<font color='#000000'>الفصل الخـــــــــــامس عشر

-------------------------


رغم المطر والرياح الفظيعة، كان خالد مصرّ انه يسير الفجيرة اليوم.. وخذ إجازة من الجامعة وطلع من بوظبي الصبح عسب يوصل من وقت..
عيب خالد انه وايد طيب وما يروم يدافع عن نفسه وحقوقه وعشان جي حصة مستقوية وتسوي اللي تباه..
بس حصة تعرف انه خالد اذا عصب محد يروم يوقف في ويهه... وهو اثبت لها هالشي مرة وحدة بس من يوم عرفته.. يوم رفض ابوه انه يتزوج حصة، عصب خالد وتمسك برايه وودر البيت.. ويوم هدده ابوه ببيزاته، تخلى خالد عن ثروة ابوه وكتب له تنازل عن كل حقوقه في المزرعة وكل أملاكه الثانية وطلع من حياة اهله للأبد..
عقب ما توفى ابوه وأمه.. حاولت أصيلة تتصل به عشان ياخذ نصيبه من الورث.. بس رده عليها كان: "أنا مالي شي عندكم.. بيزات ابويه عمرها ما همتني.."
ساعتها ما كان خالد يعرف انه يوم بيتنازل عن نصيبه، بيسهل على سالم مهمة انه يستولي على كل أملاك أبوه..

خلال السنين اللي مضت.. فقد خالد أكثر من شخص عزيز عليه.. وهالشي حطمه نفسيا.. أبوه وأمه ماتوا في يوم واحد.. واخته الغالية أصيلة.. ماتت وتبعها ولدها علي.. وخالد لين الحين يلوم عمره على وفاة اخته ويعتبر نفسه المذنب الأول لأنه ما منعها تتزوج بسالم .. زواجها منه هو اللي عجل بوفاتها.. بوفاتهم فقد خالد عايلته كلها وما بجى له في هالدنيا الا حصة وسارة.. ومستحيل يتخلى عنهم بالسهولة اللي سالم يتخيلها..

وصل خالد الفجيرة الساعة وحدة الظهر.. وتمنى انه يرد بوظبي بأسرع وقت ووياه مرته وبنته.. مع انه حاس انه اللي بييه مب شويه وحاول قد ما يقدر انه يتفاءل ..
ما توقع خالد انه حبه لحصة بيوصله لها الدرجة من الضعف والخضوع.. مشاعره صوبها وايد معقدة.. وفكر انه لو كان صج ريال ، أول شي بيسويه انه بيضربها ضرب يخليها تتأدب وبيردها وياه بوظبي غصب.. بس مشكلته ما يروم.. هاذي حصة.. اللي لين اليوم مب مصدق انه تزوجته.. حصة حياته وحبه الوحيد.. حبه لحصة خلاه يوقف على باب بيت ابوها اليوم ويدق الجرس ويترياها تبطل له الباب.. رغم انه يعرف بخيانتها ويعرف انها ما تباه.. وما تبا تشوفه..

بطلت سارة الباب وأول ما شافت أبوها حضنته بكل قوتها..
"أبويه&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33 ;" صرخت سارة بأعلى صوتها من الوناسة..
سحبت سارة ابوها ودخلته الصالة وعلى طول يت ميشا تتمخطر جدامه عشان يشلها..
"منو هالغاوية؟" سألها خالد وشل ميشا ويلس يمسح على رقبتها..
"هاذي ميشا.. قطوة المرحومة مريم.." ما رامت سارة تكمل رمستها لأنها بدت تصيح.. كانت مب مصدقة انه أبوها واقف جدامها ..
حضنها أبوها ووقفت سارة تصيح في حضنه لحد ما هدت ووقفت دموعها.
" شو أخبارج حبيبتي؟ ان شالله مرتاحة؟" سألها أبوها..
كانت سارة تبا ترد عليه وتقول له أي راحة؟ خالد ما يعرف انه بنته استوت هي اللي تطبخ وتنظف البيت لأن أمها كله راقدة أو ترمس في التيلفون أو طالعة ويا أمل.. وشغل البيت كله عليها يحليلها.. سارة اللي عمرها ما فكرت ترتب فراشها او تساعد امها ... استوت الحين مسئولة عن نفسها.. إذا ما غسلت ثيابها بنفسها، ما بتحصل شي تلبسه.. إذا ما راحت تشتري أكل من الجمعية، محد بيسير.. ورغم انها كانت تدور هالاستقلاليه قبل وكانت تتمنى تكون بروحها محد يسألها وين سرتي ومن وين ييتي.. بس الحين الوضع مول مب عايبنها وحاسة انها بتختنق..وردت تصيح مرة ثانية..

