<font color='#000000'>الفصل الثاني:

كان اليوم اللي وصل فيه سالم يوم حصة عمرها ما راح تنساه. كان يوم الأحد وأبوها مسافر من اسبوع، عنده مؤتمر في البحرين. وطول هالوقت كانت حصة مريضة بالأنفلونزا. وكانت عمتها مريم كل يوم اتسوي لها كيك وشاي زنجبيل وشوربة وعصير برتقال وتغصبها تاكلهم كلهم. هاذاك اليوم، قامت حصة من الرقاد متأخر، على غير عادتها. كان عمرها 11 سنة ..

في يوم الأحد هاذاك، سعيد، أخو حصة العود، اللي كان متعود يرقد للظهر، كان قاعد في المطبخ يشرب قهوة لما دشت حصة. كانت حصة تدور شي تاكله على الريوق وانصدمت لما شافت سعيد قاعد. سعيد كان أكبر عن حصة بعشر سنين. وتوه متخرج من الجامعة بتقدير مقبول. كان يدرس شريعة وقانون في الجامعة عشان يصير محامي مثل أبوه، بس للأسف هالشي ما راح يصير أبداً.

"عندنابشكار يديد." قال لها سعيد.
"كذاب" حتى وهي صغيرة، كانت حصة تعرف إن أخوها أكبر زطي وكذاب في الدنيا، وكانت متعودة انها ما تصدق أي شي يقوله.
"والله." قال سعيد، كانت حصة تعرف إنه متعرّف على وحدة اسمها نعيمة ، البنية اللي راح يتزوجها عقب كم سنة. وعشان جذي كان مزاجه أحسن عن كل يوم. على الأقل اليوم ما سب حصة ولا مط شعرها ولا قال لها اللي متعود يقوله كل يوم.
"أبوي يابه وياه من البحرين. يقول إنه ما عنده أهل."
"لا والله&#33;&#33;" ردّت عليه حصة. "كذاب&#33;&#33;"
"تراهنين؟" قال سعيد. "مية درهم، ok ؟"
في هاللحظة دشت عمتها مريم المطبخ وفي إيدها سلة الثياب بكل هدوء مثل ما كانت دايماً متعودة.

"يالله عاد&#33;" قالت حصة. "أصلاً بابا ما يقدر ياخذه جذي من دون ما يكون ولده، صح؟" سألت عمتها مريم.
هزن مريم كتفها وطنشت حصة. مريم ما تحب الرمسة الزايدة لكنها اعترفت انها نظفت وحدة من غرف النوم الفاظية في البيت وحطت فيها الثياب اليديدة اللي أبوها اشتراها للولد اللي واقف في الحوي.
وقفت حصة عند الدريشة بس ما شافت شي. وقف سعيد وراها وهو ياكل سندويتش جبن وأشّر على شجرة الهمبا عند الملحق وقال: "ها؟؟ تشوفينه؟ هذا هو هناك&#33;"
وأخيراً شافته حصة، واقف عند باب الملحق. كان عمره 13 سنة ووايد ضعيف، شعره طويل وأسود وشكله انه مب متسبح من سنة&#33;&#33;
"حصلتي لج شي تلعبين فيه." قال سعيد بكل وقاحة.
حس الولد إن في احد قاعد يطالعه لأنه فجأة التفت وطالع الدريشة. ولما ابتسمت له حصة، كان الولد مصدوم لدرجة انه وقف مكانه.. بس يطالعها. كانت حصة راح تظحك على غباء الولد في وقت ثاني، لكنها اكتشفت فجأة انها بس تبا تطالعه.. على طول.
"عادي لو خليناه عندنا على طول؟" قالت حصة بصوت واطي.
"وع&#33;&#33; .. انشالله يروح اليوم قبل باكر." قال سعيد.

برّى في الحوي، كان الولد بعده يطالعها.. "أنا باخذه." قالت حصة.
"عن الاستهبال&#33;&#33;" قال سعيد، ولما طلع من المطبخ .. تمت حصة واقفة مكانها.
"أنا مب قاعدة استهبل." قالت بصوت عالي، بس محد سمعها لأن الكل طلع من المطبخ،

حتى عقب 30 سنة، حصة بعدها تتذكر راحتها عقب ما قالت هالجملة. كانت تقصد كل كلمة تقولها وكانت تحس بمعناها.. وكأنها في عالم ثاني.. "من اليوم ورايح. هالصبي حقي أنا&#33;"
كل اللي عرفته عنه، عرفته من عمتها مريم. إنه ما عنده أهل .. من البحرين. فقير لدرجة إنه سكن عند الشيوخ لين ما شرد من عندهم يوم شافه راشد الشامسي ويابه وياه البيت.

