<font color='#000000'>السلام عليكم..
هالقصة مألفتنها &nbsp;(ظنــــــون) والقصة أكثر من روووعة (كل يوم بحاول أحط أكثر من جزء)

&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; الفصل الأول

الليلة،22 أكتوبر، الشوارع متجمدة من ماي المطر اللي تجمّع في كل مكان، ولأن الليلة الخميس، الشوارع وايد زحمة. إلا الشارع اللي بين مربح والفجيرة. من صغرها وحصة تخاف من هاالشارع في الليل، بس الظاهر إنها نست هالشي وما تذكرت إلا ألحين وهي تشوف الدنيا حواليها ظلمة. يقولون إن ها المكان كله جن. حاولت حصة إنها ما تفكر بها الأفكار ويكون انتباهها كله على الطريق في هالمطر. بس غصب عنها كانت تفكر وتقول في خاطرها: "أف&#33;&#33;&#33; أنا شو اللي خلاني أرجع الفجيرة . 19 سنة وأنا مفتكة من عوار الراس هذا&#33;"

كل هالفترة، كانت حصة عايشة في أبوظبي . هناك الشوارع دوم منورة لدرجة إنها نست إن فيه في الدنيا مكان نسوا يصلحون فيه ليتات الشوارع مثل هالشارع اللي علقت فيه. هاليوم من بدايته كئيب. كله مطر وغيوم وضباب. اليوم بس مرّت حصة على أربع حوادث في طريجها من بوظبي للفجيرة...

الفجيرة، حصة مب مصدقة إنها أخيراً ردت لها المكان . بس شو تسوي؟ لازم هالشي يصير.

"كل شي تغير&#33;"

هاذا اللي فكرت فيه حصة وهي تدش الفجيرة. وايد أشيا تغيرت ، محلات ومراكز وفنادق وايدة. مرّت بسيارتها صوب الاتصالات. كانت تمر من هني كل يوم وهي رادة من المدرسة. أبتسمت وهي تتذكر ربيعتها أمل. كانت دايماً تقول إنها بتتزوج واحد غني يبني لها فيلا كبيرة هني. بس بدل فيلا أمل، شافت حصة 3 خيام كبيرة وقالت في خاطرها أكيد هذا مركز تجاري،

فجأة .. سيارتها اللاندكروزر بدت تطلع صوت غريب، وهالصوت يزيدً لما تدوس على البريك.
"السيارة بتوقّف" قالت سارة، بنت حصة اللي دومها متشائمة.
"ما بتوقّف، لا تخافين." قالت حصة، ومن كثر ما هي معصبة، داست عالبترول بحيل عند المطبة وشاطت السيارة في الشارع وخوفت حصة وبنتها اللي حمدت ربها إن ماشي موتر وراهم.

"أووهوو&#33;&#33;&#33;" قالت سارة. "شو صار ألحين؟"
حاولت حصة تشغل السيارة بس ما شي فايدة. وطالعت سارة الشارع ولاحظت إنه فاظي تماماً وقالت في خاطرها: شو هالمكان؟ الليلة الخميس.. ليش محد برى البيت؟ طالعت أمها وقالت: "قلت لج إن السيارة بتوقف&#33;&#33;&#33;"

سارة عمرها 15 سنة، ومن اسبوعين قصت شعرها boy وصبغته أحمر لأنها مب راظية تصدق إنها وايد حلوة مثل ما الكل يقول. صوتها خشن من الجيكارة اللي تدوخها بالسر، وهالخشونة في صوتها تبان أكثر لما تكون معصبة. "ألحين منو بيوصّلنا بيتكم الجديم؟"
غمضت حصة عيونها عشان تمسك أعصابها، من ثلاث ساعات ونص وهي تسوق من أبوظبي لين الفجيرة في الزحمة والمطر، ومستحملة الصداع ورمسة بنتها الأرف. طالعت عمرها في الجامة واتأففت.. شكلها يلوّع الجبد.. الكل يقول عنها إنها ملكة جمال.. بس كل ما تطالع عمرها في الجامة ما تشوف فيها أي شي حلو. حلجها صغير وعيونها سود وشعرها طويل ومن سنين وهي تصبغه عشان تخبّي الشعر الأبيض اللي بدا يطلع لما كان عمرها 19 سنة. وكل اللي تشوفه حصة في الجامة هو إنها ظعيفة وصفرة وأكبر ب 19 سنة من آخر مرة شافت فيها الفجيرة.
"نحن بروحنا بنسير بيتنا الجديم." قالت لبنتها. "لا تحاتين." بس لما حاولت تشغل السيارة مرة ثانية ما صار شي.
"قلت لج." قالت سارة بصوت واطي.


