<font color='#000000'>الفصل الخامس:

عقب ما خلص العزا، راحت حصة وسارة يتعشون بيت ابتسام صديقة حصة ، وطول الوقت كانت ابتسام مأذية سارة وتسألها :" شوبلاها عيونج ؟"لين ما راحت سارة الحمام وغسلت الكحل والماسكارا من عيونها وبعدين اتصلت حصة حق كريم الهندي وطلبت منه يوصلهم بيتهم.
"كريم لف يمين مب يسار &#33;&#33;" صرخت حصة لما لف عكس اتجاه بيتهم .." شو بلاك ؟ في شو سرحان ؟"
"ماما إنتي شو بلاج ؟" سألتها سارة." كلتي الريال،شو الفرق يعني جذي ولا جذي بنوصل البيت ."
" لا بس إذا أنا يضيع بعدين أنت يدفع فلوس أكثر ." رد عليها كريم .
وتم كريم يسولف ويتفلسف طول الدرب لين وصلو البيت الساعة 9 في الليل. وفكرت حصة إنه خالد الحين بيكون في البيت وعلى طول دشت البيت وشالت التلفون عشان تتصل فيه، واستغربت سارة لأن أمها بعدها حتى ما فصخت عباتها وشيلتها ولا نزلت شنطتها قبل لا تتصل، بس اللي ما تعرفه سارة إن حصة وايد متظايجة ولازم تحس إن ريلها بعده موجود في حياتها.
"سارة حبيبتي، شو رايج نشرب شاي؟" قالت حصة.
"وايد زين" قالت سارة وانسدحت على القنفة.
"لا.. أنا قصدي إنت تسوينه.. لو سمحتيٍ."
بكل بساطة، كانت حصة تبا بنتها تطلع من الصالة لأنها تبا تكون بروحها وهي ترمس ريلها.. تبا تحس إنها نفس الانسانة اللي طلعت ويا بنتها من بيتهم في بو ظبي وانه ولا شي تغير لين الحين. تبا تسمعه يقول بصوت عالي انه يحبها لأنها في هاللحظة محتاجة تسمع هالكلمة ومحتاجة تخفف من سرعة قلبها قبل لا تختنق.


لما ودرها سالم وراح قبل 20 سنة، كان خالد يتصل فيها كل يوم، بس حصة عمرها ما فكرت تستغل هالشي وتخليه يحبها، كانت علاقتها معاه سطحية لأن أصيلة اخته كانت أعز صديقاتها، وخالد كان طيوب ومستحيل حد يشوفه وما يدش قلبه على طول.. ويوم كان يتصل في حصة، كانت تفكر انه يشفق عليها لأن سالم ودرها.. وكانت تتظايج من هالشي وايد.
وما فهمت حصة إن خالد يحبها إلا يوم عرس أخوها سعيد. كان ليلة عرس سعيد ونعيمة يوم راس السنة، ومع إن حصة كان عمرها 19 سنة، ما كانت حاسة باللي حواليها أبداً.. لدرجة إن سعيد كان أحيانا يدش حجرتها ويقعد يطالعها أكثر من نص ساعة وهي مب حاسة فيه.. وكانت أحياناً اتم يومين أو أكثر ما تاكل ولا تحس باليوع.. أو تسهر طول الليل والنهار من دون ما ترقد دقيقة وحدة. الدليل الوحيد على إنها كانت حية هو إن الجوتي اليديد اللي اشترته له عمتها مريم كان يعورها وايد.

وليلة العرس، ولأول مرة، سمعت حصة شو اللي كانو الحريم يقولونه عنها.. "شوفو شو صار فيها.. عيّزت وهي بعدها ما كملت عشرين سنة، منو يباها ألحين؟ صفرة وشعرها نصه أبيض، طالعو كيف يدها ترتجف."
وعشان تفتك منهم طلعت من البيت وراحت بيت قوم الكندي، وهناك شافت خالد وقعدت تسولف وياه وهي منزلة راسها.. لأنها أول ما دشت وشافته، شافت في عيونه مشاعر خلتها تخاف .. وخلته هو يتشجع ويخبرها اش كثر يحبها..

قبل هالليلة، كان خالد مشغول في الجامعة – الصبح محاضرات والعصر يداوم في اتصالات- وما كان يرد الفجيرة إلا عشان خاطر حصة، لأنه ما كان يرمس لا أبوه ولا أمه.. بس اللي كانت حصة مقتنعة فيه قبل هالليلة هو إن خالد يشفق عليها- لا أكثر ولا أقل- وعقب ليلة عرس سعيد تأكدت انه يحبها وناوي يخطبها لأنه قام يتصل فيها من العين كل يوم وكل خميس كانت حصة تزور أصيلة وتشوفه ويعطيها هدايا وشرايط وورد. وكانت نعيمة زوجة سعيد دايماً تقول لها: "خالد كنز.. لا تضيعينه من إيدج."

