<font color='#000000'>الفصل الحادي عشر
------------------
الكل يحسد أم أمل على حياتها المستقرة وزواجها الناجح. بالرغم من انه الله ما رزقها الا بأمل، بس محد يروم ينكر انه أمل تموت في أمها وانها عمرها ما حسستها بالوحدة أو قصرت معاها في شي.. حتى عقب زواجها.. ومن ناحية ثانية، أبو أمل (محمد الكعبي) قاضي والكل يحترمه ويحترم عايلته. واللي يخلي الكل يحب أم أمل اكثر ، طيبتها وابتسامتها اللي ما تفارق ويهها.
محد يعرف معاناتها، ومحد قدر يفهم سر هدوءها وغموضها طول هالسنوات. والحقيقة هي انها تعودت اتم ساكتة عشان بنتها أمل، وخبت كل مشاعرها وكل اللي سمعته من إشاعات عن ريلها والمرحومة مريم عشان ما تكون سبب في حزن أمل.. شيخة (أم أمل) بتسوي المستحيل عشان بنتها ما تعرف عن هالإشاعات... أو يمكن تكون أكثر من مجرد إشاعات؟
ردت شيخة بأفكارها 30 سنة ورا لليوم اللي اكتشفت فيه خيانة ريلها.. كان ريلها راد من الدوام الظهر وراح يرقد لأنه تعبان، ويوم شلت شيخة ثيابه عشان توديهم للبشكارة تغسلهم، انتبهت انه في شي في مخبى الكندورة. مدت ويوم طلعته لقت صندوق صغير داخله خاتم ذهب.. كان الخاتم روووووعة وفي نفس الوقت بسيط، بس اللي عطاه شكله المميز كان الحجر الكريم الأحمر اللي في النص..
على طول استنتجت شيخة انه محمد اشترى لها الخاتم هدية وانه ما خبرها لأنه يبا يفاجئها.. فردته في مخبى الكندورة وردت الثياب مكانها .. وقررت ما تعطيهم للبشكارة الا يوم بيظهر محمد من البيت عشان ما يكتشف انه شيخة شافت الخاتم.. حرام تخرب عليه مفاجئته..
بس شيخة تريت وايد.. وكل مرة تقول في لعمرها اليوم بيعطيني الخاتم، وكل مرة يخيب ظنها.. حتى يوم كان اييب لها هدايا ومجوهرات احلى وارقى من الخاتم، كانت افكارها ترد للخاتم اللي استغربت وين اختفى ولمنو راح؟
بس اللي شاغل بال شيخة مب الإشاعات ولا بنتها أمل.. اللي شاغل بالها ومسيطر على تفكيرها من الصبح هي حصة ربيعة أمل اللي تعتبرها شيخة بنتها الثانية ومعزتها عندها نفس معزة أمل.
اليوم العصر سمعت شيخة الحريم يرمسون في بيت أم محمد ويقولون انه حصة وسالم ردوا لبعض ، طبعا شيخة حرجت عليهم وقالت لهم يلمون السنتهم عن حصة. وروحت عنهم. بس يوم ردت البيت لقت بنتها أمل في الصالة وخبرتها برمسة الحريم وتظايجت وايد يوم أكدت لها أمل الرمسة اللي سمعتها.. وعلى طول يا خالد على بالها ودمعت عينها.. الظاهر انه حصة تخبلت ومحتاية حد يرد لها عقلها..
"من اليوم اللي ياب فيه بوسعيد سالم وياه من البحرين وانا حاسة انه بيخرب حياتهم." قالت شيخة لبنتها.. "الحمدلله انه بوسعيد مات قبل لا يشوف عياله بهالحالة."
حست أمل بحزن امها وقالت: "بس أي شي تسويه حصة هي المسئولة عنه.. حصة مب ياهل.."
"لا .. حصة مهما كبرت اتم ياهل.. هاذي طول عمرها خبلة وما تعرف تفكر.." قالت شيخة بإصرار.. "طول عمرها ومشاعرها هي اللي تتحكم فيها وسالم استغل هالشي.. هي تتحرى انه سالم يحبها.."
"أمايه كل حد يعرف انه سالم يحبها." قالت أمل وحست انها هي بنفسها مب مقتنعة بهالشي.
بس شيخة ردت عليها وقالت: "سالم لا يحبها ولا شي.. هذا كل اللي يهمه انه يكمل شغله ويخرب العايلة كلها.. دمر حياة سعيد والحين يبا حصة تلحقه.."
وقطع عليهم رمستهم صوت جرس الباب.. راحت البشكارة تبطل الباب وكانت حصة هاللي يايتنهم.. سلمت حصة عليهم وحضنت أم أمل بقوة..
حصة:"تولهت عليج خالوه.."
شيخة: "تولهت عليج العافية يالغالية.. "
ويلست حصة تسولف وياهم ولاحظت أمل انها وايد احلوت هاليومين.. وصارت وايد تهتم بعمرها.. والشي الثاني اللي لاحظته أمل إن أمها كانت تطالع إيد حصة بشكل غريب.. ضحكت أمل وقالت: "أمايه وايد عايبتنج إيد حصوه؟؟ أشوفج سرحانة فيها.."
ابتسمت حصة وقالت: "أمل يالغبية أمج تطالع الخاتم مب إيدي.. " والتفتت على أم أمل وقالت.. "عيبج الخاتم.. هذا خاتم المرحومة عموتي مريم."
