<font color='#000000'>الفصل الثامن عشر
-----------------

الساعة استوت خمس الفير وسالم بعده ما رقد، قاوم الرقاد بكل قوته لأنه متأكد انه بيرد يحلم الكابوس اللي منغص عليه عيشته من اسبوعين.. طلع سالم من غرفته بهدوء عشان ما تنش حصة ويلس في الصالة..

لما خلص سالم الثانوية، كان محتاج للبيزات عشان يدفع ديونه لسعيد.. وعشان يقدر يخطب حصة، ودور شغل في كل مكان بس محد رضا يشغله.. وفي يوم كان قاعد في المقهى وسمع الشباب يرمسون عن يوسف.. ويوسف هذا واحد من أغنى رجال الأعمال في المنطقة..
حاول سالم انه يوصل ليوسف بأي طريقة وفعلا قدر يوصل له وقال له انه يبا يشتغل عنده..
"شو تبا تشتغل؟ شو مؤهلاتك؟" سأله يوسف يومها
"ما عندي غير شهادة الثانوية." رد عليه سالم " بس انا مستعد أسوي اللي تباه.. وتقريباً تروم تعتمد علي في أي شي.."
فكر يوسف وقرر انه يستغل سالم في شي كان خاطره يسويه من زمان..

اشتغل سالم دريول عند يوسف في البداية.. ومع مرور الأيام كانت علاقتهم ببعض تتوثق أكثر وأكثر.. واكتشف يوسف في هالفترة انه سالم ممكن فعلا يسوي أي شي عشان البيزات.. وكان يوسف مهتم وايد بالخيول وعنده أكثر من فرس يشركها في السباقات بس ولا وحدة فيهن فازت,, كان يهمه انه يفوز بس للأسف الحظ ما كان يحالفه..
ومرة كان يالس ويا سالم وقال له: "يا سالم انا ما شغلتك ويايه الا لأني اعرف انك ممكن تنفذ كل طلباتي.. وألحين يا اليوم اللي تثبت لي فيه جدارتك.."
"وانا تحت أمرك طال عمرك.." رد عليه سالم على طول..
يوسف: "طبعا انا ما بقصر وياك وبكافئك على تعبك.."
كان سالم متوتر وحاس انه أخيرا بيحصل الثروة اللي كان يحلم بها..
يوسف: "أباك تجتل " طماعة" فرس عايض المزروعي.."
انصدم سالم من طلب يوسف.. طماعة هاذي هي الفرس اللي فازت في السباقين الأخيرين.. ورفض عايض يبيعها رغم انه اللي بغى يشتريها عرض عليه فيها 9 ملايين.. حس سالم انه قلبه يدق بسرعة واحمر ويهه.. شو بيسوي الحين..؟ كيف يخبره انه ما يروم يلبي له هالطلب..
حس يوسف انه سالم تردد وقرر انه يساعده شوي في اتخاذ قراره..
يوسف: "بدفع لك 100 ألف اذا وافقت.."

أول ما سمع سالم المبلغ وافق على طول.. وهاذيج الليلة والناس رقود.. كان سالم في ليوا.. والساعة ثلاث فليل خلص جريمته واتصل بيوسف يبشره.. واستلم المبلغ منه في اليوم الثاني .. بس ما قدر يتهنى فيه لأنه كان حاس بذنب فظيع.. كان مب قادر ينسى شكل الفرس وهي تموت.. وخوفه وهو يركض قبل لا حد يشوفه.. "طماعة" هاذي هي اللي تلاحقه ف أحلامه كل ليلة.. مع انه تعود على هالشغلة وصار وجتل أكثر من فرس ورفع السعر ل 500 ألف .. بس طماعة بالذات هي اللي كان يحلم فيها.. ومب قادر لين الحين ينسى كيف قاومت الموت بكل طاقتها..

في الكابوس اللي تعود عليه.. كان يشوفها تركض في مكان كله دم.. تركض بسرعة.. وفجأة تشوفه.. وتغير اتجاهها وتركض وراه.. ويحاول هو يشرد عنها بس مع كل خطوة تقترب منه أكثر.. وفي النهاية توصل له.. وينش من الرقاد وهو بيموت من الخوف...