وابتدت حصة تفكر بخالد أكثر وأكثر، كانت تراقبه وهو يذاكر في صالة بيتهم وحست وهي تطالعه براحة فظيعة، وصاحت من الخاطر هاذيج الليلة وهي تفكر تتخلى عن سالم للأبد وتوافق على خالد.. بس لما قامت الصبح، كانت متأكدة إنها مستحيل تنسى سالم وراحت بيت خالد وقالت له: "لا تتصل فيني مرة ثانية.. أنا مستحيل أحبك."

كانت حصة تفكر إن خالد بينجرح من كلامها، لكنها انصدمت لما خذ إيدها في إيده وباسها. خبرها انه اليوم بيروح العين وما بيرد الفجيرة أبداً، كان يباها توافق عليه.. يتزوجون بسرعة وتعيش معاه في العين، خبرها انه تظارب ويا أبوه عشانها.. أبوه كان مقرر يزوج خالد لبنت خالوته بس خالد رفض وخبره انه يحب حصة وهالشي خلا أبوه يطرده من البيت ومن حياته للأبد.. ولما رفضت حصة تتزوجه، رجع الجامعة بس استمر يتصل فيها كل يوم من العين.. كان يخبرها عن تخصصه "الأحياء" وعن خططه انه يدرس الدكتوراه ويشتغل في الجامعة وهي كانت تخبره عن الورد اللي تزرعه في حديقتها وعن اخته أصيلة اللي انهارت عقب ما ودر البيت وصارت ما ترمس حد إلا حصانها شاهين .. وخبرته عن الثعلب اللي شافته في حوش بيتهم أمس.. كانت تخبره عن كل شي.. عن كل صغيرة وكبيرة في حياتها.. كانت تفضفض له وتخبره بكل مشاكلها.. الشي الوحيد اللي ما خبرته عنه هو إنها لما كانت تقعد من الرقاد في الليل ، كانت تسمع صوت سالم في الحجرة .. وتصيح لين ما ترد ترقد مرة ثانية.

ولما قررت حصة في النهاية إن سالم ما بيرجع وراحت تدرس في بو ظبي.. التقت بخالد هناك، وهالمرة لما خطبها، وافقت.. وفي ليلة الدخلة، وقف خالد يطالعها وهي راقدة على فراشه، مب مصدق إنها أخيراً صارت حقه.. حقه هو بروحه..

كان خالد منسدح على نفس الشبريه اليوم لما اتصلت فيه حصة، يقرا الجريدة..
"الحمد لله انك رديت على التيلفون.. اشتقت لك." قالت حصة أول ما سمعت صوته.
ضحك خالد وقال: "أنا اشتقت لج أكثر حبيبتي."
"أنا وايد متظايجة هني." قالت حصة.
"عشان جذي ما طعت ارد وياج." قال خالد. "ما كنت أبا أتظايج، شفتي سعيد؟"
"ما شفته في العزا، وانا ما فيّه أسير أدوره.. بس لازم أشوفه." وترددت حصة قبل لا تقول: "سالم بعد ما كان موجود."
سمعت حصة صوت خالد وهو يتنهد، وعلى طول ندمت على اللي قالته.
"أنا ما سألتج عنه." قال خالد. "صح؟"

عقب ما تزوجت حصة خالد وعقب حملها بشهرين، خبرتها عمتها مريم أخيراً إن سالم رجع وسكن في الهيلتون شهر كامل وقام يبعثر بيزاته في كل صوب والكل مستغرب من وين حصل كل هالثروة الفظيعة.
تتذكر حصة إنها عقب ما سكرت التيلفون عن مريم هذاك اليوم، راحت وقعدت في الحوش على الكرسي الهزاز وعلى طول اتصلت في الهيلتون وطلبت سالم من دون ما تفكر أو تقرر.. ولما رن التيلفون ورد عليها، وسمعت صوته.. خافت ..
سمعته يقول"ألو" مرتين وسكرت التيلفون. وصارت كل ما رن التيلفون تموت من الخوف وهي تتوقع يكون سالم هو المتصل. معقولة يكون عرف إنها هي اللي اتصلت؟ وهل هالشي يهمه؟
طول فترة حملها، كانت حصة تحس بلوعة جنها متورطة في شي فظيع. ولما خبرها الدكتور إن ضغطها وايد مرتفع وإنها لازم اتم منسدحة في فراشها 6 ساعات كل يوم على جنبها اليسار، ما تفاجئت. وعشان جذي تعودت حصة ترقد طول فترة الصبح والعصر ولا كانت تحس بالدنيا من حواليها. كانت تبا اتم راقدة على طول وحتى خالد ما كان يقدر يقعدها من الرقاد.

