آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 32

الموضوع: على طريق الذكريات

Hybrid View

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل العاشر

    اليوم الخميس.. يوم عرس آمنة بنت ابتسام ربيعة حصة وأمل..
    حاولت سارة تتهرب من انها تروح العرس بأي طريقة.. بس ما رامت لأنه امها كانت مصرة ما تخليها في البيت بروحها.. خصوصا انه سارة ما ينوثق فيها وأكيد بتظهر اذا يلست بروحها.. انقهرت سارة وراحت العرس غصب.. اليوم ما شافت شاهين ووايد تولهت عليه.. ولأول مرة ما تحس بوناسة وهي لابسة وحاطة ميك أب.. كل اللي كانت تبا تسويه هو انها تكون ويا شاهين وبس..ومع انه العرس كان وايد حلو وربيعاتها اللي تعرفت عليهم جريب - ليلى ومنال- كانوا وياها بس هي كانت في عالم ثاني.. سارة مجبورة تطيع امها وتسوي لها كل اللي تباه لأنه اي سوء تفاهم بينهم ممكن يخليها ترد بوظبي وهي ما تبا هالشي.. على الأقل مب الحين.. لازم تشتري شاهين بالأول .. بعدين تفكر اذا تبا ترد ولا لأ..

    الساعة 11 ونص حست سارة انها خلاص بتنفجر.. التفتت حواليها عشان تشوف امها وين ولقتها على طاولة جريبة من الكوشة ويا ربيعاتها .. مشت صوبها وقالت.. "امايه أنا بظهر.. جبدي لايعة وراسي وايد يعورني واخاف يغمى عليه هني.."
    اتظايجت حصة وردت عليها: "بس انا ابا اتم حبيبتي.. بعدني ما شبعت من ربيعاتي والعرس توه ببدايته.."
    "انزين انتي برايج تمي هني" قالت سارة. "أنا بتصل بكريم عشان يوصلني."
    "لا لا .. مستحيل اخليج بروحج ويا كريم.." ردت عليها امها. "اصبري .. ساعة وبنرد البيت رباعة."
    انقهرت سارة وكانت بترد عليها بس ابتسام سبقتها وقالت: "حصة بنتج تعبانة واذا ما تروم اتم لا تجبرينها.. " والتفتت على سارة وقالت "بخلي دريولنا يوصلج وبطرش وياج ليلى ومنال.. يوصلونج البيت ويردون. شو قلتي؟"
    ابتسمت سارة وقالت لأمها : "عادي؟"
    "عادي" ردت عليها حصة "بس على شرط.. ترقدين.. ما ابا ارد البيت اشوفج سهرانة على التلفزيون."
    استانست سارة وراحت تخبر منال وليلى اللي ما صدقوا انهم بيظهرون هالحزة .. وطلعوا ثلاثتهم عشان يوصلون سارة..

    في السيارة ..
    منال: "سارونا عادي نلف صوب الكورنيش؟ولا ما ترومين؟"
    سارة: "هى عادي.. أصلا انا مب مصدعة بس كنت ابا اظهر."
    منال: "الله وناسة.. " وقالت للدريول "سير صوب الكورنيش شوي."
    سارة: "شو عندج هناك؟"
    ليلى: "خليها .. بتموووت تبا تشوف حبيب القلب."
    سارة: "بس مستحيل ننزل هناك بلبسنا هذا.."
    منال: "لا لا ما بننزل.. بس بناخذ لفة بالسيارة وبنوصلج.. لا تحاتين."
    سارة: "عيل شو استفدتي؟؟ جي ما بتشوفينه."
    منال: "عادي.. بس ابا اكون في المكان اللي يكون هو موجود فيه."
    ابتسمت سارة وقالت في نفسها "صج مراهقة.."

    يوم وصلوا الكورنيش .. لاحظت سارة موتر سالم هناك.. ويلست تدوره بين زحمة الناس الموجودين.. وقالت لمنال تخبر الدريول يبركن.. سألتها منال: "منو تدورين؟" وطنشتها سارة.. هي متاكدة انه هذا موتره .. بس وينه؟؟ ومعقولة واحد نفسه خايسة شرات هذا يكون موجود هني هالحزة؟
    وفجأة شافته.. مر من جدام السيارة.. كان يمشي بروحه.. وشكله متظايج.. واعترفت في داخلها انه سالم وسيم وايد.. بس في نفس الوقت سارة تخاف منه.. في شي في ملامحه يخوفها.. يمكن عيونه.. المهم انها ابدا ما تكون مرتاحة اذا كان موجود حذالها.. ويوم تسير المزرعة .. تحاول بأي طريقة انها تتجنبه.

    انتبهت سارة من أفكارها على صوت منال: "سارونا بلاج سرحتي في سالم.. لا يكون معجبة؟؟"
    طالعتها سارة بنظرة حادة وقالت: "ما بقى الا هالشيبة انعجب فيه."
    ليلى: "أقوووووووووول.. ترانا وايد اتأخرنا.. واخاف امايه تهزبنا."
    منال: "هى والله.. يالله سارونا نحن بنوصلج البيت وبنروح اوكى.؟"
    سارة: "أوكى.."
    وقبل لا يوصلون البيت بشوي سألتهم سارة: "أقوووووول.. بغيت اتخبركم.. تعرفون حمد اللي ساكن في المزرعة؟"
    منال: "هى نعرفه."
    تنهدت ليلى وقالت: "ما يسوي سالفة.. ياما حاولت وياه."
    استانست سارة .. وقالت في نفسها "من حلاتج عشان يسوي لج سالفة.. يالدبة."
    منال:"ليش تسألين؟"
    سارة: "لا ولا شي.. بس امي كانت ترمس عنه امس.."
    ونزلت سارة من الموتر لأنها وصلت البيت ..


    أول ما وصلت سارة البيت ، غيرت ثيابها ولبست جينز وبودي وما اهتمت تمسح الميكياج عن ويهها.. لبست عباتها وطلعت بسرعة من البيت..
    أول ما مشت في الفريج ، حست انه قلبها انقبض.. الظلام وايد يخوف والهوا بارد.. وحاولت تفكر بأي شي ثاني لين ما توصل المزرعة.. مممممممم.. حمد مثلا.. في البداية .. كانت سارة تتجنب حمد في المزرعة وما تسوي له سالفة يوم تشوفه.. بس الحين عادي قامت تسولف وياه واستووا ربع.. وهي بعدها لين الحين ما تعرف انه ولد خالها سعيد.. بس حمد خبرها انها تقرب له من بعيد..
    بصراحة صعبة انه سارة تطنش حمد لأنه وايد طيوب وبعدين ما يستاهل حد يعامله بقسوة.. وسارة اصلا من تشوفه تحس براحة فظيعة عمرها ما حستها ويا اي شخص ثاني.. بس هذا كله ممكن يتغير وممكن حمد في أي لحظة يكشف القناع عن ويهه الحقيقي ويطلع حاله حال اي ريال ثاني..

    حاولت سارة تمشي بسرعة بسبب خوفها من أمها اللي ممكن ترجع في أي لحظة وخوفها من الظلام في هالوقت المتأخر.. وما انتبهت للشخص اللي يلحقها من خمس دقايق إلا يوم حط ايده على كتفها..
    شهقت سارة بقوة والتفتت وراها بسرعة وهي مستعده تهاجم الشخص اللي تجرأ ولمسها.. بس قبل لا تنفذ هجومها عرفت منو هالشخص.. كان حمد

    حمد: "أوه.. سوري .. الظاهر اني خوفتج.."
    عصبت سارة وقالت له : "خوفتني وبس؟ .. انته بأي حق تلاحقني في هالساعة؟؟"
    ضحك حمد ورد عليها: "أنا ألاحقج؟ لا والله.. أنا كنت راد البيت وشفتج وما ييت صوبج الا يوم اتأكدت انج فعلا سارة.. وبعدين تعالي .. انتي شو مطلعنج الحين؟"
    سارة: "ما قدرت ارقد وما أشوف شاهين... تولهت عليه موت."
    حمد بصوت واطي: "يا حظه.."
    سارة: "شو قلت؟"
    حمد: "لا ماشي.. بس كيف امج خلتج تطلعين بروحج هالحزة؟"
    سارة: "أمي ما تعرف.. بعدها في العرس.. أنا رديت من وقت.."
    حمد: "أها.. يعني انتي كنتي في العرس.. عسب جي ويهج كله ألوان.."
    انقهرت سارة وقالت: "يسمونه مكياج.. "
    ابتسم حمد وما رد عليها.. وكملوا دربهم وسارة مستغربة من نفسها .. ليش حاسة انها بتطير من الفرحة لأنها شافته بالصدفة؟ وليش يوم حط إيده على كتفها قبل شوي حست انه قلبها بيوقف؟؟ معقولة...؟؟ لا لا .. سارة قررت انها تبتعد عن خرابيط الحب والمراهقين هاذي خلاص.. ترددت سارة قبل لا تطالعه بطرف عينها وابتسمت يوم زخته وهو يطالعها..
    سارة: "شو تطالع؟"
    حمد: "ها؟؟.... لا لا .. ما شي.. بس كنت سرحان."
    سارة: "امبلى كنت تطالعني.."
    توتر حمد.. :"لا ما كنت اطالعج.. وليش اطالعج."
    ضحكت سارة : "السبب بسيط.. انته معجب فيه."
    وقف حمد وجابلها: "معجب فيج؟؟ .. اسمحي لي اقولج انج تتوهمين."
    بس نظرات سارة له كانت كلها تحدي وقالت له بكل ثقة: "أنا متأكدة.. كل ما ايي المزرعة اشوفك وانته تراقبني.. واول ما ارمسك يتغير لونك.. وبعدين يا حمد .. عيونك تكشف اعمق احاسيسك.."
    انقهر حمد منها ومن نفسه انه ما قدر يخبي هالشي وقال: "شو هالغرور؟"
    سارة: "مب غرور.. .. ثقة."
    سكت حمد ونزل راسه.. وفي الظلام ، ما قدرت سارة تشوف ملامح ويهه بس كانت متأكدة انه صار احمر من المستحى.ابتسمت وهي مب مصدقة انه في هالدنيا واحد حساس وبريء لهالدرجة.. ولا اراديا مدت ايدها ومررتها على خده..
    حمد يحليله انصدم .. ما كان متوقع هالحركة ابدا وما قدر حتى يتنفس.. بس سارة توها حست باللي سوته وسحبت ايدها على طول ..
    حمد: "سارة؟"
    تلخبطت سارة وما عرفت شو تقول: "آسفة.. أنا ....... ما اعرف ... انسى أوكى؟"
    وفي هاللحظة وصلوا للمزرعة .. بس سارة تمت واقفة عند الباب وما طاعت تدخل.. اطالعها حمد باستغراب فقالت له: "خلاص.. ما أبا أدش.. مالي نفس.."
    اقترب منها حمد وقال: "بتين ويايه؟"
    سارة: "وين؟"
    حمد: "أبا اعترف لج بشي.. وبوديج مكان متعلق بهالشي اللي بقوله.."
    ترددت سارة.. كل اللي كانت تباه انها ترد البيت.. كانت خايفة.. من الجو المرعب في هالساعة المتأخرة من الليل .. خايفة من عقاب امها لها اذا ردت وما لقتها. .. خايفة من مشاعرها اللي يمكن ما تروم تتحكم فيها ومن أشيا وايدة بعد.. بس في نفس الوقت .. كيف بتقدر ترفض طلبه وعيونه تفضح شكثر هو محتاج لها انها تكون وياه في هاللحظة وشكثر احساسه بالوحدة ذابحنه..
    " أوكى... بس حاول ما نتأخر .." قالت له سارة .
    ابتسم حمد ومشى وياها .. وفجأة حست سارة انها ما راح تندم على هالمغامرة وانه هالليلة بتكون غير عن كل الليالي اللي مرت عليها..

    --------------------------

    في العرس ، حصة وأمل كانوا يسولفون بروحهم على طاولتهم وما انتبهوا لا للرقص ولا اللبس ولا أي شي ثاني.. وكل شوي كانت وحدة من الحريم اتي وتسلم على حصة وتخبرها امل باسمها وانها كانت ربيعتها ايام الثانوية.. بس لما يروحون تعترف حصة انها ما تذكر ولا وحدة فيهن..
    أمل: "أكيد ما بتذكرين حد.. ليش انتي اصلا كنتي منتبهة لأي أحد غير سالم ايام الثانوية؟"
    حصة: "أقول أمولة.. إذا ما عندج رمسة زينة تقولينها احسن لج تسكتين."
    حست أمل انه حصة عصبت وحاولت تراضيها وعطتها كل ورق العنب اللي جدامها..
    أمل: "يودي حبيبتي كليه كله بس لا تزعلين عليه.."
    ابتسمت حصة وقالت: "أوكى.." وبدت تاكل وهي تعرف انه أمل ما راح تسكت..
    ترددت أمل وايد قبل لا تكمل كلامها.. " بس صج حصة انتي فعلا كنتي عايشة في عالمج الخاص ايام الثانوية.. لدرجة انج مول ما كنتي تلاحظين زيارات ابويه اليومية لبيتكم."
    تنهدت حصة وغمضت عينها عشان ما تصرخ من القهر ، من يومين وأمل ما عندها غير سيرة المرحومة مريم وعلاقتها بأبوها.. ومع انه حصة عصبت عليها اكثر من مرة بس الظاهر انها مب ناوية تسكت.
    "أبويه كان معسكر في بيتكم ويقول انه ساير يخلص اشغاله ويا ابوج" قالت أمل.. وتنهدت قبل لا تكمل " عشان جذه كنت أكرهج موت يوم كنا صغار."
    "عادي حتى انا كنت اكرهج." طلعت حصة لسانها حق امل اللي ضحكت على ربيعتها الهبلة وعلى طول راحت الضحكة عن ويهها ورد الحزن في عيونها.
    تظايجت حصة عشانها وسألتها: "معقولة كنتي تعرفين عن حبهم وانتي ياهل؟"
    أمل: "ما عرفت إلا يوم مات ابوج الله يرحمه. كان ابويه يسير بيتكم يوميا لمدة شهر كامل عشان يشوف شو ناقصنكم. اعتقد انه ابويه كان يحب عموتج قبل لا يتزوج امايه.. بس الله يعلم ليش ما فكر ياخذها. كان عندي احساس انه ابويه يخون امايه وكنت شاكة في مريم.. ومرة، كان راد من بيتكم وانا كنت يالسة في بلكونة حجرتيه ارمسج في التيلفون .. وشفته يوم دش بس هو ما انتبه لي .. ليلتها وقف في الحوي يطالع السما وتردد وايد قبل لا يدش الصالة.. وملامح ويهه كانت متغيرة .. عمري ما شفته مستانس كثر هاذيج الليلة وعلى طول عرفت انه يحبها.. اذكر اني بندت التيلفون في ويهج ويلست اصيح للصبح."
    " فديت روحج." قالت حصة ورصت على ايد امل اللي ابتسمت لها بحب.. وحاولت تخبي دموعها.
    "بس الحمد لله انه امايه عمرها ما اكتشفت هالشي." قالت أمل." عشان جذه ما كرهت ابويه.. لأنه امايه ما اتأذت من هالعلاقة.. بس صدقيني لو دريت انه امايه عرفت ما كنت راح اسامحه طول عمري."
    حصة: "وليش ما حاولتي تنصحينه؟"
    ضحكت أمل وقالت: "أنصح منو؟؟ أبويه؟؟؟؟ انتي تخبلتي؟؟ أنا كنت اخاف احط عيني في عينه.. تبيني أنصحه؟"
    قبل لا ترد عليها حصة يت وحدة من معارفها عشان تسلم عليها ويلست تسولف وياهن شوي .. وعقب ما راحت، اطالعت حصة ساعة موبايلها وقالت: "أمولة الساعة وحدة.. يالله لازم اروح ما اروم اخلي سارونا في البيت بروحها.."
    طلعن اثنيناتهن عقب ما سلمن على العروس وامها وفي السيارة..
    أمل: "حصة اشوف اليلسة هني عيبتج.. كان العرس عذرج وتراه خلص.. الحين لازم تروحين بوظبي."
    حصة: "شو هاي ؟ طردة؟؟"
    أمل: "والله الناس يرمسون."
    اعتفس ويه حصة وقالت: "ومن متى كانت رمسة الناس تهمني."
    أمل: "وخالد.. ؟؟ خالد بعد ما يهمج؟"
    قررت حصة تقهرها وقالت: "منو خالد؟؟ "
    وفعلا انقهرت أمل وقالت: "خلج serious لو سمحتي."
    سكتت حصة وما ردت الا عقب ربع ساعة: "أمل انا تعبت من حياتي... 19 سنة وانا ميتة.. ويوم رديت هني حسيت انه الروح ردت لي.. خليني أعيش .. ولو كان هالشي لفترة محدودة.."
    وهذا اللي قالته حصة لخالد.. قالت له انها تبا تجدد علاقتها بكل ربيعاتها .. تبا فرصة عشان تعيد ترتيب اوراقها..
    بس رد خالد عليها خلاها تعصب وتبند التيلفون في ويهها .. لأنه يوم سمع رمستها قال: "جددي علاقتج بكل حد بس اذا سمعت انه اسم سالم دش في الموضوع ، ورقة طلاقج بتوصلج لين هناك."
    تظايجت حصة يوم تذكرت رمسته والتفتت لأمل وقالت: "خالد وايد متظايج من يلستي هني."
    أمل: "يحق له.. انزين افرضي رديتي البيت الحين ولقيتيه هناك وجبرج تردين وياه بوظبي ؟"
    ابتسمت حصة وقالت بكل ثقة: "مستحيل، أولاً خالد عنده امتحان مهم يوم السبت لازم يحضر له، وبعدين مب من اطباعه انه يفاجئني أو يجبرني اسوي شي انا ما اباه."
    أمل: "والله انه محد يسوى خالد.. محد في الدنيا كلها مدلّع مرته شرات ما خالد مدلعنج.. تبادلين؟"
    مرت أمل بسيارتها صوب الكورنيش وشافت سيارة سالم النيسان وقالت: "هاي سيارة الحب الجديم."
    عضت حصة على شفايفها عشان ما تسب أمل وقالت:"شكرا على المعلومة."
    بس اول ما سمعت حصة اسم سالم، حست انه الدم اللي يمشي في عروقها تجمد.. ولاعت جبدها من كثر ما تظايجت.. ولاحظت أمل هالشي وقالت: "حصة لا تحاولين تخدعين عمرج، السبب الوحيد اللي خلاج تردين هني هو انج تبين تعرفين احساسج.."
    حصة: "والله يا فيلسوفة؟ أي احساس؟"
    أمل: "تبين تعرفين شو بيكون احساسج اذا شفتي سالم جدامج؟ تبين تتأكدين انه طلع من قلبج ومن حياتج خلاص وما بترتاحين لين ما تعرفين هالشي."
    انقهرت حصة من أمل للمرة المليون هالليلة وقالت : "ما يحق لج ابدا تحللين شخصيتي ومشاعري .. انتي فاهمة؟ وقفي السيارة انا برد البيت في تاكسي"
    انصدمت امل من ردة فعلها .. وكملت دربها بس حصة ردت وصرخت: "قلت لج وقفي ولا ببطل الباب وانتي تسوقين.."
    وقفت أمل السيارة وترجت حصة اتم وياها.. بس حصة طلعت وخبطت بالباب وراها .. ومشت على الكورنيش وهي تحاول تغطي عمرها في الجو البارد ... عصبت أمل وعرفت انه حصة سوت هذا كله عشانها عرفت انه سالم على الكورنيش ويمكن تشوفه هني بالصدفة.. تحجبت أمل عدل ونزلت وراها.. كانت حصة ترتجف من البرد.. ويوم حست انه أمل تلحقها، مشت بسرعة.. بس أمل كانت اسرع ووقفت في دربها..
    أمل: "انتي تخبلتي؟؟؟ تعرفين الساعة كم الحين؟؟ ونسيتي نحن وين؟"
    حصة: "ما يهمني."
    أمل: "لا تجبريني اودرج هني بروحج واسير عنج."
    حصة: "هذا اللي اباه.. اباج تفكيني من ويهج."
    أمل: "بطلي حركات المراهقات هاذي .. انتي حرمة عودة الحين ولازم تعرفين انه وقفتج ع الكورنيش هالحزة بتييب لج الرمسة."
    حصة: "أمولة.. انتي قصيتي عليه.. سالم مب هني."
    ما صدقت أمل اللي سمعته وقالت: "انتي بس هذا اللي هامنج؟؟ سالم؟"
    حصة: "لا بس ليش قلتي انه هني؟"
    أمل : "لأنه فعلا هني.. اطالعي عدل " وأشرت أمل صوب البحر.. " هذا هو هناك .. يمشي بروحه.. كالعادة.. محد يطيق يكون قريب منه.. شرات المرض عافانا الله.."
    صدت حصة في الاتجاه اللي اشرت عليه أمل وانصعقت يوم شافته.. خصوصا انه كان ملتفت صوبها.. يطالعها من اول ما نزلت من السيارة..
    أمل: "حصة عن الفضايح ويالله نروح."
    بس شو اللي ممكن يحرك حصة من مكانها الحين وهي تشوفه جدامها للمرة الأولى من 21 سنة..؟ حست حصة بعيونه ونظراته تجرحها.. وتمنت أمل تختفي وكل الموجودين يختفون واتم بروحها هني وياه.. عشان تقدر تروح له.. وتحط ايدها على ويهه وتتأكد انه مب خيال .. عشان تقدر تخبره شكثر اشتاقت له وشكثر احتاجت تشوفه.. و.. قاطعتها أمل.. أمل المزعجة...
    " حصوه اذا ما ركبتي الموتر الحين بيرج من شعرج جدام خلق الله كلهم." قالت أمل وكانت نظرتها أحد من السيف.
    كانت حصة ترتجف بشكل فظيع ولو ما يودتها أمل كانت بتطيح.. صحيح انها كانت تتمنى تشوف سالم، بس ما توقعت ابدا انه مشاعرها بتكون بهالعنف يوم بتكون وياه في نفس المكان.. ويوم شافته يتجدم لهم ، يرّت أمل حصة من إيدها وركبتها الموتر.. وأول ما وصل لهم سالم، كان الموتر خلاص تحرك وحمدت أمل ربها ان هالليلة بتعدي على خير..
    "شفتي تهورج وحركاتج الغبية وين وصلتنا؟" قالت أمل وتمت تتحرطم لين وصلت حصة البيت ..وحصة ساكتة.. ويوم بركنت السيارة عند بيتهم التفتت على حصة وشافت انه ويهها غرقان بالدموع.. كانت دموعها تنزل بصمت طول الدرب.. ما كانت تسمع ولا كلمة من اللي قالته أمل .. الصدمة كانت قوية بالنسبة لها وهالشي اللي المفروض أمل كانت تحترمه.. حضنتها أمل بقوة وحاولت تهديها.. دخلتها البيت وودتها حجرتها.. غيرت لها ثيابها ولبستها بيجامتها ومسحت المكياج من ويهها.. ويلست وياها لين ما تأكدت انها رقدت.. وعقب راحت..
    وقبل لا تطلع أمل من البيت قالت خل تمر وتطمن على سارة.. بس قبل لا تبطل باب حجرتها غيرت رايها. ."هاذي ملسونة وما فيه تنتبه يوم ابطل الباب وتدعي عليه.. خلها تولي."
    وروحت أمل الساعة 2 في الليل وهي تدعي ربها انه ريلها ما يذبحها..