"سويرة حبيبتي ليش تصيحين؟" نبرة صوت ابوها بينت اشكثر كان يحاتيها..
"لا ماشي.." قالت سارة "أنا بس مستانسة وايد اني شفتك.. وهاذي دموع الفرح .."
ابتسم خالد وقال: "تعرفين انج احلويتي؟؟ ما شالله عليج مستويه قمر.." حس خالد براحة كبيرة وهو يشوف التغيير اللي طرى على بنته.. قبل كم اسبوع يوم كانت بعدها في بوظبي.. كانت ما تستغنى عن المكياج وكان خالد يحاتيها وايد ويخاف ايي اليوم اللي تسود فيه ويهه .. بس الحين.. انصدم من اللي شافه وعرف انه بنته طلعت من الدوامة اللي كانت متوهقة وعايشة فيها..

"وين امج؟" سألها خالد فجأة.. وخبرته سارة انه امها طلعت ويا أمل..
"زين.. شو رايج نسوي لنا شي ناكله.." اقترح خالد عليها وابتسمت سارة وراحت وياه المطبخ..

زاد المطر برى وكان صوته وهو ينزل على دريشة المطبخ بقوة جنه حد يفر الدريشة بحصى.. واستغرب خالد من حصة.. وين طالعة في هالجو ومودرة سارة في البيت بروحها؟
عقب ما تعشت سارة ويا أبوها سوت له قهوة ويلسوا يسولفون وبدت سارة تخبره عن شاهين.
سارة: "اليوم عرفت انه شاهين يغار عليه.. كنت مطلعتنه من الاسطبل عشان امشيه ووقفت أسولف ويا حمد ولد خالي سعيد.. وجان يوقف شاهين بيني وبين حمد وما رضى يتزحزح من مكانه.."
ابتسم لها خالد بس كان واضح انه في شي ثاني شاغل تفكيره..

"أبويه؟" ترددت سارة قبل لا ترمس بس لازم تقول اللي في خاطرها.. "أمايه ما بترد لك... ليش تذل عمرك؟"
ارتعش خالد من الصدمة .. المفروض انه سارة ما تعرف عن السالفة هاذي..
"أبويه.." كملت سارة.. "أمايه ترمسه في التيلفون اربعة وعشرين ساعة، وأنا متأكدة انها تحبه.. انته ليش مصر انك اتم وياها؟"
سكت خالد وحط راسه بين ايديه وغمض عيونه..
حست سارة بالذنب وانه كل اللي صار بسبتها هي .. سارة عمرها بس 15 سنة.. ليش تشل كل المسئولية فوق راسها؟
تمنت سارة لو تغير الموضوع.. بس عن شو ترمس؟ تخبر ابوها انها تحب حمد؟ بيذبحها أكيد.. أو أقل شي انه بيتظايج وهي ما تبا تزيد همومه...

اقتربت سارة من ابوها ويلست في حظنه وحطت راسها على كتفه وابتسم خالد وهو يلعب بشعرها .. وحمد ربه انه رزقه ببنيه شراتها.. رغم دلعها وعصبيتها الزايدة، سارة انسانة طيبة وحساسة وايد..
غمضت سارة عيونها وهي في حضن ابوها وحست بالراحة والأمان اللي انحرمت منهم في الفترة الأخيرة، بس خالد كانت أفكاره عند حصة.. الغيرة وحش من نار ياكل في قلبه وخالد يحاول قد ما يقدر انه ما يبين لسارة أي شي من معاناته..
ورد يفكر بسالم مرة ثانية.. "معقولة سالم ينتقم مني؟" فكر خالد "معقولة يسوي كل هذا لأني استغليت الفرصة واقتربت من حصة وتزوجتها في غيابه؟"

"أبويه؟" قالت سارة
"ها حبيتي.." رد عليها ابوها
"احكي لي حكاية.." قالت سارة بدلع ورفعت راسها وابتسمت لأبوها اللي ضحك وقال:" بس حكاية؟ من عيوني.."

