<font color='#000000'>الفصل السادس عشر

&nbsp; &nbsp;
&nbsp; &nbsp;
&nbsp;

&nbsp;من يومين وأمل الكعبي مب قادرة ترقد أو تركز على أي شي غير الرمسة اللي قالتها أمها عن شكوكها في سالم. وكانت في الصيدليه تشتري لأبوها حبوب الضغط ولا انتبهت لرمسة الصيدلي وتعليماته . كان الموضوع هذا شاغل كل تفكيرها. أمس راحت أمل المستشفى وطلبت تشوف ملف سعود ولد أصيلة وسالم. وما طاعوا الإدارة يخلونها تاخذ الملف الا بأمر من المحكمة.. وتظايجت أمل وايد بس ريلها سلطان وبمعرفته ، قدر اييب لها اسم الدكتور اللي كان يعالج سعود لأنه يعرف انها لو ما حصلت اللي تباه بتم متظايجة الاسبوع بطوله..

رمست أمل الدكتور وخبرها انه سعود مات بسبب اللوكيميا (سرطان الدم) اللي بدا يعاني منه وهو بعده ياهل عمره أربع سنين.. ويوم طلبت منه أمل انها تشوف ملفه ما رضى وقال: "انتي عاوزة توصلي لأيه بالضبط؟ العيّل كانت حالته طبيعية جدا ومات بسبب مضاعفات السرطان.."
تنهدت أمل وحست بالمعاناة اللي كانت أصيلة تعانيها، وقالت في خاطرها: "يحليلها.. كيف استحملت يومها تسمع انه ولدها مصاب باللوكيميا؟"

عقب ما طلعت أمل من المستشفى، خبرت ريلها بالمعلومات اللي لقتها وسألته: "شو أسوي الحين؟"
سلطان: "لا تسأليني .. لو بإيدي ، ما أباج تتدخلين في الموضوع بالمرة.."
أمل: "حبيبي لازم أعرف.. هالتحقيق مب عشان الجريدة.. هذا عشان غناتي حصوووه أبا أنقذها.."
ضحك سلطان وقال: "شو رايج تنقذيني انا قبل.. تراني بمووووووت من شوقي لج.."
ابتسمت أمل وقالت: "شو رايك أواعدك؟ عقب دوامك بنتغدى برى.. عشان الجو يكون رومانسي حبيبي.."
سلطان: "قولي انج مب مسوية غدا .. ماله داعي تقصين عليه بكلمتين.."
ضحكت أمل وقالت: "خلاص حبيبي عاد .. انته حدد وين تبا تتغدى وخبرني.. "

عقب ما بندت أمل عن ريلها .. اتصلت في بيت ربيعتها ابتسام وسألتها.. :"بسموه حبيبتي شحالج؟"
ابتسام: "هلا أمولة عمري .. الحمد لله انا بخير ونعمة .. انتي شحالج.."
أمل: "بخير الحمدلله .." كانت أمل مستعيلة وما فيها على سوالف ابتسام اللي ما تخلص وقررت تدش في الموضوع على طول.. " بسموه بتخبرج.. دريولكم شريف هو نفسه اللي كان يشتغل عند المرحومة أصيلة..؟"
ابتسام: "هى هو نفسه.. ليش تسألين أمولة؟ لا يكون مسوي شي مسود الويه..&#33;&#33;"
أمل: "لا لا .. بس كنت أبا أعرف ما شي سبب.. "
طبعا ابتسام ما صدقتها بس سكتت وردت أمل تسألها: "عندج رقم تيلفونه .. ؟"
ابتسام: "توج تقولين ما في شي والحين تبين رقمه.. أمولة خبريني شو السالفة.."
تأففت أمل وقالت: "خلاص بخبرج.. بس مب الحين.. بعدين يوم بيي عندج .. الحين عطيني رقمه.."
عطتها ابتسام رقم الدريول وقررت ادق له بنفسها بعدين وتستجوبه..