في اليوم اللي اتصل فيه سالم، كانت حصة توها قاعدة من الرقاد وفي البداية كانت تتحرى إنها بعدها تحلم.
"حصة" كانت أول كلمة قالها في البداية.. وهالكلمة بس خلتها تقعد من الخوف.. "ليش رحتي عني؟ ليش حطمتي كل اللي بنيناه؟"
"عن السخافة" ردت عليه، وفي هاللحظة.. نست المكان اللي هي فيه ونست خالد واللي في بطنها.. في هاللحظة كانت هي وسالم وبس اللي عايشين في هالدنيا.
"إنتي السخيفة" قال لها. "إنتيٍ"
عقب هالاتصال، صارو يرمسون بعض كل ليلة.... حصة كانت حامل في شهرها السابع وهالشي ما منعها تتصل فيه وتجدد حبها له وشي في داخلها كان مطمئن إن هالشي بيتم على طول وان هالمكالمات بتستمر للأبد.. بس بعد فترة، طلب سالم منها إنها تتطلق وترجع له. ووعدها يعيشها أحسن عيشة .

سكتت حصة وتأملت شجرة الليمون في الحوش وهي تفكر في كلامه وفجأة حست بالياهل في بطنها يتحرك وتأكدت إنها ما تقدر تجاريه. بس سالم ما اقتنع إن الحمل هو السبب الرئيسي اللي يمنعها من إنها ترجع له وقال لها أكثر من مرة: "لو كنتي صج تبين ترجعين لي بتسوين أي شي عشان ترجعين، لو كنتي صج تحبيني كنتي بتسوين هالشي."
كل ليلة كان أسلوبه أقسى وأغلظ وكل ليلة كان يحس بجرح أكبر.
وفي النهاية، اتصلت حصة بالهيلتون وخبروها إن سالم انتقل لبيته اليديد وعقب ما انولدت سارة، انشغلت حصة وايد وما عادت تفكر فيه. ولما اعترفت لنفسها أخيراً إنها ما تقدر تعيش من دونه، كان سالم متزوج أصيلة وفات الأوان على إنها تسوي أي شي غير إنها تيلس تحت شجرة الليمون وتصيح .. بس في داخلها.. كانت مقتنعه انه اللي سوته هو الصح.. وانه ريلها وبنتها اهم من أي مشاعر تكنها لسالم..

"برجع البيت حتى قبل ما تحس بغيابي." قالت حصة لخالد في التيلفون وحست بإحساس غريب وهي تقول هالشي.. كأنها تكذب عليه، المشكلة انه وايد بعيد عنها .. وحصة ترتبط أكثر بالناس القريبين منها.
"مستحيل أطوّل أكثر عن خمسة أيام." قالت حصة. "ببيع البيت أو أءجره وأرتب الأغراض وأروّح."
مرت فترة طويلة قبل لا يرد خالد عليها، وكأن المسافة اللي بينهم كبرت فجأة وصارت أكبر من البحر.
"ما أعرف" قال خالد وهو بعده منسدح على فراشه.. دايخ من كثر التعب. "وايد أحاتيج وانتٍ هناك."
"لا تحاتي." قالت حصة اللي كانت تسمعه بصعوبة لأن الخطوط تعبانة من المطر "أحبك" قالت لزوجها.. وحست بصوتها غريب وهي تقولها وكأنها تحاول تقنع نفسها بهالشي أو تقنعه هو.
عقب ما سكرت حصة التيلفون، سمعت صوت كلب ينبح برا البيت وراحت توقف عند الدريشة تطالع الحوش.
"أحط لج حليب وسكر في الشاي؟" قالت سارة من المطبخ ولما ما ردت عليها أمها دشت الصالة وشافت أمها واقفة عند الدريشة بعدها لابسة عباتها وشيلتها. "ماما؟"
"تعرفين؟" قالت حصة. "أنا تعبانة وايد وما أبا شاي. إنتٍي اشربيه. أنا بسير أرقد."

طبعاً كانت حصة تكذب لأنها مهما حاولت ما بتروم ترقد، على الأقل مب في هالبيت . لأن حصة لما تروح حجرتها تشوف نفس اللحاف الكاروهات الأحمر والأبيض اللي كان على شبريتها لما كانت مراهقة تفكر في سالم. كان ويهه محفور في جفونها وكل ما تغمض عينها.. ليل أو نهار.. كانت تشوفه. كانت تفكر بسالم طول الوقت لدرجة إن ما تم في عقلها مكان تفكر فيه بشي ثاني. وعقب ما تأكدت انه طلع من قلبها خلاص، اكتشفت إنها تحبه أكثر من قبل..

