك؟؟؟ ومن دون ما تخبريني؟ وبعدين كيف دشيتي من دون ما تستأذنين ؟"
سارة: " امبلى استأذنت." وخافت سارة من نظرات امها الحادة. "الريال اللي هناك قال لي عادي تعالي اي وقت تبين."
حصة: "لا والله؟" حست حصة انها دايخة .. وكانت ترتجف بشكل غير طبيعي.. كانت تتوقع انها اذا تجنبت تطلع من البيت وتفادت سالم.. بيودرها في حالها وما بتشوفه.. لأنها كانت متأكدة ان كرامته وكبريائه بيمنعونه من انه اييها هني.. بس الظاهر انه ما في شي ممكن يمنعه..
سارة: "ويسلم عليج ويقول لج انه تريى وايد."
راقبت سارة أمها بحذر وتمنت ما تمنعها انها تشوف شاهين.. ولاحظت انه امها ترتجف واقتربت منها أكثر.."ماماه شو فيج؟"
طنشت حصة سؤالها وقالت: "شو قال لج بعد؟"
سارة: "ليش تبين تعرفين؟ رمسته كلها مملة."

حاولت حصة تاخذ معلومات من سارة بس سارة كانت تعبانة وسارت ترقد.
دشت ميشا الصالة من المطبخ ويلست في حضن حصة.. شلتها حصة بحنان ووقفت عند الدريشة. القمر شكله رائع برى. حصة اتخذت قرارها من سنين طويلة. ابتعدت عنه وما ردت له حتى يوم كان يترجاها.. ومع هذا.. ردت حصة لها المكان اللي ما توقعت ترد له في يوم من الأيام.. ردت حصة لذكرياتها وياه .. ولمعاناتها..
طلعت حصة ويلست في الحوي.. ونزلت ميشا من حضنها وركضت صوب شي شافته في الزراعة.. غمضت حصة عينها وحست بهم كبير في قلبها.. تمشت شوي في الحوي وهي تفكر.. وفجأة خطر في بالها تبطل الباب وتشوف اذا سالم بعده برى.. احساسها يقول لها انه بعده برى.. بطلت حصة الباب ووايجت.. ومثل ما كانت تتوقع.. لقته موقف موتره برى .. بعيد شوي عن البيت..

لا لا مستحيل.. مستحيل سالم يتنازل واييها بنفسه.. أكيد هذا واحد ثاني.. فجأة ، خافت حصة حد من الجيران يشوفها توايج من الباب وعلى طول صكت الباب وركضت للصالة.. وميشا وراها.. وحاولت ما تفكر فيه ولا في الموتر اللي برى وهي تحط راسها على المخدة هاذيج الليلة..

-------------------------------
نهاية الفصل التاسع


شمس دبي</font>