اتصلت أمل بشريف واتأكدت انه فعلا كان يشتغل عند أصيلة وما ودرها الا عقب ما توفت..
أمل: "شريف خبرني .. كيف كان سالم يتعامل ويا أصيلة؟"
شريف: "ماما أصيلة كان واااايد زين.. سالم كل يوم يظرب.. وماما أصيلة ما يقول شي.. وما يخبر حد.. بس انا في معلوم.."
أمل: "وانته ليش ما خبرت عليه؟"
شريف: "ماما أصيلة كل يوم يوصي انا ما يخبر حد.. يقول بابا كان معصب شوي.."
خبرها شريف انه أصيلة دقت له مرة الفجر وقالت له اييها البيت بسرعة عشان يوديها المستشفى.. إيدها كانت مكسورة وقالت انها طاحت من على شاهين.. تذكرت أمل انه امها خبرتها عن هالموقف وسكتت.. كمل شريف رمسته وقال انه يوم اقترح عليها يروح ينادي سالم.. زاغت وترجته ما يسير له.. ووداها شريف المستشفى وهو متأكد انه سالم هو اللي كسر لها ايدها..
اتظايجت أمل من اللي سمعته وقبل لا تبند عن شريف قال لها: "لحظة أنا في يتذكر شي ثاني بعد.."
أمل: "قول شو تذكرت؟؟"
شريف: "انته يعرف انا في يرقد داخل ملحق اول يوم يشتغل عند ماما أصيلة.."
أمل: "أوكى.. شو استوى؟"
شريف: "مرة انا راقد .. ويسمع حشرة برى داخل حوي.. أنا يشوف من دريشة ماما أصيلة لابس بيجاما مال نوم وفي ايدها baby سعود .. بابا سالم كان واقف عند باب .. بعدين هو يروح داخل وقفل الباب.. ماما أصيلة تمت بروحها برى.. وايد يصيح مسكينة.."
أمل: "وانته شو سويت؟"
شريف: "شو يسوي بعد.. أنا في يرد يرقد ويدعي الله على سالم.. بس ما يروم يسوي شي.."

بندت عنه أمل ودمعت عينها من اللي سمعته.. يحليلج يا أصيلة.. شو سوى فيج الظالم المجرم.. وخافت أمل على ربيعتها تلاقي نفس المصير منه.. وعاهدت نفسها انها ما تخليه في حاله لين ما تكشفه.. "وين بتروح مني يا سالم..؟ " قالت أمل وهي تتأمل سماعة التيلفون اللي في إيدها..

ردت أمل للمستشفى وصورة أصيلة وهي واقفة ببيجامتها في الحوي نص الليل وولدها في ايدها مب راضية تروح عن بالها.. وسارت قسم الملفات عند ربيعتها ندى اللي تشتغل هناك.. وترجتها أمل عشان تشوف ملف أصيلة.
ندى: "أمل حبيبتي افهمي.. أصيلة ماااااااااتت من 12 سنة.. يعني مستحيل تحصلين ملفها هني.. "
أمل: "دوري في الكمبيوتر.. يمكن تلاقينه.."
ندى: "ما كان شي كمبيوترات على أيامهم.. شو تبين تعرفين..؟؟"
أمل: "أبا أعرف شو اللي خلا أصيلة تموت وهي بعدها في عز شبابها.. تعرفيني فضولية.."
ندى: "اوكى روحي عياده الدكتور هشام.. أصيلة كانت دوم تروح له.."
حظنتها أمل من الفرحة واتصلت الاستعلامات عشان تييب رقم الدكتور هشام..
الدكتور هشام هو نفس الدكتور اللي تتعالج عنده أم أمل عشان آلام الروماتيزم .. وعسب جي كانت أمل متعودة عليه.. وما ترددت انها تتصل به .
أمل: "هلا دكتور.. ممكن أيي عندك العيادة ولا مشغول؟"
د.هشام : "تعالي يختي لا مشغول ولا حاجة.. بس ما تجيبيش الحجة معاكي.. حترفع لي ضغطي.."
ضحكت أمل وقالت: "لا دكتور اطمن بييك بروحي.. أبا استشيرك في شي.."