من كثر المطر، كان مستحيل يشوفون أي شي. صوت المطر مثل الموسيقى اللي ياية من عالم ثاني. حطت حصة راسها على السكان وغمضت عيونها. مب لازم تطالع عشان تعرف إنه على يمينها بناية التأمين اللي كانت تشتغل فيها ربيعتها أمل.

كانت أيام حلوة... من دون هموم، ولا خوف. هذاك الصيف، كانت حصة تفكر إنها هي اللي تتحكم في مستقبلها، وإن المستقبل شي مضمون، كانت دايماً تقول إن كل شي نباه، نحصله في النهاية، وإن القدر دايماً واقف ويانا، مب ضدنا.

شغّلت حصة السيارة مرة ثانية "يالله فديتج." قالت للسيارة، ما تبا اتّم هني أكثر من جذي لأنها تعرف منو يقعد في فندق السيجي في هالوقت، وهو الوحيد اللي ما تبا تشوفه .. وبكل قوتها حاولت تشغّل السيارة. وأخيراً اشتغلت.
صرخت سارة وحضنت أمها بحيل، وفي هاللحظة نسوا كل خلافاتهم من أول ما طلعوا من أبوظبي. ونست سارة إنها زعلانة على أمها لأنها سحبتها وياها الفجيرة بدل لا تخليها ويا أبوها خالد. والسبب هو إن حصة مب واثقة ببنتها- ومحد يقدر يلومها- لأن عندها أدلة تثبت إن سارة مذنبة. الدليل الأول: الموبايل اللي حصلته حصة في شنطة المدرسة مالت سارة. الدليل الثاني: الجيكارة اللي حصلتها في درج الميكياج. والدليل الثالث وهو الدليل الخطير: النظرة الرومانسية اللي على ويه سارة هاليومين. هالنظرة الرومانسية هي سبب كل مشاكل حصة وسارة. هي سبب الصياح طول الليل وهي سبب كره سارة لأمها أحياناً. سارة تفكر إن إمها ما تعرف شو معنى الحب. تفكر إنها ما تعرف إن الحب الأول يتبعنا للأبد.. حتى لو حاولنا ننساه أو نتهرّب منه.

"خل نطلع من هني بسرعة." قالت سارة لأمها. بتموت تبا جيكارة، بس لازم تتحكم بعمرها شوي حتى لو كانت ما تقدر. داست حصة عالبترول وعلى طول وقّفت السيارة.

"الله يلعن الساعة اللي اشتريت فيها هالموتر&#33;&#33;" قالت حصة.
نبرة صوت أمها وهي تقول هالجملة خوّفت سارة، واللي مخوفنها أكثر المكان اللي هم فيه، ألحين عرفت ليش الكل يتطنز على الفجيرة، اللي عايشين هني أموات. قفلت سارة بابها من الخوف وحست إنها ضايعة. بس أكيد أمها تعرف الطريق. أمها تربّت هني، أكيد تعرف الطريق.
"ألحين شو بنسوي؟" سألتها سارة.

سحبت حصة السويتش من السيارة .. "ألحين" قالت لبنتها "بنمشي."
"في هالمطر؟" صوت سارة الخشن صار أخشن من القهر.
طنشت حصة بنتها وطلعت من السيارة تحت المطر. وفتحت الباب اللي ورا وطلّعت شنطتها وشنطة سارة.. الجو وايد بارد وعلى طول غرقت حصة من الماي.. الظلام فظيع ومزعج وحست حصة بماي المطر كأنه يصفعها على ويهها.
"مستحيل أمشي.. دوري لنا تاكسي&#33;" قالت سارة لما طلعت من السيارة ووقفت في مكانها والمسكارا اللي قعدت ربع ساعة وهي تحطها على رموشها في حجرتها سالت ألحين على ويهها على شكل خطوط سودة كبيرة.