"وهذا كل اللي تعرفونه عنه؟" كانت حصة ومريم في الحوي يحطّون أكل للدياي " وين أمه وأبوه؟ وهو مسلم، صح؟ عنده خوات؟ إنت متأكدة إن عمره 13 سنة؟"
"حصوه إنتٍ وايد حشْرة&#33;&#33;" قالت مريم. " اسمه سالم وراح يتم هني على طول. هذا كل اللي أعرفه."

في البداية، ما رضا سالم يمس أكلهم. ولا حتى الفراولة اللي حطوها حقه في حجرته ولا رضى يطالع أي واحد فيهم. ولا حتى راشد أبوحصة. بس حصة تعرف إن سالم يحترم أبوها، لأنه الوحيد اللي ما شتمه وكان واضح جداً إن سالم ما يعرف شو يعني أدب واحترام. ونظراته – مب كلامه- هي اللي كانت تقهر.

عقب 3 شهور كان سالم بعده يتجاهلهم كلهم. وكل ما طنشهم أكثر، كانت حصة تنعجب فيه أكثر. وكانت دايماً تتمنى تشوفه، بس لما كانت تشوفه- مرة لما كان واقف في الحوي يفرّ الحصى على الجدار ومرة لما دعمت فيه وهي رايحة الحمام- ما تقدر تقول ولا كلمة ، ولأن حصة كانت أكبر ثرثارة في البيت، كان الكل يستغرب منها لأنها تصخ تماماً وسالم موجود.

"تكلمي." كانت مريم تقول لحصة لما يكونون قاعدين ويا سالم. بس حصة كانت اتم ساكتة. .. مب بإيدها .. كانت لما تشوفه تنسى كل شي تبا تقوله...

ومرت الأيام وحصة ما قالت ولا كلمة لسالم ولا حتى عشان تطلب منه اييب لها الخبز على العشا. لكن امنيتها تحققت مرة في الصيف.
كان شهر يونيو والجو أحر من جهنم. وكانت حصة متعودة تمشي حافية لين ما صارت ريولها سودة. وكانت في المطبخ تصب لها عصير فيمتو لما شافت فراشة تطير فوق راسها. كانت هالفراشة أكبر وأحلى فراشة شافتها في حياتها. ولونها أزرق مثل البحر. طارت الفراشة في الصالة وتبعتها حصة، وهناك شافت سالم قاعد على كرسي يقرا كتاب من كتب أبوها عن جرائم القتل.

" أبا أزخ هالفراشة." قالت حصة.
طالعها سالم بعيونه السود .. وأخيراً قال: "مبروك.. أصفّق لج؟"
كانت الفراشة ألحين واقفة على الستارة.
"أباك تساعدني." انصدمت حصة من نفسها لما تكلمت أخيراً وبكل ثقة. حتى سالم كان واثق من عمره لأنه نزّل كتابه وقام يساعدها. خافت الفراشة وحاولت تشرد، وكانت تصطدم بالزجاج أكثر من مرة، وبعدين من كثر ما كانت خايفة، انخشّت في شعر حصة. استانست حصة على الفراشة في شعرها لكن سالم طلّعها وفتح الدريشة عشان تطير برّى. وفوراً اختفت الفراشة، كأن السما بلعتها.
"استانستي ألحين؟" سألها سالم.
كانت ريحة سالم صابون، لأن عمتها مريم غصبته يتسبح كل يوم، بس كان فيه ريحة ثانية بعد ، اكتشفت حصة بعدين انها ريحة الحقد.

"لا.. بس عقب شوي بستانس." قالت حصة. وخذت سالم للمطبخ وطلّعت قوطيين أيس كريم كبار وقعدوا اثنيناتهم ياكلون على راحتهم لين خلصوا الأيسكريم كله. ولما خلصوا كانوا يرتجفون رغم إن الحرارة برّا جهنم. لين ألحين حصة تذكر اش كثر كان لسانها بارد من كل الآيس كريم اللي كلته.