وابتدى خالد يحكي لها عن طفولته.."يوم كنت ياهل، عمري 5 سنوات.. كنت طالع في المزرعة العب ويا اصيلة ختيه العودة اللي يرحمها.. ولقينا ثعلب صغير يتمشى.. كانت الثعالب منتشرة في المنطقة هاذيج الايام.. أول ما شافته أصيلة قالت انه يتيم ولازم هي تتبناه.. وانا صدقتها وساعدتها عشات تزخه.. وودته أصيلة حجرتها وخشته عن أمايه . .لأن امايه الله يرحمها لو شافته في غرفتها كانت بتعقم البيت بكبره.. وعقب ما مات الثعلب.. ربت أصيلة بومة.. وعقب البومة سلحفاة.. لين ما اشتروا لها شاهين وصار هو عالمها كله.. الله يرحمها كانت تموت في الحيوانات.."
وفي نفسه قال: "وآخر حيوان حبته كان سالم.."
"الله يرحمها.." قالت سارة " كان خاطريه اتعرف عليها.. يقولون انه شخصيتها كانت وايد حلوة.."
ندم خالد لأنه ما عرّف بنته بأهله وخصوصا بأخته أصيلة يوم كات بعدها حية.. كان يبا ينسى ماضيه وما توقع انه هالشي بيأذي سارة..

حس خالد فجأة بتعب فظيع وزاد تعبه التوتر اللي يحسه وخوفه من رده فعل حصة يوم بتشوفه هني.. وفكر اكثر من مرة يركب موتره ويرد بوظبي.. وغمض عينه عشان يريحها شوي.. بس عقب نص ساعة رفعت سارة راسها واكتشفت انه ابوها رقد من التعب على الكنبة.. يابت له سارة لحاف وغطته.. وعورها قلبها على ابوها وهو راقد في الصالة.. بس ما عرفت شو تسوي.. وما هان عليها تخرب رقاده.. يلست سارة اطالع ملامح ويهه وقالت في نفسها: "روّح بوظبي.. وفر على عمرك الجرح والإهانة.."
وابتسمت سارة وهي تراقب ميشا اللي ما صدقت تحصل حد راقد وراحت رقدت حذال خالد..
--------------------------
ردت حصة البيت الساعة 8 ف الليل.. وأول ما دشت الصالة، شافت خالد.. الريال اللي عاشت وياه 19 سنة من حياتها.. راقد على الكنبة في الصالة.. خالد ياي ياخذها..
وقفت حصة جدامه تطالعه من الصدمة.. كان راقد بعمق ومب حاس فيها.. شكله وايد تعبان..
نشت ميشا ويوم شافت حصة لبستها وردت ترقد.. وما حس بحصة يوم اقتربت منه ومسحت بإيدها على خده.. بس وهو راقد.. كان خالد يحلم بحصة.. كانت واقفة في حلمه وهي مبتسمة .. وكل ما حاول خالد يقترب منها ، يحس انه المسافة تكبر بينه وبينها..
يودت حصة ايده وباستها.. وفي هاللحظة انتبه خالد وأول ما شاف النظرة اللي على ويهها .. عرف انه زواجهم انتهى.. كانت النظرة من أفظع ما يكون.. نظرة اشفاق .. تعاطف.. حصة تشفق عليه..
ابتسم خالد غصب عنه وقال: "الظاهر اني تعبت عمري ع الفاضي.. شكلج ما تبين تردين ويايه.." المفروض خالد كان يخلي هالجملة للنهاية بس ما قدر يتحمل نظرتها..
ابتسمت حصة وما قالت شي..
"شو معناتها هالابتسامة؟" سألها خالد.. "يعني بتردين ويايه؟"
"خالد.." بدت حصة رمستها.. "لا تعتقد اني ما احبك .. أو اني كنت تعيسة وياك.."
حس خالد بألم فظيع في راسه.. وحس انه في حلم.. وكان صوت حصة وهي تخبره انها بتم هني بعيييييييييييييييد.. كأنه ياي من عالم ثاني.. حاول خالد يركز على رمسة حصة وسمعها تقول انها ما تبا تجرحه .. وضحك من القهر.. وقال في خاطره.. انتي مب بس جرحتيني .. انتي ذبحتيني..

"خلاص حصة اسكتي.. " قال خالد.. "راسي يعورني وابا ارقد.."
ودته حصة حجرتها ورقد على فراشها.. ويوم نش كانت الساعة 9 الصبح..
لبس خالد ثيابه ونزل الصالة وحضنته سارة اللي كانت يالسة ويا امها.. التفت خالد على حصة ولاحظ انه ويهها احمر وعيونها منتفخة من الصياح.. وحس بحزن فظيع لأنه بيخسرها..لأن أيام سعادته انتهت..

"أنا برد بوظبي اليوم.." قال خالد لمرته وسألها اذا بطاقة البنك مالتها بعدها تشتغل .. واذا محتاجة بيزات ولا لأ.. وفي النهاية قال: "اللي بقوله مب غرور يا حصة .. بس عمرج ما بتحصلين اللي يريحج ويتحملج شراتي .."
وقبل لا يطلع ، فكر يرد ويصفعها .. يجبرها ترد وياه.. يترجاها.. بس خالد حافظ على هدوءه لأنه كرامته هي الاهم.. ولأنه عنده شي ثاني لازم يسويه..