تأفف سالم وهو يالس في الصالة ووقف عند الدريشة يراقب الشمس وهي تطلع.. سالم حقق كل أحلامه وامتلك كل اللي كان خاطره فيه.. بس ليش لين الحين مب قادر يشيل من باله ذكرى سعيد وهو يقول له انه مجرد خدام في بيتهم.. متشرد.. وزبالة..؟ ليش ما ينسى ويعيش مرتاح؟؟ ليش دايم يدور حد ينتقم منه .؟؟ متى بيشبع وبيرتاح؟

سالم خايف.. خايف انه حصة تودره في أي لحظة شرات ما ودرت ريلها.. وخالد كل يوم يتصل بسالم على تيلفونه .. وسالم يبند في ويهه بس خالد يرد يتصل.. وحصة مأذتنه كل يوم ترمسه تبا تبطل لها محل عشان مجوهراتها.. بس سالم يعرف انه الحرمة اللي تروم تعتمد على نفسها وعندها بيزاتها الخاصة.. ممكن تودر الريال في أي لحظة.. وعشان جذه قرر انه يعزل حصة عن العلم الخارجي.. اللي تباه من برى بييب لها اياه بروحه.. والمحل مستحيل يبطل لها اياه.. وفوق هذا بعد بياخذ عنها الموبايل..
دش سالم الحجرة وشاف تيلفون حصة حذال شبريتها وخذاه.. ويوم طلع من الحجرة طلع البطاقة منه وكسرها.. والجهاز قرر انه يعطيه لكريم الهندي يوم بيشوفه باجر..
ويوم نشت حصة ودورت تيلفونها، خلى عمره ما يعرف أي شي.. وعقب ما تمت يومين اتدور عليه.. يأست حصة وقال لها سالم: "ما بتحتاجينه خصوصا انج ما بتطلعين من البيت.."
اقتنعت حصة بكلامه وحتى لو ما اقتنعت كانت اصلا تخاف تعارضه..

الساعة ست العصر طلعت حصة ويا أمل واستغربت انه سالم وافق يخليها تطلع، وراحت ويا أمل السينما.
وفي البيت، كانت سارة يالسة في الصالة وحمد توه بيظهر وشافها.. فقرر انه ينهي الصمت اللي بينهم ويحدد موقفها وياه.. ويلس حذاها..
بس قبل لا يبطل حمد حلجه قالت سارة: "سالم وعدني يكتب شاهين بإسمي.. بس لين الحين ما شفت منه شي.."
حمد: "لا تحاتين.. سالم عند كلمته.."
سارة: "للأسف انته مخدوع فيه.."
حمد: "لا يا سارة.. يمكن سالم نسى.. بس مستحيل يقص عليج.."
تنهدت سارة وتمنت يكون كلامه صح.. وسرحت في عالمها الخاص.. وحمد يوم شافها ما عبرته، قام وطلع عنها..

عقب ما طلعت حصة وأمل من السينما، راحوا يتمشون ع الكورنيش..
أمل: "اليوم الصبح دقيت لج عشر مرات بس موبايلج كله مغلق.."
حصة: "أصلا موبايلي ضايع.. "
أمل: "انزين خذيلج غيره.."
حصة: "سالم قال ما يحتاي.."
سكتت أمل وغيرت الموضوع.. "تعرفين يا حصة.. شعرج صاير كله ابيض.. ليش ما تصبغينه؟"
حصة: "مب مهم.. مالي نفس.."
استغربت أمل، مزاج حصة معتفس من الخاطر ومب من عوايدها تهمل عمرها جذه..
أمل: "غريبة انه سالم خلاج تطلعين اليوم.."
حصة: "أمل اسكتي.. ممكن؟"
أمل: "ان شالله.. بلاج جي نفسج خايسة؟"
حصة: "ما فيني شي بس انتي وايد تفرين نغزات وانا بصراحة ما اتحمل.."
أمل: "حصة.."
حصة (تقاطعها): "لا تحاولين تنكرين.. اسمعي امل انا ما حاولت اتدخل في حياتج.. وانتي بعد ما يخصج فيني.."
عصبت أمل وسكتت..

------------------
يوم ردت حصة البيت.. كان سالم مب موجود.. وتريته الليل بطوله بس ما رد.. وطبعا ما عندها تيلفون عشان ادق له.. وكانت بتموت من كثر ما تحاتيه.. والساعة 3 سمعت صوت سيارته برى وركضت تشوفه من الدريشة.. ويوم وصل الحجرة سألته: "وين كنت؟"
سالم: "كنت عند واحد من ربعي.."
استغربت حصة.. أولا سالم ما عنده ربع.. وثانيا ليش مب راضي يطالعها.. كان يلعب بسويتش السيارة وما حط عينه في عينها.. شكت حصة فيه بس قررت تتغاظى عن الموضوع ورقدت ليلتها وهي تفكر اذا هالشي بيتكرر ولا لأ..