    -------------------------------
    عقب نص ساعة، انتبهت حصة على صوت التيلفون.. مدت ايدها اتدور موبايلها بس قبل لا تحصله انتبهت انه اللي يرن هو تيلفون الحجرة ومب الموبايل.. نشت حصة بصعوبة من فراشها وحست انه راسها بينفجر من الصداع.. ردت بسرعة على التيلفون وهي تفكر منو ممكن يتصل فيها هالحزة.
    حصة: " ألو".
    الصوت اللي سمعته خلاها ترتعش من الصدمة ولا إراديا شهقت ويودت اليدار عشان تقدر توازن نفسها. كان سالم هو المتصل..
    سالم: "ما توقعت أشوفج هالحزة... وخصوصا ع الكورنيش."
    غمضت عينها وردت عليه: "تولهت ع البحر.. "
    سكت سالم واضطرت حصة انها تقول أي شي عشان تكسر الصمت اللي بينهم.. "بالنسبة لبنتي سارة أنا آسفة اذا سببت لك أي ازعاج".
    سالم: "سارة بنتج؟" كان سالم يمثل انه منصدم بس حصة ما تمشي عليها هالحركات.
    حصة: "لا والله؟ لا تسوي روحك ما تعرف." ليش صوته هو الوحيد لين الحين اللي يقدر يحرك فيها كل هالمشاعر؟ ومنو عطاه الحق انه يتصل فيها هالحزة وكأنه يقدر يرد لحياتها متى ما بغى؟ وكيف تجرأت هي وتمادت وردت عليه..؟؟
    سالم: "قلت لها توصل لج سلامي .. وتخبرج اني ترييت وايد."
    حصة: "هى قالت لي.. " وتذكرت رمسة أمل واعترفت في داخلها انها فعلا خبلة ..
    سالم: "أنا ترييتج وعمري ما فكرت أخونج.. بس انتي .. انتي اللي خنتيني.."
    حصة: "أنا؟؟ ليش انت ما اتصلت بي ولو مرة وحدة عقب هذاك اليوم؟؟ ولا حتى فكرت انك ترد واطمني عليك."
    المفروض كانت حصة تصك التيلفون في ويهه وترد ترقد.. بس غبائها ومشاعرها السخيفة هي اللي كانت تتحكم فيها.. كان المفروض تقول له انها تريته وايد.. سنين وهي تترياه وانه ما يستاهل كل التضحيات اللي ضحتهم عشانه.. بس للأسف سكتت ..
    سالم: "رحتى عني وعرستي.. كيف طاوعج قلبج؟"
    "انت بعد عرست.. لا تنسى هالشي." ذكرته حصة.
    سالم: "أنا ما اعتبرته زواج."
    حصة: "خلك صريح."
    سالم: "صدقيني ... كان زواج بالإسم وبس.. تزوجت اصيلة لآنج رفضتي تردين لي.. لأن بنتج وريلج كانوا أهم مني."
    حصة: "لو سمحت لا تقارن نفسك فيهم."
    سالم: "وليش ما اقارن؟؟ أنا متأكد من مكانتي في قلبج." حست حصة بحرارة كلامه وندمت للمرة الألف انها ردت على التيلفون. وكمل سالم كلامه: "انتي اصلا ما رديتي هني الا عشان تشوفيني."
    عصبت حصة: "شو هالغرور؟؟"
    سالم:" وليش ما اكون مغرور.. ؟ كل اللي تمنيته لقيته.. إلا شي واحد.."
    خافت حصة من رمسته وعلى طول غيرت الموضوع.. وقالت: "أمل بعدها تكرهك.."
    تظايج سالم لأنها وبكل بساطة غيرت الموضوع.. وتظايج أكثر لأنها يابت طاري أمل اللي يكرهها من الخاطر.
    سالم: " أمل تكرهني أكثر عن قبل .. بس ما يهمني.. لأني متأكد انج انتي تحبيني."
    سكتت حصة وعضت على شفايفها عشان لا تسبه.
    سالم: "وبتمين تحبيني على طول."
    حصة: "متأكد من هالشي؟" ابتسمت حصة واستغربت من غروره وثقته بنفسه.. بس ما رامت تنكر اللي قاله لأنها بنفسها حاسة بحبها له اللي تجدد من أول ما ردت .. وفجأة قررت حصة تغيظه: "بصراحة اعترف انك ييت على بالي مرة أو مرتين طوال هالسنين.. بس بعد ما أنكر اني وايد مستانسة ويا خالد."
    كان صوتها بارد وجاف وخاف سالم انها تبند في ويهه .. عشان جي غيّر أسلوبه وياها.
    سالم: "بس انا ما ذقت طعم الوناسة.. من يوم غبتي عن حياتي وانا حاس اني مت.. حياتي ما عاد لها أي معنى."
    سكتت حصة وطال الصمت من بينهم.. كلامه أثر فيها وهو يعرف هالشي.. وقرر انه ما يرمس عشان لا يخرب عليها أفكارها.. وتضغط حصة على نفسها عشان تتذكر ريلها وبيتها ومسئولياتها.. وانه هالحب ما بييب لها الا المشاكل وعوار القلب والفضايح..
    حصة بنت عالمها كله واحلامها على شخص واحد وهو سالم.. وشو استوى فيها لما اختفى من حياتها؟؟ تحطمت تماما.. كان عايش في جفونها... وكل ما غمضت ولو للحظة .. تشوفه.. وكان مستحوذ على أفكارها .. طول هالسنين.. خالد كان يعرف انها تحب سالم يوم تزوجها .. وكان يعرف انه صعب ينسيها حبها.. بس مع هذا مرت سنين طويلة نست حصة فيها سالم.. وخالد عمره ما قصر وياها.. وانقبض قلب حصة وهي تفكر فيه الحين وحست بمرارة انها تخون شخص رائع شراته.. وقطع عليها أفكارها صوت في الممر عند حجرتها.. نزلت حصة السماعة ووقفت عند باب الحجرة تسمع الصوت.. كانت خايفة تبطل الباب وتشوف منو اللي في الممر.. خصوصا انه الساعة الحين 3 وسارة أكيد راقدة.. بس يوم وايجت، انصدمت انها فعلا سارة.. بعباتها وشيلتها ياية من برى هالحزة..وحست دمها يفور من الغيظ.. بس للأسف ما تروم تقول لها شي الحين.. دشت سارة حجرتها بسرعة وهي تتحرى انه محد انتبه لها.. وردت حصة للتيلفون.
    ---------------------------------

    أول ما دشت سارة الحجرة، عقت عمرها ع الشبرية وتنهدت .. الليلة.. عرفت سارة شو يعني الحب الأول.. من يوم ردت عن حمد وهي مب قادرة تشيله من بالها.. وتمت تفكر بكل كلمة قال لها اياها وبكل نظرة.. طول ما هو وياها كان ميود ايدها.. ويوم وصلها بيتهم ، باسها على ايدها وراح.. وعرفت سارة انها ما بتروم ترقد الليلة..
    انتبهت سارة انه ميشا راقدة على شبريتها.. ومسحت على فروها الناعم.. بطلت ميشا عين وحدة واطالعت سارة بنظرة كأنها تقول لها: "عن الإزعاج" وردت غمضتها..
    ابتسمت سارة وعقب ما لبست بيجامتها وغسلت ويهها .. حطت راسها على المخدة ومن التعب رقدت على طول..


    نهاية الفصل العاشر</font>

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الســـــــــابع عشر

    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp;

    &nbsp;مرت الأيام على سارة بصعوبة كبيرة.. خالد طلق حصة بناءً على رغبتها.. وسالم يعدل بيته ويغير الأثاث في انتظار زواجه من حصة بعد ثلاثة اشهر.. وحصة حاسة انها عايشة في حلم وما تعرف كيف ترد لأرض الواقع.. كل ما شافت سارة ، تحس بأنانيتها وتفكر كيف قدرت تدمر لها حياتها بهالطريقة.. وسارة قالت جدام امها وسالم انها معارضة زواجهم ومستحيل تتقبل سالم على انه ريل امها.. طبعا حصة قالت لسالم مستحيل اتزوجك اذا سارة ما تقبلت هالشي.. وازداد كره سالم لسارة أكثر وأكثر..

    --------------------

    كانت سارة في فراشها الساعة ست الصبح مب عارفة ترقد ، وبالها مشغول.. كيف بتتحمل انها تعيش عند سالم؟ وقررت انها ترد بوظبي عند ابوها وتخلي امها هني تعيش حياتها على كيفها.. اتصلت سارة بمدرستها أمس وخبروها انهم وقفوها عن الدراسة هالسنة إداريا.. وتظايجت وايد لأن هالسنة ظاعت عليها.. أمها اقترحت عليها تدرس هني بس سارة مستحيل توافق على هالشي..
    تنهدت سارة وقالت: "فديت قلبك يا حمد.. أدري بتكرهني يوم بودرك وبرد بوظبي.. بس لازم هالشي يستوي.. "

    طلعت سارة الصالة وشافت أمها يالسة تشتغل.. كانت ترسم تصاميم مجوهرات وعرفت سارة على طول انه امها متظايجة.. لأنها ما تشتغل الصبح الا اذا كانت صج متظايجة ومب رايمة ترقد.. حطت سارة ايدها على قلبها وتمنت تروح وتحضن امها وتخبرها شكثر تحبها رغم كل اللي صار.. أمها من يوم تطلقت وهي ما ترمس حد.. حتى سالم ترمسه في التيلفون دقيقتين وتبند عنه.. صارت ما تاكل وكله في حجرتها.. وسارة وايد متظايجة عشانها.. استأذنت سارة منها وراحت المزرعة تشوف شاهين اللي بتضطر تودعه جريب..

    أول ما وصلت سارة الاسطبل، انصدمت يوم شافت سالم واقف عند الباب ومنعها من انها تدخل.
    سارة: "إنته شو تسوي هنا؟ شو تبا؟"
    سالم: "هاذي مزرعتي.. ولا نسيتي؟"
    طنشته سارة ودخلت.. ودخل سالم وراها.. لاحظت سارة انه شاهين تنرفز وايد يوم شاف سالم وصار يرفس اليدار اللي وراه..
    سالم: "خسارة هالحصان يتم هني.. ياكل ويشرب من دون فايده.."
    نظرة الاحتقار اللي اطالع فيها سالم شاهين خلت سارة تقترب من الحصان أكثر ولاحظت انه شاهين ما شل عينه عن سالم..
    سالم: "خلاص انا قررت اني اجتله.. يحليله مريض ويتألم وايد.. لازم حد يريحه من عذابه.."
    ارتجفت سارة من تهديده وقالت: "شاهين مب مريض ولا يتألم من شي عشان تجتله.."
    سالم: "اسمعي يا سارة.. أنا وانتي لازم نستفيد من بعض.. أنتي بتخدميني وانا بكون كريم جدا وياج.."
    سارة: "كمل كلامك.. وين تبا توصل بالضبط؟"
    سالم: "أنا باخذ أمج وانتي الوحيدة اللي واقفة في دربي.. اباج تسيرين وتقولين لأمج انج موافقة وما عندج مانع.."
    سارة: "مستحيل..&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;"
    حاولت سارة تطلع من الاسطبل بس سالم وقف جدامها ومنعها ..
    سالم: "صدقيني بتندمين.. إذا رفضتي بجتل شاهين.. ومحد يروم يمنعني.."
    تنفست سارة بصعوبة وغمضت عينها قبل لا تقول.. "أوكى بس بشرط.."
    اعتفس ويه سالم.."أي شرط؟"
    سارة: "أبا شاهين .. أباك تعطيني اياه.. تكتبه رسميا بإسمي أنا.."
    ضحك سالم من خاطره وفكر انها فعلا ذكية.. بس بعدها ما تعرف سالم عدل..
    سالم: "أوكى.. خلاص موافق.. الاسبوع الياي بتكون ورقة الملكية عندج.."
    سارة: "حلو.." وتمنت سارة انها تروم تيود دموعها لين تطلع من الاسطبل..

    طلعت سارة من الاسطبل ومشت لبيتهم ودموعها تنزل بسرعة.. حست انها غلطت.. انها باعت أمها عشان شاهين.. بس امها مستانسة هني.. خلها اتم وين ما تبا.. ومثل ما امها فكرت بأنانية.. سارة بعد بتستوي انانية شراتها.. بس رغم هذا ما رامت توقف دموعها..
    -----------------------------------

    مرت الشهور الثلاثة بسرعة وسارة بعدها في الفجيرة تتريى وعد سالم لها.. ورتبت سارة كل اغراضها واستعدت انها ترد بوظبي الاسبوع الياي.. طول هالفترة كانت تتصل بأبوها وما يرد عليها.. وآخر مرة طرشت له مسج من موبايل امها وخبرته انها تولهت عليه وايد وانها بترد جريب.. وطرشت له مسج ثاني وخبرته انه امها تزوجت سالم.. وانها الحين عايشة وياهم في المزرعة..

    عقب ما تزوجت أمها سالم، تغيرت سارة تماما.. صارت ما ترمس أي حد في البيت وابتعدت عن حمد نهائيا.. وحمد يحليله مب عارف كيف يوصل لها.. يوم تشوفه في مكان تطلع منه على طول.. وكان عنده احساس انه خلاص فقدها..وأمها ما عادت تشوفها بالمرة..

    كانت سارة حاسة بخوف كبير وقرف من هالبيت وكل اللي فيه.. ومن يوم انتقلت للمزرعة، الاسبوع الماضي وثيابها بعدها في الشنطة ما طلعتهم.. ورغم انها تقفل الباب فليل يوم ترقد.. بس بعد ما تحس بالأمان واتم تتجلب في فراشها هي وميشا..

    بالنسبة لحصة.. كان احساسها بالذنب يقطعها.. وما حست بأي سعاده يوم خذاها سالم.. الكل كان يرمس عنها وأمل ابتعدت عنها بعد.. وبنتها دوم مكتئبة.. وخالد.. آاااااااه يا خالد.. ما تعرف كيف حالته الحين.. بس أول ما تشوف حصة سالم.. تنسى كل همومها وتعيش معاه في عالم ثاني.. لأنه الوحيد اللي يروم ينسيها كل شي في هالدنيا..

    ---------------------------

    عقب اسبوع، قررت حصة تطلع من عزلتها وراحت تشوف معرض الذهب اللي فتحوه أمس.. وهناك شافت ربيعتها أمل وترددت قبل لا تسلم عليها.. بس أمل يوم شافتها حضنتها بقوة وقالت: "ما توقعت أشوفج هني .."
    حصة: "هى حتى انا مستغربة من عمري اني طلعت اليوم.."
    سكتت أمل.. من يوم تزوجت حصة وأمل مبتعده عنها وتحس الحين انه بينها وبين ربيعتها بحر عريض وما تروم تعبره..
    أمل: "انزين.. "
    حصة: "هممم.. ماشالله محلوّة أمولة.."
    ابتسمت أمل وقالت في خاطرها.. بس انتي يا حصة كبرتي 20 سنه في هالشهور الثلاثة.. كان شكل حصة متغير وايد وباين عليها انها تعبانة..
    أمل: "امايه تسلم عليج.. تقول لج انها وايد تولهت على سوالفج.."
    حصة:" الله يسلمها.. أمس كنت بسير لها بس سالم ما طاع.."
    أمل: "ماشالله من الحين يتحكم فيج.." وابتسمت عشان ما تزعل ربيعتها..

    صحيح انه أمل ابتعدت عن حصة، بس هذا مب معناته انها ما كملت تحقيقها عن سالم.. بس للأسف لين ألحين ما لقت أي شي ..

    أمل: "شو أخبار سارة وحمد؟"
    حصة: "مدري والله من زمان ما شفتهم.."
    استغربت أمل: "ليش؟ تراكم في نفس البيت.."
    حصة: "لا أنا كله في الحجرة.."
    أمل: "ليش؟ سالم يغار عليج من حمد وحابسنج في الحجرة..؟"
    اختفت الابتسامة من ويه حصة وقالت: "لا .. أمولة انتي شو يالسة تقولين..؟ سالم ما يروم يتحكم فيني.. وبعدين انا مب ياهل عشان يقص علي.. بس بروحي كنت ما اظهر.."
    أمل: "مدري يا حصة احس انج مب مرتاحة.."
    سكتت حصة وباست ربيعتها وقالت: "يالله انا اتأخرت.. لازم أروح.." وراحت عنها..

    -------------------------------

    أول ما وصلت حصة البيت، شافت سالم وخبرته انها متظايجة من أمل ، وخبرته شو قالت لها وكيف كانت تلمح لها انه سالم يتحكم فيها.. طبعا سالم عصب ، خصوصا انه من قبل يكره هاي اللي اسمها أمل.. وسكت.. كان يالس يقرا مسجاته في التيلفون ومطنش حصة.. تعودت حصة على هالأسلوب منه .. دوم ترمسه ويطنشها.. بس حاولت انها ما تظايج عمرها..
    وفجأة صد سالم صوبها وقال: "حصة انا ما اباج تطلعين من البيت.. أوكى؟"
    استغربت حصة: "ليش يعني .. مب واثق فيه؟"
    سالم: "ما اباج تطلعين وخلاص.. يوم تبين شي خبريني وانا بييب لج.."
    كان معصب وحصة تخاف منه يوم يعصب.. سكتت وما عرفت بشو ترد.. سالم يعرف انها تحب تطلع وايد وما تروم توعده انها بتم في البيت.. وبعدين ماله داعي يحبسها.. حصة مب ياهل..
    سالم: "ليش ما تردين؟"
    حصة: "خلاص اوكى مب طالعة من البيت.."

    تعودت حصة انها تسمع كلامه وتعودت انها اتم بروحها في البيت لأنه سالم كله برى.. وما يرد الا فليل.. وصارت ترسم تصاميم وايده وفكرت بمحلها في بوظبي اللي تخلت عنه وباعه خالد.. كانت وايد تحبه.. بس هالتصاميم شو بتسوي فيهن؟؟ بتخبر سالم يفتح لها محل هني.. أكيد بيرضى..
    بس يوم رمسته في الموضوع قال: "انتي مب محتاية البيزات عشان تفتحين لج محل.."
    حصة: "بس يا سالم هاذي شغلتي من 18 سنة الحين.."
    سالم: "قلت لج ماله داعي.."
    يودت حصة عمرها عشان ما تحرج عليه وكتمت اللي في قلبها ..مب احتراما له.. بس لأن سالم صار يخوفها وايد هاليومين.. تخاف ترمس او تسوي حركة غلط جدامه تخليه يعصب عليها ويضربها..

    أمس الصبح مثلا، كانت حصة راقدة وسالم كان يسبح.. ورن التيلفون اللي حذال شبريتها وردت عليه وهي مسطلة من الرقاد.. كان كريم الهندي يخبرها انه سيارتها اللي ردت تخترب وودتها عنده عشان يصلحها جاهزة ويباها تمر تاخذها..
    قالت له حصة: "أوكى.. عقب ساعة ونص بكون عندك.. باي"
    بندت حصة التيلفون وردت ترقد.. بس اول ما غمضت عينها حست بإيد تسحب عنها اللحاف وما انتبهت إلا بكف سالم على ويهها.. صرخت حصة من الألم وصدت صوبه بخوف وهي مب مصدقة انه صفعها.. وقبل لا تبطل حلجها.. سحبها سالم من إيدها بقوة ووقفها جدامه وهي تتألم بشكل واضح..
    سالم: "منو هالنذل اللي كنتي ترمسينه ومواعدتنه عقب ساعة ونص؟"
    كانت حصة مصدومة من أسلوبه وفوق هذا بعد كان يصارخ..
    حصة: "سالم انته تخبلت؟؟"
    حست حصة انه ايدها تخدرت من الألم وترجته يهدها.. كان راص على ايدها بشكل فظيع وهي متأكدة انه راح يكسرها.. "سالم الله يخليك هدني.."
    بس سالم كان شرات الوحش.. مب راضي يسمعها وصرخت حصة يوم دزها وارتطم راسها باليدار..
    سالم: "منو كنتي ترمسين؟؟"
    كانت حصة تتألم بشكل فظيع وقالت بين دموعها: "كريم.. كريم الهندي."
    سالم: "عن الجذب..&#33;&#33;"
    حصة: "والله العظيم انه كريم والله.. يباني اسير آخذ سيارتي من عنده"

    تغيرت ملامح سالم وبدت أعصابه تهدا.. واقترب منها ومد لها ايده عشان توقف.. ويوم مدت ايدها حست بألم بس ما بغت تبين له هالشي..
    وتمت حصة ساكتة ما تعرف كيف تتصرف معاه وطلع هو من الحجرة من دون حتى ما يعتذر لها..وتذكرت رمسة أمل عن أصيلة.. وقالت لعمرها: "لا .. أنا مب شرات أصيلة.. سالم يحبني.. أصيلة كانت خبلة يوم تزوجت سالم وهي تعرف انه يحبني أنا.." واقنعت عمرها انه ما ظربها اليوم الا لأنه يحبها ويغار عليها..


    شمس دبي</font>

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل السادس عشر

    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp;

    &nbsp;من يومين وأمل الكعبي مب قادرة ترقد أو تركز على أي شي غير الرمسة اللي قالتها أمها عن شكوكها في سالم. وكانت في الصيدليه تشتري لأبوها حبوب الضغط ولا انتبهت لرمسة الصيدلي وتعليماته . كان الموضوع هذا شاغل كل تفكيرها. أمس راحت أمل المستشفى وطلبت تشوف ملف سعود ولد أصيلة وسالم. وما طاعوا الإدارة يخلونها تاخذ الملف الا بأمر من المحكمة.. وتظايجت أمل وايد بس ريلها سلطان وبمعرفته ، قدر اييب لها اسم الدكتور اللي كان يعالج سعود لأنه يعرف انها لو ما حصلت اللي تباه بتم متظايجة الاسبوع بطوله..

    رمست أمل الدكتور وخبرها انه سعود مات بسبب اللوكيميا (سرطان الدم) اللي بدا يعاني منه وهو بعده ياهل عمره أربع سنين.. ويوم طلبت منه أمل انها تشوف ملفه ما رضى وقال: "انتي عاوزة توصلي لأيه بالضبط؟ العيّل كانت حالته طبيعية جدا ومات بسبب مضاعفات السرطان.."
    تنهدت أمل وحست بالمعاناة اللي كانت أصيلة تعانيها، وقالت في خاطرها: "يحليلها.. كيف استحملت يومها تسمع انه ولدها مصاب باللوكيميا؟"

    عقب ما طلعت أمل من المستشفى، خبرت ريلها بالمعلومات اللي لقتها وسألته: "شو أسوي الحين؟"
    سلطان: "لا تسأليني .. لو بإيدي ، ما أباج تتدخلين في الموضوع بالمرة.."
    أمل: "حبيبي لازم أعرف.. هالتحقيق مب عشان الجريدة.. هذا عشان غناتي حصوووه أبا أنقذها.."
    ضحك سلطان وقال: "شو رايج تنقذيني انا قبل.. تراني بمووووووت من شوقي لج.."
    ابتسمت أمل وقالت: "شو رايك أواعدك؟ عقب دوامك بنتغدى برى.. عشان الجو يكون رومانسي حبيبي.."
    سلطان: "قولي انج مب مسوية غدا .. ماله داعي تقصين عليه بكلمتين.."
    ضحكت أمل وقالت: "خلاص حبيبي عاد .. انته حدد وين تبا تتغدى وخبرني.. "

    عقب ما بندت أمل عن ريلها .. اتصلت في بيت ربيعتها ابتسام وسألتها.. :"بسموه حبيبتي شحالج؟"
    ابتسام: "هلا أمولة عمري .. الحمد لله انا بخير ونعمة .. انتي شحالج.."
    أمل: "بخير الحمدلله .." كانت أمل مستعيلة وما فيها على سوالف ابتسام اللي ما تخلص وقررت تدش في الموضوع على طول.. " بسموه بتخبرج.. دريولكم شريف هو نفسه اللي كان يشتغل عند المرحومة أصيلة..؟"
    ابتسام: "هى هو نفسه.. ليش تسألين أمولة؟ لا يكون مسوي شي مسود الويه..&#33;&#33;"
    أمل: "لا لا .. بس كنت أبا أعرف ما شي سبب.. "
    طبعا ابتسام ما صدقتها بس سكتت وردت أمل تسألها: "عندج رقم تيلفونه .. ؟"
    ابتسام: "توج تقولين ما في شي والحين تبين رقمه.. أمولة خبريني شو السالفة.."
    تأففت أمل وقالت: "خلاص بخبرج.. بس مب الحين.. بعدين يوم بيي عندج .. الحين عطيني رقمه.."
    عطتها ابتسام رقم الدريول وقررت ادق له بنفسها بعدين وتستجوبه..

    اتصلت أمل بشريف واتأكدت انه فعلا كان يشتغل عند أصيلة وما ودرها الا عقب ما توفت..
    أمل: "شريف خبرني .. كيف كان سالم يتعامل ويا أصيلة؟"
    شريف: "ماما أصيلة كان واااايد زين.. سالم كل يوم يظرب.. وماما أصيلة ما يقول شي.. وما يخبر حد.. بس انا في معلوم.."
    أمل: "وانته ليش ما خبرت عليه؟"
    شريف: "ماما أصيلة كل يوم يوصي انا ما يخبر حد.. يقول بابا كان معصب شوي.."
    خبرها شريف انه أصيلة دقت له مرة الفجر وقالت له اييها البيت بسرعة عشان يوديها المستشفى.. إيدها كانت مكسورة وقالت انها طاحت من على شاهين.. تذكرت أمل انه امها خبرتها عن هالموقف وسكتت.. كمل شريف رمسته وقال انه يوم اقترح عليها يروح ينادي سالم.. زاغت وترجته ما يسير له.. ووداها شريف المستشفى وهو متأكد انه سالم هو اللي كسر لها ايدها..
    اتظايجت أمل من اللي سمعته وقبل لا تبند عن شريف قال لها: "لحظة أنا في يتذكر شي ثاني بعد.."
    أمل: "قول شو تذكرت؟؟"
    شريف: "انته يعرف انا في يرقد داخل ملحق اول يوم يشتغل عند ماما أصيلة.."
    أمل: "أوكى.. شو استوى؟"
    شريف: "مرة انا راقد .. ويسمع حشرة برى داخل حوي.. أنا يشوف من دريشة ماما أصيلة لابس بيجاما مال نوم وفي ايدها baby سعود .. بابا سالم كان واقف عند باب .. بعدين هو يروح داخل وقفل الباب.. ماما أصيلة تمت بروحها برى.. وايد يصيح مسكينة.."
    أمل: "وانته شو سويت؟"
    شريف: "شو يسوي بعد.. أنا في يرد يرقد ويدعي الله على سالم.. بس ما يروم يسوي شي.."

    بندت عنه أمل ودمعت عينها من اللي سمعته.. يحليلج يا أصيلة.. شو سوى فيج الظالم المجرم.. وخافت أمل على ربيعتها تلاقي نفس المصير منه.. وعاهدت نفسها انها ما تخليه في حاله لين ما تكشفه.. "وين بتروح مني يا سالم..؟ " قالت أمل وهي تتأمل سماعة التيلفون اللي في إيدها..

    ردت أمل للمستشفى وصورة أصيلة وهي واقفة ببيجامتها في الحوي نص الليل وولدها في ايدها مب راضية تروح عن بالها.. وسارت قسم الملفات عند ربيعتها ندى اللي تشتغل هناك.. وترجتها أمل عشان تشوف ملف أصيلة.
    ندى: "أمل حبيبتي افهمي.. أصيلة ماااااااااتت من 12 سنة.. يعني مستحيل تحصلين ملفها هني.. "
    أمل: "دوري في الكمبيوتر.. يمكن تلاقينه.."
    ندى: "ما كان شي كمبيوترات على أيامهم.. شو تبين تعرفين..؟؟"
    أمل: "أبا أعرف شو اللي خلا أصيلة تموت وهي بعدها في عز شبابها.. تعرفيني فضولية.."
    ندى: "اوكى روحي عياده الدكتور هشام.. أصيلة كانت دوم تروح له.."
    حظنتها أمل من الفرحة واتصلت الاستعلامات عشان تييب رقم الدكتور هشام..
    الدكتور هشام هو نفس الدكتور اللي تتعالج عنده أم أمل عشان آلام الروماتيزم .. وعسب جي كانت أمل متعودة عليه.. وما ترددت انها تتصل به .
    أمل: "هلا دكتور.. ممكن أيي عندك العيادة ولا مشغول؟"
    د.هشام : "تعالي يختي لا مشغول ولا حاجة.. بس ما تجيبيش الحجة معاكي.. حترفع لي ضغطي.."
    ضحكت أمل وقالت: "لا دكتور اطمن بييك بروحي.. أبا استشيرك في شي.."