--------------------------------

"أحسن لج تبتعدين عنه." حذّر سعيد حصة. وقال لها إشاعات فظيعة عن سالم: إن سالم قتل واحد في البحرين وإن أبوهم هرّبه للإمارات. وإن أمه وصخة وسالم ولد حرام. وإن حصة أحسن لها تخبّي كل بيزاتها ومجوهراتها لأن سالم أكبر حرامي في الدنيا.
كانت حصة متأكدة إن أخوها سعيد يغار من سالم. لما كان أبوها-راشد- يقول للناس إن سالم ولده، كان سعيد دايماً يموت من القهر وويهه يحمرّ. والسبب إن سعيد وأبوه دوم يتظاربون لأن سعيد كان فاشل في كل شي. وألحين أبوه يروح واييب له واحد زبالة ما يعرف شو يعني شامبو ويقول عنه إنه ولده؟
واللي كان يقهر سعيد أكثر، إن سالم كان وايد وغد. في أيام العيد ولما كانوا يعزمون ناس بيتهم، كان سالم بس يقعد بروحه يطالع الناس ولما احد يرمسه، ما يرد عليه. الناس الوحيدين اللي كان يكلمهم هم راشد الشامسي وبنته حصة.

"ليش ما ترد بلادك أحسن لك؟ نحن ما نباك هني&#33;&#33;" صرخ سعيد مرة في ويه سالم.
"ليش ما تصك حلجك وتسكت؟" رد عليه سالم، من دون حتى ما يطالع سعيد اللي كان أكبر عنه بثمان سنين وأضخم منه بوايد.
هالشي صار عقب ما طلّع أبوحصة الجواز حق سالم بحجة إنه ولد أخوه المرحوم. وعقب هاليوم، كان سعيد يستغل أي فرصة عشان يجرح مشاعر سالم. قدّام الناس، كان يعامله على إنه عبد. وفي البيت، كان يحتقره ويسبّه. ولما يطلع سالم ، كان سعيد يدش حجرته ويكسّر كل اللي يقدر عليه. ومرة صب دم كلب في كبت سالم وخرّب كل ثيابه، لكن سالم كان مستحيل يعترف بهزيمته وكان يلبس هالثياب كل يوم بوصاختها، لين ما فرّتهم مريم في الزبالة ويابت له ثياب غيرهم. ومرة حط له فار ميت في واحد من الأدراج، ولين ما اكتشف سالم المكان اللي تطلع منه هالريحة الوصخة، كان كل شي في حجرته ريحته تلوع الجبد.
وكل ما كان راشد الشامسي طيب أكثر ويا سالم، كل ما زاد حقد ولده سعيد. مرة كان راشد مسافر مصر، ولما رد ياب لهم وياه هدايا. كانت هدية حصة سلسلة ذهب وسالم وسعيد هداياهم كانت سكين مزخرفة بالفضة واللؤلؤ حق كل واحد فيهم. في هالوقت كان سعيد مب قادر يلاقي شغل. واللي خرب مزاجه أكثر هو ان أبوه ياب له نفس الهدية اللي يابها حق هالمتشرد سالم، كأنه أخوه. ولما قعدوا يتعشون هذاك اليوم، كان سعيد بينفجر من القهر. وقال لأبوه:
"سالم وايد صغير. المفروض ما كنت تييب له سكين. لمّا أنا كنت قدّه ما كنت تخليني أمسك أي سلاح. كيف تقدر توثق فيه؟"

"أنا واثق فيك." قال راشد حق سالم وابتسم له وطنش ولده سعيد تماما&#33;
"يا ربي&#33;&#33;.. ابويه إنت أعمى&#33;&#33;" قال سعيد.
كانت مريم محد هذاك اليوم، راحت دبي تزور صديقتها وراشد ياب لهم عشا من المطعم. وفي هاللحظة، فرّ سعيد صحنه بعيد عنه وانصب كوب الماي على الطاولة. "إنت أكيد مجنون. مستحيل واحد عاقل يعطي هالمجرم سلاح&#33;&#33;"
الشي الوحيد اللي كان راشد الشامسي يكرهه هو قلة الأدب، وولده سعيد وايد قل أدبه عليه وعلى سالم. وسالم ساكت ولا حتى فكّر يدافع عن نفسه وهذا اللي رفع ضغط حصة. كانت تنقهر منه لأنه دوم منزّل راسه ومنعزل عن اللي حواليه، دايماً وحيد. لدرجة إنه شكله كان وايد صغير وكئيب وهو قاعد على كرسيه.