-----------------
عقب يومين، كانت أمل يالسة عند أمها الصبح وسألتها أمها عن حصة..
أمل: مدري امايه .. ادق لها دوم بس موبايلها بعده مغلق.. وما اعرف رقم البيت..
شيخة: انزين سيري لها.. والله اني خايفة عليها..
أمل: لا امايه انتي تعرفيني ما اداني سالم.. وبعدين سلطان ما يباني اسير لهم..
شيخة: يحليلها.. الله يعينها..
أمل: تعرفين انه خالد دق لي أمس؟
شيخة: والله؟ شو قال لج؟
أمل: يحليله يحاتيهم ويقول انه دوم يدق ويعطيه مغلق.. ويحاتي سارة.. يقول مب من عوايدها انها ما تدق له..
شيخة: ما عليج من ريلج.. الحين تسيرين تطمنين على حصة..
أمل: ان شالله امايه.. بس اذا سلطان احتشر بقول له انج انتي اللي غصبتيني اسير..
شيخة: سلطان طيب ويحبج ما بيقول شي..

سارت أمل المزرعة واللي شافته هناك موووول ما عيبها..
أول ما نزلت من موترها وقف لها سالم عند الباب.
سالم: أي.. شو عندج ياية هني؟
انصدمت أمل من هالاسلوب الوقح وردت وقفت عند موترها..
أمل: ياية أطمن على حصة.. ما اعتقد انه هالشي عيب أو حرام..
سكت سالم وحست أمل انه يالس يدور على كذبة يقولها.. حصة محد او راقدة..
أمل: جنك تبا تروغني ومتلوم؟
قبل لا يرد عليها طلعت حصة وركضت لأمل وحضنتها.. ودخلتها داخل.. وهي مارة حذال سالم سألته: "ليش ما خبرتني إنه أمل هني؟"
طالعها سالم بنظرة حادة وسار عنها.. وفي الصالة يلست حصة وأمل يسولفون..

أمل: حصة والله اني احاتيج..
حصة: دومج تحاتيني مب شي يديد.. وانا كنت بييج بس ما ادري شو استوى على الموتر .. اخترب مرة وحدة..
وعرفت أمل انه سالم هو اللي خرب الموتر.. بس ما رامت تقول شي لأنه سالم يا ويلس وياهم وانقهرت أمل من وقاحته وروحت..

عقب ما طلعت من عندهم ردت على طول عند أمها وخبرتها باللي استوى..
أمل: ليش حصة ردت هني؟ لو تمت في بوظبي أحسن لها.. وبعدين شو يعيبها في هالشيبة الوغد؟
شيخة: على قولتكم.. الحب أعمى..
أمل: هى والله انه اعمى..
ابتسمت شيخة وقالت: امل انتي تتحريني ما اعرف عن ابوج والمرحومة مريم.. ؟
انصدمت أمل.. كيف امها عرفت وشو ياب هالسالفة الحين؟
أمل: كنتي تعرفين؟
شيخة: أعرف.. بس مابا ارمس في الموضوع..
أمل: انتي فتحتي هالموضوع.. لازم نرمس فيه..
شيخة: لا انا بس كنت ابا اخبرج اني اعرف..
أمل: انزين خبريني كيف عرفتي..
شيخة: خلاص قلت لج غيري الموضوع..
غيرت امل الموضوع غصبن عنها.. واتصلت أمل بخالد وخبرته انها سارت تطمن على حصة وسارة.. كان خالد بعده متظايج من سالفة حصة بس اللي كان مخوفنه هو انه سارة بعدها وياهم وما ردت بوظبي.. وعقب ما بندت عنه قالت شيخة: هى نسيت أخبرج..
أمل: شو؟
سيخة: كنت سايرة ويا الدريول عند سعيد أودي له أكل وبيزات.. ويوم وايج الدريول داخل خبرني انه شاف سارة يالسة ويا سعيد..
أمل: مستحيل.. سعيد ما يرمس ويا أي حد..
شيخة: تراني ما صدقته ونزلت بروحي اتأكد.. وشفتها بعيني..
أمل: سبحان الله..