    عقب ربع ساعة كانت أمل عنده في العيادة وسألته عن أصيلة.
    د.هشام: "بتسألي عنها ليه..؟ عاوزة تكتبي عنها في الجريدة؟"
    أمل: "الله يهديك يا دكتور.. شو أبا أكتب عنها ؟ الحرمة ماتت الله يرحمها.."
    د.هشام: "أمال عاوزة تعرفي ايه؟"
    أمل: "أبا اعرف سبب وفاتها.. لسبب شخصي ارجوك لا تسألني عنه.."
    د.هشام: "لا لا .. لا حسألك ولا حاجة .. شوفي يا ستّي.. أصيلة كان عندها فقر دم حاد وضعف عام وكان عندها ضيق في التنفس كمان.. ومكتوب في شهادة وفاتها انها ماتت بسببه.. بس انا بقى عندي راي تاني.. "
    أمل: "شو هو دكتور..؟؟"
    د.هشام: " شوفي انا مش حقدر احكيلك بالتفصيل .. اصل الحكاية دي قديمة أوي.. بس في الليلة اللي ماتت فيها أصيلة.. اتصلت بي عمتك مريم ربنا يرحمها وقالت لي أروح لها بيت أصيلة.. ولما وصلت كانت المسكينة ماتت خلاص.. الظاهر انها ما قدرتش تتنفس ومحدش كان في الغرفة عشان يساعدها او يديها الدوا.."
    أمل: "انزين دكتور كمل.."
    خبرها الدكتور عن اللي قالته مريم هاذيج الليلة يوم يلس يهديها عقب وفاة أصيلة.. كانت مريم تصيح وتدعي على سالم انه الله ينتقم منه ويوم سألها الدكتور ليش تدعي عليه قالت مريم: "ظربها يا دكتور وطاحت البنية واغمى عليها.. واترجيته أدش الحجرة عشان اساعدها بس منعني.. قال انها تتدلع وانه اذا أي واحد فينا دش عليها ما بيصير طيب.."
    خبرها الدكتور انه مريم ترجته يسكت عشان لا يسوون فظيحة وسكت الدكتور مثل ما طلبت منه مريم..
    عصبت أمل: "وهاذي مريم ليش سكتت عن الموضوع..؟"
    د.هشام: "كان عندها حق.. حمد وسعود فقدوا امهم في الليلة اياها.. ومش معقول تروح تبلغ على سالم ويتسجن وتقعد لوحديها مع العيال ما تعرفش ازاي تصرف عليهم وازاي تداريهم.."
    سكتت أمل ورد الدكتور يتكلم: "أصيلة كانت مغفلة.. مهما كان زوجها بيضربها كانت بتسكت وما بتردش عليه.. ده كان اكبر غلط.."
    طلعت أمل من عيادته وهي حاسة بدوخة.. وفكرت كيف تقدر تثبت كل اللي سمعته وجمعته من أدلة ومعلومات..

    ---------------------------

    في البيت، كانت أمل يالسة تتعشى ويا سلطان وخبرته بكل اللي استوى.
    سلطان: "غناتي طبي هالسالفة خلاص ما يخصج فيهم.."
    أمل: "لا سلطان ما اروم.. لازم اكمل اللي بديته."
    سلطان: "بس كل اللي وصلتي له الحين هو انه سالم كان مسئول بشكل غير مباشر عن وفاتها.. يعني هو يوم ودرها في الحجرة وظهر.. ما كان يعرف انها بتموت.. "
    أمل: "بس بعد يتم مذنب .."
    تنهد سلطان وقال: "نسيت انه راسج يابس وانا ما اروم عليج.."
    ضحكت أمل وسألته: "والحين شو اسوي؟"
    سلطان: "ما ترومين تسوين شي.. أصيلة ماتت من 12 سنة .. طبي السالفة.."
    سكتت أمل وكمل سلطان: "وبعدين اياني واياج تروحين تخبرين حصة باللي عرفتيه اليوم.. لأنها أكيد بتكرهج لو درت.. تراها ما تصدق شي في حبيب القلب سالم.."
    أمل: "صدق اللي قال انه الحب أعمى.. شو اللي خلا أصيلة تصبر على سالم اذا ما كانت تحبه.. وشو اللي يخلي حصة تتصرف هالتصرفات غير احساسها بالحب؟ "
    هالمرة كان دور سلطان انه يسكت.. وقال عقب تفكير: "اللي تسويه حصة مب حب.. هذا خيانة.. لا تنسين هالشي أمولة.. أوكى؟"

    -------------------------

    نهاية الفصل الســـــادس عشر</font>

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثالث عشر

    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp;

    &nbsp;وقفت سارة تطالع عمرها في المراية عقب ما لبست وخلصت.. أول مرة تلبس عنابي .. ولبسته بس عشان خاطر حمد لأنه اليوم عيد ميلاده.. وتعرف انه يمووت في هاللون.. وحطت آي شادو عنابي ورسمت عيونها بطريقة وايد حلوة.. ابتسمت ابتسامة رضا وفكرت كيف بتكون هالليلة ويا حبيبها؟؟
    عقب ما تأكدت سارة انه شكلها أوكى.. يلست تغلف هدية حمد، وحطتها في كيس كبير.. وحطت في الكيس شموع وولاعة وورد مجفف وشرايط دانتيل.. وبوستر عملاق يلست تسويه حقه اسبوع بحاله.. كانت فكرة سارة انها تجش حجرة حمد وهو مب موجود وتنثر له الهدايا على شبريته.. وتوزع الشموع في الحجرة وتعلق البوستر وتنزل شرايط الدانتيل من سقف الحجرة وتربط في طرفهم إهداءات صغيرة حقه..
    وعقب كل هذا بتظهر من الحجرة وبتسير تدوره .. وبتسولف وياه وبيتمشون ويوم بيردون .. بتوديه حجرته وبتشوف كيف بتتغير ملامحه وهو متفاجئ ومستانس من اللي سوته.. ابتسمت سارة وبسرعة طلعت من الحجرة عشان تسير المزرعة وتنفذ خطتها...

    يوم نزلت سارة الصالة لقت امها يالسة تطالع التلفزيون.. علاقة سارة وحصة تأزمت وايد عقب ما شافتها سارة في المزرعة واستوت تتجاهل أمها وتتعمد تخليها تحس بالشي هذا..

    شافت حصة بنتها نازلة وعلى طول حست بالذنب.. كل ما تشوفها تحس بالذنب .. طافت سارة جدامها وفي ايدها كيس وكانت كاشخة.. فابتسمت حصة وقالت: "شو هالجمال؟؟ وايد حلو عليج اللون العنابي.."
    طنشتها سارة وكملت دربها للباب عشان تظهر...
    تظايجت حصة وحاولت ترمسها مرة ثانية..
    حصة: "سارة حبيبتي وين بتسيرين؟"
    طبعا سارة ما ردت عليها فقامت حصة ويرتها من إيدها وقالت بعصبية: "انتي ما تسمعيني ارمسج؟"
    سحبت سارة إيدها وما رامت تتحكم بأعصابها.. وبدت تصرخ بأعلى صوتها: "شو تبيني أسمع؟؟ عن سواد ويهج؟؟ ولا تبين تسكتيني وتغسلين مخي بكم كلمة شرات ما سويتي في ابويه؟؟ كل اللي بتقولينه جذب.. ترى انتي فقدتي شي اسمه صراحة ... صرتي وحدة ما يشرفني انها تكون امي.."
    قبل لا تكمل سارة كلامها صفعتها حصة بقوة عشان تسكتها..
    انصدمت حصة من الاسلوب اللي تعاملت فيه ويا سارة وعلى طول ندمت وحاولت تحضنها..بس سارة ابتعدت وهي مب مصدقة اللي يلاس يستوي.. وقالت بحزن: "امايه انتي خلاص طحتي من عيني.. وانا مب ملزومة احترمج أو أسمع كلامج.. ما يخصج فيني.. اوكى؟ خلي سالم النذل ينفعج.."

    انجرحت حصة من كلام بنتها وكانت تتقطع في داخلها وهي تشوفها تصيح وتتألم.. بس حصة كانت بعد حاسة بألم ووحدة مالهم حدود.. حصة تبا تفهم بنتها انها بعد انسانة ومن حقها تعيش مع الانسان اللي طول عمرها تمنته.. وتعتبر نفسها ما سوت شي غلط لأنه سالم وعدها بالزواج أول ما تطلق من خالد.. وهي بتفهم سارة كل هذا بعدين.. بس الحين لازم تحاول تهديها بأي طريقة .. حتى لو اضطرت تقص عليها..
    اقتربت حصة من بنتها وقالت: "سارة انتي فاهمة السالفة كلها غلط.. سالم شرات أخويه.. أنا متربية وياه.. وطبيعي إني أعزه وأزوره واسأل عنه.."

    يلست سارة ع الأرض لأنها حست أنه ريولها مب قادرة تشيلها.. لين متى بتم امها تستغفلها وتقص عليها؟؟ لين متى بيستمر هالكابوس؟؟ بدت سارة تصيح صياح يقطع القلب واختلطت دموعها بالآي شادو اللي يلست ساعة تحطه عشان حمد.. كانت تصيح عشان ابوها.. ابوها اللي ما فيه في الدنيا كلها ريال أطيب منه.. ابوها خالد اللي ما يستاهل يواجه هذا كله من امها.. وحست سارة انها بتموت من كثر ما هي متولهة عليه.. صحيح انها يوم تيلس وياه ما تروم ترمسه عن كل اللي في خاطرها.. لأنه هو بطبعه هادي وكله ساكت.. بس سارة تعودت تطالع التلفزيون وياه وتنسدح حذاله على الكنبة وتحط راسها على ريولها .. ويتم هو يلعب بشعرها القصير وهو يطالع الأخبار أو المباريات.. مجرد انها تكون في هالوضع يحسسها بالراحة.. ويوم كانت تظايج من أي شي.. كانت ما تحب تسير لأمها اللي دوم تحرج عليها .. كانت تسير غرفة أبوها وأول ما يشوفها داشة يوقف ويحضنها ويسألها شو فيها.. واذا ما رضت تخبره.. يحاول بأي طريقة انه يضحكها وينسيها همومها.. وهالشي اللي يخليها تحبه موت وما ترضى تشوفه يعاني من كل الي أمها يالسة تسويه..

    اليوم الصبح شيكت سارة موبايل أمها اللي شافته في الصالة.. وحصلت رسايل وايدة مطرشنها أبوها لأمها .. كانت الرسايل كلها شوق وفي أكثر من وحدة كان يترجاها تكلمه عشان يتفاهمون .. دورت سارة على رسالة وحدة يكون ابوها معصب فيها او يهدد فيها حصة بس ما لقت... وهي ميودة التيلفون وصلت منه رسالة كان مكتوب فيها.. "حبيبتي حرام عليج والله حرام.. انتي تعرفين اني ما أروم اعيش من دونج.."
    انقهرت سارة ومسحت الرسالة وكل الرسايل الباجية اللي ابوها طرشها.. ما تتخيل انه سالم يشوف هالرسايل ويطنز على ابوها..
    أبوها يالس يذل عمره عشان وحدة باعته.. وكل هالرسايل ما أثرت في أمها ولا خلتها حتى تحس بالذنب..

    "سارة أنا إنسانة ولي مشاعر.. وتجاهلج لي طول الوقت مأثر علي.. والله اني حاسة بوحدة فظيعة.." قالت حصة وهي تحاول تبرر موقفها ..
    "ما يهمني" ردت عليها سارة من بين دموعها.. "سوي اللي تبينه.."
    تمنت سارة لو تروم ترمس ربيعتها خلود وتخبرها عن التغيرات الرهيبة اللي طرت على حياتها.. بس خلود ما عاد ترد على مكالماتها.. وسارة خلاص ما قامت تتصل فيها..

    أصلا سارة ابتعدت عن كل حد والشخص الوحيد اللي ترمسه حاليا هو حمد.. حتى منلا وليلى انقطعت عنهن.. لأنها كل ما سارت بيتهن كانن يعلقن وينغزن ويسألن أسئلة ما تعرف سارة كيف تجاوبها.. كل حد كان يرمس عن أمها.. وسارة قامت تتحسس من كل نظرة وكل كلمة تسمعها.. كل ما تروح مكان وتسمع ضحكة تحس انهم يضحكون عليها.. وغذا اي شخص مر جدامها ويت عينه في عينها .. تحس سارة بالذنب وكأنها هي اللي يالسة ترتكب جريمة في حق أبوها..
    تعودت سارة انها تيلس في البيت أربعة وعشرين ساعة وإذا طلعت.. تروح المزرعة تجابل شاهين أو تسولف ويا حمد وترد..

    قامت حصة بتعب من مكانها وطلعت من البيت وخلت كيس الهدايا وراها في الصالة.. وتحسفت على مكياجها اللي اخترب ومزاجها اللي اعتفس .. وأول ما دشت الاسطبل، لقت حمد يالس هناك ويوم شافها بهالحالة.. لوى عليها من دون ما يسألها شو فيها.. هو بروحه كان متظايج وما صدق انه شافها.. ويلست سارة تصيح لحد ما هدت اعصابها.. وأول شي قالته يوم سكتت: "نسيت هديتك في صالة بيتنا.."
    ابتسم حمد وقال: "وجودج ويايه هني هو اللي يهمني غناتي.."
    لاحظت سارة انه حمد متظايج وسألته عن السبب..
    ابتعد حمد عنها وحاول ينشغل بأي شي جدامه.. بس سارة أصرت انها تعرف ليش كان متظايج .. وما خلته لين خبرها..
    حمد: "اليوم في المدرسة.. كانوا الشباب يرمسون عن..... أبويه.."
    سارة: "انزين وبعدين؟ شو اللي يظايج في هالشي"
    حمد: " سارونا كانوا يضحكون ويطنزون عليه.. وقالوا انهم يخططون يسيرون ويأذونه باجر..واللي يقهر انهم كانوا يضحكون جدامي وانا ساكت.. وهذا ابويه.. أبويه&#33;&#33;&#33;"
    حست سارة بإحساس حمد.. إحساس انه مب عارف يتصرف.. مخنوق.. وقال له: "مب ذنبك انه أبوك طلع جذي.."
    حمد: "بس أنا حاس اني أنا المسئول عن الحالة اللي هو فيها.. يمكن لو اني انا اللي مت بدل امايه الله يرحمها ما كان استوى هذا كله.."
    سارة: "حمد ليش ما تحاول تزور ابوك وتتعرف عليه.. أنا حاسة انه خالي سعيد انسان طيب ، وانه خاطره يشوفك.."
    تظايج حمد من رمستها وترجاها تغير الموضوع..
    سارة: "أوكى.. تعال بنسير نييب الهدية من بيتنا.."
    سكت حمد ومشى جدامها وتبعته سارة وحست فجأة بالوحدة.. خصوصا انهم يوم وصلوا لبيت حصة تنهد حمد وقال: "باخذ الهدية باجر.. سارة ابا اتم بروحي.. اسمحيلي.."
    انصدمت منه سارة وانجرحت في نفس الوقت.. حمد يعرف انها كانت تخطط لعيد ميلاده من اسبوعين.. كيف يتجرأ ويروح عنها؟ كيف يدمر كل شي وهي اللي يالسة تتريى من الصبح؟ عصبت سارة وقررت انها ما تقهره..
    "برايك حمد.. انته روّح البيت.. " قالت سارة بتحدي.. "أنا بسير أشوف خالي سعيد.."
    ومشت عنه بسرعة وفي خاطرها تقول: "بس وين يسكن خالي سعيد؟ أنا ما اعرف وين أسير &#33;&#33;"
    "لحظة" قال حمد.. "تريي سارة الله يخليج لا تسيرين.. عشاني&#33;&#33;"
    بس اللي حمد يعرفه ومتأكد منه هو انه مستحيل يرد سارة عن شي قررت انها تسويه.. خصوصا انها محرجة الحين.. ورغم الخوف اللي حست فيه وهي تمشي بروحها.. ضغطت سارة على عمرها وكملت دربها لين وصلت الشارع ووقفت أول تاكسي مر جدامها..
    "وين يسير ماما؟" سألها الدريول..
    "تعرف البيت الخرابة .. اللي يسكن فيه سعيد الخبلة؟" سألته سارة..
    "هى يعرف.." رد عليها الهندي.. "بس انته شو يسوي هناك؟؟ الحين ليل يجي .."
    عصبت سارة وقالت: "ما يخصك.. "
    سكت الهندي وقرر يوصلها وهو يقول في خاطره.. "paagal larki"

    ------------------------

    وصلها الهندي للمكان المهجور اللي عايش فيه سعيد، وراح عنها..
    وقفت سارة تطالع حواليها وتقول: "والله اني خبلة.. شو يابني هني؟ والله المكان يخوف.."
    كان المكان هادي بشكل مرعب.. ولا نسمة هوا تخرب على هالمكان صمته العجيب... وتخيلت سارة انها قامت تسمع دقات قلبها من الخوف.. ورغم كل هذا مشت باتجاه بيت خالها وهي مصرة تكمل اللي بدته..
    وفجأه حست انه في حد وراها ومن دون ما تلتفت بدت تركض بكل قوتها.. واللي كان وراها ابتدى يركض ومسكها من ايدها بقوة فظيعة ويرها عشان تلتفت له.. غمضت سارة عيونها من الخوف وحطت ايدها على ويهها.. وهي تقول في خاطرها انا شو اللي يابني هني؟؟&#33;&#33;&#33;
    بس الصوت اللي سمعته شال كل الخوف من قلبها.. كان صوت حمد.. بطلت سارة عيونها براحة وطالعته..
    حمد: "انتي تخبلتي؟؟" هاذي أول مرة تشوفه سارة وهو معصب لهالدرجة.. "منو تتحرين عمرج عشان اتين هني بروحج؟؟ انتي مب ياهل ولا خبلة عشان تتصرفين هالتصرف.."
    ابتسمت سارة من الوناسة لأنه تبعها لين هني.. وتأكدت شكثر يحبها.. وقالت: "حبيبي لا تزعل عليه.. انا بس كنت اباك تتشجع وتشوفه.."
    حمد: "هذا بيته جدامج.." وأشر لها على البيت الوحيد الموجود في هالمكان..
    ركزت سارة على البيت وقالت: "ابا اشوفه.. تعال خل نتقرب اكثر.."
    حمد: "لا .. ما اقدر اشوفه.. سارة .. ما اقدر.."
    سارة: "لازم تشوفه.."

    تجدمت سارة وصدت وراها ووقفت تطالع حمد.. تمنت ما يخيب ظنها ويتبعها.. بس للأسف.. حمد تم واقف مكانه يراقبها وهي رايحة صوب بيت سعيد.. تنهدت سارة وعاهدت عمرها انها ما ترد بيتهم في بوظبي الا عقب ما تجبر حمد انه يشوف ابوه..
    كل ما اقتربت سارة من البيت، كان قلبها يدق بعنف.. وكانت ترتجف من الخوف.. بس مستحيل تبين هالشي لحمد.. وحست بالراحة لأنها متأكدة انه واقف وراها يراقبها واذا اي شي استوى اكيد بيلحقها..
    يوم وصلت سارة للبيت، وايجت من الدريشة.. بس الستارة كانت مغطية على كل شي داخل وما رامت سارة تشوف اي شي..
    وفجأه حست سارة بحزن فظيع وهم كبير يغطي قلبها.. اللي داخل هالبيت هذا خالها... وهي حاسة بوجوده مثل ما هو حاس بوجودها برى.. فديته.. (فكرت سارة).. أكيد الحين منخش داخل .. ميت من الخوف والبرد .. مب عارف منو اللي واقف عند باب بيته..
    كان سعيد يدعي ربه ويقول: " يا رب يسيرون.. شو يبون فيني.. ليش ما يخلوني في حالي.."

    وفعلا قررت سارة انها تروح من دون ما تشوفه.. الهم اللي حست به كان جارف وحست انها اذا شافته بتموت أكيد..

    بس قبل لا تروح.. بطلت الباب شوي .. وطلعت من جيبها شي احتفظت فيه من صغرها.. ولاعة امها عطتها اياها وخبرتها انه ولاعة يدها بوسعيد الله يرحمه.. كانت سارة تستخدم هالولاعة عشان تولع فيها الجكاير.. بس سارة ودرت التدخين خلاص وما عادت تحتاجها..
    من دون تردد، خلت سارة الولاعة عند الباب .. عشان يحتفظ فيها خالها سعيد.. ودعت ربها انه يحفظه ويهديه.. وردت ركض لحمد اللي كان يترياها وفي خاطره ألف سؤال وسؤال..


    نهاية الفصل الثالث عشر


    شمس دبي</font>

  5. #5
    عضو فعال الصورة الرمزية درة الشرق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    306
    قوة التمثيل
    274
    <font color='#000000'>تسلمين اختي على هالقصه من جد روعه

    اتمنى لج التوفيق وان شاء الله نشوف مشاركاتج على طول

    اختج

    درة الشرق</font>

  6. #6
    عضو فعال الصورة الرمزية درة الشرق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    306
    قوة التمثيل
    274
    <font color='#000000'>يحليلها حصووه مب حاسه بشيء فعلا كرهت سالم على الرغم انه مجرد شخصية في القصة

    بليييييييييييييييييز كمليها بسرعه عمري

    اختج درة الشرق</font>

  7. #7
    مـراقــب
    مـراقــبـة الواحة الـمـفـتــوحـة
    الصورة الرمزية طير الحب
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    المشاركات
    2,109
    مزاجي
    Buzzed
    قوة التمثيل
    382
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...

    تم إغلاق القصه للإكتفاء بقرئتها فقط...
    الحمدلله ربي

  8. #8
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>يوم نشت سارة الصبح وعقب ما تريقت.. طلبت من الكعبي انه يوصلها بيت أمها.. ويوم وصلت البيت حست بخوف وترددت قبل لا تنزل.. بس ارتاحت لأنه الكعبي نزل وياها وقال: "أبا أسلم على امج.."
    نزل الكعبي من السيارة ومشى صوب الباب وركضت سارة وراه: "عمي.. ماله داعي تدش اخاف سالم يحرج.."
    الكعبي: ما بجا الا هذا يخوفني.. ما عليه منه ..
    دق الكعبي الجرس وسالم هو اللي بطل الباب.. وتفاجئ يوم شاف سارة ويا الكعبي..
    سالم: من وين طالعة الشمس اليوم.. القاضي ياي بيتي؟
    الكعبي (بنبرة حادة): ييت أوصل سارة..
    ضغطت سارة على ايد الكعبي وترجته بعيونها انه ما يمشكلها وياه أكثر عن جذه.. ودشت البيت وهي مستغلة فرصة انه سالم واقف يرمس الكعبي.. كان سالم واقف جدام الباب عشان يبين للكعبي انه ما يباه يدش داخل..

    سالم: شو قالت لك هالخبلة ساروه؟
    الكعبي: ما قالت لي شي.. وين حصة ابا اسلم عليها..
    سالم: حصة راقدة.. (وطبعا كان يكذب والكعبي يعرف هالشي).
    في هاللحظة طلعت حصة ومشت صوبهم وهي مبتسمة..
    حصة: عمي محمد.. هلا والله.. شحالك؟
    ما صدقت حصة عيونها يوم شاقت الكعبي، لأنها حاسة بوحدة فظيعة هني.. سالم ما يخليها تطلع ومنع كل حد انه يزورها وما عندها تيلفون.. عشان جذي يوم شافت الكعبي من الدريشة ركضت له بسرعة برى قبل لا يروغه سالم..

    لاحظ الكعبي انه حصة كبرت وايد هاليومين.. وضعفت .. كان مبين عليها انها مريضة..
    الكعبي: ييت أوصل سارة وقلت أسلم عليج بالمرة..
    حصة: ليش سارة كانت عندكم؟ (كانت صج مصدومة).
    عقد الكعبي حياته وحس انه حصة أصلا مب حاسة باللي حواليها.. شرات اللي تمشي في رقادها.. وكان خاطره يصفعها عشان تنتبه لبنتها ولنفسها..
    سالم: هى.. بنتج المحترمة باتت عندهم..
    عصبت حصة.. من سارة.. ومن رمسة سالم.. بس حاولت انها ما تبين هالشي وابتسمت للكعبي وقالت: تفضل داخل عمي.. ليش واقف عند الباب..؟
    سالم: لا أكيد الكعبي عنده شغل الحين.. الساعة 9 وبعده ما راح المحكمة..
    ما تفاجئ الكعبي من أسلوب سالم لأنه يعرف انه انسان وقح من زمان.. واطالعه بنظرة احتقار وما رد عليه.. وقال لحصة: ليش ما تزورينا؟ تعالي انتي وسارة تغدوا عندنا يوم الجمعة..
    اطالعت حصة سالم عشان تعرف رايه وهو اللي رد عنها..
    سالم: لا ما تروم.. يوم الجمعة حصة بتكون مشغولة..
    تغير ويه حصة وقالت للكعبي: بحاول عمي بس ما اروم اوعدك..
    انقهر الكعبي من أسلوب سالم وبلادة حصة وركب سيارته وراح..