"Shut up&#33;&#33;" قالت حصة. "سعيد.. إنت اللي مينون، مب سالم&#33;&#33;"
كانت حصة قاعدة علي يمين أبوها اللي حط إيده على كتفها في هاللحظة. "حبيبتي لا ترمسين أخوج جذي." قال لها. "خلج دوم عاقلة."

لين ألحين سالم ما مس الأكل اللي قدامه. كانت عيونه في صحنه، بس حصة حست انه شايف كل اللي قاعد يصير. "إنت تغار من سالم." قالت حصة لسعيد.
ضحك سعيد من القهر وطالع سالم باحتقار. "أنا أغار من هذا؟"
نزّل راشد الشوكة والسكين وقال لولده: "إطلع برّى&#33;"
"أنا؟" كان سعيد صدق متفاجئ. "تباني أنا أطلع برّى؟"
"ولا ترجع لين ما تتعلم شو يعني احترام." وكان واضح من ويهه إنه ما يتوقع هالشي يصير. ولده مستحيل يصير ريال.

قام سعيد عن الطاولة بسرعة لدرجة إن كرسيه طاح على الأرض. كانت حصة طول هالوقت تراقب سالم ولاحظت انه ألحين بدا ياكل من صحنه، كان ياكل على راحته، وطالعها فجأة وانصدم لما شافها تطالعه. وفجأة، قررت حصة. لازم تخلّي سالم يضحك. لازم. غمّضت عيونها وطلعت لسانها.
"إنت شو يالسة تسوين؟" قال لها أبوها.
ما تخيّلت حصة إن أبوها ممكن يشوفها. "ولا شي&#33;" قالت له بسرعة.
ولما ردت تطالع سالم، شافته يبتسم لها. "حصة ما سوت شي." قال سالم.
"الحمدلله " قال راشد اللي رد ياكل مرة ثانية. " شخص واحد قليل أدب في البيت يكفي."
المفروض يكون سعيد عاقل وريّال، المفروض بدل لا يفكر انه ينتقم، يفكر يحصّل وظيفة أو يكمل دراسته في جامعة خاصة. لكنّه عقب اللي صار، صار همه الوحيد في الدنيا إنه ينتقم من سالم. كان ينتظر اليوم المناسب عشان ينتقم، وهاليوم يا عقب شهر. كان سالم راجع من المدرسة بروحه. والجو كان وايد بارد. وكان سعيد وربعه الوحوش يراقبونه من بعيد عقب ما انتظروه ساعتين في هالبرد لين ما وصل سالم أخيراً .. وفي هالفترة خلّصوا 6 كراتين بيرة وألحين صاروا مستعدين يضربون أي ريال لين ما يقتلونه. لما وصل سالم، زخوه وتفّل سعيد في ويهه. واحد من ربعه كان ميودنّه والباقين يضربونه بالدور، كل واحد فيهم يظربه ويرفسه في بطنه وصدره.. متعمدين يكسرونه بإيدهم وبجواتيهم.

كانت السما رمادية هذاك اليوم والريح بدت تزيد. سعيد وربعه ظربوا سالم لين ما تفجّر الدم من خشمه وحلجه. كانوا يبونه يصرخ عليهم عشان يوقفون. يبونه يصيح أو يترجاهم يرحمونه. لكنه كان بيموت قبل لا يذل عمره حقهم، كان مغمض عينه عشان ما ينعمي لما يظربونه على ويهه. وكان يدعي عليهم ويلعنهم في قلبه بس ويهه ما كان يبين عليه أي ألم أو أي نوع ثاني من الإحساس، وأخيراً سمعوا صوت سيارة عبيد الكندي اللي مزرعته وراهم بالضبط ياي من بعيد، وهذا اللي خلاهم يوقفون.

السبب الثاني اللي خلاهم يودرونه في حاله هو انهم تعبوا، ولما خلصوا ظرب، ربطوه في نخلة وراحوا عنه وتم سالم هناك اليوم بطوله، ولا حتى فكر انه يصرخ أو ينادي أي أحد. ولما ما رد البيت عالعشا، قعد سعيد يسبه وقال لأبوه: "شفت انه صايع وأناني؟ وين متأخر لين الحين وليش ما فكر يتصل بنا ويطمنا عليه؟"
ولما يت الساعة تسع وبعده ما رد البيت، طلعت حصة وراحت تدوّر عليه من دون ما يعرف ابوها.. ولما لقته، كان سالم بينفجر من القهر والمذلة، طلعت حصة السكين الهدية من جيبه وقصت الحبل عن إيده.