"هى عرفته.." قالت شيخة وهي تبتسم ابتسامة صفرة.. وحست فجأة بألم فظيع في قلبها وحاولت قد ما تقدر انها تتجاهله.. الحين عرفت وين راح الخاتم وكان عند منو طول هالسنين.... حاولت تنتبه لسوالف بنتها وحصة بس ما قدرت..
أمل: "حصوه يالله عاد فارجي ، ردي بوظبي بس ملينا منج.."
ضحكت حصة وقالت: "أنا اللي لاعت جبدي منج وودي أفارج ويهج اليوم قبل باجر بس المشكلة اني ما خلصت شغلي في بيتنا الجديم ولازم أتم هني لين ما اخلص."
حاولت حصة تخبي ظيجها بابتسامتها.. وطبعا كانت تعرف انه أمل تنغزها وتباها ترد بوظبي عشان تبتعد عن سالم، وغصب عنها اختفت الابتسامة عن ويهها وهي تفكر باللي يالسة تسويه.. وبمشاعرها اللي خلاص استوت مب رايمة تتحكم فيهن.. لدرجة انها اغلقت موبايلها لأن خالد حرق التيلفون من كثر ما يتصل وهي ما ترد عليه.. تبا ترمسه بس ما تعرف شو تقول له .. وتتصل بمكتبه في الجامعة في أوقات محاظراته يوم تعرف انه ما بيكون موجود وتقول لسكرتيره يخبره انها اتصلت..
أمل: "وسارة؟؟ مب ناوية تردينها المدرسة؟"
حصة: "سارة قالت انها تبا تدرس هني.. ما اعرف شو ياها.. تقول انه البنات اللي في مدرستها بيخربونها وانها تبا تبتعد عنهن.." سكتت حصة وعضت على شفايفها قبل لا تكمل.. " تعرفين؟ يمكن اخليها تدرس هني.. واتم وياها لين تخلص دراسة.. "
تجنبت حصة انها تطالع أمل ويلست تلعب بالخاتم اللي في ايدها وهي حاسة ان أمل ودها تقوم وتصفعها بس ما تروم لأن أمها يالسة وياهم.. بس لو كانوا صج منتبهين بيلاحظون انه شيخة في عالم ثاني تماما ومب حاسة فيهن..
أمل: "طلعتي موترج من الوكالة؟"
حصة: "هى.. أمس يبته.."
أمل: "أها.. يعني الحين ما عندج أي شي يمنعج من انج تردين بيتج.."
سكتت حصة وصار ويهها احمر من الغيظ.. وفي هاللحظة وقفت أم أمل وقالت: "يالله حبايبي انا بودركن .. احس عمري وايد تعبانة وبسير ارتاح شوي في غرفتي."
وقفت حصة وباستها وحضنتها أمل.. وراحت غرفتها ترقد..
أول ما ركبت أم أمل فوق واتأكدت أمل انها ما بتسمعهم قالت: "إنتي أكيد تخبلتي... شو اتمين هني لين ما تخلص سارة دراستها؟؟؟ وريلج وشغلج وبيتج؟؟ شو بتسوين فيهم؟"
حصة: "بس سارة مستانسة هني وانتي أول وحدة لاحظتي انها تغيرت وايد واستوت احسن عن قبل.."
أمل: "تعرفين يا حصة انه بنتج تعرفت على واحد والظاهر انها تحبه بعد..؟؟"
حصة: "أنا ابا اعرف انتي من وين تيبين هالعلوم؟؟"
أمل: "أنا اعرف كل شي يستوي هني.. بس أبا اعرف وصلج هالخبر ولا لأ؟"
حصة: "هى وصلني .. ويكون في علمج انه هالواحد اللي ترمسين عنه يستوي ولد خالها سعيد."
أمل: "منو؟؟ سعيد الخبلة؟؟ سعيد اللي تكرهينه موت؟؟ حصة انتي ما تعرفين حمد هذا ولا تعرفين على شو هو متربي.. ولا كيف ممكن يعامل بنتج.. ما تخافين يقص عليها؟؟ أو يحاول يستغلها.؟"
حصة: "مستحيل.. هذا تربية سالم.."
ضحكت أمل من القهر وقالت: "هذا اللي انا خايفة منه.."
تظايجت حصة بس هالمرة من عمرها.. شو ياها؟؟ بنتها تطلع على كيفها وتتعرف على واحد وهي عادي عندها ولا مهتمة.. كل هذا علشان سالم؟؟ وما حست بعمرها الا وهي تقول: "أمل انا ابا اتطلق.. أبا اتم هني انا وبنتي.."
بطلت أمل حلجها من الصدمة وما عرفت شو تقول .. وخلتها حصة على حالتها هاذي وطلعت عنها..
أمل مب راضية تفهم هوس حصة بسالم، حصة تحولت لمراهقة مشاعرها تتحكم فيها من أول ما سمعت صوت سالم في التيلفون.. وصارت تفكر فيه اربعة وعشرين ساعة.. وساعات يتصل فيها في نفس اللحظة اللي تفكر هي انها تتصل فيه وتسولف وياه اكثر من اربع ساعات.. ويوم سارة تسألها منو كان ع التيلفون تقص عليها وتخبرها انها كانت ترمس ابوها..
يتبع
شمس دبي</font>
مواقع النشر (المفضلة)