سكتت حصة لأنها تعرف إنها مستحيل تحصّل تاكسي في هالوقت من الليل وقفلت باب السيارة وقالت لبنتها: "إنتي قرري شو تبين اتسوين.. أنا رايحة&#33;"
" إنزين إنزين" قالت سارة. "بايي وياج."

شلت سارة شنطتها، مستحيل إتم هني بروحها حتى لو دفعوا لها مليون درهم. ألحين عرفت ليش أمها وأبوها اللي كبروا هني ولا مرة فكّروا يردون مرة ثانية. أصلاً السبب اللي خلاهم يردّون هني فظيع. لدرجة إن سارة شوي وبييها انهيار عصبي.. سارة بردانة وترتجف حيل وأسنانها تطلع صوت حتى أمها تسمعه. يوم بتتصل بربيعتها خلود بتقول لها: " أسناني كانت تطلع صوت نفس الهيكل العظمي المعلق بحبل. وأنا مب قادرة أحصل جيكارة وحدة حتى لأن أمي واقفة على راسي. وكله عشان نروح عزا وحدة عيوز ما تقرب لي أبداً".
"شو بلاج؟" سألت حصة بنتها وهم يمشون.
"ولا شي." قالت سارة.

فكرة العزا مسببة اكتئاب لسارة. ما تعرف شو تلبس لأن ثيابها كلها ظيجة. بس يابت وياها بنطلون أسود من زمان ما لبسته... المتوفيه هي مريم عمة حصة وهي اللي ربتها لأن أمها ماتت لما كانت ياهل. مريم هاذي كانت تزورهم في أبوظبي كل عيد، بس سارة ما تذكر ويهها. يمكن هي أصلاً ما تبا تتذكر عشان ما تحس بالحزن. أو يمكن لأنها تكره تفكر بالأشياء الكئيبة مثل الموت والعيايز والأماكن الكئيبة مثل الفجيرة.

"عمتج خلاص دفنوها؟" سألتها سارة لماخف المطر.
"أكيد." قالت حصة. عمتها مريم كانت دايماً هادية وساكتة وما يخصها في أحد. إذا خبرتها بأي شي مستحيل تروح وتخبر أحد ثاني.. وبتمر سنين ومحد بيعرف أي شي من اللي قلته لها.وعشان جذه كانت حصة تحترمها حيل.. لما خف المطر، بدا الشارع يبيّن شوي.

"ماما." قالت سارة لما حست إن شي مر حذالها.
"لا تخافين." قالت حصة. "يمكن قطوة."

حصة تذكر إنها لما كانت صغيرة كانت الفيران هني وايدة، بس ما حبت إنها تلوّع بجبد بنتها وسكتت. ابتسمت حصة لما تذكرت كيف كانت السما دوم صافية في الليل وهي ياهل، حتى إنها كانت دايماً تصيح لأنها ما تقدر توصل للنجوم اللي فوقها.

"متى بنوصل؟" سألت سارة، اللي كانت تكره شي اسمه مشي.
الوقت ألحين الفجر، وهالوقت دايماً تكون حصة فيه رومانسية، وتشوف أشياء مب موجودة ومستحيل تكون موجودة معاهم حالياُ.. حاولت حصة انها ما تفكر إن في هالمكان بالضبط كان أخوها سعيد يوقّف دراجته كل يوم. وهناك كانت عمتها مريم تعلق الثياب، وهني عند اليدار.. الولد اللي حبته حصة من كل قلبها.. وإذا ما مشت بسرعة .. راح يلحقها.. وإذا لحقها.. مستحيل يودّرها..
"ليش تركظين؟" صرخت سارة اللي مب قادرة تتنفس وهي تحاول تلحق أمها.
"أنا ما ركظت." قالت حصة، وعشان تقنع بنتها عطتها مية ألف سبب يخليهم يسرعون ..لازم يودون السيارة الوكالة عشان تتصلح، لازم يتصلون بالقاضي ويحددون معاه موعد عشان يوزعون ورث مريم، لازم يتصلون بأبوها خالد ويخبرونه إنهم وصلوا بخير. لازم يتصلون بكريم الهندي عشان يشيّك على البيت ويشوف إذا في شي لازم يتصلح ولاّ لا.. أكيد البيت كله فيران.. أكيد&#33;&#33;&#33;