عقب ربع ساعة كانت أمل عنده في العيادة وسألته عن أصيلة.
د.هشام: "بتسألي عنها ليه..؟ عاوزة تكتبي عنها في الجريدة؟"
أمل: "الله يهديك يا دكتور.. شو أبا أكتب عنها ؟ الحرمة ماتت الله يرحمها.."
د.هشام: "أمال عاوزة تعرفي ايه؟"
أمل: "أبا اعرف سبب وفاتها.. لسبب شخصي ارجوك لا تسألني عنه.."
د.هشام: "لا لا .. لا حسألك ولا حاجة .. شوفي يا ستّي.. أصيلة كان عندها فقر دم حاد وضعف عام وكان عندها ضيق في التنفس كمان.. ومكتوب في شهادة وفاتها انها ماتت بسببه.. بس انا بقى عندي راي تاني.. "
أمل: "شو هو دكتور..؟؟"
د.هشام: " شوفي انا مش حقدر احكيلك بالتفصيل .. اصل الحكاية دي قديمة أوي.. بس في الليلة اللي ماتت فيها أصيلة.. اتصلت بي عمتك مريم ربنا يرحمها وقالت لي أروح لها بيت أصيلة.. ولما وصلت كانت المسكينة ماتت خلاص.. الظاهر انها ما قدرتش تتنفس ومحدش كان في الغرفة عشان يساعدها او يديها الدوا.."
أمل: "انزين دكتور كمل.."
خبرها الدكتور عن اللي قالته مريم هاذيج الليلة يوم يلس يهديها عقب وفاة أصيلة.. كانت مريم تصيح وتدعي على سالم انه الله ينتقم منه ويوم سألها الدكتور ليش تدعي عليه قالت مريم: "ظربها يا دكتور وطاحت البنية واغمى عليها.. واترجيته أدش الحجرة عشان اساعدها بس منعني.. قال انها تتدلع وانه اذا أي واحد فينا دش عليها ما بيصير طيب.."
خبرها الدكتور انه مريم ترجته يسكت عشان لا يسوون فظيحة وسكت الدكتور مثل ما طلبت منه مريم..
عصبت أمل: "وهاذي مريم ليش سكتت عن الموضوع..؟"
د.هشام: "كان عندها حق.. حمد وسعود فقدوا امهم في الليلة اياها.. ومش معقول تروح تبلغ على سالم ويتسجن وتقعد لوحديها مع العيال ما تعرفش ازاي تصرف عليهم وازاي تداريهم.."
سكتت أمل ورد الدكتور يتكلم: "أصيلة كانت مغفلة.. مهما كان زوجها بيضربها كانت بتسكت وما بتردش عليه.. ده كان اكبر غلط.."
طلعت أمل من عيادته وهي حاسة بدوخة.. وفكرت كيف تقدر تثبت كل اللي سمعته وجمعته من أدلة ومعلومات..

---------------------------

في البيت، كانت أمل يالسة تتعشى ويا سلطان وخبرته بكل اللي استوى.
سلطان: "غناتي طبي هالسالفة خلاص ما يخصج فيهم.."
أمل: "لا سلطان ما اروم.. لازم اكمل اللي بديته."
سلطان: "بس كل اللي وصلتي له الحين هو انه سالم كان مسئول بشكل غير مباشر عن وفاتها.. يعني هو يوم ودرها في الحجرة وظهر.. ما كان يعرف انها بتموت.. "
أمل: "بس بعد يتم مذنب .."
تنهد سلطان وقال: "نسيت انه راسج يابس وانا ما اروم عليج.."
ضحكت أمل وسألته: "والحين شو اسوي؟"
سلطان: "ما ترومين تسوين شي.. أصيلة ماتت من 12 سنة .. طبي السالفة.."
سكتت أمل وكمل سلطان: "وبعدين اياني واياج تروحين تخبرين حصة باللي عرفتيه اليوم.. لأنها أكيد بتكرهج لو درت.. تراها ما تصدق شي في حبيب القلب سالم.."
أمل: "صدق اللي قال انه الحب أعمى.. شو اللي خلا أصيلة تصبر على سالم اذا ما كانت تحبه.. وشو اللي يخلي حصة تتصرف هالتصرفات غير احساسها بالحب؟ "
هالمرة كان دور سلطان انه يسكت.. وقال عقب تفكير: "اللي تسويه حصة مب حب.. هذا خيانة.. لا تنسين هالشي أمولة.. أوكى؟"

-------------------------

نهاية الفصل الســـــادس عشر</font>