وفعلا كانت سارة تزور خالها سعيد كل يوم.. تسولف وياه وتنظف له البيت وتطبخ له.. وأمس غصبته يتسبح وشلت له وياها بخور وبخرته.. وكانت صج فخورة انه من اسبوع ما شرب قطرة خمر.. سعيد تغير وصار يسولف لها عن اهله اللي هم اهلها.. خبرها شكثر كان يدها محترم وكل حد يحبه.. وشكثر كانت المزرعة حلوة ايام يدها ويدتها.. ويوم سألته عن السبب اللي خلاه يشرب.. خبرها عن الحريق وكيف مرته ماتت..

خبرته سارة عن همومها ومشاكلها .. وقالت له: تعرف يا خالي.. انا من زمان ابا ارد بيتنا في بوظبي.. بس انته السبب الوحيد اللي يمنعني اني ارد في هالفترة..
ما فهم سعيد قصدها فقالت له: خالي انته من متى ما صليت؟
انصدم سعيد وحس انه حد صفعه على ويهه.. قام يرتجف وقال: أنا؟؟ .......
سارة: هى انته خالي.. من متى ما صليت..؟؟
سكت سعيد فترة وبدا يصيح.. سارة عورها قلبها ولوت عليه.. ويلس يصيح في حضنها وقال: ما اذكر.. ما اعرف متى اخر مرة صليت فيها.. مااذكر... ما اعرف..
دمعت عيون سارة ودعت ربها انه يهديه ويغفر له وقالت: خالي.. قوم خلنا نصلي المغرب رباعة..
سعيد: الله ما بيقبل صلاتي..
سارة: استغفر ربك يا خالي .. ربك كريم وما ينسى عباده.. قوم خلنا نصلي..
قام سعيد وياها وسألها عن شغلات كان ناسنها.. وكانت سارة كل يوم تسير له وتعلمه شي .. لين ما تأكدت انه تعود على الصلاة وكانت تحس بسعاده مالها حدود وهي تشوفه يصيح في صلاته.. أخيرا.. خالها سعيد رجع..

يوم ترد سارة البيت، تحس بغربة كبيرة.. تولهت على ابوها مووت.. بس امها ما عندها موبايل.. وماشي تيلفون في البيت.. وسارة ما تحب تطلب الموبايل من حمد.. فقررت انها تسير بيت أمل وتتصل بأبوها من هناك.. وتخبره ايي ياخذها.. بس قبل لا تسوي هالشي لازم تتأكد انه شاهين بيكون لها.. وطبعا محد يعرف عن خطتها هاذي غيرها هي..
دشت سارة حجرتها وشلت ميشا في حضنها وطلعت تتمشى في المزرعة.. كان الجو بارد والظلام فظيع.. بس حاولت سارة انها ما تفكر بأي شي يخوفها لأنها فعلا محتاجة تشم هوا.. عقب شهر. .بتكمل 16 سنة.. بس مني للشهر الياي الله يعلم شو بيستوي.. ودعت سارة ربها انها ما تحتفل بعيد ميلادها الا ويا ابوها في بوظبي..

كانت سارة تمشي وهي سرحانة ويوم انتبهت للوقت كانت الساعة 12، فخافت وردت البيت ركض.. أول ما دشت الصالة كان سالم توه ياي بيقفل الباب وقال: رديتي؟ انا قلت متي ولا حد خطفج..
سارة: للأسف هالشي مستحيل يستوي.. متى بتعطيني أوراق الملكية.؟
سالم: ملكية شو؟
سارة: شاهين.. نسيت شو؟ انته وعدتني انه بيكون حقي..
وحست سارة انها غبية.. سالم اكيد خدعها.. كان المفروض ما توافق على الزواج الا عقب ما يعطيها شاهين..
سالم: أوه صح.. انا وعدتج اذا وافقتي على زواجي من امج اني اعطيج شاهين..
سارة (بارتياح): هي..
سالم: وصدقتيني؟ (وابتسم ) كنت اتحراج اذكى عن جذي..
كانت سارة تتنافظ من القهر..وقالت: الأوراق بتوصلني يعني بتوصلني..&#33;&#33;
سالم: والله؟ يحليلج.. وايد تحلمين..
حست سارة بالدم يغلي في عروقها.. سالم خدعها.. النذل&#33;&#33; خدعها بكل سهولة.. واللي يقهر اكثر، انه ضحك عليها ومشى عنها وكأنها ولا شي.. ما حست سارة بعمرها وهي تشل المزهرية من على الطاولة.. ومن دون تردد فرتها عليه.. بس للأسف المزهرية ما صابته وارتطمت في اليدار وتكسرت..