جوتي سارة اليديد صار كله طين وريولها تجمدت. "ألحين عرفت ليش إنتي وابويه عمركم ما فكّرتوا تردون هني.. المكان مقرف&#33;"
كتف حصة بينكسر من الشنطة، ولاّ يمكن كتفها يعورها من الخوف. ليتها راحت من الصوب الثاني لأنه وايد أقرب. المشكلة إن خالد مشغول في الجامعة ولا ما كان صارت كل هالمشاكل.. خالد&#33;&#33; حاولت حصة وخالد إنهم ينسون الماضي لأنه انتهى ومستحيل يتغير.. لأنه مب مهم، بس لو كان هالشي صحيح، ليش عيل تحس حصة إن في احد صب عليها سطل ماي وثلج..؟

"مب هو هذا البيت؟؟" سألتها سارة.بس حصة كانت في عالم ثاني.
----------------

كريم الهندي هو اللي اكتشف مريم لما ماتت. كان يدق الباب عقب ما ياب الطابوق اللي بيبني فيه اليدار في الملحق المحترق يوم الأثنين الصبح. وفي البداية، اتحرّى إن محد في البيت. بس لما الهوا فتح الباب، شاف كريم مريم طايحة في الصالة .. ميتة.

محمد الكعبي، رفيج أبو حصة –الله يرحمه- وشريكه في الشغل، واللي الكل يسميه "القاضي" هو اللي خبّر حصة باللي صار لما اتصل فيها اليوم الثاني .. على الأقل عمتها مريم ما تلعوزت في المستشفيات وماتت موتة طبيعية.. ماتت وهي مرتاحة.. مبتسمة.. بس هالشي ما خفف عن حصة أبداً.. لأنها حست إن محمد الكعبي ، اللي اشتغل محامي من 50 سنة وقاضي من 30 سنة كان يغطي التيلفون بإيده عشان ما تعرف حصة من صوته إنه كان قاعد يصيح.

"أكيد هذا هو البيت&#33;&#33;" قالت سارة. "أخيراً وصلنا.. الباب&#33;&#33; الباب&#33;&#33;"
اليوم الصبح لما كانت حصة راقدة، حلمت إن أبوها اللي مات من 25 سنة.. راشد الشامسي واقف في صالة بيتهم، لابس كندورته السودة اللي كانت حصة تحبها وايد .. وعيونه مدمعة. كان أبوها دوم إييب لها كيك شوكولاته وهو راد من الشغل. وكان هو ومحمد الكعبي المحاميين الوحيدين في الفجيرة. وكانوا دايما يتطنزون على بعض.. كل واحد فيهم يقول إنه أحسن من الثاني. بس الكل كان يحب أبوها أكثر. اليهال في فريجهم دوم كانوا إيون بيتهم العصر لما أبوها يكون قاعد في الحوي ويا محمد وكان يعطي كل واحد فيهم ربية، ولما مات فجأة في مكتبه بالسكتة القلبية ، كل اليهال في فريجهم صاحوا عليه.. كأن أبوهم هو اللي مات.

كل مرة تفكر حصة بأبوها، تحس بنغزة قوية في صدرها. الشي الغريب انها خسرت كل شي وبعدها متحملة. خالد محد تم من أهله أبداً، عائلته الوحيدة هم حصة وسارة. وحصة عندها ريلها، بنتها وأخوها سعيد، اللي تبرّت منه من زمان وما تعتبره حي.. ونفس الشي ينطبق على ولد سعيد - حمد- اللي عمرها ما شافته.
"هذا هو البيت؟؟" سألت سارة أمها مرة ثانية لما وصلوا باب الحوي. نزّلت حصة شنطتها وطالعت حواليها.

"أنا مب مصدقة إنج كنت تعيشين هني.." قالت سارة. "وعععععععع&#33;&#33;&#33;"
في الظلام، شكل البيت قديم ومتكسر. والملحق اللي احترق- المطبخ وغرفة الأكل- محد رد يبنيه مرة ثانية.. حصة عاشت في هالبيت لين صار عمرها 21 سنة. طالعت حصة الدريشة اللي فوق باب الصالة .. دريشة حجرتها .. الدريشة اللي ما فارقتها حصة أبداً في آخر سنواتها هني.. وهي تترياه..