اتجه خالد بسيارته لمزرعة ابوه الله يرحمه.. المزرعة اللي تربى فيها وتعلم فيها معنى الحب. . المزرعة اللي تعرف فيها على حصة.. وعاش احلى ايامه ويا اصيلة اخته..
وقف خالد سيارته عند باب البيت ولاحظ انه تغير وايد.. وفجأة شاف سالم يبطل الباب ويطلع.. وفكر خالد للحظة انه يدوس ع البترول وينهي حياة سالم في لحظة.. بس طبعا هالفكرة راحت عن باله على طول..
اقترب سالم من السيارة عشان يعرف منو داخل.. ويوم اكتشف انه خالد.. ما عرف كيف يتصرف وتم واقف مكانه وويهه أبيض من الصدمة.. واستغرب خالد من نفسه لأنه ما نزل وضربه أو جتله.. وقال في باله: "ما يستاهلون .. اثنيناتهم ما يستاهلون.. "
ولف بسيارته وطلع من المزرعة.. وسالم بعده واقف مكانه من الصدمة والخوف..

كانت سارة في المزرعة وركضت برى الاسطبل يوم شافت سيارة ابوها بس ما لحقت عليه.. وحست في داخلها انه ابوها بيروح من دون ما يودعها..
ركضت سارة ورا السيارة وحاولت تلتف انتباهه.. كانت تصرخ وتقول: "ابووووووووووويه.. اصبر لا تروح.. خذني ويااااااااااااك... ما ابا اتم هني ... لا تخليني هني بروحي..&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;"
بس خالد ما انتبه لها وطلع من المزرعة بسرعة ووقفت سارة تصيح في المزرعة واحساسها بالذنب يكبر لأنه ابوها بيرد بوظبي بروحه.. سارة تعتبر نفسها مذنبة لأنها ما اجبرت امها ترد بوظبي.. مذنبة لأنها ما خبرت ابوها من قبل انها تبا ترد وياه.. مذنبة لأنها ابتسمت اليوم اول ما شافت شاهين.. مذنبة في حبها لحمد.. مذنبة في احساسها بأي سعادة وابوها تعيس..

ردت سارة الاسطبل وهي تقريبا منهارة.. وحضنت شاهين بقوة ويلست تصيح لين ما تعبت.. وقالت لشاهين: "شو رايك نطلع شوي..؟"
طلعت سارة شاهين من الاسطبل وركبت على ظهره وعطته ظربه خفيفة خلته يركض بكل سرعته وطلع برى المزرعة.. ما اهتمت سارة أنه شاهين طلع من المزرعة وانه سالم ممكن يقتلها لو درى.. كانت مقهورة وتبا تطلع حرتها بأي طريقة.. والسرعة اللي شاهين كان يركض فيها حسستها بالراحة.. ما عرفت سارة وين تروح ويا شاهين وكان هو بروحه يتحكم في مساره وكأنه يتبع درب مرسوم .. درب تعود يروحه مرة ورا الثانية.. وتسائلت سارة في داخلها عن المكان اللي شاهين متوجه له.. واستانست وايد يوم وصلها لبيت خالها سعيد..
نزلت سارة عن ظهره وباسته .. وقالت: "ليش يبتني هني..؟ شكلك متعود على هالمكان..&#33;"
حاولت سارة معاه انهم يروحون .. بس شاهين كان عنيد وابتعد عنها وراح يدور له شي ياكله..

كان سعيد يراقب من الدريشة ويوم شاف البنية اللي راكبه على الحصان، توقع تكون أصيلة .. لأنها هي كانت تركب نفس الحصان يوم كانت تزور سعيد قبل.. قبل، كانوا وايدين يزورونه .. الجمعية الخيرية كانوا ايون دوم عنده وييبون له ثياب وأكل.. عموته مريم كانت تنظف له البيت وتطبخ له.. بس أصيلة زياراتها كانت مختلفة.. كانت زياراتها هي اللي تونسه.. كانت أصيلة تييب له صور ولده حمد .. لأنها هي اللي ربته.. وتييب له شهاداته وأوراق امتحاناته.. تخبره شو سوى في المدرسة .. ومرة يابت له خصلة من شعر حمد وسعيد لين الحين محتفظ فيها ..