ليش؟ قالت سارة ف خاطرها.. التفت سالم صوبها وكان بيموت من القهر وماتت سارة من الخوف يوم شافته ياي صوبها.. وقبل لا تشرد سحبها من ايدها.. وميشا يحليلها تخبلت .. قامت تراكض في الصالة مب عارفة شو تسوي..
سالم: " تبين تجتليني يالحقيرة؟"
سارة: "هدني.. أحسن لك تهدني.."
بس سالم رص على ايدها اكثر وحست سارة انه بيكسرها..
سارة: قلت لك هدني يالكلب&#33;&#33;&#33;
سالم: انتي اصلا مب مرباية.. لازم تنظربين ظربة محترمة عشان تتأدبين..
ورفع سالم ايده عشان يظربها وفي هاللحظة هجمت عليه ميشا وتعلقت فيه.. تفاجئ سالم من القطوة وهد سارة وفي نفس اللحظة بطلت سارة الباب وركضت.. طلعت تركض من البيت ووراها ميشا وهي مب عارفة وين تسير هالحزة.. ولمنو..

عقب ما حست سارة انه نفسها انقطع.. انتبهت انها وصلت للشارع وانها مب لابسة لا شيلة ولا عباة.. بس الجلابية اللي كانت لابستنها من العصر.. وحست بتعب وإحراج وخوف .. ويلست على الرصيف تصيح من كل قلبها.. وما صدقت عيونها يوم شافت ميشا لاحقتنها وشلت القطوة وحضنتها.. وهي تقول: فديت روحج.. انتي اخر وحدة توقعت انها تدافع عني.. كانت القطوة ترتجف من البرد وحضنتها سارة بقوة عشان تدفيها وكملت دربها لبيت محمد الكعبي بسرعة قبل لا تمر دورية وتشوفها..

وهي تمشي.. كانت تتأمل البيوت اللي تمر حذالها وتمنت لو انها كانت في واحد من هالبيوت.. راقدة.. مرتاحة بين اهلها.. وتمنت يكون الدرب اللي تمشي فيه صح لأنها مب متأكدة.. بس يوم شافت بيتهم جدامها حمدت ربها وركضت للجرس ادقه..

الكعبي يحليله زاغ وشاف الساعة وحدة.. من وبييه هالحزة.. ويوم بطل الباب زاغ أكثر..
الكعبي: سارة؟ شو يايبنج الحين؟ وكيف طالعة من البيت جي؟ وين امج؟
سارة: عمي .. دخلني..
دخلها الكعبي بيته ويابت لها شيخة شيلة تغطي بها شعرها.. خبرتهم سارة بكل اللي استوى وعصب الكعبي من الخاطر وكان بيسير يأدب سالم بس سارة حلفت عليه ما يسير له..
سارة: عمي لا توصخ لسانك ويا هالأشكال وتنزل من مستواك..
الكعبي: خل أدبه مسود الويه..
سارة: عمي عشاني الله يخليك.. انزين ابا التيلفون .. بتصل بأبويه..
يابت لها شيخة التيلفون وطلعت هي وريلها من الصالة عشان ترمس سارة ابوها على راحتها..

دقت سارة لأبوها ثلاث مرات بس للأسف ما رد عليها.. أكيد راقد وموبايله على الصامت.. دقت سارة على بريده الصوتي وقالت: ابويه تعال خذني انا ما اروم اتحمل الوضع اكثر عن جذي.. أبويه والله تولهت عليك .. والله والله..&#33;&#33; وبندت قبل لا تصيح..

دشت شيخة الصالة وودت سارة المطبخ وسوت لها شاي لأنها كانت ترتجف من البرد.. وقالت لها: انا جهزت لج الغرفة اللي فوق.. تعالي ارقدي فيها..

رقدت سارة ليلتها في بيت الكعبي ولأول مرة من يوم تزوجت امها.. رقدت سارة وهي مرتاحة ومطمنة..
-------------------------


نهاية الفصل الثامن عشر..</font>