    يوم تأكد سالم انه الكعبي راح، رد البيت ووقف عند باب حجرة سارة.. تبعته حصة وسألته بعصبية: شو السالفة؟ شو بينك وبين بنتي؟
    ما رد سالم عليها لأنه مقتنع انه يروم يربي سارة بروحه وماله داعي حصة تفهم السالفة..
    بطل سالم باب حجرتها وكانت سارة متلحفة وراقدة.. أو تتظاهر انها راقدة.. كانت ترتجف من الخوف وتدعي ربها انه ما يظربها..
    بس سالم ما اقترب منها.. تم واقف عند الباب وقال: إذا فكرتي تييبين الكعبي هني مرة ثانية.. صدقيني بتندمين..
    حصة: سالم ما يحق لك تهدد سارة وما يخصك فيها..
    التفت سالم لحصة وقال: ما يخصج انتي.. (ورد يكلم سارة): فاهمة؟؟
    من الخوف، هزت سارة راسها وقالت: ان شالله..
    يوم صد سالم صوب حصة شافها واقفة تطالعه بقهر.. وقال: انتي تعرفين اني ما احب حد يدش بيتي.. وبنتج لازم تفهم هالشي..
    حصة: خلاص انته ما قصرت.. فهمتها.. في شي ثاني بعد؟
    طلع سالم من الصالة وصك الباب بقوة وراه.. ودشت حصة حجرة بنتها..
    حصة: سارة؟ سالم ما كان يقصد يصرخ عليج..
    حست سارة بتعب فظيع وهي تطالع امها واستغربت منها.. ليش امها ما تشوفه على حقيقته؟
    سارة: امايه.. انتي مسكينة..&#33;&#33;

    ---------------------------


    أمل انقطعت أخبارها عن حصة لمدة اسبوعين، والسبب انها كانت مسافرة فرنسا ويا ريلها سلطان.. كانت بتخبر حصة بس للأسف ما عندها تيلفون .. واليوم ردت أمل من السفر وكانت يالسة في الصالة تكتب مقال عن الأماكن السياحية اللي راحتها عشان اطرشه الصبح ويا الصور للجريدة..
    كان سلطان راقد ويوم نش وما لقى مرته نزل لها الصالة ويلس وياها..
    أمل: شو مقعدنك حبيبي رد ارقد الساعة وحدة الحين..
    سلطان: مابا.. بترياج انتي ترقدين..
    أمل: زين.. تبا الصدق؟ انا كنت متظايجة وانا يالسة بروحي.. تم وياية ونسني..
    سلطان: أمولة شو سويتي في سالفة سالم؟ ما لقيتي أي شي ترومين تمسكينه عليه؟
    أمل: غريبة.. ليش تسأل الحين؟ انته بروحك قايل لي انه هالسالفة ما تهمك..
    سلطان: فضول.. بتخبريني ولا شو؟
    أمل: بخبرك.. اسمع حبيبي انا اتصلت في وايد ناس وخبروني انه يوسف هذا اللي كان سالم يشتغل وياه ينخاف منه.. يعني محد يحب يتعامل وياه..
    سلطان: هى اعرفه يوسف.. اذكر مرة توهق في سالفة.. واحد من ليوا اتهمه انه جتل فرسه .. بس محد رام يثبت التهمة ويوسف طلع من السالفة..
    أمل: وليش ما خبرتني بهالمعلومة من قبل يا استاذ سلطان؟
    سلطان: ما كنت اعرف انج بتحتاجينها..
    أمل: لا والله؟ تعرف انا شو خبروني؟ قالوا لي انه سالم هو اللي كان ينفذ هالمهمات الصعبة ليوسف..
    سلطان: هذا بعد خبر جديم ..
    أمل: سلطان انته تباني اجتلك؟؟ ليش ما خبرتني من قبل.. ؟ انته تعرف اني ادور أي شي ضده..
    سلطان :أولا انا ما اباج تتوهقين في هالسالفة وبعدين هاي مجرد اشاعات..
    أمل: مب إشاعات انا حاسة انه صج..
    سلطان: والإثبات..؟
    أمل: يعني تباني انسى كل شي؟
    سلطان: هى انسي.. وعقابه عند رب العالمين..
    سكتت أمل وحست باليأس.. وفكرت بحصة..
    -------------------

    في بيت محمد الكعبي.. كان محمد يطالع التلفزيون وباله في مكان ثاني.. كان يفكر : هل ممكن انه الانسان يحب شخصين في نفس الوقت؟ من ثلاثين سنة وهو يحاول يلاقي إجابة لهالسؤال.. ولين الحين ما لقى الجواب..
    لو كان فعلا يحب مريم الله يرحمها، ليش ما تقدم لها وخطبها.. وهي يحليلها عمرها ما طلبت منه هالشي.. كانت كرامتها فوق كل شي. .بس محمد كان يخاف.. يخاف من ردة فعل بوسعيد.. أخوها,.. خاف يخسر صداقته لأن بوسعيد مستحيل كان يرضى يزوج اخته لواحد معرس.. حتى لو كان ربيعه.. بس ليش ما حاول؟ وليش ما خطبها عقب ما مات أخوها.؟ هو بروحه ما يعرف الجواب.. بس يعرف شي واحد.. انه صج حبها ومن كل قلبه.. وحب مرته شيخة بعد من كل قلبه.. وهذا اللي مب قادر يفهمه.. كيف يقدر يحب الثنتين في نفس الوقت؟

    في هاللحظة يت شيخة وهي مبتسمة وقالت: خالد اتصل.. ويبانا نخبر سارة انه بيي ياخذها باجر..
    الكعبي: دقي لها وخبريها..
    شيخة: ما عندهم تيلفون.. نسيت؟
    الكعبي: والله ما اداني اسير هناك بس عشان خاطر سارة بسير..
    وقام الكعبي عشان يخبر سارة باللي قاله ابوها..

    كانت سارة في المطبخ تسوي شاي لحمد اللي عنده امتحان باجر ويوم سمعت الجرس ركضت صوب الباب لأنها تعرف انه امها وسالم رقود.. وأول ما شافت الكعبي زاغت وتذكرت تهديد سالم.
    سارة: عمي شو يايبنك هني؟ سالم بيعصب..
    الكعبي: أبوج اتصل..
    سارة: والله؟ فديته&#33; شو قال..؟
    الكعبي: باجر بيي ياخذج..
    سارة: مشكور عمي والله تعبتك ويايه.. اسمح لي ما اروم ادخلك بيذبحني سالم..
    الكعبي: ادري حبيبتي .. تحملي على عمرج..
    سارة: ان شالله..

    روح الكعبي وردت سارة المطبخ وودت الشاي لحمد.. وخبرته انه الكعبي كان ياينهم..
    حمد: شو يايبنه هني؟ ما يعرف انه سالم بيعصب؟
    سارة: انزين يحليله مر يسلم وراح..
    حمد: سارة.. انتي ليش متغيرة علي..؟ انا غلطت عليج في شي؟
    سارة: لا.. حمد انا مب متغيرة.. انته حساس زيادة عن اللزوم..
    حمد: بس..
    سارة: من دون بس.. خلاص قلت لك اني مب متغيرة..

    في هاللحظة سمعت سارة صوت سالم وهو محتشر وخافت.. كان سالم معصب ونازل من فوق وهو يسبها ويلعن عليها وسمعته يقول: هاذي ما تابت من المرة اللي طافت بس أنا بربيها..
    دش سالم حجرة حمد اللي كان بابها مبطل وويهه احمر من الغيظ.. حمد بروحه زاغ لأنه اول مرة يشوف سالم محرج لهالدرجة.. وقال: سالم شو بلاك؟
    بس سالم لبسه واقترب من سارة بسرعة وزخها من رقبتها.. انصدم حمد من اللي شافه وتم واقف مكانه ومبطل حلجه من الصدمة..
    سالم: قلت لج ما ابا اشوف الكعبي هني بس لازم تعانديني يا ساروه...&#33;&#33;
    سارة: مالك حق تتحكم فيني.. &#33;&#33;&#33;
    كانت سارة ترمس بصعوبة وويهها صار أحمر.. بس ما كان يهمها.. كانت تعرف انه يروم يظربها وهي ما تقدر تدافع عن عمرها بس خلاص ما عاد يهمها.. كل اللي تفكر فيه الحين هو انها تكرهه وبس..
    نزلت حصة من فوق بسرعة وركضت لحجرة حمد وتجمدت في مكانها يوم شافت ريلها راص على رقبة سارة.. حست حصة بدوخة.. كانت تبا ترمس أو تقترب بس ما رامت.. كانت واقفة في مكانها مثل التمثال.. حتى الدموع اللي تجمعت في عيونها مب راضية تنزل..
    سالم: بتحكم فيج وفي اللي يابوج بعد..
    سارة: ما تروم .. (هذا كل اللي قدرت تقوله لأنه رص على رقبتها اكثر)
    لاحظت سارة انه حمد تحرك من مكانه واستغربت من عمرها.. كانت تتحدى سالم، تباه يأذيها او حتى يجتلها ما يهمها.. تباه يسوي أي شي عشان تثبت لأمها انه ريلها وحش..
    اقترب حمد من سالم وبكل قوته دزه بعيد عن سارة.. انصدم سالم من حمد .. كانت عيون حمد حمر من القهر وكان واقف يطالع سالم بتحدي.. وحس سالم بالخوف.. وفجأة.. تذكر شي وطلع من الحجرة ومشى صوب المكتب.. حمد حس بقلبة ينغزه وركض ورا سالم اللي دش الكتب وطلع المسدس من درجه..
    قبل لا يطلع سالم من المكتب مر حذال حمد واطالعه باحتقار وسار عنه.. بس حمد كان متأكد انه سالم مب ناوي على خير.. خصوصا يوم شاف المسدس في إيده وطلع وراه..

    في حجرة حمد كانت سارة تصيح وامها بعدها واقفة عند الباب ، مصدومة..
    سارة: صدقتيني ألحين؟ شفتيه على حقيقته؟
    حصة: سارونا لا تزعلين منه انا متأكدة انه ما كان يقصد..
    سارة: بس الله يخليج امايه لا تكملين.. انا خلاص فقدت الأمل فيج.. (وشلت ميشا وطلعت برى عشان تشوف شاهين..)
    أول ما طلعت سارة من البيت.. سمعت صوت شاهين.. كان صوته غريب.. كأنه يصرخ.. ومن دون ما تحس ركضت بسرعة باتجاه الاسطبل.. ويوم وصلت شافت سالم واقف مجابل شاهين .. وشاهين يحليله يرفس اليدار وراه ويهز راسه بقوة من كثر ماهو متنرفز.. بس اللي صدم سارة انه سالم كان موجه المسدس باتجاه شاهين..

    -------------------------
    يتبع</font>

  9. #9
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثامن عشر
    -----------------

    الساعة استوت خمس الفير وسالم بعده ما رقد، قاوم الرقاد بكل قوته لأنه متأكد انه بيرد يحلم الكابوس اللي منغص عليه عيشته من اسبوعين.. طلع سالم من غرفته بهدوء عشان ما تنش حصة ويلس في الصالة..

    لما خلص سالم الثانوية، كان محتاج للبيزات عشان يدفع ديونه لسعيد.. وعشان يقدر يخطب حصة، ودور شغل في كل مكان بس محد رضا يشغله.. وفي يوم كان قاعد في المقهى وسمع الشباب يرمسون عن يوسف.. ويوسف هذا واحد من أغنى رجال الأعمال في المنطقة..
    حاول سالم انه يوصل ليوسف بأي طريقة وفعلا قدر يوصل له وقال له انه يبا يشتغل عنده..
    "شو تبا تشتغل؟ شو مؤهلاتك؟" سأله يوسف يومها
    "ما عندي غير شهادة الثانوية." رد عليه سالم " بس انا مستعد أسوي اللي تباه.. وتقريباً تروم تعتمد علي في أي شي.."
    فكر يوسف وقرر انه يستغل سالم في شي كان خاطره يسويه من زمان..

    اشتغل سالم دريول عند يوسف في البداية.. ومع مرور الأيام كانت علاقتهم ببعض تتوثق أكثر وأكثر.. واكتشف يوسف في هالفترة انه سالم ممكن فعلا يسوي أي شي عشان البيزات.. وكان يوسف مهتم وايد بالخيول وعنده أكثر من فرس يشركها في السباقات بس ولا وحدة فيهن فازت,, كان يهمه انه يفوز بس للأسف الحظ ما كان يحالفه..
    ومرة كان يالس ويا سالم وقال له: "يا سالم انا ما شغلتك ويايه الا لأني اعرف انك ممكن تنفذ كل طلباتي.. وألحين يا اليوم اللي تثبت لي فيه جدارتك.."
    "وانا تحت أمرك طال عمرك.." رد عليه سالم على طول..
    يوسف: "طبعا انا ما بقصر وياك وبكافئك على تعبك.."
    كان سالم متوتر وحاس انه أخيرا بيحصل الثروة اللي كان يحلم بها..
    يوسف: "أباك تجتل " طماعة" فرس عايض المزروعي.."
    انصدم سالم من طلب يوسف.. طماعة هاذي هي الفرس اللي فازت في السباقين الأخيرين.. ورفض عايض يبيعها رغم انه اللي بغى يشتريها عرض عليه فيها 9 ملايين.. حس سالم انه قلبه يدق بسرعة واحمر ويهه.. شو بيسوي الحين..؟ كيف يخبره انه ما يروم يلبي له هالطلب..
    حس يوسف انه سالم تردد وقرر انه يساعده شوي في اتخاذ قراره..
    يوسف: "بدفع لك 100 ألف اذا وافقت.."

    أول ما سمع سالم المبلغ وافق على طول.. وهاذيج الليلة والناس رقود.. كان سالم في ليوا.. والساعة ثلاث فليل خلص جريمته واتصل بيوسف يبشره.. واستلم المبلغ منه في اليوم الثاني .. بس ما قدر يتهنى فيه لأنه كان حاس بذنب فظيع.. كان مب قادر ينسى شكل الفرس وهي تموت.. وخوفه وهو يركض قبل لا حد يشوفه.. "طماعة" هاذي هي اللي تلاحقه ف أحلامه كل ليلة.. مع انه تعود على هالشغلة وصار وجتل أكثر من فرس ورفع السعر ل 500 ألف .. بس طماعة بالذات هي اللي كان يحلم فيها.. ومب قادر لين الحين ينسى كيف قاومت الموت بكل طاقتها..

    في الكابوس اللي تعود عليه.. كان يشوفها تركض في مكان كله دم.. تركض بسرعة.. وفجأة تشوفه.. وتغير اتجاهها وتركض وراه.. ويحاول هو يشرد عنها بس مع كل خطوة تقترب منه أكثر.. وفي النهاية توصل له.. وينش من الرقاد وهو بيموت من الخوف...

    تأفف سالم وهو يالس في الصالة ووقف عند الدريشة يراقب الشمس وهي تطلع.. سالم حقق كل أحلامه وامتلك كل اللي كان خاطره فيه.. بس ليش لين الحين مب قادر يشيل من باله ذكرى سعيد وهو يقول له انه مجرد خدام في بيتهم.. متشرد.. وزبالة..؟ ليش ما ينسى ويعيش مرتاح؟؟ ليش دايم يدور حد ينتقم منه .؟؟ متى بيشبع وبيرتاح؟

    سالم خايف.. خايف انه حصة تودره في أي لحظة شرات ما ودرت ريلها.. وخالد كل يوم يتصل بسالم على تيلفونه .. وسالم يبند في ويهه بس خالد يرد يتصل.. وحصة مأذتنه كل يوم ترمسه تبا تبطل لها محل عشان مجوهراتها.. بس سالم يعرف انه الحرمة اللي تروم تعتمد على نفسها وعندها بيزاتها الخاصة.. ممكن تودر الريال في أي لحظة.. وعشان جذه قرر انه يعزل حصة عن العلم الخارجي.. اللي تباه من برى بييب لها اياه بروحه.. والمحل مستحيل يبطل لها اياه.. وفوق هذا بعد بياخذ عنها الموبايل..
    دش سالم الحجرة وشاف تيلفون حصة حذال شبريتها وخذاه.. ويوم طلع من الحجرة طلع البطاقة منه وكسرها.. والجهاز قرر انه يعطيه لكريم الهندي يوم بيشوفه باجر..
    ويوم نشت حصة ودورت تيلفونها، خلى عمره ما يعرف أي شي.. وعقب ما تمت يومين اتدور عليه.. يأست حصة وقال لها سالم: "ما بتحتاجينه خصوصا انج ما بتطلعين من البيت.."
    اقتنعت حصة بكلامه وحتى لو ما اقتنعت كانت اصلا تخاف تعارضه..

    الساعة ست العصر طلعت حصة ويا أمل واستغربت انه سالم وافق يخليها تطلع، وراحت ويا أمل السينما.
    وفي البيت، كانت سارة يالسة في الصالة وحمد توه بيظهر وشافها.. فقرر انه ينهي الصمت اللي بينهم ويحدد موقفها وياه.. ويلس حذاها..
    بس قبل لا يبطل حمد حلجه قالت سارة: "سالم وعدني يكتب شاهين بإسمي.. بس لين الحين ما شفت منه شي.."
    حمد: "لا تحاتين.. سالم عند كلمته.."
    سارة: "للأسف انته مخدوع فيه.."
    حمد: "لا يا سارة.. يمكن سالم نسى.. بس مستحيل يقص عليج.."
    تنهدت سارة وتمنت يكون كلامه صح.. وسرحت في عالمها الخاص.. وحمد يوم شافها ما عبرته، قام وطلع عنها..

    عقب ما طلعت حصة وأمل من السينما، راحوا يتمشون ع الكورنيش..
    أمل: "اليوم الصبح دقيت لج عشر مرات بس موبايلج كله مغلق.."
    حصة: "أصلا موبايلي ضايع.. "
    أمل: "انزين خذيلج غيره.."
    حصة: "سالم قال ما يحتاي.."
    سكتت أمل وغيرت الموضوع.. "تعرفين يا حصة.. شعرج صاير كله ابيض.. ليش ما تصبغينه؟"
    حصة: "مب مهم.. مالي نفس.."
    استغربت أمل، مزاج حصة معتفس من الخاطر ومب من عوايدها تهمل عمرها جذه..
    أمل: "غريبة انه سالم خلاج تطلعين اليوم.."
    حصة: "أمل اسكتي.. ممكن؟"
    أمل: "ان شالله.. بلاج جي نفسج خايسة؟"
    حصة: "ما فيني شي بس انتي وايد تفرين نغزات وانا بصراحة ما اتحمل.."
    أمل: "حصة.."
    حصة (تقاطعها): "لا تحاولين تنكرين.. اسمعي امل انا ما حاولت اتدخل في حياتج.. وانتي بعد ما يخصج فيني.."
    عصبت أمل وسكتت..

    ------------------
    يوم ردت حصة البيت.. كان سالم مب موجود.. وتريته الليل بطوله بس ما رد.. وطبعا ما عندها تيلفون عشان ادق له.. وكانت بتموت من كثر ما تحاتيه.. والساعة 3 سمعت صوت سيارته برى وركضت تشوفه من الدريشة.. ويوم وصل الحجرة سألته: "وين كنت؟"
    سالم: "كنت عند واحد من ربعي.."
    استغربت حصة.. أولا سالم ما عنده ربع.. وثانيا ليش مب راضي يطالعها.. كان يلعب بسويتش السيارة وما حط عينه في عينها.. شكت حصة فيه بس قررت تتغاظى عن الموضوع ورقدت ليلتها وهي تفكر اذا هالشي بيتكرر ولا لأ..

    -----------------
    عقب يومين، كانت أمل يالسة عند أمها الصبح وسألتها أمها عن حصة..
    أمل: مدري امايه .. ادق لها دوم بس موبايلها بعده مغلق.. وما اعرف رقم البيت..
    شيخة: انزين سيري لها.. والله اني خايفة عليها..
    أمل: لا امايه انتي تعرفيني ما اداني سالم.. وبعدين سلطان ما يباني اسير لهم..
    شيخة: يحليلها.. الله يعينها..
    أمل: تعرفين انه خالد دق لي أمس؟
    شيخة: والله؟ شو قال لج؟
    أمل: يحليله يحاتيهم ويقول انه دوم يدق ويعطيه مغلق.. ويحاتي سارة.. يقول مب من عوايدها انها ما تدق له..
    شيخة: ما عليج من ريلج.. الحين تسيرين تطمنين على حصة..
    أمل: ان شالله امايه.. بس اذا سلطان احتشر بقول له انج انتي اللي غصبتيني اسير..
    شيخة: سلطان طيب ويحبج ما بيقول شي..

    سارت أمل المزرعة واللي شافته هناك موووول ما عيبها..
    أول ما نزلت من موترها وقف لها سالم عند الباب.
    سالم: أي.. شو عندج ياية هني؟
    انصدمت أمل من هالاسلوب الوقح وردت وقفت عند موترها..
    أمل: ياية أطمن على حصة.. ما اعتقد انه هالشي عيب أو حرام..
    سكت سالم وحست أمل انه يالس يدور على كذبة يقولها.. حصة محد او راقدة..
    أمل: جنك تبا تروغني ومتلوم؟
    قبل لا يرد عليها طلعت حصة وركضت لأمل وحضنتها.. ودخلتها داخل.. وهي مارة حذال سالم سألته: "ليش ما خبرتني إنه أمل هني؟"
    طالعها سالم بنظرة حادة وسار عنها.. وفي الصالة يلست حصة وأمل يسولفون..

    أمل: حصة والله اني احاتيج..
    حصة: دومج تحاتيني مب شي يديد.. وانا كنت بييج بس ما ادري شو استوى على الموتر .. اخترب مرة وحدة..
    وعرفت أمل انه سالم هو اللي خرب الموتر.. بس ما رامت تقول شي لأنه سالم يا ويلس وياهم وانقهرت أمل من وقاحته وروحت..

    عقب ما طلعت من عندهم ردت على طول عند أمها وخبرتها باللي استوى..
    أمل: ليش حصة ردت هني؟ لو تمت في بوظبي أحسن لها.. وبعدين شو يعيبها في هالشيبة الوغد؟
    شيخة: على قولتكم.. الحب أعمى..
    أمل: هى والله انه اعمى..
    ابتسمت شيخة وقالت: امل انتي تتحريني ما اعرف عن ابوج والمرحومة مريم.. ؟
    انصدمت أمل.. كيف امها عرفت وشو ياب هالسالفة الحين؟
    أمل: كنتي تعرفين؟
    شيخة: أعرف.. بس مابا ارمس في الموضوع..
    أمل: انتي فتحتي هالموضوع.. لازم نرمس فيه..
    شيخة: لا انا بس كنت ابا اخبرج اني اعرف..
    أمل: انزين خبريني كيف عرفتي..
    شيخة: خلاص قلت لج غيري الموضوع..
    غيرت امل الموضوع غصبن عنها.. واتصلت أمل بخالد وخبرته انها سارت تطمن على حصة وسارة.. كان خالد بعده متظايج من سالفة حصة بس اللي كان مخوفنه هو انه سارة بعدها وياهم وما ردت بوظبي.. وعقب ما بندت عنه قالت شيخة: هى نسيت أخبرج..
    أمل: شو؟
    سيخة: كنت سايرة ويا الدريول عند سعيد أودي له أكل وبيزات.. ويوم وايج الدريول داخل خبرني انه شاف سارة يالسة ويا سعيد..
    أمل: مستحيل.. سعيد ما يرمس ويا أي حد..
    شيخة: تراني ما صدقته ونزلت بروحي اتأكد.. وشفتها بعيني..
    أمل: سبحان الله..

    وفعلا كانت سارة تزور خالها سعيد كل يوم.. تسولف وياه وتنظف له البيت وتطبخ له.. وأمس غصبته يتسبح وشلت له وياها بخور وبخرته.. وكانت صج فخورة انه من اسبوع ما شرب قطرة خمر.. سعيد تغير وصار يسولف لها عن اهله اللي هم اهلها.. خبرها شكثر كان يدها محترم وكل حد يحبه.. وشكثر كانت المزرعة حلوة ايام يدها ويدتها.. ويوم سألته عن السبب اللي خلاه يشرب.. خبرها عن الحريق وكيف مرته ماتت..

    خبرته سارة عن همومها ومشاكلها .. وقالت له: تعرف يا خالي.. انا من زمان ابا ارد بيتنا في بوظبي.. بس انته السبب الوحيد اللي يمنعني اني ارد في هالفترة..
    ما فهم سعيد قصدها فقالت له: خالي انته من متى ما صليت؟
    انصدم سعيد وحس انه حد صفعه على ويهه.. قام يرتجف وقال: أنا؟؟ .......
    سارة: هى انته خالي.. من متى ما صليت..؟؟
    سكت سعيد فترة وبدا يصيح.. سارة عورها قلبها ولوت عليه.. ويلس يصيح في حضنها وقال: ما اذكر.. ما اعرف متى اخر مرة صليت فيها.. مااذكر... ما اعرف..
    دمعت عيون سارة ودعت ربها انه يهديه ويغفر له وقالت: خالي.. قوم خلنا نصلي المغرب رباعة..
    سعيد: الله ما بيقبل صلاتي..
    سارة: استغفر ربك يا خالي .. ربك كريم وما ينسى عباده.. قوم خلنا نصلي..
    قام سعيد وياها وسألها عن شغلات كان ناسنها.. وكانت سارة كل يوم تسير له وتعلمه شي .. لين ما تأكدت انه تعود على الصلاة وكانت تحس بسعاده مالها حدود وهي تشوفه يصيح في صلاته.. أخيرا.. خالها سعيد رجع..

    يوم ترد سارة البيت، تحس بغربة كبيرة.. تولهت على ابوها مووت.. بس امها ما عندها موبايل.. وماشي تيلفون في البيت.. وسارة ما تحب تطلب الموبايل من حمد.. فقررت انها تسير بيت أمل وتتصل بأبوها من هناك.. وتخبره ايي ياخذها.. بس قبل لا تسوي هالشي لازم تتأكد انه شاهين بيكون لها.. وطبعا محد يعرف عن خطتها هاذي غيرها هي..
    دشت سارة حجرتها وشلت ميشا في حضنها وطلعت تتمشى في المزرعة.. كان الجو بارد والظلام فظيع.. بس حاولت سارة انها ما تفكر بأي شي يخوفها لأنها فعلا محتاجة تشم هوا.. عقب شهر. .بتكمل 16 سنة.. بس مني للشهر الياي الله يعلم شو بيستوي.. ودعت سارة ربها انها ما تحتفل بعيد ميلادها الا ويا ابوها في بوظبي..

    كانت سارة تمشي وهي سرحانة ويوم انتبهت للوقت كانت الساعة 12، فخافت وردت البيت ركض.. أول ما دشت الصالة كان سالم توه ياي بيقفل الباب وقال: رديتي؟ انا قلت متي ولا حد خطفج..
    سارة: للأسف هالشي مستحيل يستوي.. متى بتعطيني أوراق الملكية.؟
    سالم: ملكية شو؟
    سارة: شاهين.. نسيت شو؟ انته وعدتني انه بيكون حقي..
    وحست سارة انها غبية.. سالم اكيد خدعها.. كان المفروض ما توافق على الزواج الا عقب ما يعطيها شاهين..
    سالم: أوه صح.. انا وعدتج اذا وافقتي على زواجي من امج اني اعطيج شاهين..
    سارة (بارتياح): هي..
    سالم: وصدقتيني؟ (وابتسم ) كنت اتحراج اذكى عن جذي..
    كانت سارة تتنافظ من القهر..وقالت: الأوراق بتوصلني يعني بتوصلني..&#33;&#33;
    سالم: والله؟ يحليلج.. وايد تحلمين..
    حست سارة بالدم يغلي في عروقها.. سالم خدعها.. النذل&#33;&#33; خدعها بكل سهولة.. واللي يقهر اكثر، انه ضحك عليها ومشى عنها وكأنها ولا شي.. ما حست سارة بعمرها وهي تشل المزهرية من على الطاولة.. ومن دون تردد فرتها عليه.. بس للأسف المزهرية ما صابته وارتطمت في اليدار وتكسرت..