تحبه من أيام سهرهم في بلكونة حجرتها للفجر في الإجازة الصيفية.. من أيام ما كان يهمس لها بكلام عمرها ما سمعته من حد ثاني.. والصبح.. كانوا ينسون كل شي صار في الليلة اللي طافت وأحياناً كانوا يطنشون بعض أو يلعبون كرة الطايرة وكأنهم مجرد أصدقاء.

ولما توفى أبو حصة فجأة في مكتبه، انهارت حياة حصة لمدة أسبوعين وغطت بنفسها كل المرايا في البيت بشراشف جديمة واستمر العزا 3 أسابيع..وكل اللي تتذكره حصة من هالفترة إنها كانت تقعد في بلكونة حجرتها تراقب الناس وهم داشين وطالعين من بيتهم.. ومرة يا سالم وقعد وياها وكان لابس بيجاما بنية، ولما حط يد حصة في يده سحبتها بسرعة.. كانت حاسة بالذنب عشان حبها لسالم وكأنها خانت أبوها والله عاقبها بوفاته. وعشان جذي ما كانت تبا تقترب منه.. لكن سالم –وبكل قسوة- طنشها وعاملها بنذالة لمدة أسبوع وخلا حصة تحس بالذنب عشان شي هي ما سوته..

كان المفروض تتعلم من هالتجربة إن سالم ينجرح بسرعة وصعب جداً إنها تراضيه.. وعقب اللي صار.. طنشته حصة يومين وبعدين راحت تدوّر عليه عشان تعتذر، بس لما دقت باب حجرته ما رد عليها وثيابه وأغراضه كلها ما كانت موجودة في الحجرة والسبب هو إن سعيد طرد سالم من البيت وأجّر له الملحق لأنه مب من العايلة .. لأنه مجرد حشرة في راي سعيد.. وراحت له حصة الملحق وهناك شافته قاعد على فراشه..

"شو تبين؟" قال سالم.. نبرته كانت معصبه وقاسية وعطاها نظرة خلتها تحس إنها ولا شي.. في هالمزاج، أحسن شي تسويه حصة هو إنها تطلع من الحجرة وتودره بروحه.. لكنها قعدت على الكرسي وشلت دليل التيلفون وقعدت تقلب فيه.. طالعها سالم دقيقة وبعدين عطاها ظهره وكأنها مب موجودة..
"اطلعي برى" قال سالم. "خليني بروحي."
"ان شا الله." قالت حصة بصوت بارد. "بس انت الخسران."
حطت حصة دليل التيلفون على الأرض وقامت وهي تطالع سالم.. في هاللحظة، كانت مستعدة تسوي أي شي عشانه.. مستعدة تفر عمرها من الدريشة حتى..بس مستحيل تخبره بهالشي..
تنهدت حصة وفتحت الباب ولما حس سالم إنها صج ناوية تطلع وتروح، ارتبك وقال: "لحظة"
اقترب منها وقال: "عن السخافة"
ابتسمت حصة وقالت: "انت السخيف"
"لا" قال سالم "إنتيٍ"

استمرت علاقة حصة وسالم سرية محد عرف عنها أبداً غير "أمل" اللي ورثت عن أبوها ذكاءه.
"تحبينه.. صح؟؟" قالت لها أمل في المدرسة. "أنا مب مصدقة انج تحبين هالنذل&#33;&#33;&#33;"
تنهدت حصة وسكتت وردت أمل تزعجها.. "والله أي واحد ثاني بيكون أحسن من سالم.. حصة انت وايد غبية."
أمل وحصة كانو متصالحين من يومين بس عقب ظرابة استمرت سنة ، بس الظاهر انهم بيردون يتظاربون اليوم بسبب هالسالفة.
"الحب أعمى." قالت حصة بتحدي.
"الحب مب أعمى.. إنت اللي عمية." ردت عليها أمل.

لين الحين أمل مستغربه ليش حصة حبت سالم. لأن هالحب ما ياب لها إلا الهم والتعب. والدليل هو: شو اللي يخلي حصة تروح الملحق في هالساعة وما شي هناك غير الرماد والغبار؟؟ بس من دون ما تحس.. راحت.. لأنها متأكدة إنها بعدها تحبه .. وبتم تحبه.. على طول..

نهاية الفصل الخامس


شمس دبي</font>