"ماله داعي أكسر خاطرج، اوكى؟" قال لها لما خلصت، كانت إيده كلها دم لأن ربع سعيد شدّوا الحبل بقوة على إيده.
"ومنو قال لك إنك كسرت خاطري؟" ردت عليه حصة. سعيد هو اللي كاسر خاطرها، مب سالم. لأنها تعرف إنه أبوها ما راح يسكت عنه. "أنا عارفة انه سعيد هو اللي ظربك. خبّر عليه وانا بقول اني شفت كل شي."
"بس انتي ما شفتي شي." قال سالم. ومسح الدم اللي على ويهه بإيده. كان جاكيته مقطّع وزاده سالم لما قص كم القميص. "ولا شفتي هذا، مفهوم؟"
خذ عنها السكين بإيده اليسار وبسرعة وقوة قص إيده اليمين وجرح عمره جرح خلّى حصة تصرخ من الخوف.
"بس&#33;&#33;&#33;&#33;" صرخت حصة.
تجاهل سالم الجرح وقال لحصة: "خل نروح أحسن." ولما وصلوا عند باب الحوي، طاح سالم.. وعرفت حصة إنه في غيبوبة وعلى طول ودّاه راشد المستشفى وحصه وياه، واحتاج الجرح 32 غرزة عشان يتسكّر.

"منو اللي ظربك؟" سأله راشد لما قام من الغيبوبة. "سعيد؟"
سكت سالم ونزّلت حصة راسها لما سألها أبوها نفس السؤال. حاولت انها تجاوب بس ما قدرت. وهاذيج الليلة، قال راشد لولده إنه إذا ناوي يقعد وياهم في البيت، لازم يعامل سالم باحترام ويعتذر منه جدّام ربعه ويدفع فاتورة العملية من جيبه ويشتري جاكيت يديد حقه. وفوق كل هذا، خذ راشد السكين عن سعيد وسعيد احتشر وحلف انه ما قص إيد سالم.

"ما له داعي تكذب لأني ما راح أصدقك." قال راشد الشامسي، ومن ساعتها سكت سعيد وما عاد ينكر أنه هو اللي طعن سالم.
في نفس الليلة، ما قدرت حصة ترقد. راحت المطبخ تشرب ماي، ولما راحت حجرتها مرّت على حجرة سالم ووقفت عند الباب وفتحته. كان سالم منسدح على الشبرية بس بعده ما رقد، صكت حصة الباب وراها وعرفت من الدريشة إن المطر زاد برى. كانت إيد سالم ملفوفة بشاش.

"تعرفين ليش قصيت إيدي اليمين؟" قال سالم لحصة. كانت هاذي خطة فكّر فيها وهو مربوط بالنخلة. "عشان مستحيل أي شخص يفكّر إني أنا اللي جرحت عمري. عشان التهمة تروح له على طول."
"كيف قدرت تسوي هالشي؟ كيف يتك الجرأة؟" سألته حصة وقعدت على الشبرية عشان تشوف إيده عدل. "ما عوّرك؟"

"شو هالسؤال السخيف؟" كان صوت سالم يرتجف، وكانت حصة تقدر تروح عنه في هاللحظة. لكنها عرفت إنه يالس يصيح. انسدحت حصة حذاله وراسها على المخدة وهو يصيح وتمت وياه الليل بطوله.. بس تطالعه. وجذي عرفت اش كثر كان الجرح يعوره. ولما رقد أخيراً، راحت حجرتها.
ولا واحد فيهم رمس عن اللي صار في هالليلة، ولا ياب طاري إنها كانت راقدة حذاله. لكنهم صاروا أصدقاء من هاللحظة ودايماُ ويا بعض. لما كانت حصة تطلع من البيت عشان تروح عند أمل، اللي أبوها- محمد الكعبي- يشتغل ويا أبوحصة، كانت حصة تموت لين ما ترد حق سالم وتعد اللحظات لين ترد البيت وأحياناً كانت تقول حق أمل إنها مريضة أو بطنها يعورها وترد ركض لين بيتهم.

شمس دبي &nbsp;<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'></font>