    ليش؟ قالت سارة ف خاطرها.. التفت سالم صوبها وكان بيموت من القهر وماتت سارة من الخوف يوم شافته ياي صوبها.. وقبل لا تشرد سحبها من ايدها.. وميشا يحليلها تخبلت .. قامت تراكض في الصالة مب عارفة شو تسوي..
    سالم: " تبين تجتليني يالحقيرة؟"
    سارة: "هدني.. أحسن لك تهدني.."
    بس سالم رص على ايدها اكثر وحست سارة انه بيكسرها..
    سارة: قلت لك هدني يالكلب&#33;&#33;&#33;
    سالم: انتي اصلا مب مرباية.. لازم تنظربين ظربة محترمة عشان تتأدبين..
    ورفع سالم ايده عشان يظربها وفي هاللحظة هجمت عليه ميشا وتعلقت فيه.. تفاجئ سالم من القطوة وهد سارة وفي نفس اللحظة بطلت سارة الباب وركضت.. طلعت تركض من البيت ووراها ميشا وهي مب عارفة وين تسير هالحزة.. ولمنو..

    عقب ما حست سارة انه نفسها انقطع.. انتبهت انها وصلت للشارع وانها مب لابسة لا شيلة ولا عباة.. بس الجلابية اللي كانت لابستنها من العصر.. وحست بتعب وإحراج وخوف .. ويلست على الرصيف تصيح من كل قلبها.. وما صدقت عيونها يوم شافت ميشا لاحقتنها وشلت القطوة وحضنتها.. وهي تقول: فديت روحج.. انتي اخر وحدة توقعت انها تدافع عني.. كانت القطوة ترتجف من البرد وحضنتها سارة بقوة عشان تدفيها وكملت دربها لبيت محمد الكعبي بسرعة قبل لا تمر دورية وتشوفها..

    وهي تمشي.. كانت تتأمل البيوت اللي تمر حذالها وتمنت لو انها كانت في واحد من هالبيوت.. راقدة.. مرتاحة بين اهلها.. وتمنت يكون الدرب اللي تمشي فيه صح لأنها مب متأكدة.. بس يوم شافت بيتهم جدامها حمدت ربها وركضت للجرس ادقه..

    الكعبي يحليله زاغ وشاف الساعة وحدة.. من وبييه هالحزة.. ويوم بطل الباب زاغ أكثر..
    الكعبي: سارة؟ شو يايبنج الحين؟ وكيف طالعة من البيت جي؟ وين امج؟
    سارة: عمي .. دخلني..
    دخلها الكعبي بيته ويابت لها شيخة شيلة تغطي بها شعرها.. خبرتهم سارة بكل اللي استوى وعصب الكعبي من الخاطر وكان بيسير يأدب سالم بس سارة حلفت عليه ما يسير له..
    سارة: عمي لا توصخ لسانك ويا هالأشكال وتنزل من مستواك..
    الكعبي: خل أدبه مسود الويه..
    سارة: عمي عشاني الله يخليك.. انزين ابا التيلفون .. بتصل بأبويه..
    يابت لها شيخة التيلفون وطلعت هي وريلها من الصالة عشان ترمس سارة ابوها على راحتها..

    دقت سارة لأبوها ثلاث مرات بس للأسف ما رد عليها.. أكيد راقد وموبايله على الصامت.. دقت سارة على بريده الصوتي وقالت: ابويه تعال خذني انا ما اروم اتحمل الوضع اكثر عن جذي.. أبويه والله تولهت عليك .. والله والله..&#33;&#33; وبندت قبل لا تصيح..

    دشت شيخة الصالة وودت سارة المطبخ وسوت لها شاي لأنها كانت ترتجف من البرد.. وقالت لها: انا جهزت لج الغرفة اللي فوق.. تعالي ارقدي فيها..

    رقدت سارة ليلتها في بيت الكعبي ولأول مرة من يوم تزوجت امها.. رقدت سارة وهي مرتاحة ومطمنة..
    -------------------------


    نهاية الفصل الثامن عشر..</font>

  10. #10
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>نزلت حصة المطبخ وحاولت تسوي لها شاي بس ما قدرت لأن إيدها كانت تعورها وايد.. دش حمد ويوم شافها متلعوزة سوى لها شاي ويلس يسولف وياها..
    "وين سارة؟" سألته حصة
    حمد:"برى.. عند شاهين.."
    حصة: "ما اشوفك تيلس وياها هاليومين؟"
    حمد (وهو متظايج): " لا بس انشغلت في الدراسة شوي.."
    في هاللحظة شاف حمد إيد حصة .. كان لونها بنفسجي مكان ما رص عليها سالم..
    حمد: "بلاها ايدج؟"
    حصة: "طحت.."
    وطلعت حصة من المطبخ بسرعة قبل لا يرد حمد يسألها عن إيدها..
    وعقب ما لبست عباتها وشيلتها، نزلت الصالة وشافته قاعد فطلبت منه يوصلها عشان تييب سيارتها..
    وفي السيارة كانت حصة سرحانة في عالمها الخاص، كانت تفكر التصاميم اللي رسمتهم وتعبت عليهم.. ليش سالم مب راضي يخليها تشتغل؟ حصة محتاجة البيزات لأنه سالم من يوم خذاها ما عطاها ولا ربية.. وسارة يحليلها مفلسة بعد.. وحصة تستحي تطلب البيزات من سالم..

    التفتت حصة لحمد ويلست تتأمل ملامح ويهه.. فيه شبه كبير من اخوها سعيد.. ابتسمت حصة يوم يت عينها في عينه وحست انه استحى .. وسألته: "حمد انته مرتاح ويا سالم.؟"
    استغرب حمد من سؤالها وقال: "هيه الحمد لله على كل حال.."
    حصة: "ما تولهت على امك وابوك؟"
    حست حصة انه سؤالها غبي بس عقب فوات الأوان.. لأن حمد احمر ويهه وتغيرت ملامحه على طول..
    أكثر من مرة كان حمد يحلم بأمه واليوم اللي احترق فيه البيت.. كان الحلم غريب.. كأنه ذكرى محفوظة في خياله وما تطلع له إلا في أحلامه.. وأمس رد يحلم نفس الحلم.. يحلم انه النار شكلها وايد حلو.. كأنها سائل أو جلي.. وكان يقترب منها ويمد إيده,, بس في اللحظة اللي يحاول يمسك فيها النار.. كانت أمه تطلع جدامه وتمنعه..
    قطعت حصه عليه افكاره وقالت: "آسفة.. ما قصدت اذكرك بأمك.."
    حمد: "لا عادي.."
    ابتسمت حصة وحست انها تشفق عليه.
    وحمد شاف نظرتها وضحك في داخله.. هو اللي يشفق عليها.. سالم متحكم في كل شي بحياتها.. وطلب من حمد يراقبها وما يخليها ترمس في التيلفون في غيابه..

    ------------------------------
    من أسبوع تقريبا.. لاحظ حمد انه في ريال غريب يلاحقه.. وين ما يروح يكون هالريال موجود.. وحمد يعرف انه اللي يلاحقه ابوه سعيد.. لأنه مرة التفت وراه في المزرعة يوم حس انه حد يراقبه وشافه واقف بعيد.. أبوه.. طبعا حمد خاف وايد من هالموقف وارتبك.. واستغرب .. شو اللي يخلي سعيد يلاحقه؟ حمد مب محتاج لأبو الحين، حمد كبر وصار ريال و يروم يعتمد على عمره .. ليش أخيرا تذكر ابوه انه عنده ولد؟ وقرر حمد يطنشه لأن آخر شي يباه هو انه واحد خمار شرات أبوه يحرجه أو يحاول انه يخوفه..

    وبعدين حمد يعتبر سالم بمثابة ابوه لأنه هو اللي رباه وصرف عليه، بس رغم هذا تم سعيد مسيطر على أفكار حمد .. واليوم العصر، كان حمد في في الاسطبل يشيك ع الخيول الثلاثة اللي هناك يوم دش سعيد..
    شهق حمد من الصدمة وصرخ في ويهه: إنته شو تبا؟ ليش تلاحقني؟؟
    ويه حمد صار احمر من القهر.. وما ندم على اسلوبه ويا ابوه لأنه ما يستاهل منه حتى نظرة..
    كانت نظرات سعيد كلها حزن وبطل حلجه عشان يقول شي بس غير رايه وتم واقف عند باب الاسطبل وهو يطالع حمد..
    " ما ابا اشوفك هني مرة ثانية.. " قال حمد .. "فاهم؟؟"
    تمنى حمد لو كان يقدر يتصرف مع سعيد تصرف ثاني.. انه يضربه مثلا او يرفسه برى الاسطبل.. بس للأسف حمد طيب ومب من اطباعه انه يتصرف هالتصرف..

    في نفس اللحظة كان سعيد مب رايم يتكلم او يسوي أي شي غير انه يتم واقف يطالع ولده.. كان مبهور فيه.. وحس بفخر انه الريال الوسيم اللي جدامه هذا ولده.. وحس انه يبا يسوي أي شي عشانه.. عشان يعترف انه سعيد ابوه.. سعيد ولأول مرة حس بالندم.. وبمعنى انه يكون ابو.. وتمنى يمحي ماضيه.. ويعيش مستقبله ولو لدقيقة ويا حمد..
    بس حمد مستحيل يسامحه.. وسعيد يوم بطل حلجه عشان يرمس.. كان يبا يطلب من حمد انه يسامحه.. بس ما قدر.. الكلمات مب راضية تطلع من حلجه.. وتمنى لو انه حمد يفهم.. يفهم شكثر سعيد محتاج انه يسامحه..

    بس حمد صد عنه وطنشه.. وابتدى ينظف الخيول.. فقرر سعيد انه يطلع وروح بيته..
    ويوم التفت حمد وما لقى ابوه.. نزلت دموعه بحريه هالمرة.. وحس بتعاطف كبير ويا سعيد.. وتمنى لو انه ما عامله بهالاسلوب.. ما كان يتوقع انه ابوه تحول لهالريال الضعيف المريض.. تمنى حمد لو انه خذ بإيده ودخله البيت عشان ينظفه ويعطيه شي ياكله.. أبوه وصل لعنده.. وحمد طلعه من حياته بكل سهولة..

    --------------------------------
    نهاية الفصل السابع عشر

    شمس دبي</font>

  11. #11
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثاني:

    كان اليوم اللي وصل فيه سالم يوم حصة عمرها ما راح تنساه. كان يوم الأحد وأبوها مسافر من اسبوع، عنده مؤتمر في البحرين. وطول هالوقت كانت حصة مريضة بالأنفلونزا. وكانت عمتها مريم كل يوم اتسوي لها كيك وشاي زنجبيل وشوربة وعصير برتقال وتغصبها تاكلهم كلهم. هاذاك اليوم، قامت حصة من الرقاد متأخر، على غير عادتها. كان عمرها 11 سنة ..

    في يوم الأحد هاذاك، سعيد، أخو حصة العود، اللي كان متعود يرقد للظهر، كان قاعد في المطبخ يشرب قهوة لما دشت حصة. كانت حصة تدور شي تاكله على الريوق وانصدمت لما شافت سعيد قاعد. سعيد كان أكبر عن حصة بعشر سنين. وتوه متخرج من الجامعة بتقدير مقبول. كان يدرس شريعة وقانون في الجامعة عشان يصير محامي مثل أبوه، بس للأسف هالشي ما راح يصير أبداً.

    "عندنابشكار يديد." قال لها سعيد.
    "كذاب" حتى وهي صغيرة، كانت حصة تعرف إن أخوها أكبر زطي وكذاب في الدنيا، وكانت متعودة انها ما تصدق أي شي يقوله.
    "والله." قال سعيد، كانت حصة تعرف إنه متعرّف على وحدة اسمها نعيمة ، البنية اللي راح يتزوجها عقب كم سنة. وعشان جذي كان مزاجه أحسن عن كل يوم. على الأقل اليوم ما سب حصة ولا مط شعرها ولا قال لها اللي متعود يقوله كل يوم.
    "أبوي يابه وياه من البحرين. يقول إنه ما عنده أهل."
    "لا والله&#33;&#33;" ردّت عليه حصة. "كذاب&#33;&#33;"
    "تراهنين؟" قال سعيد. "مية درهم، ok ؟"
    في هاللحظة دشت عمتها مريم المطبخ وفي إيدها سلة الثياب بكل هدوء مثل ما كانت دايماً متعودة.

    "يالله عاد&#33;" قالت حصة. "أصلاً بابا ما يقدر ياخذه جذي من دون ما يكون ولده، صح؟" سألت عمتها مريم.
    هزن مريم كتفها وطنشت حصة. مريم ما تحب الرمسة الزايدة لكنها اعترفت انها نظفت وحدة من غرف النوم الفاظية في البيت وحطت فيها الثياب اليديدة اللي أبوها اشتراها للولد اللي واقف في الحوي.
    وقفت حصة عند الدريشة بس ما شافت شي. وقف سعيد وراها وهو ياكل سندويتش جبن وأشّر على شجرة الهمبا عند الملحق وقال: "ها؟؟ تشوفينه؟ هذا هو هناك&#33;"
    وأخيراً شافته حصة، واقف عند باب الملحق. كان عمره 13 سنة ووايد ضعيف، شعره طويل وأسود وشكله انه مب متسبح من سنة&#33;&#33;
    "حصلتي لج شي تلعبين فيه." قال سعيد بكل وقاحة.
    حس الولد إن في احد قاعد يطالعه لأنه فجأة التفت وطالع الدريشة. ولما ابتسمت له حصة، كان الولد مصدوم لدرجة انه وقف مكانه.. بس يطالعها. كانت حصة راح تظحك على غباء الولد في وقت ثاني، لكنها اكتشفت فجأة انها بس تبا تطالعه.. على طول.
    "عادي لو خليناه عندنا على طول؟" قالت حصة بصوت واطي.
    "وع&#33;&#33; .. انشالله يروح اليوم قبل باكر." قال سعيد.

    برّى في الحوي، كان الولد بعده يطالعها.. "أنا باخذه." قالت حصة.
    "عن الاستهبال&#33;&#33;" قال سعيد، ولما طلع من المطبخ .. تمت حصة واقفة مكانها.
    "أنا مب قاعدة استهبل." قالت بصوت عالي، بس محد سمعها لأن الكل طلع من المطبخ،

    حتى عقب 30 سنة، حصة بعدها تتذكر راحتها عقب ما قالت هالجملة. كانت تقصد كل كلمة تقولها وكانت تحس بمعناها.. وكأنها في عالم ثاني.. "من اليوم ورايح. هالصبي حقي أنا&#33;"
    كل اللي عرفته عنه، عرفته من عمتها مريم. إنه ما عنده أهل .. من البحرين. فقير لدرجة إنه سكن عند الشيوخ لين ما شرد من عندهم يوم شافه راشد الشامسي ويابه وياه البيت.

    "وهذا كل اللي تعرفونه عنه؟" كانت حصة ومريم في الحوي يحطّون أكل للدياي " وين أمه وأبوه؟ وهو مسلم، صح؟ عنده خوات؟ إنت متأكدة إن عمره 13 سنة؟"
    "حصوه إنتٍ وايد حشْرة&#33;&#33;" قالت مريم. " اسمه سالم وراح يتم هني على طول. هذا كل اللي أعرفه."

    في البداية، ما رضا سالم يمس أكلهم. ولا حتى الفراولة اللي حطوها حقه في حجرته ولا رضى يطالع أي واحد فيهم. ولا حتى راشد أبوحصة. بس حصة تعرف إن سالم يحترم أبوها، لأنه الوحيد اللي ما شتمه وكان واضح جداً إن سالم ما يعرف شو يعني أدب واحترام. ونظراته – مب كلامه- هي اللي كانت تقهر.

    عقب 3 شهور كان سالم بعده يتجاهلهم كلهم. وكل ما طنشهم أكثر، كانت حصة تنعجب فيه أكثر. وكانت دايماً تتمنى تشوفه، بس لما كانت تشوفه- مرة لما كان واقف في الحوي يفرّ الحصى على الجدار ومرة لما دعمت فيه وهي رايحة الحمام- ما تقدر تقول ولا كلمة ، ولأن حصة كانت أكبر ثرثارة في البيت، كان الكل يستغرب منها لأنها تصخ تماماً وسالم موجود.

    "تكلمي." كانت مريم تقول لحصة لما يكونون قاعدين ويا سالم. بس حصة كانت اتم ساكتة. .. مب بإيدها .. كانت لما تشوفه تنسى كل شي تبا تقوله...

    ومرت الأيام وحصة ما قالت ولا كلمة لسالم ولا حتى عشان تطلب منه اييب لها الخبز على العشا. لكن امنيتها تحققت مرة في الصيف.
    كان شهر يونيو والجو أحر من جهنم. وكانت حصة متعودة تمشي حافية لين ما صارت ريولها سودة. وكانت في المطبخ تصب لها عصير فيمتو لما شافت فراشة تطير فوق راسها. كانت هالفراشة أكبر وأحلى فراشة شافتها في حياتها. ولونها أزرق مثل البحر. طارت الفراشة في الصالة وتبعتها حصة، وهناك شافت سالم قاعد على كرسي يقرا كتاب من كتب أبوها عن جرائم القتل.

    " أبا أزخ هالفراشة." قالت حصة.
    طالعها سالم بعيونه السود .. وأخيراً قال: "مبروك.. أصفّق لج؟"
    كانت الفراشة ألحين واقفة على الستارة.
    "أباك تساعدني." انصدمت حصة من نفسها لما تكلمت أخيراً وبكل ثقة. حتى سالم كان واثق من عمره لأنه نزّل كتابه وقام يساعدها. خافت الفراشة وحاولت تشرد، وكانت تصطدم بالزجاج أكثر من مرة، وبعدين من كثر ما كانت خايفة، انخشّت في شعر حصة. استانست حصة على الفراشة في شعرها لكن سالم طلّعها وفتح الدريشة عشان تطير برّى. وفوراً اختفت الفراشة، كأن السما بلعتها.
    "استانستي ألحين؟" سألها سالم.
    كانت ريحة سالم صابون، لأن عمتها مريم غصبته يتسبح كل يوم، بس كان فيه ريحة ثانية بعد ، اكتشفت حصة بعدين انها ريحة الحقد.

    "لا.. بس عقب شوي بستانس." قالت حصة. وخذت سالم للمطبخ وطلّعت قوطيين أيس كريم كبار وقعدوا اثنيناتهم ياكلون على راحتهم لين خلصوا الأيسكريم كله. ولما خلصوا كانوا يرتجفون رغم إن الحرارة برّا جهنم. لين ألحين حصة تذكر اش كثر كان لسانها بارد من كل الآيس كريم اللي كلته.

    --------------------------------

    "أحسن لج تبتعدين عنه." حذّر سعيد حصة. وقال لها إشاعات فظيعة عن سالم: إن سالم قتل واحد في البحرين وإن أبوهم هرّبه للإمارات. وإن أمه وصخة وسالم ولد حرام. وإن حصة أحسن لها تخبّي كل بيزاتها ومجوهراتها لأن سالم أكبر حرامي في الدنيا.
    كانت حصة متأكدة إن أخوها سعيد يغار من سالم. لما كان أبوها-راشد- يقول للناس إن سالم ولده، كان سعيد دايماً يموت من القهر وويهه يحمرّ. والسبب إن سعيد وأبوه دوم يتظاربون لأن سعيد كان فاشل في كل شي. وألحين أبوه يروح واييب له واحد زبالة ما يعرف شو يعني شامبو ويقول عنه إنه ولده؟
    واللي كان يقهر سعيد أكثر، إن سالم كان وايد وغد. في أيام العيد ولما كانوا يعزمون ناس بيتهم، كان سالم بس يقعد بروحه يطالع الناس ولما احد يرمسه، ما يرد عليه. الناس الوحيدين اللي كان يكلمهم هم راشد الشامسي وبنته حصة.

    "ليش ما ترد بلادك أحسن لك؟ نحن ما نباك هني&#33;&#33;" صرخ سعيد مرة في ويه سالم.
    "ليش ما تصك حلجك وتسكت؟" رد عليه سالم، من دون حتى ما يطالع سعيد اللي كان أكبر عنه بثمان سنين وأضخم منه بوايد.
    هالشي صار عقب ما طلّع أبوحصة الجواز حق سالم بحجة إنه ولد أخوه المرحوم. وعقب هاليوم، كان سعيد يستغل أي فرصة عشان يجرح مشاعر سالم. قدّام الناس، كان يعامله على إنه عبد. وفي البيت، كان يحتقره ويسبّه. ولما يطلع سالم ، كان سعيد يدش حجرته ويكسّر كل اللي يقدر عليه. ومرة صب دم كلب في كبت سالم وخرّب كل ثيابه، لكن سالم كان مستحيل يعترف بهزيمته وكان يلبس هالثياب كل يوم بوصاختها، لين ما فرّتهم مريم في الزبالة ويابت له ثياب غيرهم. ومرة حط له فار ميت في واحد من الأدراج، ولين ما اكتشف سالم المكان اللي تطلع منه هالريحة الوصخة، كان كل شي في حجرته ريحته تلوع الجبد.
    وكل ما كان راشد الشامسي طيب أكثر ويا سالم، كل ما زاد حقد ولده سعيد. مرة كان راشد مسافر مصر، ولما رد ياب لهم وياه هدايا. كانت هدية حصة سلسلة ذهب وسالم وسعيد هداياهم كانت سكين مزخرفة بالفضة واللؤلؤ حق كل واحد فيهم. في هالوقت كان سعيد مب قادر يلاقي شغل. واللي خرب مزاجه أكثر هو ان أبوه ياب له نفس الهدية اللي يابها حق هالمتشرد سالم، كأنه أخوه. ولما قعدوا يتعشون هذاك اليوم، كان سعيد بينفجر من القهر. وقال لأبوه:
    "سالم وايد صغير. المفروض ما كنت تييب له سكين. لمّا أنا كنت قدّه ما كنت تخليني أمسك أي سلاح. كيف تقدر توثق فيه؟"

    "أنا واثق فيك." قال راشد حق سالم وابتسم له وطنش ولده سعيد تماما&#33;
    "يا ربي&#33;&#33;.. ابويه إنت أعمى&#33;&#33;" قال سعيد.
    كانت مريم محد هذاك اليوم، راحت دبي تزور صديقتها وراشد ياب لهم عشا من المطعم. وفي هاللحظة، فرّ سعيد صحنه بعيد عنه وانصب كوب الماي على الطاولة. "إنت أكيد مجنون. مستحيل واحد عاقل يعطي هالمجرم سلاح&#33;&#33;"
    الشي الوحيد اللي كان راشد الشامسي يكرهه هو قلة الأدب، وولده سعيد وايد قل أدبه عليه وعلى سالم. وسالم ساكت ولا حتى فكّر يدافع عن نفسه وهذا اللي رفع ضغط حصة. كانت تنقهر منه لأنه دوم منزّل راسه ومنعزل عن اللي حواليه، دايماً وحيد. لدرجة إنه شكله كان وايد صغير وكئيب وهو قاعد على كرسيه.

    "Shut up&#33;&#33;" قالت حصة. "سعيد.. إنت اللي مينون، مب سالم&#33;&#33;"
    كانت حصة قاعدة علي يمين أبوها اللي حط إيده على كتفها في هاللحظة. "حبيبتي لا ترمسين أخوج جذي." قال لها. "خلج دوم عاقلة."

    لين ألحين سالم ما مس الأكل اللي قدامه. كانت عيونه في صحنه، بس حصة حست انه شايف كل اللي قاعد يصير. "إنت تغار من سالم." قالت حصة لسعيد.
    ضحك سعيد من القهر وطالع سالم باحتقار. "أنا أغار من هذا؟"
    نزّل راشد الشوكة والسكين وقال لولده: "إطلع برّى&#33;"
    "أنا؟" كان سعيد صدق متفاجئ. "تباني أنا أطلع برّى؟"
    "ولا ترجع لين ما تتعلم شو يعني احترام." وكان واضح من ويهه إنه ما يتوقع هالشي يصير. ولده مستحيل يصير ريال.

    قام سعيد عن الطاولة بسرعة لدرجة إن كرسيه طاح على الأرض. كانت حصة طول هالوقت تراقب سالم ولاحظت انه ألحين بدا ياكل من صحنه، كان ياكل على راحته، وطالعها فجأة وانصدم لما شافها تطالعه. وفجأة، قررت حصة. لازم تخلّي سالم يضحك. لازم. غمّضت عيونها وطلعت لسانها.
    "إنت شو يالسة تسوين؟" قال لها أبوها.
    ما تخيّلت حصة إن أبوها ممكن يشوفها. "ولا شي&#33;" قالت له بسرعة.
    ولما ردت تطالع سالم، شافته يبتسم لها. "حصة ما سوت شي." قال سالم.
    "الحمدلله " قال راشد اللي رد ياكل مرة ثانية. " شخص واحد قليل أدب في البيت يكفي."
    المفروض يكون سعيد عاقل وريّال، المفروض بدل لا يفكر انه ينتقم، يفكر يحصّل وظيفة أو يكمل دراسته في جامعة خاصة. لكنّه عقب اللي صار، صار همه الوحيد في الدنيا إنه ينتقم من سالم. كان ينتظر اليوم المناسب عشان ينتقم، وهاليوم يا عقب شهر. كان سالم راجع من المدرسة بروحه. والجو كان وايد بارد. وكان سعيد وربعه الوحوش يراقبونه من بعيد عقب ما انتظروه ساعتين في هالبرد لين ما وصل سالم أخيراً .. وفي هالفترة خلّصوا 6 كراتين بيرة وألحين صاروا مستعدين يضربون أي ريال لين ما يقتلونه. لما وصل سالم، زخوه وتفّل سعيد في ويهه. واحد من ربعه كان ميودنّه والباقين يضربونه بالدور، كل واحد فيهم يظربه ويرفسه في بطنه وصدره.. متعمدين يكسرونه بإيدهم وبجواتيهم.