ساعات.. كانت أصيلة تيلس جدام باب بيته وتصيح.. ومرة يت في الليل وكانت ترتجف.. وما عرف سعيد شو بلاها.. ويلست تصيح.. عطاها سعيد لحاف ورقدت على الارض لين الصبح.. ويوم نشت.. اكتشف سعيد انه شفايفها الحلوة كانت كلها دم وويهها نصه كدمات ولونه يخوف.. ويوم عطاها سعيد ماي عشان تشرب.. ردت تصيح من الالم اللي في شفايفها.. ودمعت عين سعيد وهو يشوف انه أصيلة.. اللي كان معجب وايد بجمالها وشخصيتها يوم كان صغير، وصلت لهالحالة عقب زواجها..
سعيد يعرف انه أصيلة ماتت من زمان.. بس شكلها ردت مرة ثانية لأنها واقفة برى ترمس شاهين.. لبس سعيد نعاله بسرعة وركض برى عشان يسلم على اصيلة الغالية.. بس انصدم صدمة حياته يوم التفتت البنية واكتشف انها وحدة ثانية مب اصيلة..
هاذي مب اصيلة.. قال سعيد في باله. هاذي البنية اللي يت هذاك اليوم ويابت لي ولاعة ابويه..
"آسفة" قالت سارة والدموع في عينها.. كانت تصيح عشان ابوها.. "أنا ما كنت ابا ازعجك بس شاهين مب راضي يروح.."
"ما عليه.." قال سعيد بصوت هادي .. واستغرب من عمره لأنه رمسها.. "خليه ياكل.. لا تأذيه.."
يلس سعيد جدام باب بيته ويلست سارة حذاله وهي تطالعه بفضول واستغراب..
"ما عرفتني؟" سألته سارة. "أنا سارة بنت اختك حصة.. وأبويه خالد الكندي.. اللي كان ياركم قبل.."
التفت سعيد صوبها ويلس يطالعها.. يعني هاذي بنت اخته؟ وعقب ما عرف هالمعلومة اكتشف الشبه الكبير بينها وبين خالد..
"أنا ما اشبه امايه .. لا تحاول تشبهني فيها.." قالت سارة وهي مبتسمة.. "بس حتى لو ما كنت أشبهها.. انته بتم خالي.."
" المفروض هالشي ما يشرفج يالخبلة.." قال سعيد وهو يضحك..
ضحكت سارة وقالت: "عادي.. العايلة كلها طلعت دمرانة.."
"بعدج ما شفتي شي" رد عليها سعيد
ابتسمت سارة وهي تراقب شاهين اللي كان ياكل وقالت في بالها: "المكان هني وايد حلو.. وما توقعت انه خالي بيكون طيب جذه.. توقعته يطردني.."
وقف سعيد ومشى صوب باب بيته ..
"وين رايح؟" سألته سارة..
سعيد ما يبا يفكر في اهله وماضيه وهالبنية ما بتييب له غير الذكريات الأليمة.. عشان جي قرر يودرها ويدخل..
" بسير داخل.. شو تبين فيني؟" رد عليها.
"عشان تشرب؟" كانت سارة معصبة ومقهورة منه.. "انته ما شبعت من الشرب؟؟ ما تخاف ربك..؟؟ "
وقف سعيد يطالعها ويفكر انها مع انها صغيرة بس باين انه عقلها كبير وايد.. اللي اكبر عنها ما وقفوا ورمسوه بهالطريقة.. بس هي ما ترددت ابدا في هالشي.. "يكون في علمك انه ولدك حمد طلع ريال بمعنى الكلمة.. عمره ما فوت صلاة في المسيد .. ويخاف ربه.. حرام عليك يكون عندك ولد شراته وانته جذي.."
تغيرت ملامح سعيد وباين انه كلامها أثر فيه لأنه حمد هو نقطة ضعفه..
"المفروض اشيا وايد تتغير.." كملت سارة كلامها.. "المفروض انته تصطلب وهو يودر عناده وتردون لبعض.."
تقرب سعيد منها وخافت سارة انه يضربها.. بس سعيد كان يصيح.. "ما اروم.. ما اروم اودر الشرب.. وحمد يكرهني.."
"حمد ما يكرهك.. بالعكس وده يعرفك." قالت سارة.. "ومن ناحية الشرب.. أنا بساعدك عشان تودره.."

روحت سارة ويا شاهين ووقف سعيد يطالعهم وهو يحس بالحياة لأول مرة من سنين طويلة.. حس بدفء كبير في صدره.. وتمت كلمات سارة في باله طول الليل .. وطول الليل ما شرب قطرة من السم اللي تعود عليه وصار كل حياته..

نهاية الفصل الخــــــــــامس عشر
اتمنى يكون عيبكم

تحياتي
شمس دبي</font>