هل هي متفاجئة إنها تفكر بسالم مرة ثانية لما شافت هالدريشة؟ كان عمرها 17 سنة لما ودرها وراح.. عقب ما حبته طول هالسنين. في نفس السنة الكئيبة اللي راح فيها، كانت السما دايما مغيمة والشتا ما بيّن إنه بيخلّص.. اكتشفت حصة الشعر الأبيض اللي بدا يطلع بكميات فظيعة في شعرها.

الليلة، في نفس الحوش.. في نفس البيت.. حست سارة بشي غريب يتحرك في الزراعة.. ولصقت بأمها اللي كانت متجمدة في مكانها.. في عالم ثاني.. "ماما؟"


كانت سارة ميتة خوف، مب هذا اللي توقعته لما وافقت انها إتي ويا أمها الفجيرة عشان العزا. كانت تتوقع انها بتغيب عن المدرسة اسبوع، وبترقد للظهر كل يوم وما بتاكل شي غير الكاكاو والكورن فليكس .. وبترتاح شوي .. وألحين، في هالظلام والليل حست انها بعيدة وايد عن بيتهم .. منو هالحرمة اللي واقفة حذالها؟ صاحبة الشعر الأسود الطويل والوجه الحزين؟ ليش حاسة ان أمها غريبة عنها؟ سارة أم اللسان الطويل واللي ما تخاف من أي شي واللي مطفشة كل مدرساتها في المدرسة قاعدة ترتجف ألحين. شو اللي يابها هني؟ أكيد في طريقة تخليها ترد بيتهم.. أكيد.&#33;&#33;&#33;


"سارونا.." قالت حصة لبنتها. " لا تخافين، هاذي أكيد قطوة."
وبالفعل، طلعت قطوتين من ورا الحشيش. ومن تصرفاتهم كان باين انهم يبون يتظاربون ويا حصة وسارة كأن البيت بيتهم. طردت حصة القطوتين من الحوي بشنطتها وقالت لبنتها" شفتي؟ ما شي وحش هني."
لكن سارة مستحيل تقتنع . "خل ندخل ok ؟ " قالت بصوت واطي يرتجف من الخوف.
"أكيد، ولاّ تبينا نرقد في الحوي."
ضحكت سارة وحصة.. الحوي كان كله ماي .. مدت حصة إيدها فوق باب الصالة وحصلت المفتاح السبير، مريم دايماً تحطه هناك عشان سعيد يدش يوم يرد البيت متأخر.. هالشي ما تغير من 19 سنة، حتى لما طلع سعيد من البيت للأبد.
"ألحين تأكدت إن هذا بيتكم." قالت سارة.

كانت حصة تشوف هالمفتاح كل يوم.. كانت تركب الدري اللي في الصالة ميت مرة في اليوم.. دايماً مستعجلة.. دايماً تايهة ومظيّعة.. ومن المكان اللي واقفين فيه.. تقدر حصة تشوف حديقة الورد مالت عمتها مريم- الله يرحمها- وعلى طول حست بالراحة. بالرغم من كل هالسنين، في أشيا عمره الزمن ما يقدر يغيّرها. الحديقة هي نفسها اللي كانت موجودة لما كانت حصة ياهل، الريحان والجوري والنعناع.. وكل هالمطر ما خرّب فيهم شي .. والبطاطا في صندوق عند اليدار.. أكيد عمتها مريم قصتهم قبل لا تموت.

يمكن حصة راح تندم لأنها ردت. بس في هااللحظة، ما تبا تكون في أي مكان ثاني غير بيتهم الجديم.. ورا البيت مكان حصة المفضل، هناك أشجار الهمبا ...

كانت حصة تتسلق هالأشجار كل يوم العصر وتقطع الهمبا الاخضر وتفرّه حق قطوتها اللي ما ترضى تاكله.. كانت تقعد هني كل يوم تقطّع كل ورقة ثمان مرات وتفكر إذا كان يحبها كثر ما هي تحبه.. وتعشق الأرض اللي يمشي عليها..

نهاية الفصل الأول

شمس دبي</font>