    كانت السما رمادية هذاك اليوم والريح بدت تزيد. سعيد وربعه ظربوا سالم لين ما تفجّر الدم من خشمه وحلجه. كانوا يبونه يصرخ عليهم عشان يوقفون. يبونه يصيح أو يترجاهم يرحمونه. لكنه كان بيموت قبل لا يذل عمره حقهم، كان مغمض عينه عشان ما ينعمي لما يظربونه على ويهه. وكان يدعي عليهم ويلعنهم في قلبه بس ويهه ما كان يبين عليه أي ألم أو أي نوع ثاني من الإحساس، وأخيراً سمعوا صوت سيارة عبيد الكندي اللي مزرعته وراهم بالضبط ياي من بعيد، وهذا اللي خلاهم يوقفون.

    السبب الثاني اللي خلاهم يودرونه في حاله هو انهم تعبوا، ولما خلصوا ظرب، ربطوه في نخلة وراحوا عنه وتم سالم هناك اليوم بطوله، ولا حتى فكر انه يصرخ أو ينادي أي أحد. ولما ما رد البيت عالعشا، قعد سعيد يسبه وقال لأبوه: "شفت انه صايع وأناني؟ وين متأخر لين الحين وليش ما فكر يتصل بنا ويطمنا عليه؟"
    ولما يت الساعة تسع وبعده ما رد البيت، طلعت حصة وراحت تدوّر عليه من دون ما يعرف ابوها.. ولما لقته، كان سالم بينفجر من القهر والمذلة، طلعت حصة السكين الهدية من جيبه وقصت الحبل عن إيده.


    "ماله داعي أكسر خاطرج، اوكى؟" قال لها لما خلصت، كانت إيده كلها دم لأن ربع سعيد شدّوا الحبل بقوة على إيده.
    "ومنو قال لك إنك كسرت خاطري؟" ردت عليه حصة. سعيد هو اللي كاسر خاطرها، مب سالم. لأنها تعرف إنه أبوها ما راح يسكت عنه. "أنا عارفة انه سعيد هو اللي ظربك. خبّر عليه وانا بقول اني شفت كل شي."
    "بس انتي ما شفتي شي." قال سالم. ومسح الدم اللي على ويهه بإيده. كان جاكيته مقطّع وزاده سالم لما قص كم القميص. "ولا شفتي هذا، مفهوم؟"
    خذ عنها السكين بإيده اليسار وبسرعة وقوة قص إيده اليمين وجرح عمره جرح خلّى حصة تصرخ من الخوف.
    "بس&#33;&#33;&#33;&#33;" صرخت حصة.
    تجاهل سالم الجرح وقال لحصة: "خل نروح أحسن." ولما وصلوا عند باب الحوي، طاح سالم.. وعرفت حصة إنه في غيبوبة وعلى طول ودّاه راشد المستشفى وحصه وياه، واحتاج الجرح 32 غرزة عشان يتسكّر.

    "منو اللي ظربك؟" سأله راشد لما قام من الغيبوبة. "سعيد؟"
    سكت سالم ونزّلت حصة راسها لما سألها أبوها نفس السؤال. حاولت انها تجاوب بس ما قدرت. وهاذيج الليلة، قال راشد لولده إنه إذا ناوي يقعد وياهم في البيت، لازم يعامل سالم باحترام ويعتذر منه جدّام ربعه ويدفع فاتورة العملية من جيبه ويشتري جاكيت يديد حقه. وفوق كل هذا، خذ راشد السكين عن سعيد وسعيد احتشر وحلف انه ما قص إيد سالم.

    "ما له داعي تكذب لأني ما راح أصدقك." قال راشد الشامسي، ومن ساعتها سكت سعيد وما عاد ينكر أنه هو اللي طعن سالم.
    في نفس الليلة، ما قدرت حصة ترقد. راحت المطبخ تشرب ماي، ولما راحت حجرتها مرّت على حجرة سالم ووقفت عند الباب وفتحته. كان سالم منسدح على الشبرية بس بعده ما رقد، صكت حصة الباب وراها وعرفت من الدريشة إن المطر زاد برى. كانت إيد سالم ملفوفة بشاش.

    "تعرفين ليش قصيت إيدي اليمين؟" قال سالم لحصة. كانت هاذي خطة فكّر فيها وهو مربوط بالنخلة. "عشان مستحيل أي شخص يفكّر إني أنا اللي جرحت عمري. عشان التهمة تروح له على طول."
    "كيف قدرت تسوي هالشي؟ كيف يتك الجرأة؟" سألته حصة وقعدت على الشبرية عشان تشوف إيده عدل. "ما عوّرك؟"

    "شو هالسؤال السخيف؟" كان صوت سالم يرتجف، وكانت حصة تقدر تروح عنه في هاللحظة. لكنها عرفت إنه يالس يصيح. انسدحت حصة حذاله وراسها على المخدة وهو يصيح وتمت وياه الليل بطوله.. بس تطالعه. وجذي عرفت اش كثر كان الجرح يعوره. ولما رقد أخيراً، راحت حجرتها.
    ولا واحد فيهم رمس عن اللي صار في هالليلة، ولا ياب طاري إنها كانت راقدة حذاله. لكنهم صاروا أصدقاء من هاللحظة ودايماُ ويا بعض. لما كانت حصة تطلع من البيت عشان تروح عند أمل، اللي أبوها- محمد الكعبي- يشتغل ويا أبوحصة، كانت حصة تموت لين ما ترد حق سالم وتعد اللحظات لين ترد البيت وأحياناً كانت تقول حق أمل إنها مريضة أو بطنها يعورها وترد ركض لين بيتهم.

    شمس دبي &nbsp;<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'></font>

  12. #12
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>السلام عليكم..
    هالقصة مألفتنها &nbsp;(ظنــــــون) والقصة أكثر من روووعة (كل يوم بحاول أحط أكثر من جزء)

    &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; الفصل الأول

    الليلة،22 أكتوبر، الشوارع متجمدة من ماي المطر اللي تجمّع في كل مكان، ولأن الليلة الخميس، الشوارع وايد زحمة. إلا الشارع اللي بين مربح والفجيرة. من صغرها وحصة تخاف من هاالشارع في الليل، بس الظاهر إنها نست هالشي وما تذكرت إلا ألحين وهي تشوف الدنيا حواليها ظلمة. يقولون إن ها المكان كله جن. حاولت حصة إنها ما تفكر بها الأفكار ويكون انتباهها كله على الطريق في هالمطر. بس غصب عنها كانت تفكر وتقول في خاطرها: "أف&#33;&#33;&#33; أنا شو اللي خلاني أرجع الفجيرة . 19 سنة وأنا مفتكة من عوار الراس هذا&#33;"

    كل هالفترة، كانت حصة عايشة في أبوظبي . هناك الشوارع دوم منورة لدرجة إنها نست إن فيه في الدنيا مكان نسوا يصلحون فيه ليتات الشوارع مثل هالشارع اللي علقت فيه. هاليوم من بدايته كئيب. كله مطر وغيوم وضباب. اليوم بس مرّت حصة على أربع حوادث في طريجها من بوظبي للفجيرة...

    الفجيرة، حصة مب مصدقة إنها أخيراً ردت لها المكان . بس شو تسوي؟ لازم هالشي يصير.

    "كل شي تغير&#33;"

    هاذا اللي فكرت فيه حصة وهي تدش الفجيرة. وايد أشيا تغيرت ، محلات ومراكز وفنادق وايدة. مرّت بسيارتها صوب الاتصالات. كانت تمر من هني كل يوم وهي رادة من المدرسة. أبتسمت وهي تتذكر ربيعتها أمل. كانت دايماً تقول إنها بتتزوج واحد غني يبني لها فيلا كبيرة هني. بس بدل فيلا أمل، شافت حصة 3 خيام كبيرة وقالت في خاطرها أكيد هذا مركز تجاري،

    فجأة .. سيارتها اللاندكروزر بدت تطلع صوت غريب، وهالصوت يزيدً لما تدوس على البريك.
    "السيارة بتوقّف" قالت سارة، بنت حصة اللي دومها متشائمة.
    "ما بتوقّف، لا تخافين." قالت حصة، ومن كثر ما هي معصبة، داست عالبترول بحيل عند المطبة وشاطت السيارة في الشارع وخوفت حصة وبنتها اللي حمدت ربها إن ماشي موتر وراهم.

    "أووهوو&#33;&#33;&#33;" قالت سارة. "شو صار ألحين؟"
    حاولت حصة تشغل السيارة بس ما شي فايدة. وطالعت سارة الشارع ولاحظت إنه فاظي تماماً وقالت في خاطرها: شو هالمكان؟ الليلة الخميس.. ليش محد برى البيت؟ طالعت أمها وقالت: "قلت لج إن السيارة بتوقف&#33;&#33;&#33;"

    سارة عمرها 15 سنة، ومن اسبوعين قصت شعرها boy وصبغته أحمر لأنها مب راظية تصدق إنها وايد حلوة مثل ما الكل يقول. صوتها خشن من الجيكارة اللي تدوخها بالسر، وهالخشونة في صوتها تبان أكثر لما تكون معصبة. "ألحين منو بيوصّلنا بيتكم الجديم؟"
    غمضت حصة عيونها عشان تمسك أعصابها، من ثلاث ساعات ونص وهي تسوق من أبوظبي لين الفجيرة في الزحمة والمطر، ومستحملة الصداع ورمسة بنتها الأرف. طالعت عمرها في الجامة واتأففت.. شكلها يلوّع الجبد.. الكل يقول عنها إنها ملكة جمال.. بس كل ما تطالع عمرها في الجامة ما تشوف فيها أي شي حلو. حلجها صغير وعيونها سود وشعرها طويل ومن سنين وهي تصبغه عشان تخبّي الشعر الأبيض اللي بدا يطلع لما كان عمرها 19 سنة. وكل اللي تشوفه حصة في الجامة هو إنها ظعيفة وصفرة وأكبر ب 19 سنة من آخر مرة شافت فيها الفجيرة.
    "نحن بروحنا بنسير بيتنا الجديم." قالت لبنتها. "لا تحاتين." بس لما حاولت تشغل السيارة مرة ثانية ما صار شي.
    "قلت لج." قالت سارة بصوت واطي.


    من كثر المطر، كان مستحيل يشوفون أي شي. صوت المطر مثل الموسيقى اللي ياية من عالم ثاني. حطت حصة راسها على السكان وغمضت عيونها. مب لازم تطالع عشان تعرف إنه على يمينها بناية التأمين اللي كانت تشتغل فيها ربيعتها أمل.

    كانت أيام حلوة... من دون هموم، ولا خوف. هذاك الصيف، كانت حصة تفكر إنها هي اللي تتحكم في مستقبلها، وإن المستقبل شي مضمون، كانت دايماً تقول إن كل شي نباه، نحصله في النهاية، وإن القدر دايماً واقف ويانا، مب ضدنا.

    شغّلت حصة السيارة مرة ثانية "يالله فديتج." قالت للسيارة، ما تبا اتّم هني أكثر من جذي لأنها تعرف منو يقعد في فندق السيجي في هالوقت، وهو الوحيد اللي ما تبا تشوفه .. وبكل قوتها حاولت تشغّل السيارة. وأخيراً اشتغلت.
    صرخت سارة وحضنت أمها بحيل، وفي هاللحظة نسوا كل خلافاتهم من أول ما طلعوا من أبوظبي. ونست سارة إنها زعلانة على أمها لأنها سحبتها وياها الفجيرة بدل لا تخليها ويا أبوها خالد. والسبب هو إن حصة مب واثقة ببنتها- ومحد يقدر يلومها- لأن عندها أدلة تثبت إن سارة مذنبة. الدليل الأول: الموبايل اللي حصلته حصة في شنطة المدرسة مالت سارة. الدليل الثاني: الجيكارة اللي حصلتها في درج الميكياج. والدليل الثالث وهو الدليل الخطير: النظرة الرومانسية اللي على ويه سارة هاليومين. هالنظرة الرومانسية هي سبب كل مشاكل حصة وسارة. هي سبب الصياح طول الليل وهي سبب كره سارة لأمها أحياناً. سارة تفكر إن إمها ما تعرف شو معنى الحب. تفكر إنها ما تعرف إن الحب الأول يتبعنا للأبد.. حتى لو حاولنا ننساه أو نتهرّب منه.

    "خل نطلع من هني بسرعة." قالت سارة لأمها. بتموت تبا جيكارة، بس لازم تتحكم بعمرها شوي حتى لو كانت ما تقدر. داست حصة عالبترول وعلى طول وقّفت السيارة.

    "الله يلعن الساعة اللي اشتريت فيها هالموتر&#33;&#33;" قالت حصة.
    نبرة صوت أمها وهي تقول هالجملة خوّفت سارة، واللي مخوفنها أكثر المكان اللي هم فيه، ألحين عرفت ليش الكل يتطنز على الفجيرة، اللي عايشين هني أموات. قفلت سارة بابها من الخوف وحست إنها ضايعة. بس أكيد أمها تعرف الطريق. أمها تربّت هني، أكيد تعرف الطريق.
    "ألحين شو بنسوي؟" سألتها سارة.

    سحبت حصة السويتش من السيارة .. "ألحين" قالت لبنتها "بنمشي."
    "في هالمطر؟" صوت سارة الخشن صار أخشن من القهر.
    طنشت حصة بنتها وطلعت من السيارة تحت المطر. وفتحت الباب اللي ورا وطلّعت شنطتها وشنطة سارة.. الجو وايد بارد وعلى طول غرقت حصة من الماي.. الظلام فظيع ومزعج وحست حصة بماي المطر كأنه يصفعها على ويهها.
    "مستحيل أمشي.. دوري لنا تاكسي&#33;" قالت سارة لما طلعت من السيارة ووقفت في مكانها والمسكارا اللي قعدت ربع ساعة وهي تحطها على رموشها في حجرتها سالت ألحين على ويهها على شكل خطوط سودة كبيرة.

    سكتت حصة لأنها تعرف إنها مستحيل تحصّل تاكسي في هالوقت من الليل وقفلت باب السيارة وقالت لبنتها: "إنتي قرري شو تبين اتسوين.. أنا رايحة&#33;"
    " إنزين إنزين" قالت سارة. "بايي وياج."

    شلت سارة شنطتها، مستحيل إتم هني بروحها حتى لو دفعوا لها مليون درهم. ألحين عرفت ليش أمها وأبوها اللي كبروا هني ولا مرة فكّروا يردون مرة ثانية. أصلاً السبب اللي خلاهم يردّون هني فظيع. لدرجة إن سارة شوي وبييها انهيار عصبي.. سارة بردانة وترتجف حيل وأسنانها تطلع صوت حتى أمها تسمعه. يوم بتتصل بربيعتها خلود بتقول لها: " أسناني كانت تطلع صوت نفس الهيكل العظمي المعلق بحبل. وأنا مب قادرة أحصل جيكارة وحدة حتى لأن أمي واقفة على راسي. وكله عشان نروح عزا وحدة عيوز ما تقرب لي أبداً".
    "شو بلاج؟" سألت حصة بنتها وهم يمشون.
    "ولا شي." قالت سارة.

    فكرة العزا مسببة اكتئاب لسارة. ما تعرف شو تلبس لأن ثيابها كلها ظيجة. بس يابت وياها بنطلون أسود من زمان ما لبسته... المتوفيه هي مريم عمة حصة وهي اللي ربتها لأن أمها ماتت لما كانت ياهل. مريم هاذي كانت تزورهم في أبوظبي كل عيد، بس سارة ما تذكر ويهها. يمكن هي أصلاً ما تبا تتذكر عشان ما تحس بالحزن. أو يمكن لأنها تكره تفكر بالأشياء الكئيبة مثل الموت والعيايز والأماكن الكئيبة مثل الفجيرة.

    "عمتج خلاص دفنوها؟" سألتها سارة لماخف المطر.
    "أكيد." قالت حصة. عمتها مريم كانت دايماً هادية وساكتة وما يخصها في أحد. إذا خبرتها بأي شي مستحيل تروح وتخبر أحد ثاني.. وبتمر سنين ومحد بيعرف أي شي من اللي قلته لها.وعشان جذه كانت حصة تحترمها حيل.. لما خف المطر، بدا الشارع يبيّن شوي.

    "ماما." قالت سارة لما حست إن شي مر حذالها.
    "لا تخافين." قالت حصة. "يمكن قطوة."

    حصة تذكر إنها لما كانت صغيرة كانت الفيران هني وايدة، بس ما حبت إنها تلوّع بجبد بنتها وسكتت. ابتسمت حصة لما تذكرت كيف كانت السما دوم صافية في الليل وهي ياهل، حتى إنها كانت دايماً تصيح لأنها ما تقدر توصل للنجوم اللي فوقها.

    "متى بنوصل؟" سألت سارة، اللي كانت تكره شي اسمه مشي.
    الوقت ألحين الفجر، وهالوقت دايماً تكون حصة فيه رومانسية، وتشوف أشياء مب موجودة ومستحيل تكون موجودة معاهم حالياُ.. حاولت حصة انها ما تفكر إن في هالمكان بالضبط كان أخوها سعيد يوقّف دراجته كل يوم. وهناك كانت عمتها مريم تعلق الثياب، وهني عند اليدار.. الولد اللي حبته حصة من كل قلبها.. وإذا ما مشت بسرعة .. راح يلحقها.. وإذا لحقها.. مستحيل يودّرها..
    "ليش تركظين؟" صرخت سارة اللي مب قادرة تتنفس وهي تحاول تلحق أمها.
    "أنا ما ركظت." قالت حصة، وعشان تقنع بنتها عطتها مية ألف سبب يخليهم يسرعون ..لازم يودون السيارة الوكالة عشان تتصلح، لازم يتصلون بالقاضي ويحددون معاه موعد عشان يوزعون ورث مريم، لازم يتصلون بأبوها خالد ويخبرونه إنهم وصلوا بخير. لازم يتصلون بكريم الهندي عشان يشيّك على البيت ويشوف إذا في شي لازم يتصلح ولاّ لا.. أكيد البيت كله فيران.. أكيد&#33;&#33;&#33;

    جوتي سارة اليديد صار كله طين وريولها تجمدت. "ألحين عرفت ليش إنتي وابويه عمركم ما فكّرتوا تردون هني.. المكان مقرف&#33;"
    كتف حصة بينكسر من الشنطة، ولاّ يمكن كتفها يعورها من الخوف. ليتها راحت من الصوب الثاني لأنه وايد أقرب. المشكلة إن خالد مشغول في الجامعة ولا ما كان صارت كل هالمشاكل.. خالد&#33;&#33; حاولت حصة وخالد إنهم ينسون الماضي لأنه انتهى ومستحيل يتغير.. لأنه مب مهم، بس لو كان هالشي صحيح، ليش عيل تحس حصة إن في احد صب عليها سطل ماي وثلج..؟

    "مب هو هذا البيت؟؟" سألتها سارة.بس حصة كانت في عالم ثاني.
    ----------------

    كريم الهندي هو اللي اكتشف مريم لما ماتت. كان يدق الباب عقب ما ياب الطابوق اللي بيبني فيه اليدار في الملحق المحترق يوم الأثنين الصبح. وفي البداية، اتحرّى إن محد في البيت. بس لما الهوا فتح الباب، شاف كريم مريم طايحة في الصالة .. ميتة.

    محمد الكعبي، رفيج أبو حصة –الله يرحمه- وشريكه في الشغل، واللي الكل يسميه "القاضي" هو اللي خبّر حصة باللي صار لما اتصل فيها اليوم الثاني .. على الأقل عمتها مريم ما تلعوزت في المستشفيات وماتت موتة طبيعية.. ماتت وهي مرتاحة.. مبتسمة.. بس هالشي ما خفف عن حصة أبداً.. لأنها حست إن محمد الكعبي ، اللي اشتغل محامي من 50 سنة وقاضي من 30 سنة كان يغطي التيلفون بإيده عشان ما تعرف حصة من صوته إنه كان قاعد يصيح.

    "أكيد هذا هو البيت&#33;&#33;" قالت سارة. "أخيراً وصلنا.. الباب&#33;&#33; الباب&#33;&#33;"
    اليوم الصبح لما كانت حصة راقدة، حلمت إن أبوها اللي مات من 25 سنة.. راشد الشامسي واقف في صالة بيتهم، لابس كندورته السودة اللي كانت حصة تحبها وايد .. وعيونه مدمعة. كان أبوها دوم إييب لها كيك شوكولاته وهو راد من الشغل. وكان هو ومحمد الكعبي المحاميين الوحيدين في الفجيرة. وكانوا دايما يتطنزون على بعض.. كل واحد فيهم يقول إنه أحسن من الثاني. بس الكل كان يحب أبوها أكثر. اليهال في فريجهم دوم كانوا إيون بيتهم العصر لما أبوها يكون قاعد في الحوي ويا محمد وكان يعطي كل واحد فيهم ربية، ولما مات فجأة في مكتبه بالسكتة القلبية ، كل اليهال في فريجهم صاحوا عليه.. كأن أبوهم هو اللي مات.

    كل مرة تفكر حصة بأبوها، تحس بنغزة قوية في صدرها. الشي الغريب انها خسرت كل شي وبعدها متحملة. خالد محد تم من أهله أبداً، عائلته الوحيدة هم حصة وسارة. وحصة عندها ريلها، بنتها وأخوها سعيد، اللي تبرّت منه من زمان وما تعتبره حي.. ونفس الشي ينطبق على ولد سعيد - حمد- اللي عمرها ما شافته.
    "هذا هو البيت؟؟" سألت سارة أمها مرة ثانية لما وصلوا باب الحوي. نزّلت حصة شنطتها وطالعت حواليها.

    "أنا مب مصدقة إنج كنت تعيشين هني.." قالت سارة. "وعععععععع&#33;&#33;&#33;"
    في الظلام، شكل البيت قديم ومتكسر. والملحق اللي احترق- المطبخ وغرفة الأكل- محد رد يبنيه مرة ثانية.. حصة عاشت في هالبيت لين صار عمرها 21 سنة. طالعت حصة الدريشة اللي فوق باب الصالة .. دريشة حجرتها .. الدريشة اللي ما فارقتها حصة أبداً في آخر سنواتها هني.. وهي تترياه..

    هل هي متفاجئة إنها تفكر بسالم مرة ثانية لما شافت هالدريشة؟ كان عمرها 17 سنة لما ودرها وراح.. عقب ما حبته طول هالسنين. في نفس السنة الكئيبة اللي راح فيها، كانت السما دايما مغيمة والشتا ما بيّن إنه بيخلّص.. اكتشفت حصة الشعر الأبيض اللي بدا يطلع بكميات فظيعة في شعرها.

    الليلة، في نفس الحوش.. في نفس البيت.. حست سارة بشي غريب يتحرك في الزراعة.. ولصقت بأمها اللي كانت متجمدة في مكانها.. في عالم ثاني.. "ماما؟"


    كانت سارة ميتة خوف، مب هذا اللي توقعته لما وافقت انها إتي ويا أمها الفجيرة عشان العزا. كانت تتوقع انها بتغيب عن المدرسة اسبوع، وبترقد للظهر كل يوم وما بتاكل شي غير الكاكاو والكورن فليكس .. وبترتاح شوي .. وألحين، في هالظلام والليل حست انها بعيدة وايد عن بيتهم .. منو هالحرمة اللي واقفة حذالها؟ صاحبة الشعر الأسود الطويل والوجه الحزين؟ ليش حاسة ان أمها غريبة عنها؟ سارة أم اللسان الطويل واللي ما تخاف من أي شي واللي مطفشة كل مدرساتها في المدرسة قاعدة ترتجف ألحين. شو اللي يابها هني؟ أكيد في طريقة تخليها ترد بيتهم.. أكيد.&#33;&#33;&#33;


    "سارونا.." قالت حصة لبنتها. " لا تخافين، هاذي أكيد قطوة."
    وبالفعل، طلعت قطوتين من ورا الحشيش. ومن تصرفاتهم كان باين انهم يبون يتظاربون ويا حصة وسارة كأن البيت بيتهم. طردت حصة القطوتين من الحوي بشنطتها وقالت لبنتها" شفتي؟ ما شي وحش هني."
    لكن سارة مستحيل تقتنع . "خل ندخل ok ؟ " قالت بصوت واطي يرتجف من الخوف.
    "أكيد، ولاّ تبينا نرقد في الحوي."
    ضحكت سارة وحصة.. الحوي كان كله ماي .. مدت حصة إيدها فوق باب الصالة وحصلت المفتاح السبير، مريم دايماً تحطه هناك عشان سعيد يدش يوم يرد البيت متأخر.. هالشي ما تغير من 19 سنة، حتى لما طلع سعيد من البيت للأبد.
    "ألحين تأكدت إن هذا بيتكم." قالت سارة.

    كانت حصة تشوف هالمفتاح كل يوم.. كانت تركب الدري اللي في الصالة ميت مرة في اليوم.. دايماً مستعجلة.. دايماً تايهة ومظيّعة.. ومن المكان اللي واقفين فيه.. تقدر حصة تشوف حديقة الورد مالت عمتها مريم- الله يرحمها- وعلى طول حست بالراحة. بالرغم من كل هالسنين، في أشيا عمره الزمن ما يقدر يغيّرها. الحديقة هي نفسها اللي كانت موجودة لما كانت حصة ياهل، الريحان والجوري والنعناع.. وكل هالمطر ما خرّب فيهم شي .. والبطاطا في صندوق عند اليدار.. أكيد عمتها مريم قصتهم قبل لا تموت.

    يمكن حصة راح تندم لأنها ردت. بس في هااللحظة، ما تبا تكون في أي مكان ثاني غير بيتهم الجديم.. ورا البيت مكان حصة المفضل، هناك أشجار الهمبا ...

    كانت حصة تتسلق هالأشجار كل يوم العصر وتقطع الهمبا الاخضر وتفرّه حق قطوتها اللي ما ترضى تاكله.. كانت تقعد هني كل يوم تقطّع كل ورقة ثمان مرات وتفكر إذا كان يحبها كثر ما هي تحبه.. وتعشق الأرض اللي يمشي عليها..

    نهاية الفصل الأول

    شمس دبي</font>

  13. #13
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>تكملة الفصل الثاني أكثر وقت تذكره حصة هو الصيف اللي مات فيه أبوها،
    لما كان عمرها 14 سنة.
    في الليل كان القمر دايماً يحيرها. كبير، فظي، وكله غموض وكانت تقعد عند دريشتها كل ليلة بس تطالع القمر وتفكر فيه.
    وفي هالوقت، كانت حصة تعرف إن سالم برّى، فوق السطح، يترياهاتطلع له عشان تقعد وياه للفجر. يخبرها وتخبره اش كثر يحبون بعض، بكل هدوء عشان لا يقعدون أي أحد في البيت. محد كان يعرف عن حبهم. ولا حتى عمتها مريم اللي ما كانت حصة تخبي عنها أي شي ولا أمل اللي كانت تغصب حصة إنها تخبرها بكل تفاصيل حياتها وأسرارها.
    في هالصيف، كانت حصة عايشة في حلم، وكان من المستحيل تلاحظ أو تحس بوجود أي أحد غيرها هي والإنسان اللي تحبه. وعشان جذي كانت صدمتها أكبر لما قعّدها أخوها سعيد من الرقاد وخبّرها إن أبوها توفى.

    ورث سعيد البيت والمزرعة والشركة وورثت حصة بيت إيجار وثلاث محلات وتنازلت عمتها مريم عن كل اللي ورثته لسعيد وقالت إنها ما تبا شي غير انها تقعد في بيت أخوها.
    وطبعاً طرد سعيد سالم من البيت وسمح له إنه يسكن في الملحق.
    واستغل سعيد الفرصة عشان ينتقم من سالم، وبدا يكتب فاتورة كل اسبوع فيها مصاريف أكل سالم وغسيل ثيابه وقعدته في الملحق.
    ولما خلص سالم الثانوية، اشتغل سنتين ونص لين ما قدر يسدد الديون اللي عليه حق سعيد. لكنه في النهاية، سدد كل فواتيره وكانت أكثر البيزات اللي حصلها من شغله في دبي عقب ما خلص ثانوية عامة.
    --------------------------

    في اليوم اللي طلع فيه سالم من حياة حصة للأبد، كان الجو أكثر من رائع. وكانت حصة باقي لها شهر وبتخلص الثانوية العامة. وكانت قاعدة في الصالة ويا عمتها مريم يخططون وين بتدرس حصة يوم بتخلص.
    وقامت حصة تفتح الدريشة وتنظفها وفكرت بمستقبلها. كانت متأكدة ساعتها، إن أي قرار تتخذه وأي مكان تروحه لازم يكون سالم وياها. سالم بيتزوجها، هذا اللي كانت متأكدة منه.
    ولما دخل سالم وخبرهم إنه سدد ديونه كلها واستقال من شغله، حس لأول مرة في حياته بطعم الحرية. لكن اللي خلاه يحصل كل هالبيزات مرة وحدة ما كان شغله وبس. كان سالم توه بادي يتعامل مع يوسف – رجل الأعمال اللي كان ماسك كل المشاريع الصناعية في الفجيرة، وشغله وياه هو اللي خلاه يصير غني بهالسهولة. وألحين عقب ما حصل حريته، كان سالم مستعد يبدا حياته من أول ويديد.
    كان هذا أهم يوم في حياته وكان يبا يكلم حصة عشان يخطبها من سعيد. لكن حصة كانت تفكر بأشيا ثانية ولا انتبهت ان هاليوم راح يغير حياتها للأبد.

    في الفترة اللي اشتغل فيها سالم في دبي، تعودت حصة على غيابه. وتعودت انها تشتاق له. وعشان جذي دوّرت ربع في مكان ثاني غير بيتهم.
    واليوم بتسير تتعشى عند جيرانهم قوم الكندي. لأن صديقتها ألحين صارت بنتهم أصيلة . وكان كل اهتمامها في هاللحظة هو شو راح تلبس اليوم لما تروح بيتهم. ويا على بالها فستانها الأزرق وهذا هو اللي شغلها عن سالم.

    "شو إللي يهمج أكثر؟ تروحين عندهم ولا إتمين ويايه؟" سألها سالم بعصبية.

    انصدمت حصة من سؤاله لأنها كانت قاعدة تختار أي خاتم تلبس من صندوق مجوهراتها. وجاوبته بكل بطءلأنه- ولأول مرة في حياتها- كان يشدها من إيدها بقوة.
    "بس عاد&#33;" قالت له.
    سالم كان دايماً يغار لما تروح بيت عبيد الكندي. بس حصة عمرها ما اهتمت لهالغيرة. بس اللي قاعد يصير ألحين شي ثاني&#33; لأنه قاعد يهزها بقوة، وبصعوبة قدرت حصة تبتعد عنه وقالت له: "التعن من جدامي&#33;&#33;"

    كانت هاذي أول مرة ترمسه حصة بهالطريقة، واللي قالته صدمهم اثنيناتهم. بس حصة كانت عارفة انها مب قاصدة اللي قالته.

    "لها الدرجة انت كارهتني؟" سألها سالم.
    "أنا ما قلت جذي." صرخت عليه حصة، وحست انها جرحت مشاعره. "إنت اللي قلت."

    أكبر خطأ يرتكبه الواحد في علاقة حب هو إنه يطلع من الحجرة في نص الهواشة ويودّر اللي يحبه وراه في الحجرة بروحه. وهذا اللي سوته حصة لما راحت بيت الكندي وخلت سالم واقف في حجرتها يطالع الباب بصدمة. ومن هاذاك اليوم وحصة تفكر شو كان ممكن يصير لو إنها ما طلعت من الحجرة وما راحت عند أصيلة. لو انها حظنته واعترفت له انها من الصبح وهي قاعدة تفكر فيه وبمستقبلهم ويا بعض.

    كانت حصة قاعدة تتعشى عند أصيلة لما حست فجأة بالغلطة اللي سوتها وعلى طول قامت وردت ركض البيت... بس عقب شو؟
    سالم خلاص راااااااااااح.



    عقب ما راح سالم، كانت حصة تقعد جدام دريشتها فوق تترياه، يوم عقب يوم، أسبوع عقب اسبوع. ولا مرة اتصل أو طرش رسالة، ولين ما اتخرجت حصة، كانت خلاص اتعودت انها ما ترد على التيلفون لأنها متأكدة انه ما راح يتصل. بس الحمام اللي يبنون عشهم على شجرة الصنوبر اللي حذال دريشتها كل سنة في شهر مارس كانوا دايماً يردون في نفس الموعد. وكان حصة تفكر إن الحمام علامة ودليل على إخلاص سالم وحبه لها وإنه أكيد راح يرجع في يوم من الأيام. البنات اللي راحت وياهم المدرسة كلهم تخرجوا وياها.. وبعدين اللي راحت الجامعة واللي تزوجت حبيبها واللي اشتغلت، وحصة تمت مجابلة دريشتها، ومن دون ما تحس.. صارت هالدريشة عالمها.. والشارع الخالي قدرها.

    عقب ثلاث سنوات، صارت حصة ما تعرف عمرها لما تشوف ويهها في الجامة.
    متى صار شكلها جذي؟
    جنها وحدة كبيرة.. كانها عيّزت فجأة ..
    وأخيراً.. يوم عيد ميلادها الواحد والعشرين،
    تخلت حصة عن دريشتها وعمرها ما عرفت إذا كان الحمام رجع هاذيج السنة ولاّلا.
    ولا صارت تطالع القمر في الليل وترمسه.
    ولا شمت ريحة النعناع المزروع حذال باب الصالة.
    كل اللي سوته هو انها حطت ثيابها في شنطتها واتصلت لخالد الكندي وقالت له انها موافقة تتزوجه وتروح معاه أبوظبي،
    ومن يوم ما راحت.. ما فكرت أبداً إنها ترجع.

    قعدت حصة عند الدريشة 3 سنين وهي تحاول تفهم شو الذنب اللي ارتكبته في حق سالم عشان يودّرها؟

    وطاف نص عمرها وهي زوجه وأم ..
    وألحين تقدر تقول عن عمرها انها تغيرت.
    تغيرت وايد.
    هذا اللي كانت حصة تفكر فيه ألحين وهي تنظف حجرة النوم في بيتهم الجديم.
    كانت بنت صغيرة لما كانت ترقد على هاذي الشبرية ..
    ياهل
    كانت تصيح بسرعة وتعد النجوم في الليل لما ما كانت تقدر تنام.
    بس ألحين ما عادت تصيح خلاص.
    ما عندها وقت للصياح ومشاغلها وايدة.
    بس هذا ما يمنع إنها أحياناً تقعد من الرقاد والدموع في عينها.
    وساعتها تعرف انها كانت تحلم فيه،
    ومع انها ما تتذكر أبداً شو كان الحلم، لكنها تشم ريحة النعناع على مخدتها ، وكأن الماضي ممكن يرجع لها مرة ثانية إذا تمنت هالشي وحست فيه بكل قوتها.

    نهاية الفصل الثاني
    ترقبوا الأجزاء القادمة

    شمس دبي</font>

  14. #14
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثالث:


    تعود سالم يتمشى في مزرعته كل يوم عقب صلاة المغرب، ويتأكد إن محد من الخمارية اللي تعودوا يشربون عند المسبح راقد هناك. من سنين وهو يشتغل لحساب يوسف، وألحين صارت كل البيوت اللي في هالفريج بيوته، وكل شهر يحصل الآلاف من أجاراتها. إلا بيت واحد ما قدر يشتريه ولا فكر انه يدشه حتى، .. بيت المرحوم راشد الشامسي.

    اقتنع سالم من زمان ان الماضي مستحيل يجرحك إلا إذا سمحت له إنت انه يجرحك. وإذا فكر الإنسان بالماضي وبكل أخطاءه والظلم اللي تعرض له راح يعيش طول عمره في حزن وعذاب. الماضي ماضي وما له داعي نفكر فيه. وبصراحة.. مرت على سالم أسابيع طويلة كان ينسى فيها الماضي تماماُ، لكن تمر عليه أيام مثل هاليوم ما يقدر يمنع نفسه من انه يفكر.. ويتذكر.. حصة.

    سالم متأكد ان حصة الشامسي راح ترجع الفجيرة عشان العزا، ويمكن تكون وصلت وألحين يالسة في حجرتها في بيتهم الجديم. تنهد سالم و تظايج انه مب قادر ينساها. وحاول انه يفكر بشي ثاني.. بكل اللي حققه في هالسنوات اللي مرت عليه وهو بعيد عنها. بكل الملايين اللي عنده في البنك، بكل البيوت والمزارع والبنايات. هذا غير الفندق اللي فتحه في دبي واللي يربحه أكثر من مليونين في السنة.

    الشهر الياي، بيكمل سالم أربعين سنة. وحاول يقنع نفسه انه راضي عن كل اللي حققه في حياته وانه مب محتاج لأي شي ثاني. منو كان يتوقع انه الصبيّ اللي طلع من الفجيرة وفي جيبه بس امية درهم بيملك كل هالملايين؟ لكن كل هذا مب كافي. لأن الشي الوحيد اللي كان يباه من كل قلبه مستحيل في يوم يكون حقه. وهذا اللي يطير النوم من عينه كل ليلة وهو يفكر فيها ويا واحد غيره.. حبيبته.. ويا خالد.

    "كل اللي تفكر فيه ما منه فايدة" قال سالم لعمره وراح يطمن على حصان المرحوم ولده سعود. الحصان مريض من يوم ما اشتراه والدكتور البيطري قال انه لازم ما ياكل شي أبدا وما يشرب الا المياه المعدنية. بس سالم كان يعرف طريقة تعلمها في ند الشبا لما كان يشتغل هناك، وهي انه الحصان المريض يحطون له في خشمه شوية ملح وأكيد بيشفى.

    محد يقدر ينكر أنه سالم ريال ذكي. وهو أغنى واحد في المنطقة الشرقية عقب يوسف. بس لما سالم كسب هالثروة، خسر حب الناس له. لما يروح مجلس الرياييل، يقومون له ويسلمون عليه.. بس هذا ما يمنع انه في الأخير يقعد بروحه ويتجاهله كل اللي حواليه. والسبب مب بخله- سالم عمره ما كان بخيل ودوم يتبرع للجمعيات الخيرية وعمره ما رد أي واحد طلب منه قرض أو مساعدة. البيزات اشترت احترام الناس له، لكنه كان يعرف زين انه الكل يكرهه ويرمس عنه.
    لما كان يروح المقهى ويقعد ويا الشباب، محد كان يقدر يقول له كلمة لكنهم في داخلهم يتمنون لو انه يروّح ويودّرهم. شو فايدة قعدته وياهم وهو لا يرمس احد ولا احد يرمسه؟ حمزة الهندي اللي يشتغل في المقهى يقول انه سالم إيي المقهى ويقعد ويا الرياييل عناد فيهم. لأنه يعرف زين انهم يكرهونه ويعرف انهم يتظايجون من قعدته وياهم وعشان جذي يقعد وياهم.. عشان يحرق أعصابهم. وهالشي يمكن يكون صحيح. لكنه لما يودّرهم أخيرا ويطلع من المقهى، لازم يرمسون عنه وإذا كان فيهم واحد جريء يرفع صوته ويقول: "سيرة بلا ردة انشا الله."
    الحريم.. ولا وحدة فيهم تكره سالم. بالعكس، لما يمر بسيارته في الشارع، تطالعه كل وحدة موجوده هناك. يمكن لأنه يكسر خاطرهن ويمكن لأنه وايد جذاب. سالم مسكين في نظرهن. ياحليله، مب كافي ان زوجته أصيلة ماتت.. ولده الوحيد بعد توفى السنة اللي طافت لأنه كان مريض بسرطان الدم. سعود كان مريض من يوم ما انولد. وتعذبت أصيلة المسكينة وهي تهتم فيه يوم عقب يوم. سالم انسان وحيد. محتاج لوحدة تحبه وتحترمه. وهذا اللي خلا أكثر من وحدة تييب رقم تيلفونه وتسوي علاقة وياه وأكثرهن متزوجات ورياييلهن يشتغلون في إمارة ثانية، ويمكن هذا اللي يزيد كره الرياييل له. وآخر إشاعة تقول انه الاسبوع اللي طاف كان مركب وحدة وياه وراح وياها فندق الريتز. سالم لما كبر صار أحلى بألف مرة من شكله لما كان صغير، وهذا سبب ثاني يخلي الحريم يموتون فيه. لما كان سالم عمره 20 سنه، كانت معجباته وايدات وكانن يحاولن وياه بس سالم كان يرفضهن كلهن عشان خاطر عيون حبه وحياته حصة.. والكل كان يعرف الحب اللي بين هالاثنين وكانت ربيعات حصة يغارن منها ، إلا أمل اللي من يومها وهي تكره سالم وتقول لحصة انها ما عندها سالفة لأنها تحب واحد زبالة شراته. المهم ان الفرصة يت عقب زواج حصة ووفاة أصيلة، وأكثر عن وحدة جربت حظها وياه، لكن الواضح انه قلبه كان خلاص انقفل .. لأنه ولا وحدة قدرت اتأثر عليه.

    دش سالم المطبخ وخذ له شوية ملح عشان يروح يداوي الحصان. البيت اللي يسكنه سالم ألحين هو بيت آل الكندي اللي كانوا جيران قوم الشامسي. البيت صار حق سالم لما توفت زوجته أصيلة وورثته المزرعة والبيت والخيول. ومن يومها وسالم عمره ما صلح أي شي في هالبيت ولا فكّر يغيّر الأثاث أو يصبغ الجدران أو يعدّل أي شي. مب لأنه بخيل، لكنه يحب ويتلذذ انه يشوف البيت اللي سرق منه حصة يتهدم جدامه. قوم الكندي خذوا منه حصة. وهو راح ينتقم منهم بهالطريقة. الأثاث اللي اشتراه عبيد الكندي من سوريا كله انباع بأرخص ثمن واشترى سالم بداله أثاث عادي من أرخص محل أثاث. والحديقة اللي كانت أم أصيلة تهتم فيها وتاخذ منها كل وقتها، حرقها سالم أول ما تزوج أصيلة ولين ألحين تمت على حالتها. البيت صار خرابة والفيران صارت تسرح وتمرح في حجرة المرحومة أصيلة. الكلاب صاروا ياكلون من الصحون الفضية اللي اشترتهم أصيلة من لندن قبل لا تتزوج ، ومستحيل أي أحد يصدق ان هالصحون الوصخة المقرفة كلّفت أكثر من خمسة آلاف درهم وان أصيلة لما اشترتهم، لفّت كل صحن بمناديل قطن عشان لا يختربون قبل لا توصل البيت.

    طلع سالم من المطبخ وسكر الباب وراه بحيل لدرجة انه الكلاب الثلاثة اللي كانوا راقدين نطوا في مكانهم من الخوف. ومشوا وراه كأنهم حاسين انه مزاجه معتفس. كلاب سالم مسببين رعب للناس في الفريج. ونباحهم في الليل يزعج الكل لكن محد يتجرأ يقول شي. وهالكلاب اللي يشبهون الثعالب متعودين على سالم ويعرفون متى يعتفس مزاجه ومتى يكون رايق. ويعرفون انه سالم لما يتمشى وياهم ويوقف فجأة ويغمض عينه ويتنهد، أحسن لهم يبتعدون عنه ولاّ راح ينظربون من الخاطر.

    -------------------------

    في السنة اللي ياب فيها راشد الشامسي سالم وياه الفجيرة، كان عند قوم الكندي أكثر من خمسين حصان وفرس في مزرعتهم. وكان سالم يكره الخيول ولازال يكرهها. لكنه يذكر انه حصة كانت تموت في الخيول. وكانت دايما تتكلم عن خيول قوم الكندي. لكن اللي كان عاجبها أكثر هو ثروتهم وبيتهم اللي يشبه القصر. أبو حصة كان محامي وراتبه كبير وكانت عنده مزرعة، لكن ديونه كانت وايدة ومصاريف سعيد ماكانت تنتهي وعقب وفاته خسر سعيد نص بيزاته في القمار. وماكانت حصة تقدر تشتري إلا نعال واحد في العيد، بعكس أصيلة الكندي اللي كانت تشتري خمس نعل كل عيد وهذا اللي كانت حصة تحلم فيه وتتمناه. ويمكن عشان جذي كانت حصة تحب الخيول، لأن الحصان الواحد سعره أكثر بمرتين عن اللي يحصله أبوها في سنة بطولها.


    تذكر سالم مرة انه هو وحصة تسلقوا الجدار ونطوا في مزرعة قوم الكندي عشان تقدر حصة تعد الخيول اللي في الاسطبل. وكانت الريح هذاك اليوم حارة وقوية لدرجة ان حصة كانت تيوّد شعرها الطويل بإيديها الثنتين عشان لا يدش في حلجها وعينها. وكان قلب سالم ينغزه وكأن شي فظيع راح يستوي وان هالشي بيغير حياته للأبد. كانت خيول عبيد الكندي أصيلة وضخمة وشاركت في أكثر من سباق عالمي ولما كانت تركض، مستحيل أي سيارة تقدر تغلبها.
    لما تزوج سالم أصيلة، باع كل الخيول اللي في المزرعة وألحين ما تم في الاسطبل إلا ثلاث خيول. فرس ولده المرحوم سعود واللي دومه مريض وراقد. والحصان اللي يركبه حمد وحصان المرحومة أصيلة "شاهين" اللي قتل اثنين من الفرسان اللي ركبوا عليه قبل لا يصدر قرار يمنعه من المشاركة في أي سباق. وسالم يكرههم كلهم، يكره كل الخيول، يكره الخيول الغبية اللي تخاف من السناجب وترفض تمشي في الماي، ويكره الخيول الذكية مثل "شاهين" أكثر وأكثر.
    شاهين كان في الكابينة الأولى من الاسطبل وهذا هو بيته من أول يوم وصل فيه المزرعة. وشاهين هذا أجمل حصان شافه سالم في حياته، سواده مثل الليل وأضخم من كل الخيول اللي كانت في المزرعة.لو فكر سالم يبيعه كان ممكن يحصل عليه أكثر من مليون درهم. لكن سمعته خلته ما يسوى حتى ألف درهم. لأن ما في واحد عاقل ممكن يشتري حصان معروف عنه إنه قتل اثنين من فرسانه ورفس أكثر من أربع عمال وما يخلي احد يقترب منه أو يركبه. الشخص الوحيد اللي قدر يتفاهم مع شاهين كانت أصيلة، وأصيلة ماتت من زمان ومن يومها وهو مسبب رعب للكل، وكل اللي في مريشيد يتذكرون اليوم اللي شرد من المزرعة- نفس اليوم اللي توفت فيه أصيلة- ويذكرون ان السيارات وقفت في الشارع من الخوف لأنه كان يركض مثل المينون ..

    وايد ناس يستغربون ليش ما باع سالم شاهين لين ألحين؟ ناس يقولون ان السبب هو ان محد راضي يشتريه، وناس يقولون لأنه ذكرى من أصيلة، بس الواقع غير جذي، سالم محتفظ بالحصان لأنه حقير مثله هو تماماُ. كل يوم يتواجه سالم وشاهين وكل يوم يكرهون بعض أكثر وأكثر. وأكثر من مرة حاول سالم يقتل الحصان برصاصة من مسدسه، لكن في شي كان يمنعه..

    "مرحبا" قال سالم مثل عادته في كل مرة يدش فيها الاسطبل ويمر صوب شاهين. وشرات كل مرة ، طنش الحصان سالم ولا كأن حد مر جدامه. "حيوان حقير." قال سالم من القهر، حتى هالحصان الغبي يتكبر عليه. "ما أدري شو شايف عمرك."

    في اليوم اللي نط هو وحصة المزرعة عشان يعدون الخيول، شافهم كريم الهندي اللي كان يصلح الطوي لما سمع كلب أصيلة ينبح بأعلى صوته. ويوم سار كريم الاسطبل لقاهم منخشين ورا واحد من الخيول.
    قوم الكندي كانو ناس متكبرين وايد. ومحد من الفجيرة كان يدش بيتهم، وعبيد الكندي كان يموت ولا يخلي أحد منهم يدش مزرعته. حتى في المناسبات وحفلات أعياد الميلاد، كانو المعازيم كلهم من أهلهم في دبي وأبوظبي بس. ولا مرة عزموا جيرانهم أو الناس اللي يشتغلون وياهم.
    كانت حصة وسالم متأكدين انهم بيتمشكلون إذا حد شافهم، بس حصة كان راسها يابس وكان لازم تعد الخيول. لين ألحين وسالم يتذكر صوت الريح هذاك اليوم.. يسمع هالصوت في أحلامه ويوم يتمشى في المزرعة بروحه. . يذكر سالم انه كان مستحيل يسمع اللي كانت حصة يالسة تقوله في هالجو، لكنه كان شايف انه تنورتها عالقة في مسمار كبير في الاسطبل. وكلب أصيلة تخبل وعظ إيد حصة قبل لا يظربه سالم على راسه بحصاه. بس عقب شو؟ كانت ايد حصة تنزف وايد.
    " أنا في يتصل حق شرطة" قال كريم الهندي بصوت عالي عشان يسمعونه.
    كانت حصة لابسة قميص أبيض واسع صار كله دم من إيدها، لكن اللي كان شاغل بالها ألحين انه سالم انسجن مرتين، مرة لأنه بيدعم وحدة عيوز بدراجته وراحت العيوز واشتكت عليه. ومرة لأن الدورية زخته هو وربعه سكرانين عند الكورنيش. وإذا انسجن هالمرة بعد بيروح فيها.
    "إشرد" صرخت عليه حصة. "يالله.. إشرد."
    بسبب خوفه من الشرطة، وظيجه من الريح.. طلع سالم من الاسطبل وشرد. ومن يومها وهو يفكر كل ليلة شو كان بيصير لو انهم زخوه؟ لو انه تم ويا حصة؟ شو كان بيصير لو هو وحصة قعدوا في البيت هذاك اليوم بدل لا يروحون مزرعة قوم الكندي؟ سالم خرّب مستقبله بإيده لما تخلى عن حصة هذاك اليوم.

    في ناس.. يحسون باللحظة اللي يخسرون فيها كل شي. ولما يردون يفكرون باللي صار، كل شي يكون واضح جدامهم.. واللي ما يقدرون يفهمونه هو.. ليش ما قدروا يتفادون المصيبة من أساسها؟ ليش ما تم سالم ويا حصة؟ ليش شرد وودرها؟

    عقب ما طلع سالم من المزرعة، وقف عند الشارع يتريا حصة اليوم بطوله، وخفت الريح عقب المغرب وسالم واقف مكانه والصداع اللي في راسه ذابحنه.. وحصة بعدها ما ردت وما طلعت من بيت الكندي إلا عقب الساعة عشر.
    كانت شايلة في إيدها باقة ورد من حديقة أم أصيلة، وكانت حاظنة باقة الورد الجوري وهي تركض صوب سالم.. هذا اللي شافه سالم حتى قبل لا يشوف ويهها. الورود الحمر اللي كانت في إيدها.. وفجأة حس بالدموع تتجمع في عينه وكان ممكن هالدموع تطلع لو ما كانت حصة يالسة تخبره عن اللي شافته.. انقهر سالم وهو يسمع اش كثر خالد الكندي شاطر وذكي، واش كثر اخته أصيلة طيبة وحبوبة لدرجة انه عندها ثعلب تربيه في البيت وتأكله حليب وخبز وترقده عندها على فراشها من دون ما أمها تعرف.. ما كان له داعي سالم يسمع كل هالتفاصيل عشان يعرف شو صار.. النظرة اللي كانت على ويه حصة كانت كافية،
    في يوم واحد.. وبسبب غباءه.. ضاعت منه حصة للأبد..

    لما صار بيت الكندي حق سالم، حرق أشجار الورد الجوري كلها. لكنها ردت طلعت مرة ثانية، ومن يومين اتفاجئ لما طلع من البيت الصبح وشاف وردة جوري حمرة في الشجرة، وكأن هالشجرة تتحداه يقضي عليها.. والليلة، شال سالم الورد من باله وفكر بالانتقام. ما في شي أحلى من الانتقام.. اللي يجربه مرة، يدمن عليه على طول. ويبدا يجمع أعداءه كلهم ويفكر كيف ممكن ينتقم منهم ويحتفل بانتصاره لما تنجح خطته.
    وأكبر انتقام حققه سالم كان لما انتقم من سعيدوخذ منه ولده الوحيد حمد. سالم ربى حمد من لما كان ياهل وعوّده انه يسمع كلامه ويطيعه في كل شي. وأحياناُ، يكون حمد وايد مفيد، بس اليوم باين انه رد يدفّش مرة ثانية.. لأنه المفروض يراقب حصان سعود عشان لا ينسدح لكن حضرته رقد عالكرسي الهزاز ونسى الحصان اللي –لما دش سالم الاسطبل- شافه منسدح على جنبه اليمين.. شوي وبيختنق.

    "نوم العوافي&#33;" قال سالم.
    تفاجئ حمد وعلى طول وقف وتعثر بالكرسي. حمد ضخم وطويل وهالشي دايم يزعجه لأنه يحس انه حجمه أكبر عن كل ربعه.. عيونه عسلية ، نفس عيون ابوه، ولون بشرته أبيض شاحب.. تماماُ مثل ابوه سعيد.
    "أوييه&#33;&#33;&#33;" قال حمد. وعلى طول طالع سالم عشان يشوف ردة فعله وهو يدعي ربه انه ما يضربه.
    "إنت حمار؟ ما تفهم؟" سأله سالم. "أوه.. نسيت انك واحد أهبل شرات أبوك الخمار&#33;&#33;"
    "آسف." قال حمد وهو منزّل راسه وتأكد انه ما في فايدة من الاعتذار، لأنه في راي سالم، حمد طول عمره بيتم حمار. لكن بصراحة حمد كان متظايج من الصبح، ومن يوم ما عرف انه عمته مريم ماتت وهو مب قادر يشيلها من تفكيره. معقولة عمته ماتت؟ هالرحومة اللي كانت تلاعبه هو وسعود كل يوم.. كانت تطبخ لهم الغدا والعشا كل يوم عقب ما ماتت أصيلة. بس لما مات سعود، مرضت مريم وتمت في بيتها وتعوّد سالم وحمد ياكلون المعلبات وأكل المطاعم.

    كل سنة في يوم ميلاد حمد، كانت مريم تسوي له كيكة كاكاو وتطرشها حقه ويا كريم الهندي، وحمد كان ياكلها كلها بروحه.. وهو بعد ما كان يقصر ويا عمته. كان كل يوم جمعة يمر عليها ويشوف إذا محتاجه شي أو إذا في شي خربان عندها في البيت ويصلحه.
    قبل لا تموت بعشرة أيام، كان حمد عندها عشان يصلح لها الحنفية في المطبخ وحلف عليها ما تتصل بكريم الهندي.. ولما خلص، سوت له برياني دياي ويلست تتغدى وياه.

    كانت مريم دوم تطبخ لسعيد وتودي له الأكل في البيت الخرابة اللي ساكن فيه. حتى عقب مرضها، كانت دايم تزوره وتغسل له ثيابه وشراشفه وتودّي له كل اللي يحتاجه.
    هاذي كانت عادتها، تهتم بكل اللي حواليها اهتمام كامل، إلا من ناحية عواطفهم ومشاكلهم اللي أبداُ ما تتدخل فيها. وعمرها ما نصحت احد إلا إذا هالشخص بروحه طلب نصيحتها. وعمرها- مثلاً- ما قالت لحمد: "ليش ما تروح تزور أبوك في البيت الخرابة؟" مع انها فكرت بهالشي أكثر من ألف مرة بس عمرها ما قالته حق حمد. هذا قرار حمد ومحد يقدر يقرر عنه، لكنها كانت متأكده ان حمد لو ما راح وشاف ابوه وتعرّف عليه، بيتم طول عمره يحس بالذنب. وكانت مريم تكتفي انها تحظن حمد وتبوسه قبل لا يروح ويخليها في البيت اللي المفروض يكون بيته بروحها..

    حمد أصلاُ ما كان يعرف ان مريم ماتت إلا اليوم الظهر. كان في الجمعية يشتري له أغراض لما سمع وحدة تقول انها بتسير عزا مريم الشامسي، وعلى طول حس ان عيونه بتحترق لكنه يوّد عمره عشان لا يصيح جدام الناس. ووقف مكانه عند الثلاجات لين ما خف الدوار شوي وعلى طول راح يحاسب وطلع.
    والليلة، بدل لا يهتم بالحصان، كان قاعد يفكر بويه عموته مريم وهي تخبره انه سعود مات. كانت ليلة باردة والمطر من ثلاث أيام مب راضي يخف. وكان حمد توه راد من برى متجمد من البرد، وكانت مريم تترياه عند باب الصالة وأول ما دش، حطت إيدها على كتفه وقالت: "سعود راح." وقعد حمد وياها في الصالة وهي تصيح من الساعة تسع لين أذان الفجر.
    وهذا هو السبب اللي خلاه ينسى شغله الليلة، طول هالسنين وهو يفكر: شو بيكون احساسه لو انه فقد شخص عزيز عليه. أمه، نعيمة، ماتت لما كان بعده ياهل وما يتذكر عنها أي شي. وأبوه كان دوم ميت بالنسبة له. وسعود مات وعمره 12 سنة لما حمد كان بعده ما يعرف شو يعني حزن.. واليوم، عرف شو معنى انه ما بيشوفها مرة ثانية وما بيسمع صوتها وهي تدعي له وما بيشوف ابتسماتها الحلوة.. اليوم بس.. حس بطعم الموت..

    سحب سالم الحصان لين ما وقفه على ريوله، واحمرّ ويه حمد لأنه المفروض هو اللي يسوي هالشي. ويوم وقف الحصان ربطه سالم بالعمود ونفخ الملح في خشمه. الشي الوحيد المشترك بين سالم وولده سعود انه اثنيناتهم يكرهون الخيول.. سعود كانت عنده حساسية من الخيول وكل ما يقترب من حصانه، كان ويهه يتقشر. بس أصيلة كانت عنيدة وأصرت انه ولدها يكون فارس شراتها. وعقب وفاة سعود، يلس حمد يترجى سالم عشان لا يبيع الحصان لأنه ذكرى من سعود.

    "آسف لأني غفلت عن الحصان." قال حمد. "آخر مرة."
    "كله منك.. ولا انا من زمان بايع هالحصان ومفتك منه." صرخ سالم.
    تنهد حمد وما عرف شو يقول. تعود حمد يصك حلجه وما يرد على سالم لأنه خلاص تعوّد على ظلمه. وسالم متعود على حمد وعارف زين انه دوم يسكت عن حقه ويتحمل كل الإهانات.
    "عرفت ان مريم ماتت؟" سأله سالم.
    هز حمد راسه من دون ما يقول شي لأنه يخاف يقول كلمة تزعل سالم وتخليه يضربه. طلعوا اثنينهم من الاسطبل. الليلة السما صافية والنجوم منورة الدنيا.
    مريم الشامسي كانت وحدة الكل يحترمها، حتى سالم. كان يحترمها لأنها دوم في حالها وما يخصها في غيرها. وفي الوقت اللي كان سعيد وربعه يعذبونه، كانت مريم ترحمه وتهتم فيه. بس هذا مب معناته انه لازم يتقلب ويصيح عليها في العزا. الحرمة خلاص ماتت ومحد يقدر يغير هالشي. ليش يتعب نفسه ويسير العزا؟
    "إذا تبا تسير العزا.. سير" قال سالم لولد أخوه حمد.
    "إنشالله .." قال حمد ." يمكن أسير باجر."

    إذا سالم فكر يسير العزا بيكون السبب حصة الشامسي. لكنه مب ساير.. بيترياها لين ما هي بروحها ترجع له. وهو عارف انها بترجع له.. متأكد من هالشي.. سالم حقق كل أحلامه وما تم غير حصة. في حياته ما حب غيرها ولا راح يحب غيرها. كان يفكر إنه من دونها مستحيل يقدر يعيش، وكان معاه حق.. حياته من دونها هالسنين كلها كانت فارغة، مالها معنى.. وألحين فرصته عشان يعيش وإذا طنشها، حصة بتركض وراه.. يمكن تصبر يوم أو يومين لكنها أكيد في النهاية بترجع له وبتترجاه يحبها مثل قبل وأكثر.

    الليلة بيرقد في الصالة لأنه ما يطيق يرقد في حجرة النوم اللي رقد فيها ويا المرحومة أصيلة. والصبح لما الكل يروح العزا، ولما تلبس حصة ثيابها وتسحي شعرها الأسود الطويل.. بيسوي سالم اللي يسويه كل يوم. بيشرب قهوته وبيسير المكتب يخلص أشغاله مثل كل يوم .. وعقب المغرب، بيتمشى في مزرعته عشان يتأكد إنه محد نط ودش من دون ما حد يشوفه. وما بيوقف شغل لين ما ينهد حيله من التعب لأنه يعرف إنه إذا وقف وارتاح دقيقة وحدة راح يدمر كل اللي خطط له وبيروح يبوس ريولها عشان ترجع له..

    نهاية الفصل الثالث

    شمس دبي <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/smile.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':)'></font>

  15. #15
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الرابع:
    -------------

    الساعة 8:30 الصبح، كانت سارة وحصة لابسين وجاهزين عشان يروحون بيت يد حصة لأن العزا هناك. وعقب خمس دقايق وصلت أمل ربيعة حصة في سيارتها الكامري عشان توصلهم.
    "مشكورة حبيبتي، والله ما اعرف شو كنت بسوي من دونج." قالت حصة لأن سيارتها بعدها ما تصلحت.
    ابتسمت حصة واستغربت اش كثر تحب ربيعتها أمل، يوم كانت صغيرة كانت تتظايج من أمولة وايد. وكانت تعتبرها صديقتها بالغصب لأن أبوها وأبو أمل ربع وشركا في شركة المحاماه، ومع مرور الأيام صاروا يكرهون بعض أكثر وأكثر. ومرة تخاصموا ولمدة سنتين طنشت كل وحدة فيهم الثانية. حتى يوم كانت حصة وأبوها يروحون بيت محمد الكعبي في العيد ، كانت حصة تيلس ساكتة لين ما تروح.. شو كان سبب هواشتهم؟ محد يتذكر.
    "تظاربنا لأنج كنت خقاقة." قالت أمل وهي تلف عند الدوار، كانت سيارتها كلها أوراق وملفات وأقلام رصاص.
    "لا يا حياتي.. تظاربنا لأنج كنتي ما تعرفين تصكين حلجج وتكتمين الأسرار." قالت حصة.
    ضحكت أمل وفكرت إن حصة معاها حق. أمل صحفية في جريدة الاتحاد وهالشي خلاها تعرف كل اللي يستوي في الفجيرة لأن الأخبار توصلها أول بأول. أمل تعرف مثلاً إن علي الشيبة باع أرضه ب300 ألف درهم ورفض يبيعها لسالم مع ان سالم عرض عليه 500 ألف درهم للأرض والسبب إن علي –مثله مثل باقي أهل الفجيرة- يكره سالم. لكن أمل طبعاُ ما بتخبر حصة بهالمعلومات ولا بتخبرها إن نص الحريم اللي هني متخبلات على سالم ومستعدات يودرن رياييلهن وحبايبهن عشان خاطر عيونه. أمل تعرف كل شي، وهالشي يريحها. تعرف ميزانية المدارس السنوية وتعرف كم حادث يستوي كل شهر وهي أول وحدة توصلها أخبار الوفاة والولادات والحوادث والجرايم.
    "إنتٍ لو تعصريني عصر ما بتحصلين مني حتى خبر واحد أوكى؟" قالت أمل.
    وظيفة أمل خلتها دايماً مستعدة انها تعرف كل شي جديد، ومن الأشياء اللي تعلمتها إن زوجها سلطان الزعابي – مدير شرطة الفجيرة- أحسن ريال في الدنيا.. بس في معلومات تعرفها أمل من زمان-من أيام طفولتها- ومن هالمعلومات إن ربيعتها حصة هبلة وعايشة في نعمة مب حاسة فيها ولا تشكر ربها عليها.. وممكن تضيع كل شي في حياتها عشان واحد ما يسوى.

    "إنتٍ متشايخة علينا عشان عايشة في أبوظبي." قالت أمل لحصة. "لكن في وحدة ثانية يحق لها تتشايخ علينا.. ابتسام.. تذكرينها؟ عمرها 39 سنة وبتتزوج للمرة الثالثة الاسبوع الياي.."
    "احلفي؟" انصدمت حصة. "ابتساموه ما تضيع وقتها." حطت حصة شيلتها على كتفها ولفت شعرها بمشبك فضة من تصميمها هي.. حصة عندها محل مجوهرات وهدايا في أبوظبي وهالمحل يكسب في الشهر الواحد أكثر من 10 آلاف درهم، ومعظم المجوهرات والهدايا اللي فيه من تصميم حصة اللي تحب تسلي وقتها ويا الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وأمل لابسة سلسلة ذهب أبيض هدية من حصة في عيد ميلادها، حصة قعدت تصمم هالسلسلة شهرين لين ما ضبطت التصميم وودتها المحل يجهزونها حقها.
    "ابتساموه مب سهلة. إنت بس لو تعرفين شو سوت السنة اللي طافت." قالت أمل، وطالعت حصة بطرف عينها وقالت: "بس تعرفين شو اللي يقهر أكثر؟ إن ريلها يجنن وأصغر عنها ب 10 سنين. أكيد ماخذنها عشان بيزاتها.. أنا متأكدة."
    ابتسمت حصة لربيعتها الحلوة وقالت في خاطرها.. أمل ما تغيرت، بعدها قمر. "وشو اللي يخليج متأكدة يا مدام أمل؟ يمكن يحبها." قالت حصة.
    "لأنه رقمني يوم الخميس في كورنيش كلبا." ابتسمت أمل.
    ضحكت حصة وقالت: "ما قدر يقاوم جمالج الفتان."
    "أكيد.." قالت أمل. "منو يقدر يقاوم حصة وأمل؟ إحنا كنا نطلع السوق نسوي ضجة&#33;&#33;"
    ضحكت حصة وتذكرت أيام مراهقتها ويا أمل.. وقالت: "لا.. كان في واحد يكرهنا يا آنسة أمل.. كان يشوف الموت ولا يشوفنا... تذكرين سلطان؟ ."
    ابتسمت أمل وحست بقلبها ينقبض وهي تتذكر ريلها. "صح انه كان يكرهنا في البداية.. بس بعدين اعترف لي انه يحبني وتزوجني."
    طول هالفترة كانت سارة تسمعهم وعلى ويهها نظرة احتقار.. أمها وخالتها أمل وايد سخيفات ويوم يقعدون ويا بعض يصيرون أسخف عن اليهال.. أمل تزورهم ويا ريلها في أبوظبي مرة كل شهر. وسارة تكره حياتها يوم تعرف انها ياية بيتهم. "ممكن تسكتون؟" قالت لهم.
    طالعت أمل سارة وهزت راسها وضحكت هي وحصة على شكلها. كانت سارة لابسة تنورة وقميص أسود ظيج وايد. ومخلصة قوطي المسكارا على عيونها، وقصتها- اللي مطلعتنها من الشيلة- متروسة جل لدرجة انها تلمع. انقهرت سارة وفكرت في ربيعتها خلود، لما تشوفها بتقول لها: "بس لو شفتيني.. محبوسة في هالسيارة مثل الفار.. وهالعيايز ينصحوني في الموضة.. حسيت اني مخنوقة.. مخنوقة&#33;&#33;"
    "ليش تخلينها تطلع جذي؟" سألت أمل حصة.
    "أخليها؟؟؟&#33;&#33; " أمل ما تعرف شو معنى انه يكون عندها بنت مراهقة. "سارة إذا سمعت كلامي بتموت."
    "ممكن توصلينا العزا وانتي ساكتة؟" قالت سارة بصوتها الخشن. قبل لاتطلع، دخنت جيكارة في الحمام وبعدين ترست عمرها عطر عشان تشيل ريحة الدخان.
    "انشا الله عمتي." قالت أمل. "بس أتمنى ما يكون العزا عطّلج عن أشغالج المهمة ومواعيدج."
    "لا تخافين.. أشغالي ومواعيدي أجلتهم لين باجر." قالت سارة وطلّعت جامة صغيرة عشان تشوف شكلها واتمنت شيئين عشان تطلع حلوة: عيون أكبر وويه أصغر. وقالت في خاطرها: "أنا وايد خسفة.. مستحيل أي احد في الدنيا ينعجب فيّه؟ يمكن ماما وهالغبية أمل معاهم حق.. بصراحة يوم قصيت شعري استويت خسفة.. شرات الرياييل." اليوم بيكون وايد كئيب وسارة تتمنى لو انها تمت اليوم بطوله راقدة.
    "بعدني مب مصدقة انّ عمتي ماتت." قالت حصة. "الله يرحمها ربتنا وعمرها ما اشتكت.. عمرها ما فكرت في روحها.. والله محد كان يسواها."
    "أونّه&#33;&#33;" قالت أمل ببرود.
    انصدمت حصة من لهجة أمل وكانت بترد عليها بس الشارع كان وايد زحمة وأمل كانت مركزة على الدرب جدامها، وبعدين حصة تعرف أمل زين.. أكيد في شي في خاطرها أو انها بس تبا تظارب.. عشان جذي بتسكت عنها.
    "هني وقفت سيارتي." قالت حصة لما اقتربوا من شركة التأمين.
    "خل نحفّر عليها.." وفعلاُ طافت أمل صوب السيارة وحفّرت عليها.
    "إنتٍ خبلة؟؟&#33;&#33;" صرخت سارة. لكن حصة وأمل اللي أكبر وأعقل عنها طنشوها تماماً ولا كأنها موجودة.. اللي في بالهم خلاهم ينسون كل شي إلا ذكريات هالشارع .. كم سنة مرت على آخر مرة مشوا فيها ويا بعض في هالشارع؟ كانت أمل وحصة من أجمل البنات اللي في الفجيرة وأهلهم واثقين فيهم ودوم يخلونهم يطلعون ويا بعض، تذكر حصة ان أمل كانت دايماً تلبس بناطلين وتحفر بسيارتها على سعيد أخو حصة كل ما شافته في الشارع. كانت أيام حلوة وكانت حصة واثقة ان مستقبلها مضمون : وناسة طول العمر ويا حبيبها.. هذا اللي كانت تباه.. وفجأة حست براحة فظيعة لأنها في الفجيرة وتمنت من كل قلبها اتم هني على طول.
    أنا هني&#33;&#33;.. مب يالسة أحلم.. أنا صج هني.. فكرت حصة. أول ما فتحت عينها اليوم الصبح وتذكرت انها راقدة على فراشها الجديم اللي رقدت عليه امية ألف مرة قبل هالليلة، تأكدت انها كانت غلطانة لما رجعت الفجيرة مرة ثانية. لأنه أول شخص فكرت فيه يوم قامت كان سالم. ولما وقفت عند دريشتها تطالع الشارع، حست انها عمرها ما ودرت هالبيت. حجرتها كانت دايماً أبرد حجرة في البيت، بس في اللحظة اللي كانت حصة تتذكر فيها سالم، كانت تنسى البرد وهمومها وكل اللي حواليها..

    أول شي سوته حصة اليوم، عقب ما تسبحت، انها نزلت الصالة واتصلت بريلها خالد.. بنتها سارة كانت راقدة في الصالة ومتلحفة بعباة أمها. من التعب ما قدرت تروح ترقد فوق. من الدريشة، كانت حصة تقدر تشوف مزرعة قوم الكندي وحست ان قلبها بيطلع من صدرها من كثر ما يدق. وقالت في خاطرها: إذا رد خالد على التيلفون قبل خمس رنات، معناتها إنها بعدها تحبه وإن كل شي بيتم على حاله.. حتى لو كان حبيب عمرها راقد في بيته اللي جدام بيتهم بالضبط. وحتى لو كانت تتذكر بالتفصيل كل شي عن علاقتهم.. كل شي بيتم على حاله لأنها تحب خالد.. وفجأة تذكرت ان الساعة 8 وان خالد محاظرته تبدأ ألحين، يعني أكيد مب موجود في البيت. بس حتى من دون ما ترمسه، كانت حصة متأكدة من مشاعرها صوبه. وعلى طول راحت تقعّد بنتها وسوت لهم ريوق وشالت هالموضوع من بالها.
    بس شو اللي راح يمنعها تفكر فيه ألحين يوم طافت سيارته ال BMW عند الدوار؟؟
    "لا تخافين." قالت أمل لما حست ان حصة تظايجت. "سالم مب رايح العزا ولا بيروحه. ريحي بالج، لأنه لين ألحين سالم ما تغير، بعده حقير ووقح."
    صدت حصة بسرعة وطالعت أمل بنظرة عشان تنبهها إن سارة موجودة ، بس فات الأوان .
    "منو سالم؟" سألتهم سارة.
    سارة دومها جذي، يوم تباها تسمع الرمسة اللي تفيدها، تخلي عمرها طرشة وتطنش. ويوم ما تباها تسمع، تكون أول وحدة تلقط الرمسة.
    "اسألي أمل.. هي اللي تعرفه." قالت حصة.
    "مجرد خيال.. كابوس." قالت أمل. "بالنسبة لي على الأقل."
    "لا والله؟؟" ما اقتنعت سارة. "صدّقتج&#33;&#33;"
    "ما عليج من أمل.. وايد تحب تبالغ." قالت حصة، بس في داخلها كانت تتمنى سارة تنسى السالفة بالمرة.

    لما وصلوا بيت يدهم العود، كانت الزحمة فظيعة عند باب الحوي وما حصلت أمل مكان تبركن فيه سيارتها، وليش لا؟ مريم الشامسي كانت محبوبة من الكل والناس كلهم هني يايين عزاها..
    كانت حصة دايماُ تفكر ليش عمتها ما تزوجت؟ ومرة سألتها لما كانت سهرانة وياها في الصالة.
    "الله ما كتب لي أتزوج." ردت عليها عمتها هذاك اليوم.
    وساعتها ما فهمت حصة شو قصد عمتها ويمكن عمرها ما راح تفهم. هل كان قصدها إن محد خطبها؟ ولاّ يمكن كانت تحب واحد وهو ما يحبها؟ وعلى كل حال، عمتها مريم كانت دوم غامضة ومستحيل كانت تخبرها بالسبب. وكل اللي كانت حصة تعرفه عنها هو انها تحب المطر واليهال والطبخ وتحب تسافر بروحها. وكانت تحب الورد الأصفر، وعشان جذي يابت حصة وياها 16 باقة ورد أصفر وزعتهم في البيت كله. وريحة الورد كانت حلوة وفي نفس الوقت حزينة، ويمكن هذا اللي خلا حصة تحس بدوخة وهي داشة العزا. ووراها بنتها سارة اللي كانت بتدعم في محمد الكعبي أبو أمل.
    الكعبي طويل، ضخم وله هيبته.. لدرجة في مجرمين يعترفون بجريمتهم من الخوف أول ما يشوفونه. بس اليوم، شكله كان وايد يقطّع القلب، الشهر الياي بيكمل الكعبي 72 سنة وإيده كانت ترتجف لما سلمت عليه حصة وباسته على راسه، وسلمت على زوجته –أم أمل- شيخة ودشت وياها عند الحريم.
    "الله يرحمها، كلنا انصدمنا يوم عرفنا انها ماتت." قالت شيخة لحصة. بس أكيد صدمتهم كانت مب كثر الظيج اللي حاسته سارة وهي يالسة بين الحريم.. حست سارة فجأة انها متجمدة ولما اطالعت في الجامة شافت ويهها أبيض مثل الثلج، ولاحظت ان كل اللي سلمو على أمها تجاهلوها هي تماماً أو طالعوها باحتقار. وعشان جذي لصقت سارة بأمها اللي حظنتها وقالت لها: "شو بلاج حبيبتي؟"
    "أحس اني برجّع&#33;&#33;&#33;" همست سارة.
    "لا فديتج." قالت حصة. "إنت بس متظايجة من الزحمة هني."
    "صدقيني برجّع." قالت سارة، كانت حاسة انها مختنقة.. ريحة الموت تارسة هالبيت وكأنه يالس يقول لها انه دورها ياي.. "برجّع." قالت مرة ثانية وشكلها كان يدل على هالشي.
    قامت حصة وطلعت ويا بنتها في الحوي عشان تشم شوية هوا. وعلى طول طلعوا وراهم خمس حريم عشان يطّمنون على سارة اللي كان في خاطرها تصرخ عليهم وتقول لهم يودرونها في حالها. ولما دشت أمها الصالة، تمت سارة برى ويت عينها في عين حمد اللي كان ياي العزا في هاللحظة ويا ربيعه صقر وشافها واقفة عند باب الصالة.

    استغرب حمد لأنه أول مرة يشوف هالبنية هني. وحس حمد بنغزة في قلبه، شكلها وايد متظايجة.. ووايد حلوة. كان خاطره يسير يرمسها، بس هالشي صعب لأنه حمد محترم ومستحيل يرمسها هني جدام الكل. وعشان جذي كمّل طريجه وراح الميلس عند الرياييل.. وهو يفكر فيها. ورغم البرد والمطر، حس حمد فجأة انه بيحترق، وعقب نص ساعة، طلع الحوي وهو يدعي ربه انه يشوف البنية الحلوة مرة ثانية. وحمد ربه يوم شافها بعدها واقفة مكانها.. بس باين انها دايخة لأنها كانت يالسة على كرسي وإيدها على قلبها. وسارة كانت فعلاً دايخة ولما سمعت صوت قطوة يت تقعد عند ريولها، ارتجفت من الصدمة كأن حد هزها وقعدها من حلم.
    في يوم من الأيام، بيي الدور عليها وبيسوون لها عزا وبيصيحون عليها، وهالشي خلاها تبدا تصيح مرة ثانية.. الحياة لحظة، وسارة كل اللي تهتم فيه هو مكياجها وشعرها وثيابها، وقبل لا تحس بيخلص عمرها وفرصتها في هالدنيا بتروح.. وفجأة حست سارة إن في شي في داخلها يتغير، واختفوا كل اللي حواليها وما كانت تحس إلا بعمرها وهي قاعدة هني.. خايفة.. وحزينة..
    ولما ردت تدش الصالة، كان أول شي شافته هو ويه أمها اللي كانت تصيح من خاطرها وشيخة حاظنتنها.. وتمنت في هاللحظة تكون في بيتهم في أبوظبي.. تمنت ترد البنية الأنانية اللي ما تفكر أبداً إلا بعمرها.. البنية اللي مستحيل تخلي أي شي يأثر فيها..

    نهاية الفصل الرابع..
    ترقبوا الفصل الخامس

    شمس دبي</font>

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •