آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 32

الموضوع: على طريق الذكريات

Hybrid View

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>اذا عايبنكم قولوا و اذا لا ما بكمله


    شمس دبي</font>

  2. #2
    مـراقــب
    مـراقــب الواحة الـمـفـتــوحـة
    الصورة الرمزية الهيثــم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    المشاركات
    7,445
    مزاجي
    Cool
    قوة التمثيل
    644
    <font color='#000080'>فـي إنتــظــار البقيـــة &nbsp;<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'>


    <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/baaa.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':baa:'></font>

  3. #3
    مـراقــب
    مـراقــب الواحة الـمـفـتــوحـة
    الصورة الرمزية الهيثــم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    المشاركات
    7,445
    مزاجي
    Cool
    قوة التمثيل
    644
    <font color='#000080'><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'></font>

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثامن
    ------------
    في البيت الخرابة، كان سعيد يالس بروحه في الظلام يحاول يدفي عمره.. حاس ببرودة رهيبة في جسمه ومهما حاول ما يقدر انه يخفف منها.. سعيد يعرف انه مريض ويعرف انه يستاهل هالشي.. يستاهل كل اللي استوى له وكل اللي بيستوي له.. ومع انه بعده ما تجاوز الأربعين، اللي يشوفه يتحراه فوق الستين سنة.. بشرته متشققة وويهه كله بقع.. شعره ابيض وجسمه نحيل وعلامات المرض باينة عليه.. لما يشوف سعيد ويهه بالصدفة منعكس على زجاج الدريشة.. يضحك على عمره.. ويفكر انه شكله الخارجي يعكس بالتحديد حقيقته الداخلية.. انسان يمشي وياكل وهو في الأساس ميت..

    قبل سنين طويلة.. لما كان سعيد بعده صبي في المدرسة.. كان يروم يقنع أي شخص باللي يباه .. والسبب اسلوبه الحلو .. كانت الكلمات لعبة في ايده يشكلها على كيفه ويستغلها عشان يوصل لأهدافه.. بس سعيد الحين تمر عليه ايام من دون ما يبطل حلجه يتكلم.. الكلمات ما عادت تعني له أي شي.. سعيد انسان وحيد .. تعود على الوحدة.. انسان دمر حياته بإيده.. الشرب صار عالمه وهدفه في الحياه.. أحيانا.. يبدا يشرب حتى قبل لا ينش من فراشه وقبل لا يبطل عيونه.. لها الدرجة وصل ادمانه..

    اليوم الصبح تفاجأ بزيارة حرمة غريبة له.. كانت تدق الباب وكأنها ما تعرف انه سعيد مستحيل يبطل الباب ويرمسها.. وكانها ما تعرف انه الشخص الوحيد اللي يدش بيته هي عموته مريم وبس.. وأول ما سمع سعيد صوت الباب.. عرف على طول انها مب عموته لأن عموته ماتت.. ما يعرف وين سمع هالخبر بس هو متأكد انها ماتت.. وعشان جذه راح يوايج من الدريشة يبا يعرف منو عند الباب.. الحرمة اللي واقفة برى كان شكلها مألوف.. وباين عليها بتتجمد من البرد.. وكانت متوترة وايد وكل شوي تتطالع وراها.. دقت الباب اكثر من مرة ولما محد بطل لها.. نادت عليه " سعيد؟؟؟" .. كان صوتها حلو وقوي .. بس الطريقة اللي نادته فيها خلته يرتجف من الصدمه.. هالصوت خلاه يحط ايده على اذنه ويغمض عيونه حيل عشان لا يتذكر .... ومن حسن حظه انه لما رد بطل عيونه.. كانت اللي واقفة برى خلاص يأست وراحت..

    لو كانت صج تبا تشوفه، فكر سعيد، كانت تقدر تبطل الباب بكل سهولة.. لأنه عمره ما فكر يقفله.. يمكن كانت خايفة تدش وتباه يطلع لها برى؟؟ يمكن سمعت الاشاعات اللي الكل يتناقلها عنه؟ الناس يحكون عنه حكايات وايد فظيعة.. ويبالغون وايد.. يقولون عنه انه يستخف في الليل ويهاجم أي حد يشوفه في دربه.. يقولون انه عنده كلب متوحش.. مع انه الكلب اللي كان عنده وايد كسول ومات من سنين.. وبسبب هالاشاعات.. محد صار يمر صوب بيته ولا يكلمه او يحاول يزوره.. الاشخاص الوحيدين اللي يتجرأون ويأذونه هم المراهقين اللي يدورون على المشاكل والإثارة بأي طريقة.. يتقربون قد ما يقدرون من البيت ويفرونه بحصى.. ويتمون يزقرونه عشان يطلع ويطاردهم.. بس سعيد عمره ما فكر يطلع لهم.. ولا يهمه كل اللي يسوونه.. ولا همه حتى لما سمع واحد منهم يقول: " تستاهل كل اللي استوى لك يالطماع.. " .. وفي النهاية .. سكون الليل والظلام والمكان المنعزل اللي سعيد ساكن فيه هو اللي يخوفهم ويخليهم يروحون..

    ساعات.. يطلع سعيد ويتمشى في الليل.. لما يتأكد انه الكل نايم.. ويتجنب انه يمر صوب بيته الجديم.. او صوب مزرعة سالم.. واذا كان سرحان ومر من هذاك الطريج بالغلط.. يتم يرتجف ويركض عشان يبتعد بسرعة قبل لا يشوف ولده حمد.. ويوم يوصل بيته، يطفي ناره بالشرب.. إحساس سعيد بالذنب.. واحساسه بنذالته وانانيته وطمعه هو اللي شجعه انه يتخلى عن ولده.. حمد ما يستاهل انه يعيش في هالمستنقع.. عمره ما فكر يشوف ولده.. بس يذكر انه في يوم ومن كثر ما كان متوله عليه.. طلع يدوره.. ما كان يبا شي.. غير انه يشوفه.. مرة وحدة.. نظرة وحدة.. هذا كل اللي كان يباه.. دقيقة من وقت حمد.. كلمة وحدة.. أي شي.. وهذا اللي خلاه يوصل للمدرسة في وقت الظهر عشان يشوف ولده.. ورغم انه ما قدر يميز حمد من بين كل الأفواج اللي طالعة من المدرسة ، بس في داخله.. حس براحة.. وبألم.. لأنه نسى ملامح أعز انسان على قلبه.. وهالشي خلاه يكره عمره اكثر واكثر..

    غمض سعيد عينه وفكر بالماضي.. في بداية العشرينات من عمره.. كان يعتبر نفسه محظوظ.. ورث عن ابوه ثروة.. وعنده الحرية المطلقة انه يتصرف على كيف كيفه.. بس النقطة السودة الوحيدة في حياته كان سالم.. سالم هو اللي خلاه يكره ابوه.. وخرب العلاقة الطيبة اللي كانت بينهم.. بس لما تزوج سعيد.. تغير كل شي وانمحى كره سالم من قلبه.. كان سالم توه راد الفجيرة.. وسعيد سمع بهالخبر وشافه اكثر من مرة في السوق بس تجاهله ولا فكر حتى يصد صوبه.. ما كان يبا يشغل عمره بسالم لأنه عنده أشيا اهم يفكر فيها.. مثل زوجته نعيمة.. وبيته.. كل ما كان يفكر بنعيمة.. كان يبتسم على طول.. نعيمة كانت بنت جمالها هادي.. وويهها طفولي .. والأهم من هذا انه قلبها ابيض وابتسامتها تخليه يهدى حتى لو كانت اعصابه مشدودة على الآخر.. يذكر انها كانت دوم تنش من الرقاد وعلى ويهها ابتسامة.. وولدهم حمد خذ عنها هدوئها وطيبة قلبها.. لما كان ياهل ما كان يبكي الا اذا كان مريض.. وكان يلعب بروحه ويوم يتعب يرقد بكل هدوء .. جذي كان سعيد عايش.. حياته هادية وحلوة..

    ويا اليوم المشئوم اللي غير مجرى حياة سعيد.. كان سعيد يالس في المقهى ويا ربعه.. وعموته مريم رايحة بوظبي عند حصة.. ومرته نعيمة في المطبخ تزهب الغدا.. حمد، اللي كان عمره يومها ثلاث سنين، كان يالس في المطبخ.. حذال امه يلعب بالمكعبات.. كانت نعيمة تشم ريحة غاز في المطبخ ويالسة تدوّر مصدر الريحة .. ويشكت على الفرن مرتين بس بعد ما اكتشفت شو السالفة.. خصوصا انها غشيمة في سوالف المطبخ ومريم عمة ريلها مدلعتنها وما تخليها تطبخ بالمرة.. طلعت نعيمة حمد في الصالة عشان لا يتأذى من الريحة القوية.. وردت المطبخ تكمل الغدا عقب ما قررت تطنش الريحة.. ردت المطبخ عشان تواجه مصيرها.. كان مصدر الريحة ان الغاز متسرب من الأنبوب الموصل بالفرن وأول ما دشت نعيمة المطبخ.. شمت ريحة الدخان ولما صدت صوب الدريشة انصدمت من اللي شافته.. النار كانت منتشرة على الستارة والكرسي الخشب اللي كان صوب الدريشة .. على طول راحت نعيمة صوب الحريجة وحاولت تطفيها.. بس النار علقت في جلابيتها ووسط خوفها ما عرفت كيف تتصرف او كيف تنقذ عمرها.. كانت تصيح وتفكر بحمد اللي يالس في الصالة ..

    في دقايق.. كان الدخان كثيف لدرجة انه اهل الفريج كلهم تيمعوا في البيت.. وفي الوقت اللي وصلت فيه المطافي.. كان المطبخ بكبره محترق.. رجال المطافي حاولوا قد ما يقدرون انهم يحدون من انتشار النار وكانوا مشغولين لدرجة انهم في البداية ما لاحظوا وجود سعيد اللي كان واقف عند باب الصالة.. قريب جدا من النار والرماد يغطي ويهه وشعره.. سعيد ما يعرف شو استوى له في هاذيج اللحظة.. أو ليش تجمد في مكانه وما قدر يتحرك.. ما قدر يحرك أي عضلة في جسمه وهو يشوف بيته يحترق.. بس عيونه اللي كانت تتحرك ودموعه تنزل لا إراديا.. مرته وولده داخل.. يحترقون.. وهو مب قادر يتحرك ويساعدهم.. أو حتى ينادي عليهم.. ربيعه سيف كان أول واحد يلاحظ وجوده.. وعلى طول سأله عن اهله.. ولما ما رد عليه سعيد.. تأكد انهم بعدهم داخل.. وركض صوب المطافي يخبرهم.. وفي نهاية اليوم .. نجا حمد من الحريق وماتت نعيمة..

    كانت حالة سعيد ايام العزا هستيرية.. وفي خلال شهر، خسر معظم بيزاته وهو يحاول يبني البيت مرة ثانية.. ولأنه كان تقريبا مب في وعيه.. كان يدش في صفقات فاشلة.. وفوق هذا كله كان يصرف بشكل غير طبيعي.. وانصدم الكل منه لما اكتشفوا انه بدا يشرب وياما حاولت عموته مريم تغير فيه هالطبع ويوم شافت انه خلاص ادمن.. خلته في حاله.. ويوم عرض مزرعة ابوه للبيع عشان يسدد ديونه .. بدوا الناس يكرهونه ويتجنبون انهم يمرون صوبه.. ربعه كلهم تخلوا عنه ولا واحد فيهم حاول ينقذه من الحالة اللي هو فيها.. ويوم باع سعيد البيت والمزرعة، ما كان يعرف انه اللي اشتراهم هو سالم.. وما كان يهمه في الأساس منو اللي اشتراهم ، كل اللي كان يهمه هو انه خذ البيزات ويروم يشتري فيهم السم اللي كان يشربه.. بس طبعا هالبيزات خلصت في لمح البصر.. واضطر سعيد انه يسكن عند عموته مريم لأنه ما عنده مكان يروح له..

    وفي يوم من الأيام ، هزبته مريم وقالت له انها مستحيل تسمح لسكير انه يعيش وياها في بيتها وانه لازم يخاف ربه ويتوب.. حس سعيد بالإهانة وخذ ولده وراحوا البيت الخرابة اللي هو الحين عايش فيه.. بس لأنه كان سكران معظم الوقت.. ما كان يهتم بحمد اللي كان يطلع من البيت في الليل ويتجول بروحه وهو ياهل.. ويوم يتعب يرد البيت ويرقد وبطنه خالي.. وفي يوم من الأيام .. شاف سالم حمد يمشي بروحه وعرف انه ولد سعيد.. وتبعه للبيت.. كانت هاذي اول واخر مرة يزور فيها سالم بيت سعيد.. حمد كان عمره اربع سنين وسالم كان متزوج أصيلة.. سعيد ما يعرف ليش سالم خذ حمد.. وما حاول انه يمنعه.. كان يعرف انه حمد لو تم وياه راح يضيع في النهاية.. ويعرف انه سالم اكيد بيهتم فيه.. ومن هذاك اليوم اللي طلع فيه حمد من البيت ويا سالم.. ما شافه سعيد بس سمع من مريم انه سالم يعامله مثل ولده.. وارتاح لهالشي..

    تنهد سعيد وفكر كيف بتكون حياته لو انه عامل سالم كأخ.. هل كان بيحاول يطلعه من هالدوامة اللي هو عايش وسطها؟ ولما يبدا يفكر بهالافكار ويكبر احساسه بالذنب.. يطالع من الدريشة ويحاول يفكر بطريقة ينتحر فيها.. وساعتها يتذكر انه اصلا بدا ينتحر من اول ما بدا يشرب.. انتحار بطيء .. صح.. بس في النهاية بيوصله للي يباه

    في الليل .. لما الكل يكون نايم.. يسمع سعيد صوت النار.. وأول ما يغمض عينه .. يشوف ابتسامتها .. ويحس بقلبه يتقطع.. وفي لحظة تختفي هالصورة وتحل محلها صورتها وهي تحترق.. وتصرخ باسمه .. تترجاه ينقذها.. ويبدا سعيد يصيح بعنف.. ويمد ايده للكاس .. يمكن يلاقي راحته فيه..


    نهاية الفصل الثامن</font>

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الخامس:

    عقب ما خلص العزا، راحت حصة وسارة يتعشون بيت ابتسام صديقة حصة ، وطول الوقت كانت ابتسام مأذية سارة وتسألها :" شوبلاها عيونج ؟"لين ما راحت سارة الحمام وغسلت الكحل والماسكارا من عيونها وبعدين اتصلت حصة حق كريم الهندي وطلبت منه يوصلهم بيتهم.
    "كريم لف يمين مب يسار &#33;&#33;" صرخت حصة لما لف عكس اتجاه بيتهم .." شو بلاك ؟ في شو سرحان ؟"
    "ماما إنتي شو بلاج ؟" سألتها سارة." كلتي الريال،شو الفرق يعني جذي ولا جذي بنوصل البيت ."
    " لا بس إذا أنا يضيع بعدين أنت يدفع فلوس أكثر ." رد عليها كريم .
    وتم كريم يسولف ويتفلسف طول الدرب لين وصلو البيت الساعة 9 في الليل. وفكرت حصة إنه خالد الحين بيكون في البيت وعلى طول دشت البيت وشالت التلفون عشان تتصل فيه، واستغربت سارة لأن أمها بعدها حتى ما فصخت عباتها وشيلتها ولا نزلت شنطتها قبل لا تتصل، بس اللي ما تعرفه سارة إن حصة وايد متظايجة ولازم تحس إن ريلها بعده موجود في حياتها.
    "سارة حبيبتي، شو رايج نشرب شاي؟" قالت حصة.
    "وايد زين" قالت سارة وانسدحت على القنفة.
    "لا.. أنا قصدي إنت تسوينه.. لو سمحتيٍ."
    بكل بساطة، كانت حصة تبا بنتها تطلع من الصالة لأنها تبا تكون بروحها وهي ترمس ريلها.. تبا تحس إنها نفس الانسانة اللي طلعت ويا بنتها من بيتهم في بو ظبي وانه ولا شي تغير لين الحين. تبا تسمعه يقول بصوت عالي انه يحبها لأنها في هاللحظة محتاجة تسمع هالكلمة ومحتاجة تخفف من سرعة قلبها قبل لا تختنق.


    لما ودرها سالم وراح قبل 20 سنة، كان خالد يتصل فيها كل يوم، بس حصة عمرها ما فكرت تستغل هالشي وتخليه يحبها، كانت علاقتها معاه سطحية لأن أصيلة اخته كانت أعز صديقاتها، وخالد كان طيوب ومستحيل حد يشوفه وما يدش قلبه على طول.. ويوم كان يتصل في حصة، كانت تفكر انه يشفق عليها لأن سالم ودرها.. وكانت تتظايج من هالشي وايد.
    وما فهمت حصة إن خالد يحبها إلا يوم عرس أخوها سعيد. كان ليلة عرس سعيد ونعيمة يوم راس السنة، ومع إن حصة كان عمرها 19 سنة، ما كانت حاسة باللي حواليها أبداً.. لدرجة إن سعيد كان أحيانا يدش حجرتها ويقعد يطالعها أكثر من نص ساعة وهي مب حاسة فيه.. وكانت أحياناً اتم يومين أو أكثر ما تاكل ولا تحس باليوع.. أو تسهر طول الليل والنهار من دون ما ترقد دقيقة وحدة. الدليل الوحيد على إنها كانت حية هو إن الجوتي اليديد اللي اشترته له عمتها مريم كان يعورها وايد.

    وليلة العرس، ولأول مرة، سمعت حصة شو اللي كانو الحريم يقولونه عنها.. "شوفو شو صار فيها.. عيّزت وهي بعدها ما كملت عشرين سنة، منو يباها ألحين؟ صفرة وشعرها نصه أبيض، طالعو كيف يدها ترتجف."
    وعشان تفتك منهم طلعت من البيت وراحت بيت قوم الكندي، وهناك شافت خالد وقعدت تسولف وياه وهي منزلة راسها.. لأنها أول ما دشت وشافته، شافت في عيونه مشاعر خلتها تخاف .. وخلته هو يتشجع ويخبرها اش كثر يحبها..

    قبل هالليلة، كان خالد مشغول في الجامعة – الصبح محاضرات والعصر يداوم في اتصالات- وما كان يرد الفجيرة إلا عشان خاطر حصة، لأنه ما كان يرمس لا أبوه ولا أمه.. بس اللي كانت حصة مقتنعة فيه قبل هالليلة هو إن خالد يشفق عليها- لا أكثر ولا أقل- وعقب ليلة عرس سعيد تأكدت انه يحبها وناوي يخطبها لأنه قام يتصل فيها من العين كل يوم وكل خميس كانت حصة تزور أصيلة وتشوفه ويعطيها هدايا وشرايط وورد. وكانت نعيمة زوجة سعيد دايماً تقول لها: "خالد كنز.. لا تضيعينه من إيدج."

    وابتدت حصة تفكر بخالد أكثر وأكثر، كانت تراقبه وهو يذاكر في صالة بيتهم وحست وهي تطالعه براحة فظيعة، وصاحت من الخاطر هاذيج الليلة وهي تفكر تتخلى عن سالم للأبد وتوافق على خالد.. بس لما قامت الصبح، كانت متأكدة إنها مستحيل تنسى سالم وراحت بيت خالد وقالت له: "لا تتصل فيني مرة ثانية.. أنا مستحيل أحبك."

    كانت حصة تفكر إن خالد بينجرح من كلامها، لكنها انصدمت لما خذ إيدها في إيده وباسها. خبرها انه اليوم بيروح العين وما بيرد الفجيرة أبداً، كان يباها توافق عليه.. يتزوجون بسرعة وتعيش معاه في العين، خبرها انه تظارب ويا أبوه عشانها.. أبوه كان مقرر يزوج خالد لبنت خالوته بس خالد رفض وخبره انه يحب حصة وهالشي خلا أبوه يطرده من البيت ومن حياته للأبد.. ولما رفضت حصة تتزوجه، رجع الجامعة بس استمر يتصل فيها كل يوم من العين.. كان يخبرها عن تخصصه "الأحياء" وعن خططه انه يدرس الدكتوراه ويشتغل في الجامعة وهي كانت تخبره عن الورد اللي تزرعه في حديقتها وعن اخته أصيلة اللي انهارت عقب ما ودر البيت وصارت ما ترمس حد إلا حصانها شاهين .. وخبرته عن الثعلب اللي شافته في حوش بيتهم أمس.. كانت تخبره عن كل شي.. عن كل صغيرة وكبيرة في حياتها.. كانت تفضفض له وتخبره بكل مشاكلها.. الشي الوحيد اللي ما خبرته عنه هو إنها لما كانت تقعد من الرقاد في الليل ، كانت تسمع صوت سالم في الحجرة .. وتصيح لين ما ترد ترقد مرة ثانية.

    ولما قررت حصة في النهاية إن سالم ما بيرجع وراحت تدرس في بو ظبي.. التقت بخالد هناك، وهالمرة لما خطبها، وافقت.. وفي ليلة الدخلة، وقف خالد يطالعها وهي راقدة على فراشه، مب مصدق إنها أخيراً صارت حقه.. حقه هو بروحه..

    كان خالد منسدح على نفس الشبريه اليوم لما اتصلت فيه حصة، يقرا الجريدة..
    "الحمد لله انك رديت على التيلفون.. اشتقت لك." قالت حصة أول ما سمعت صوته.
    ضحك خالد وقال: "أنا اشتقت لج أكثر حبيبتي."
    "أنا وايد متظايجة هني." قالت حصة.
    "عشان جذي ما طعت ارد وياج." قال خالد. "ما كنت أبا أتظايج، شفتي سعيد؟"
    "ما شفته في العزا، وانا ما فيّه أسير أدوره.. بس لازم أشوفه." وترددت حصة قبل لا تقول: "سالم بعد ما كان موجود."
    سمعت حصة صوت خالد وهو يتنهد، وعلى طول ندمت على اللي قالته.
    "أنا ما سألتج عنه." قال خالد. "صح؟"

    عقب ما تزوجت حصة خالد وعقب حملها بشهرين، خبرتها عمتها مريم أخيراً إن سالم رجع وسكن في الهيلتون شهر كامل وقام يبعثر بيزاته في كل صوب والكل مستغرب من وين حصل كل هالثروة الفظيعة.
    تتذكر حصة إنها عقب ما سكرت التيلفون عن مريم هذاك اليوم، راحت وقعدت في الحوش على الكرسي الهزاز وعلى طول اتصلت في الهيلتون وطلبت سالم من دون ما تفكر أو تقرر.. ولما رن التيلفون ورد عليها، وسمعت صوته.. خافت ..
    سمعته يقول"ألو" مرتين وسكرت التيلفون. وصارت كل ما رن التيلفون تموت من الخوف وهي تتوقع يكون سالم هو المتصل. معقولة يكون عرف إنها هي اللي اتصلت؟ وهل هالشي يهمه؟
    طول فترة حملها، كانت حصة تحس بلوعة جنها متورطة في شي فظيع. ولما خبرها الدكتور إن ضغطها وايد مرتفع وإنها لازم اتم منسدحة في فراشها 6 ساعات كل يوم على جنبها اليسار، ما تفاجئت. وعشان جذي تعودت حصة ترقد طول فترة الصبح والعصر ولا كانت تحس بالدنيا من حواليها. كانت تبا اتم راقدة على طول وحتى خالد ما كان يقدر يقعدها من الرقاد.

    في اليوم اللي اتصل فيه سالم، كانت حصة توها قاعدة من الرقاد وفي البداية كانت تتحرى إنها بعدها تحلم.
    "حصة" كانت أول كلمة قالها في البداية.. وهالكلمة بس خلتها تقعد من الخوف.. "ليش رحتي عني؟ ليش حطمتي كل اللي بنيناه؟"
    "عن السخافة" ردت عليه، وفي هاللحظة.. نست المكان اللي هي فيه ونست خالد واللي في بطنها.. في هاللحظة كانت هي وسالم وبس اللي عايشين في هالدنيا.
    "إنتي السخيفة" قال لها. "إنتيٍ"
    عقب هالاتصال، صارو يرمسون بعض كل ليلة.... حصة كانت حامل في شهرها السابع وهالشي ما منعها تتصل فيه وتجدد حبها له وشي في داخلها كان مطمئن إن هالشي بيتم على طول وان هالمكالمات بتستمر للأبد.. بس بعد فترة، طلب سالم منها إنها تتطلق وترجع له. ووعدها يعيشها أحسن عيشة .

    سكتت حصة وتأملت شجرة الليمون في الحوش وهي تفكر في كلامه وفجأة حست بالياهل في بطنها يتحرك وتأكدت إنها ما تقدر تجاريه. بس سالم ما اقتنع إن الحمل هو السبب الرئيسي اللي يمنعها من إنها ترجع له وقال لها أكثر من مرة: "لو كنتي صج تبين ترجعين لي بتسوين أي شي عشان ترجعين، لو كنتي صج تحبيني كنتي بتسوين هالشي."
    كل ليلة كان أسلوبه أقسى وأغلظ وكل ليلة كان يحس بجرح أكبر.
    وفي النهاية، اتصلت حصة بالهيلتون وخبروها إن سالم انتقل لبيته اليديد وعقب ما انولدت سارة، انشغلت حصة وايد وما عادت تفكر فيه. ولما اعترفت لنفسها أخيراً إنها ما تقدر تعيش من دونه، كان سالم متزوج أصيلة وفات الأوان على إنها تسوي أي شي غير إنها تيلس تحت شجرة الليمون وتصيح .. بس في داخلها.. كانت مقتنعه انه اللي سوته هو الصح.. وانه ريلها وبنتها اهم من أي مشاعر تكنها لسالم..

    "برجع البيت حتى قبل ما تحس بغيابي." قالت حصة لخالد في التيلفون وحست بإحساس غريب وهي تقول هالشي.. كأنها تكذب عليه، المشكلة انه وايد بعيد عنها .. وحصة ترتبط أكثر بالناس القريبين منها.
    "مستحيل أطوّل أكثر عن خمسة أيام." قالت حصة. "ببيع البيت أو أءجره وأرتب الأغراض وأروّح."
    مرت فترة طويلة قبل لا يرد خالد عليها، وكأن المسافة اللي بينهم كبرت فجأة وصارت أكبر من البحر.
    "ما أعرف" قال خالد وهو بعده منسدح على فراشه.. دايخ من كثر التعب. "وايد أحاتيج وانتٍ هناك."
    "لا تحاتي." قالت حصة اللي كانت تسمعه بصعوبة لأن الخطوط تعبانة من المطر "أحبك" قالت لزوجها.. وحست بصوتها غريب وهي تقولها وكأنها تحاول تقنع نفسها بهالشي أو تقنعه هو.
    عقب ما سكرت حصة التيلفون، سمعت صوت كلب ينبح برا البيت وراحت توقف عند الدريشة تطالع الحوش.
    "أحط لج حليب وسكر في الشاي؟" قالت سارة من المطبخ ولما ما ردت عليها أمها دشت الصالة وشافت أمها واقفة عند الدريشة بعدها لابسة عباتها وشيلتها. "ماما؟"
    "تعرفين؟" قالت حصة. "أنا تعبانة وايد وما أبا شاي. إنتٍي اشربيه. أنا بسير أرقد."

    طبعاً كانت حصة تكذب لأنها مهما حاولت ما بتروم ترقد، على الأقل مب في هالبيت . لأن حصة لما تروح حجرتها تشوف نفس اللحاف الكاروهات الأحمر والأبيض اللي كان على شبريتها لما كانت مراهقة تفكر في سالم. كان ويهه محفور في جفونها وكل ما تغمض عينها.. ليل أو نهار.. كانت تشوفه. كانت تفكر بسالم طول الوقت لدرجة إن ما تم في عقلها مكان تفكر فيه بشي ثاني. وعقب ما تأكدت انه طلع من قلبها خلاص، اكتشفت إنها تحبه أكثر من قبل..

    تحبه من أيام سهرهم في بلكونة حجرتها للفجر في الإجازة الصيفية.. من أيام ما كان يهمس لها بكلام عمرها ما سمعته من حد ثاني.. والصبح.. كانوا ينسون كل شي صار في الليلة اللي طافت وأحياناً كانوا يطنشون بعض أو يلعبون كرة الطايرة وكأنهم مجرد أصدقاء.

    ولما توفى أبو حصة فجأة في مكتبه، انهارت حياة حصة لمدة أسبوعين وغطت بنفسها كل المرايا في البيت بشراشف جديمة واستمر العزا 3 أسابيع..وكل اللي تتذكره حصة من هالفترة إنها كانت تقعد في بلكونة حجرتها تراقب الناس وهم داشين وطالعين من بيتهم.. ومرة يا سالم وقعد وياها وكان لابس بيجاما بنية، ولما حط يد حصة في يده سحبتها بسرعة.. كانت حاسة بالذنب عشان حبها لسالم وكأنها خانت أبوها والله عاقبها بوفاته. وعشان جذي ما كانت تبا تقترب منه.. لكن سالم –وبكل قسوة- طنشها وعاملها بنذالة لمدة أسبوع وخلا حصة تحس بالذنب عشان شي هي ما سوته..

    كان المفروض تتعلم من هالتجربة إن سالم ينجرح بسرعة وصعب جداً إنها تراضيه.. وعقب اللي صار.. طنشته حصة يومين وبعدين راحت تدوّر عليه عشان تعتذر، بس لما دقت باب حجرته ما رد عليها وثيابه وأغراضه كلها ما كانت موجودة في الحجرة والسبب هو إن سعيد طرد سالم من البيت وأجّر له الملحق لأنه مب من العايلة .. لأنه مجرد حشرة في راي سعيد.. وراحت له حصة الملحق وهناك شافته قاعد على فراشه..

    "شو تبين؟" قال سالم.. نبرته كانت معصبه وقاسية وعطاها نظرة خلتها تحس إنها ولا شي.. في هالمزاج، أحسن شي تسويه حصة هو إنها تطلع من الحجرة وتودره بروحه.. لكنها قعدت على الكرسي وشلت دليل التيلفون وقعدت تقلب فيه.. طالعها سالم دقيقة وبعدين عطاها ظهره وكأنها مب موجودة..
    "اطلعي برى" قال سالم. "خليني بروحي."
    "ان شا الله." قالت حصة بصوت بارد. "بس انت الخسران."
    حطت حصة دليل التيلفون على الأرض وقامت وهي تطالع سالم.. في هاللحظة، كانت مستعدة تسوي أي شي عشانه.. مستعدة تفر عمرها من الدريشة حتى..بس مستحيل تخبره بهالشي..
    تنهدت حصة وفتحت الباب ولما حس سالم إنها صج ناوية تطلع وتروح، ارتبك وقال: "لحظة"
    اقترب منها وقال: "عن السخافة"
    ابتسمت حصة وقالت: "انت السخيف"
    "لا" قال سالم "إنتيٍ"

    استمرت علاقة حصة وسالم سرية محد عرف عنها أبداً غير "أمل" اللي ورثت عن أبوها ذكاءه.
    "تحبينه.. صح؟؟" قالت لها أمل في المدرسة. "أنا مب مصدقة انج تحبين هالنذل&#33;&#33;&#33;"
    تنهدت حصة وسكتت وردت أمل تزعجها.. "والله أي واحد ثاني بيكون أحسن من سالم.. حصة انت وايد غبية."
    أمل وحصة كانو متصالحين من يومين بس عقب ظرابة استمرت سنة ، بس الظاهر انهم بيردون يتظاربون اليوم بسبب هالسالفة.
    "الحب أعمى." قالت حصة بتحدي.
    "الحب مب أعمى.. إنت اللي عمية." ردت عليها أمل.

    لين الحين أمل مستغربه ليش حصة حبت سالم. لأن هالحب ما ياب لها إلا الهم والتعب. والدليل هو: شو اللي يخلي حصة تروح الملحق في هالساعة وما شي هناك غير الرماد والغبار؟؟ بس من دون ما تحس.. راحت.. لأنها متأكدة إنها بعدها تحبه .. وبتم تحبه.. على طول..

    نهاية الفصل الخامس


    شمس دبي</font>

  6. #6
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل السادس:

    قرر محمد الكعبي يزور حصة وبنتها يوم الجمعة عقب الغدا، الغدا اللي يمكن ما كل منه إلا لقمتين.. وطول ما هو يسوق سيارته النيسان، كان يفكر بمريم. ولما بركن سيارته عند باب الحوي ونزل، دمعت عينه.. مسح محمد عينه بطرف غترته بسرعة .. وفي هاللحظة، حس انه مضيّع.. أي يوم هذا؟؟ ما يعرف.. شو اللي بيستفيد منه في زيارته هاذي؟ .. بعد ما يعرف.
    المعروف عن محمد الكعبي انه ريال ذكي ومنطقي ويقدر يحول الأدلة والمعلومات لعقوبات وأحكام.. وخلال السنين اللي اشتغل فيها، حكم في مئات القضايا.. طلاق/ خلع/ ورث/ سرقات/ جرايم قتل.. وكان دايما يحكم بالعدل.. بس في هاللحظة، وهو واقف جدام بيت مريم.. كل شي تحول للغز. بس لما لاحظ انه في حد يالس يلوّح له من دريشة الصالة ولاحظ إنها سارة بنت حصة، تذكر أخيراً ليش قرر ايي هني.. حصة تترياه عشان يقررون شو بيسوون في البيت وبيزات وأغراض عمتها مريم.

    "ماماه، القاضي الشيبة وصل" نادت سارة على أمها.
    من الصبح وسارة ما سوّت شي غير إنها يالسة جدام الدريشة تطالع الحوش. الفجيرة في نظرها مدينة أموات. من يوم قامت من الرقاد وهي تساعد أمها في ترتيب ثياب ومجوهرات مريم في صناديق عشان يكونون جاهزين لما إيي القاضي. وسارة خاطرها تاخذ من المجوهرات، بس خايفة أمها تذبحها. وحاولت تتصل بربيعتها خلود ثلاث مرات، بس الخط دايماً مشغول..
    "مصّختيها والله&#33;&#33;" كانت ناوية تقول لخلود. هذا إذا بندت خلود التيلفون في يوم من الأيام. بتقول لها: "الفجيرة أشد عن جهنم.. هاذي جهنم X2.. "

    "القاضي شايل في إيده شنطة." قالت سارة لأمها اللي كانت تسوي قهوة في المطبخ.
    كان الكعبي متردد يدش ولا لأ.. لأنه وصل عند الباب وحس بنغزة قوية في قلبه ورجع خطوة لَوَرا..
    "هذا يالس يلعب&#33;&#33; مب صاحي." قالت سارة.
    "عيب&#33;&#33;.. لا تقولين جذي عن عمج محمد." ردت عليها حصة وهي شايلة دلة القهوة والفنايين ويت توقف ويا سارة عند الدريشة ولوّحت بإيدها للقاضي اللي ابتسم لها ودش من باب الحوي..

    "باين انه كان يجنن يوم كان شباب." قالت سارة.
    ضحكت حصة وقالت: "الناس جمالهم مب بأشكالهم.. بأفعالهم، فديت روحج." وفكرت حصة ان محمد الكعبي فعلاً وايد وسيم. "بس هالشي مب مهم.. لأن عمره فوق السبعين."
    "بس أنا متأكدة انه كان يجنن.." قالت سارة. "لأنه وهو متكسر وشيبة شكله أوكى."
    في هاللحظة دش الكعبي الصالة وقال: "الجو اليوم وايد حلو.. خسارة إنا بنظيعه في شغل يعوّر القلب."
    لما شاف القاضي كل الصناديق اللي مجمعة في الصالة استغرب، وقالت له حصة: "أنا حطيت أغراض عموتي كلها هني.. عشان أشيلهم وياية بوظبي."
    "أها&#33;&#33;" يلس الكعبي وصبت له حصة فنيان قهوة.


    "عموتي طلعت محتفظة بكل شي&#33;&#33;" قالت حصة وطلّعت من واحد من الصناديق ربطة زرقة. "فديتها.. لين ألحين محتفظة بربطة شعري من أيام الابتدائي وبكل ثياب سعيد."
    "سعيد" قال الكعبي بحزن وهز راسه "هالإنسان دمّر حياته بإيده."

    سارة، اللي كانت تطالع برى الدريشة وتاكل برينجلز، قامت من مكانها لما سمعت هالجملة ويَت تقعد وياهم.
    "كيف دمر حياته؟" سألت سارة الكعبي "انتحر؟ جتل حد؟"
    "سارونا&#33;&#33;&#33;" عصبت حصة من بنتها وقالت للكعبي "سارة عمرها ما شافت عمها.. شو رايك؟ أوديها تزوره؟؟"
    "ما راح يبطل لج الباب." رد الكعبي عليها و بكل بساطة غير الموضوع "لين متى بتمون هني؟؟"
    اقتربت سارة أكثر عشان تسمع الإجابة. حياتها كلها متعلقة بها الإجابة.

    " أسبوع بالكثير." قالت حصة "لأنه لازم أخلص أشغال وايده.. وبطرّش نص الأغراض في ال DHL.. السيارة ما تكفي كل هالصناديق. ولازم أتبرع بشوية أغراض، تخيل إني حصلت كل القمصان اللي لبستهم من يوم كنت في الروضة لين طلعت من البيت في صناديق في الملحق."

    "المفروض كان خالد إيي وياج." قال الكعبي فجأة.
    "لا يا عمي." قالت حصة وصبت له فنيان قهوة ثاني. في شي خلاّ ويهها يحمرّ لما ياب الكعبي طاري ريلها. كأنها يالسة تخونه وهي هني وتفكر بسالم وتتذكره.. "خالد عنده شغله في الجامعة، مستحيل يودر محاضراته، وخاصة انه امتحانات المنتصف قربت."
    "مب مهم اش كثر خالد مشغول." قال الكعبي "المفروض ما يخليج هني بروحج."
    نزّلت سارة البرينجلز من إيدها.. الكعبي هذا وايد فنان وتبا تركز على كل كلمة يقولها.
    "تفضل ذوق الكيك." قالت حصة للكعبي عشان تغير الموضوع.
    لما كل الكعبي الكيكة وخلص، سألهم.. "وين القطوة؟"
    طالعت سارة أمها باستغراب.

    "أستغفر الله&#33;&#33;" قال الكعبي بحزن "وين سارت القطوة؟" وقبل لا يخلص جملته، قام ومشي لين باب الصالة ولحقته سارة وحصة.
    "عمتج مريم كانت تربي قطوة من سنتين." قال الكعبي وهو يدوّر مفاتيح سيارته "قطوة شيرازية."
    "قطوة شيرازية؟؟" استغربت حصة من هالشي.
    "هيه" قال الكعبي بعصبية "شو؟ ما شفتيها؟"
    "لا.." ردت عليه حصة "من يوم وصلنا لين ألحين ما شفنا قطوة هني"

    على طول تغير ويه الكعبي وحست حصة بالخوف والذنب لأنها ما تعرف مكان القطوة .. خصوصاً لما طلع الكعبي من دون ما يقول ولا كلمة.
    "أنا أقول القطوة ماتت والسبب نحن" قالت سارة بحزن، وطالعت أمها بنظرة خلتها تحس ان الغلطة غلطتها هي، وعشان جذي لبست عباتها وقالت لبنتها "دوري القطوة في الحوش.. أنا بسير ويا عمي محمد"
    طلعت حصة وشافت الكعبي يشغل سيارته، ولما ركبت وياه، ابتسم لها وفتح الجامات، وبدا يسوق شوي شوي.. ويطالع برا.. يمكن يلمح القطوة. وحست حصة بالذنب لأنها كانت تفكر بأشيا تافهة مثل سالم وما انتبهت لقطوة عمتها اللي اكيد كانت غالية عليها.. وعقب ما دوروا في كل مكان من دون فايدة، قال الكعبي "أنا أعرف وين أحصلها.."

    طلعوا من الفجيرة ومروا حذال مزرعة في وسطها بيت جديم.
    "منو يصدق إنه سعيد ساكن هني&#33;" قال الكعبي وهز راسه بحسرة.
    "ساعات أنسى انه عندي أخو." اعترفت حصة.
    "المفروض ما تنسين." قال الكعبي. "المفروض تزورينه.. هذا أخوج يا حصة.. لا تخلينه يعيش من صدقات الناس.. عمتج مريم الله يرحمها كانت كل اسبوع تمر عليه وتودي له الأكل وتنظف له البيت."
    "غريبة&#33; عموتي عمرها ما خبرتني.."

    حست حصة بالدموع تتجمع في عينها.. من 19 سنة وهي تلوم سعيد على فراقها عن سالم .. سعيد هو اللي طرده من البيت بحقارته وغيرته.. وألحين تسأل حصة عمرها إذا كانت هي نفسها السبب في ابتعاد سالم.. ومعقولة اتّم حاقدة على أخوها هالكثر؟

    " المهم" قالت حصة. "عموه توفت وسعيد يقدر يبيع البيت والمزرعة ويعيّش عمره قي راحة. أحسن شي سواه سعيد هو انه خلى عموه مريم تسكن في البيت وما باعه."
    "مب هو اللي خلاها تقعد في البيت" رد عليها الكعبي. "سالم هو اللي أصر انها اتم هناك."

    انصدمت حصة وطالعت القاضي بحيرة.

    "سعيد باع البيت والمزرعة عقب وفاة نعيمة على طول.. كان محتاج البيزات عشان يشتري هالسم اللي يشربه وناس عرضوا عليه يبيع البيت بسعر معقول.. والصدمة كانت ان هالناس من طرف سالم. أنا كنت ياي أخبرج اليوم، كل أغراض مريم من حقج تاخذينهم ، بس البيت بيت سالم."

    اتنهد الكعبي.. من يوم ما شاف سالم وهو يكرهه، مب عشان حقارته ولا وقاحته. لكن سالم دايماً يلوم غيره على كل المصايب اللي استوت له.. ولو فكر شوي وكان صادق مع نفسه، بيعرف انه هو نفسه المذنب الرئيسي، بس سالم مستحيل يتحمل مسئولية أفعاله، وفي النهاية.. فكر الكعبي.. سالم هو اللي بيدمر نفسه بإيده..

    "في النهاية.. حصّل سالم كل اللي يتمناه." قال الكعبي.
    "شفت عاد؟" قالت حصة
    "يالله&#33;&#33; ان شالله بس ما يكون يطمع في شي ثاني." قال الكعبي.

    وقّف القاضي سيارته وطلع يدوّر على القطوة، ونزلت وراه حصة وهي دايخة. الماضي اللي حاولت تشرد منه سنين وتتحاشاه .. لقت عمرها عايشة في وسطه بكل عنفه.. أخوها سعيد بيته جدامها.. وسالم مزرعته ورا هالجبل.. سالم صاحب البيت اللي تربت فيه واللي ساكنة فيه حالياً.. صاحب كل شي حواليها.. والغريبه انه كان فقير وتافه جداً أول ما وصل بيتهم لدرجة انه ما كان يعرف انه ما له داعي يوقف عند باب المطبخ مثل الكلب يتريا العشا يزهب عشان يتعشى ..
    "سير ايلس في الصالة" تذكرت حصة عمتها مريم وهي ترمسه، وسار يقعد في الصالة من دون كلمة وهو يطالع العشا وكأنه مب مصدق انه هالأكل فعلاً موجود جدامه.


    "ما لقيتها." قال الكعبي.
    في طريقهم للبيت، كانت حصة في عالمها الخاص.. ساكته وتفكر بكل اللي صار لها، والكعبي مثلها.. تعمّد ما يمر صوب المقبرة.. منو يصدق انه أمس كان هناك يدفن مريم؟ منو يصدق انه الموت يقضي على كل شي في لحظة من دون ما حد يتوقعه؟&#33; وحس فجأة بألم حاد في صدره.. تعلم مع الوقت انه يتجاهله..

    "ودني صوب المقبرة" قالت حصة فجأة.. وفعلاً تفاجأ الكعبي منها.. لما كانت صغيرة، كان الكعبي يفكر انها دلوعة وما منها فايدة وإن أبوها بيخرّبها بتدليعه الزايد لها.. بس حصة فاجئت الكل.. وأكيد في سبب يخليها تزور قبر مريم الليلة..
    هز الكعبي راسه ودش وياها المقبرة.. ولما اقتربوا من القبر حست حصة بجسمها كله يرتجف.
    "إنتِ تعرفين انه مكروه النساء يزورون المقابر." قال لها القاضي.
    "ما أدري" ردت عليه. "أحس اني لازم أزور قبرها اليوم."

    اشتدت الريح أكثر وبدت أوراق الشجر تطيح حواليهم.. وتساءلت حصة، ليش الدنيا جذي؟ معقوله انها في لحظة كانت طفلة، كل همها لعبها، وفي لحظة تلاقي عمرها حرمة في وسط مقبرة في هالليل البارد؟ رجوعها هني خلاها محتارة.. وكل اللي تشوفه حواليها ظلال وأشباح من الماضي..

    وعشان جذي لما حست انها شافت شي يتحرك حذال قبر عمتها مريم اتأكدت انها تتوهم.. غمضت حصة عيونها.. أكيد أنا دايخة، قالت في خاطرها، بس لما فتحت عينها مرة ثانية تأكدت انه في شي واقف هناك. وفي نفس اللحظة حست بضغط على صدرها، وكأن حد حط إيده على قلبها ومنعه من انه يدق.. في هاللحظة، صدقت حصة كل اللي سمعته عن الجن، بس لما ركزت أكثر، اكتشفت انه اللي تشوفه مب خيال أو ضباب.. اللي جدامها حيوان راقد.. مخلوق وصخ مغطتنه الأوراق..

    حطت حصة إيدها على كتف الكعبي وقالت "القطوة.. شوفها هناك." وصفرت حصة للقطوة وصفقت بإيدها.

    يلست القطوة وهزت إذنها.. وصخة وايد هالقطوة ووايد صغيرة، وفروها صار كله طين رمادي اللون، أكيد المسكينة تريت هني وايد .. وأكيد مب ماكلة شي من يومين.. بس الغريبة انها مب راضية تتزحزح من مكانها.. ولما اقتربت حصة منها، طلّعت القطوة أنيابها بعصبية.. وقفت حصة مكانها وهي مصدومة من عمق مشاعر هالمخلوق الصغير.

    "ما عليج منها." اقترب الكعبي من حصة ونادى القطوة. "جوهرة.."
    لما سمعت صوته.. نطت القطوة وركضت له، ورغم انها وصخة وايد، بس القاضي شالها في حضنه.
    " شو تسوين هني؟." قال الكعبي للقطوة.
    كان ذيل القطوة يتحرك ويرتجف، واضح انها وايد مستانسة لأنه شايلها، ولما تثاوبت، طلّعت صوت مبحوح. أكيد من التعب وقلة الأكل.

    واللي توقعته حصة هو إن القطوة تبعت جنازة صاحبتها من أول ما طلعت من البيت..
    هالمخلوق الصغير مب متردد أبداً بخصوص اللي يباه.. بعكس الإنسان اللي يقدر يخبّي أعمق رغباته.. وعلى كل حال، الإنسان يقدر يخبي حبه.. الناس مستحيل يركضون ورا السيايير أو يقعدون عند الباب يتريون اللحظة اللي ينفتح فيها ويطل عليهم ويه الشخص اللي يحبونه.. الناس مب دايماً يعلنون حبهم ولا دايماً يوفون بوعودهم وعهودهم.. كل اللي يسوونه هو انهم يصيحون عليك يوم ترحل.. ويشتاقون لك في كل ليلة وكل لحظة تكون فيها السما صافية ودافية.. والأرض باردة تحت ريلهم..

    في هالليلة ، بكى الكعبي بهدوء شديد لدرجة ان حصة ما لاحظت في البداية .. لأنه كان مخبي ويهه بفرو القطوة.. ولما سمعته حصة يشهق، عرفت انه كان يصيح ، وفي هاللحظة .. اكتشفت ان محمد الكعبي حب عمتها مريم.. كان يحبها من 35 سنة .. عمر بطوله كان يحبها.. حبها حب ما حبه حد غيره.. ورغم هذا، مب قادر يحزن عليها إلا في الظلام وهو بعيد عن الكل.. على الأقل، الكعبي يحق له يصيح على قبرها.. وعشان جذي ما تدخلت حصة وطنشت الموضوع.. وتمت واقفة حذاله بصمت، تحت السما السودة.. لين ما قام ووصلها البيت..

    نهاية الفصل السادس..


    شمس دبي <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/wink.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':;):'></font>

  7. #7
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل السابع:
    وقت المغرب، يتحول بيت أبو حصة لأحلى مكان في العالم، والندى على أوراق الريحان والياسمين توه متفتح في الحديقة وأشجار المانجا بشكلها الأسود الحزين...
    حمد يحب يمر عند هالبيت في هالوقت ووياه كلاب سالم ، اللي هدوءهم في هالوقت يكون غريب جداً، وكأنهم حاسين حتى مجرد صوت نفسهم يعتبر جريمة في حق هالصمت الرائع..
    في معظم الأوقات، يحس حمد انه منعزل عن باجي العالم، بس لما يوصل للعزبة، يحس نفسه صغير في وسط كل هالروعة، شو الفرق بينه وبين ورقة الشجر؟ الورقة، في رايه، أهم بألف مرة عنه لأنه لها هدف في الحياة.. ومهما حاول حمد انه يعرف شو هدفه في الحياة يوصل دايماً لنتيجة وحدة.. ولا شي، حمد ما منه فايدة، مجرد عقبة..مثل ما يقول سالم.. لكن أكيد في سبب لوجوده في الحياة غير الهم والعيشة المرة اللي هو عايشها، أكيد&#33;&#33; ولاّ ليش بالضبط هو موجود هني؟؟ بس عشان يحس اش كثر هالمكان حلو وسط الشجر ويشم نسيم الهوا البارد في وقت المغرب في أول أكتوبر؟؟

    ساعات، لما ينسى انه مجرد يتيم عايش على شفقة سالم. وينسى انه ولد سعيد الخمار، يقتنع حمد انه أكيد في شي مميز بداخله.. يمكن محد يشوف الدنيا مثل ما هو شايفها.. محد يقدر يحس بروعة وجمال اللي حواليه مثله.. ولما يفكر حمد بها التفكير، يحس انه كل الأبواب انفتحت جدامه وانه عنده فرص وايده عشان يعيش حياته. حمد في النهاية شاب عمره 17 سنة بس ، وجدامه العمر بطوله، والكلاب منسدحة على الحشيش حذاله وكل شي هادي ومسالم، مثل الهدوء قبل العاصفة.. وحس حمد فجأة إنه شي راح يصير اليوم بيغير حياته كلها.

    هني.. في هالعزبة، كانو يربون 12 فرس. ومن بينها شاهين اللي اشترك وفاز في سباقات دولية. حمد لقى صورة طايحة في الاسطبل تحت الحشيش، ولما شاف صورة شاهين لابس شال حرير أبيض مع أزرق، دمّعت عينه، وتمنى لو كان عايش هني على أيام عايلة الكندي. عمته مريم خبرته إن الأرض كانت تهتز لما تركض الخيول كلها وقت المغرب.. الفريج كله كان يحس بالأرض تهتز تحته.
    من بين كل الخيول اللي تربت هني، شاهين بس اللي بقى. كانت المرحومة أصيلة مدلّعتنه لآخر درجة. كانت تأكله مكعبات سكر وتهمس له في إذنه بكلام غزل وكانت دايماً تتمشى وياه قبل المغرب بشوي.. وعشان جذي شاهين، ولين ألحين، يتوتر في هالوقت .. إذا كان برّى في العزبة، يركض مثل المجنون. وإذا كان في الاسطبل، يرفس وينط في مكانه. ولما يكون في هالحالة، أحسن شي الكل يبتعد عنه.

    مدرب الخيول اللي كان هني خبر حمد ان شاهين قبل لا يستخف، كان واحد عارض يشتريه عن عبيد الكندي بمبلغ مليون وثمانمية وخمسين ألف درهم.. ولين ألحين، شاهين بعده يساوي ثروة.. رغم انه كبير في السن، عمره 22 سنه. بس محد يصدق انه كبير لهالدرجة لما يشوفونه. وأكيد هالشي صار لأنه محد ركب على ظهره من سنين، وهذا بعد سبب عناده ومزاجه الصعب. الكلاب يموتون من الخوف لما يشوفونه، خصوصاً عقب اللي صار الشهر الماضي لما رفس واحد من الكلاب اللي اتجرأ واقترب من الاسطبل.. الكلب المسكين انكسر عموده الفقري واضطر سالم انه يقتله عشان يفكه من الألم اللي هو فيه.

    المفروض حمد يكون في بيت واحد من ربعه هالحزة.. بدل لا يتمشى هني بروحه . الشي اللي يضحك هو ان الشباب في المدرسة يتحرونه غني. أكيد يتحرونه ألحين قاعد في أحسن المطاعم ولا في واحد من الفنادق.. والله حاله&#33;&#33; فكّر حمد اللي صار يفهم ليش الكل حاسدنه.

    سالم غني، والشي المنطقي إن حمد اللي ساكن في بيته لازم يكون بعد غني. بس الواقع غير جذي.. الواقع انه حمد وايد فقير وحاله حال أي هندي يشتغل في المزرعة. ما عنده شي&#33;&#33; حتى الثياب اللي لابسنها، سالم اشتراها حقه. الشباب في المدرسة متأكدين انه حمد يلبس نعال جديمة جي بس حركات. ومتأكدين انه ما يرضى يسير وياهم يتحوط في المقاهي والاسواق ليلة الخميس لأنه عنده وايد أشيا أحسن يسويها. ما يدرون انه ما عنده بيزات يصرفها إذا ظهر وياهم.

    حمد ريال ما عليه كلام.. عنده ربع اش كثر والكل يعزمه في الحفلات والمناسبات مثلاً: اليوم حفلة عيد ميلاد ربيعه مبارك.. أهل مبارك رايحين العمرة ومبارك استغل الفرصة وعزم ربعه كلهم يباتون عنده الليلة ويسهرون على الأفلام الحلوة..
    بس حمد بدل لا يروح، تم هني في المزرعة يفكر بالخيول ويفكر بمصيره وقدره.. كان يفكر بعمق شديد لدرجة انه ما لاحظ في البداية انه في حد يمشي وياي من الصوب الثاني.. اللي تمشي هاذي بنية لابسة جاكيت أسود طويل.. هي نفسها البنت اللي شافها في العزا..&#33;&#33;

    بالرغم من انها صغيرة وكتكوته بس مشيتها قوية وخطواتها ثابته.. راقبها حمد وهي توقف وتطلع علبة جيكارةوتاخذ حبة وتولّعها. وحس حمد بالذنب لأنه يالس يراقبها من دون ما تحس. البنية وايد حلوة بس مب هذا هو اللي جذبه حقها.. حمد حاس انه يعرف البنية وحتى في العزا حس بالاحساس نفسه.. وكأنه كان يترياها حتى قبل لا يشوفها. كانت متظايجة وايد هذاك اليوم.. كانت تصيح.. بس لما بدوا الناس يطلعون من الصالة والميلس.. خلت عمرها طبيعية جداً.. هذا اللي أثّر فيه.. انها ما تسمح لأي احد انه يحس بألمها.. وهو هذا اللي حمد يالس يسويه طول حياته..

    وألحين يالس يسأل عمره إذا لازم يخبرها انه موجود هني ولاّ لأ.. يكح ولا يتحرك؟ أو أحسن له يروّح من هني خير شر؟&#33; بس الفضول اللي فيه وقّفه مكانه..
    حذاله.. بدت الكلاب تتوتر.. عشان جذي رفع حمد إيده وأشر لهم ومنعهم من انهم ينبحون..

    بعيد عن حمد.. في الشارع اللي كله طين، كانت سارة تمشي يمين ويسار وهي تدوخ جيكارتها عشان لا تتجمد من البرد، كانت لابسة دلاغين صوف فوق بعض وبوت جديم حصلته في كبت الصالة.. بس بعد ما يكفي عشان يدفيها. بكل بساطة، سارة مب متعودة على هالجو البارد.. وهذا بعده لين ألحين شهر أكتوبر&#33;&#33;
    كيف الناس اللي عايشين هني مستحملين هالبرد؟ فكرت سارة .. أكيد هالجو مسوي فيهم شي&#33;&#33; أكيد لما الواحد يتعود على البرد هذا، يخليه يوصل لأعماقه وينظفه وينقّيه تماماً من كل الهموم اللي فيه.

    رغم البرد، حست سارة براحة لأنها طلعت من البيت الكئيب اللي يالسين فيه. من يوم ما وصلوا لين ألحين وبعدهم ما خلصوا شغلهم اللي يايين عشانه، أمها طول الوقت يالسة توزع أغراض عمتها مريم.. وباين انها ما ترقد طول الليل وهالشي تعرفه سارة لأنها ترقد في الصالة وتسمع أمها يوم تفتش في الأغراض في الصالة اللي فوق أو تسوي لها شاي في نص الليل..

    أمس الفجر، قامت سارة من الرقاد وشافت أمها على الدري تطالع برى الدريشة وتركز بشكل فظيع لدرجة إن اللي يشوفها يقول القيامة قامت برى... وحاولت سارة تفهم سر نظرتها او شو اللي يالسة تفكر فيه.. بس ما قدرت..

    والحين بعد عندهم القطوة. حصة صارت فجأه خدامة للقطوة. وكأنها تعاقب عمرها لأنها نستها من البداية. كل يوم تأكلها معلبات تونا ودياي مطبوخ، رغم ان هالقطوة وايد وصخة وسارة تكرهها وما تطيق حتى تشوفها.

    أمس، لما اتصلت بربيعتها خلود عشان تشكي لها همها، خلود ما كانت موجودة في البيت.. أم خلود تقول انها تذاكر بيت ربيعتهم عذاري، بس سارة تعرف ان خلود مواعدة حبيبها سيف. "أونّج بيت عذاري&#33;&#33;" كانت سارة ناوية تقول لخلود. "أتمنى تكونين استانستي وارتحتي لأني أنا أكيد هني ميتة من الملل."
    لو كانت سارة في بوظبي ألحين، كانت أكيد بتكون في المارينا مول هالحزة. على الأقل تقدر تصرف شوية بيزات وتحس براحة. اهني، لما تبا تبتعد عن أمها، ما تلاقي جدامها غير الشوارع الظيجة والبيوت الجديمة والهنود في كل مكان.

    محد يعرفها هني.. ولا احد مهتم فيها.. من اول ما وصلت هني.. وهي بتمووووووت عشان ترد بوظبي.. تبا تسوي المستحيل عشان تروح بيتهم.. بس بصراحه.. ترد لشو بالضبط؟؟؟ وترد لمنو؟؟ سارة تكره المدرسة وتكره كل ربيعاتها .. ما عدا خلود... وبصراحه خلود مملة بس سارة تعودت عليها.. وفوق هذا كله.. سارة كرهت نفسها عقب ما تعرفت على شاب من التقنية.. هالشاب كان ربيع خلود.. ويوم ملت منه عرفته على سارة.. اللي انجذبت لرمسته واسلوبه الحلو في البداية.. وتظاربت ويا امها امية مرة عشانه.. بس وهي هني.. تمشي في هالجو البارد.. حست سارة بالذنب.. وقررت انها ما ترد ترمسه مرة ثانية.. عشان جذي فكرت... ليش انا وايد متحمسة اني ارد بوظبي.؟؟؟ لو انتهى هالعالم الحين .. في هالثانية... ما اظن راح تفرق ويايه..

    " أحسن لي اموت قبل لا ادمر حياتي بإيدي.." فكرت سارة.. وهالفكرة بدت تتكون عندها من يوم العزا.. وهالفكرة هي اللي معيشتنها في هالكآبه.. شو هدفها في الحياة؟؟؟ شو اللي تبا تنجزه في حياتها.؟؟؟ وليش هالافكار تراودها.. ليش ما ترد سارة اللي كانت في بوظبي.. ؟؟ سارة اللي ما يهمها اي شي.. واللي ما كانت تفكر بالمرة..

    طفت سارة الجيكارة وفرتها بقرف.. وشافت باب مزرعة سالم مبطل.. ودشت من دون ما تحط في بالها انها لازم تستأذن.. وطبعا ما كانت تعرف هاذي مزرعة منو.. تمشت سارة في المزرعة وعيبتها وايد.. وقفت تعدل شيلتها .. وفجأة.. حست بنفس على رقبتها.. غمضت سارة عيونها وهي حاسة بخوف.. يا ترى هي تتوهم ولا في حد واقف وراها؟؟ وترددت.. بين انها تركض من دون ما تطالع وراها .. وبين فضولها اللي خلاها تلتفت وتشوف شاهين منزل راسه ويطالعها.. وحتى قبل لا تلتفت له.. حست سارة انها دشت في حلم غريب.. وحلو..

    يتبع

    شمس دبي</font>

  8. #8
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>في هالليلة.. وهي واقفة جدام هالمخلوق الاسود الرائع.. اللي تقرب منها من دون ما تناديه او تشوفه.. حست سارة انها في حلم.. وعشان جذي.. تقربت منه ومسحت على رقبته.. هالحلم حلمها.. وسارة بتموت وتعرف شو ردة فعل الحصان..

    بعيد عن هالمشهد.. حاول حمد انه يهدي الكلاب.. لأنه ما يبا سارة تحس بوجوده.. ويخترب هالمنظر الرائع اللي يالس يشوفه.. المفروض حمد يركض بسرعه ويلحق سارة.. ويحذرها من شاهين.. لأنه شاهين بسرعه يتوتر ومن اقل الاشياء.. مجرد انه فراشة او نحلة تمر جدامه .. يعفس الدنيا .. بس اللي حمد مستغرب منه هو انه شاهين كان هادي بشكل رهيب.. وكأنه مسحور.. يمكن السبب سارة.. يمكن سارة سحرته .. أو يمكن حمد هو اللي انسحر بجمالها &nbsp;..

    بالنسبة لسارة.. عمرها ما شافت حصان إلا في التلفزيون .. بس هالشي ما خلاها تخاف.. بالعكس.. وقفت حذال شاهين اللي الكل يخاف منه وبدت ترمسه بكل ثقة.. حست براحه معاه.. ونست البرد وهمومها كلها.. كانت واقفة تخبر هالحصان الشرير انه اجمل مخلوق شافته في حياتها.. وشاهين شكله مرتاح لها وايد.. وتقرب اكثر من سارة.. بحذر .. كأنه يشجعها تكمل رمستها..

    بطل حمد عيونه من الصدمة وهو يشوف هالمشهد الغريب جدامه.. واللي خلاه ينصدم اكثر .. انه ساره ركبت على صخرة كانت موجوده حذال شاهين وتعلقت برقبته وركبت على ظهره.. وشهق حمد فجأه لأنها كانت بتطيح.. بس تماسكت واعتدلت على ظهر شاهين.. سارة بنفسها استغربت من نفسها .. واستغربت لأنها مب حاسة بأي خوف وهي على ظهر هالحصان الضخم..
    " شوي شوي عليه.. اوكى؟" همست له سارة في اذنه..

    شاهين كان مصدوم ووقف في مكانه من دون حركة.. وحس حمد فجأه بالذنب.. لو أي شي استوى لهالبنية.. ما راح يسامح نفسه ابدا.. ما يتخيل يثور شاهين فجأه ويفرها من فوق ظهره.. ومع هذا ما تحرك من مكانه ولا حاول انه يمنعها.. حس بقلبه يدق بسرعة.. واعصابه مشدودة..

    اما سارة.. فكانت متعلقة برقبة شاهين وهي مب عارفة شو تسوي.. خايفة تغمض عينها .. ويوم ترد تبطلها..تكتشف انها تحلم وكل اللي حواليها يختفي.. لو كان هذا فعلا حلم.. سارة ما تبا تعيش الواقع.. وحاولت حتى انها ما تتنفس بس عشان تحافظ على هالحلم.. وبعيد عنها.. حمد حاس بنفس الاحساس.. ويتمنى انه هالمشهد اللي جدامه يستمر على طول..

    في هالمزرعة.. وفي هالليلة.. تغيرت حياة سارة تغير هام.. في هالمكان اللي كانت تكرهه.. وفي هالليلة الباردة.. ولأول مرة في حياتها.. حست سارة بالرضا.. وبالقناعة..

    ---------------------------
    نهاية الفصل السابع</font>

  9. #9
    المشرف العام للموقع الصورة الرمزية بن دبي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    المشاركات
    0
    مزاجي
    Brooding
    قوة التمثيل
    200
    <font color='#000000'>شموسه يوم بشوف كاتبة الجزء الأخيرة بقراها يعني يوم بتخلص القصة عشاان اعرف نهايتها ولا اتم حيرانه وافكر في الشخصيات كل يوم <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/tounge.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':p'></font>

  10. #10
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الحادي عشر
    ------------------

    الكل يحسد أم أمل على حياتها المستقرة وزواجها الناجح. بالرغم من انه الله ما رزقها الا بأمل، بس محد يروم ينكر انه أمل تموت في أمها وانها عمرها ما حسستها بالوحدة أو قصرت معاها في شي.. حتى عقب زواجها.. ومن ناحية ثانية، أبو أمل (محمد الكعبي) قاضي والكل يحترمه ويحترم عايلته. واللي يخلي الكل يحب أم أمل اكثر ، طيبتها وابتسامتها اللي ما تفارق ويهها.
    محد يعرف معاناتها، ومحد قدر يفهم سر هدوءها وغموضها طول هالسنوات. والحقيقة هي انها تعودت اتم ساكتة عشان بنتها أمل، وخبت كل مشاعرها وكل اللي سمعته من إشاعات عن ريلها والمرحومة مريم عشان ما تكون سبب في حزن أمل.. شيخة (أم أمل) بتسوي المستحيل عشان بنتها ما تعرف عن هالإشاعات... أو يمكن تكون أكثر من مجرد إشاعات؟

    ردت شيخة بأفكارها 30 سنة ورا لليوم اللي اكتشفت فيه خيانة ريلها.. كان ريلها راد من الدوام الظهر وراح يرقد لأنه تعبان، ويوم شلت شيخة ثيابه عشان توديهم للبشكارة تغسلهم، انتبهت انه في شي في مخبى الكندورة. مدت ويوم طلعته لقت صندوق صغير داخله خاتم ذهب.. كان الخاتم روووووعة وفي نفس الوقت بسيط، بس اللي عطاه شكله المميز كان الحجر الكريم الأحمر اللي في النص..
    على طول استنتجت شيخة انه محمد اشترى لها الخاتم هدية وانه ما خبرها لأنه يبا يفاجئها.. فردته في مخبى الكندورة وردت الثياب مكانها .. وقررت ما تعطيهم للبشكارة الا يوم بيظهر محمد من البيت عشان ما يكتشف انه شيخة شافت الخاتم.. حرام تخرب عليه مفاجئته..
    بس شيخة تريت وايد.. وكل مرة تقول في لعمرها اليوم بيعطيني الخاتم، وكل مرة يخيب ظنها.. حتى يوم كان اييب لها هدايا ومجوهرات احلى وارقى من الخاتم، كانت افكارها ترد للخاتم اللي استغربت وين اختفى ولمنو راح؟

    بس اللي شاغل بال شيخة مب الإشاعات ولا بنتها أمل.. اللي شاغل بالها ومسيطر على تفكيرها من الصبح هي حصة ربيعة أمل اللي تعتبرها شيخة بنتها الثانية ومعزتها عندها نفس معزة أمل.
    اليوم العصر سمعت شيخة الحريم يرمسون في بيت أم محمد ويقولون انه حصة وسالم ردوا لبعض ، طبعا شيخة حرجت عليهم وقالت لهم يلمون السنتهم عن حصة. وروحت عنهم. بس يوم ردت البيت لقت بنتها أمل في الصالة وخبرتها برمسة الحريم وتظايجت وايد يوم أكدت لها أمل الرمسة اللي سمعتها.. وعلى طول يا خالد على بالها ودمعت عينها.. الظاهر انه حصة تخبلت ومحتاية حد يرد لها عقلها..

    "من اليوم اللي ياب فيه بوسعيد سالم وياه من البحرين وانا حاسة انه بيخرب حياتهم." قالت شيخة لبنتها.. "الحمدلله انه بوسعيد مات قبل لا يشوف عياله بهالحالة."
    حست أمل بحزن امها وقالت: "بس أي شي تسويه حصة هي المسئولة عنه.. حصة مب ياهل.."
    "لا .. حصة مهما كبرت اتم ياهل.. هاذي طول عمرها خبلة وما تعرف تفكر.." قالت شيخة بإصرار.. "طول عمرها ومشاعرها هي اللي تتحكم فيها وسالم استغل هالشي.. هي تتحرى انه سالم يحبها.."
    "أمايه كل حد يعرف انه سالم يحبها." قالت أمل وحست انها هي بنفسها مب مقتنعة بهالشي.
    بس شيخة ردت عليها وقالت: "سالم لا يحبها ولا شي.. هذا كل اللي يهمه انه يكمل شغله ويخرب العايلة كلها.. دمر حياة سعيد والحين يبا حصة تلحقه.."

    وقطع عليهم رمستهم صوت جرس الباب.. راحت البشكارة تبطل الباب وكانت حصة هاللي يايتنهم.. سلمت حصة عليهم وحضنت أم أمل بقوة..

    حصة:"تولهت عليج خالوه.."
    شيخة: "تولهت عليج العافية يالغالية.. "
    ويلست حصة تسولف وياهم ولاحظت أمل انها وايد احلوت هاليومين.. وصارت وايد تهتم بعمرها.. والشي الثاني اللي لاحظته أمل إن أمها كانت تطالع إيد حصة بشكل غريب.. ضحكت أمل وقالت: "أمايه وايد عايبتنج إيد حصوه؟؟ أشوفج سرحانة فيها.."
    ابتسمت حصة وقالت: "أمل يالغبية أمج تطالع الخاتم مب إيدي.. " والتفتت على أم أمل وقالت.. "عيبج الخاتم.. هذا خاتم المرحومة عموتي مريم."
    "هى عرفته.." قالت شيخة وهي تبتسم ابتسامة صفرة.. وحست فجأة بألم فظيع في قلبها وحاولت قد ما تقدر انها تتجاهله.. الحين عرفت وين راح الخاتم وكان عند منو طول هالسنين.... حاولت تنتبه لسوالف بنتها وحصة بس ما قدرت..
    أمل: "حصوه يالله عاد فارجي ، ردي بوظبي بس ملينا منج.."
    ضحكت حصة وقالت: "أنا اللي لاعت جبدي منج وودي أفارج ويهج اليوم قبل باجر بس المشكلة اني ما خلصت شغلي في بيتنا الجديم ولازم أتم هني لين ما اخلص."
    حاولت حصة تخبي ظيجها بابتسامتها.. وطبعا كانت تعرف انه أمل تنغزها وتباها ترد بوظبي عشان تبتعد عن سالم، وغصب عنها اختفت الابتسامة عن ويهها وهي تفكر باللي يالسة تسويه.. وبمشاعرها اللي خلاص استوت مب رايمة تتحكم فيهن.. لدرجة انها اغلقت موبايلها لأن خالد حرق التيلفون من كثر ما يتصل وهي ما ترد عليه.. تبا ترمسه بس ما تعرف شو تقول له .. وتتصل بمكتبه في الجامعة في أوقات محاظراته يوم تعرف انه ما بيكون موجود وتقول لسكرتيره يخبره انها اتصلت..
    أمل: "وسارة؟؟ مب ناوية تردينها المدرسة؟"
    حصة: "سارة قالت انها تبا تدرس هني.. ما اعرف شو ياها.. تقول انه البنات اللي في مدرستها بيخربونها وانها تبا تبتعد عنهن.." سكتت حصة وعضت على شفايفها قبل لا تكمل.. " تعرفين؟ يمكن اخليها تدرس هني.. واتم وياها لين تخلص دراسة.. "
    تجنبت حصة انها تطالع أمل ويلست تلعب بالخاتم اللي في ايدها وهي حاسة ان أمل ودها تقوم وتصفعها بس ما تروم لأن أمها يالسة وياهم.. بس لو كانوا صج منتبهين بيلاحظون انه شيخة في عالم ثاني تماما ومب حاسة فيهن..
    أمل: "طلعتي موترج من الوكالة؟"
    حصة: "هى.. أمس يبته.."
    أمل: "أها.. يعني الحين ما عندج أي شي يمنعج من انج تردين بيتج.."
    سكتت حصة وصار ويهها احمر من الغيظ.. وفي هاللحظة وقفت أم أمل وقالت: "يالله حبايبي انا بودركن .. احس عمري وايد تعبانة وبسير ارتاح شوي في غرفتي."
    وقفت حصة وباستها وحضنتها أمل.. وراحت غرفتها ترقد..

    أول ما ركبت أم أمل فوق واتأكدت أمل انها ما بتسمعهم قالت: "إنتي أكيد تخبلتي... شو اتمين هني لين ما تخلص سارة دراستها؟؟؟ وريلج وشغلج وبيتج؟؟ شو بتسوين فيهم؟"
    حصة: "بس سارة مستانسة هني وانتي أول وحدة لاحظتي انها تغيرت وايد واستوت احسن عن قبل.."
    أمل: "تعرفين يا حصة انه بنتج تعرفت على واحد والظاهر انها تحبه بعد..؟؟"
    حصة: "أنا ابا اعرف انتي من وين تيبين هالعلوم؟؟"
    أمل: "أنا اعرف كل شي يستوي هني.. بس أبا اعرف وصلج هالخبر ولا لأ؟"
    حصة: "هى وصلني .. ويكون في علمج انه هالواحد اللي ترمسين عنه يستوي ولد خالها سعيد."
    أمل: "منو؟؟ سعيد الخبلة؟؟ سعيد اللي تكرهينه موت؟؟ حصة انتي ما تعرفين حمد هذا ولا تعرفين على شو هو متربي.. ولا كيف ممكن يعامل بنتج.. ما تخافين يقص عليها؟؟ أو يحاول يستغلها.؟"
    حصة: "مستحيل.. هذا تربية سالم.."
    ضحكت أمل من القهر وقالت: "هذا اللي انا خايفة منه.."
    تظايجت حصة بس هالمرة من عمرها.. شو ياها؟؟ بنتها تطلع على كيفها وتتعرف على واحد وهي عادي عندها ولا مهتمة.. كل هذا علشان سالم؟؟ وما حست بعمرها الا وهي تقول: "أمل انا ابا اتطلق.. أبا اتم هني انا وبنتي.."

    بطلت أمل حلجها من الصدمة وما عرفت شو تقول .. وخلتها حصة على حالتها هاذي وطلعت عنها..
    أمل مب راضية تفهم هوس حصة بسالم، حصة تحولت لمراهقة مشاعرها تتحكم فيها من أول ما سمعت صوت سالم في التيلفون.. وصارت تفكر فيه اربعة وعشرين ساعة.. وساعات يتصل فيها في نفس اللحظة اللي تفكر هي انها تتصل فيه وتسولف وياه اكثر من اربع ساعات.. ويوم سارة تسألها منو كان ع التيلفون تقص عليها وتخبرها انها كانت ترمس ابوها..

    يتبع

    شمس دبي</font>

  11. #11
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الثاني عشر

    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp;

    &nbsp;حصة يالسة في الصالة وعيونها على الصورة اللي في إيدها.. صورة أخوها سعيد يوم كان عمره 16 سنة، كان لابس شورت وواقف ع البحر يضحك للكاميرا.. هذا كان قبل لا يفشل في الدراسة ويخسر زوجته وولده.. هالصورة ذكرتها فيه قبل.. يوم كان مراهق ما يهمه حد ولا يعرف يتعامل مع الناس، كان وايد مرح بس مشكلته انه أناني ومتهور لأبعد الحدود..
    راحت له حصة البيت الخرابة خمس مرات وفي كل مرة كانت ترد من دون ما تشوفه.. لأنه ما رضى يبطل لها الباب.. سعيد خلاص راح، فكرت حصة.. اللي عايش هناك في البيت اللي راحت له مجرد بقايا وحطام إنسان.. أما المراهق اللي حصة مركزة على صورته الحين.. اختفى..

    ردت حصة الصورة مكانها في الألبوم وطلعت الصورة اللي عقبها.. كانت صورتها ويا سالم يوم كانوا يهال.. في نفس المكان اللي سعيد متصور فيه.. وفي نفس الوقت.. هي وسالم كانوا يضحكون من الخاطر في الصورة، وحاولت حصة تتذكر شو اللي ضحكهم يومها بس ما قدرت..
    الصورة اللي عقبها كانت صورة عموتها مريم الله يرحمها.. كانت متصورة في لبنان، وكانت صغيرة وقمة في الجمال.. ابتسمت حصة وقررت تاخذ الصورة وتحطها في فريم حذال شبريتها..
    اليوم حصة فاضية.. سالم راح دبي عشان يخلص أشغاله، وسارة في المزرعة.. وما في أي شي مظايجنها غير خالد ريلها.. حصة رمست خالد أمس في الليل.. وطبعا ما رضى يتفاهم وياها أو حتى يسمعها..

    "انتي شو يالسة تخربطين؟" قال لها خالد بنبرة حادة "ليش تبين اتمين هناك؟"
    ما عرفت حصة شو ترد عليه.. وقدمت له كل عذر قدرت تفكر فيه.. قالت له انه سارة هني بعيدة عن المشاكل وعن ربيعاتها وشخصيتها استوت أحسن بوايد عن قبل.. قالت له انها هي نفسها تبا تاخذ فترة راحة من حياتها وانها محتاجة للتغيير.. وفي الأخير قالت له انه سارة ما تروم تفارق شاهين حصان اخته المرحومة أصيلة لأنها وايد تعلقت فيه..

    "شاهين؟؟؟" سألها خالد وكان باين من صوته انه تفاجئ... "ليش؟.. سارة راحت المزرعة؟"
    ارتعشت حصة من الخوف وحست انها غلطت.. وعلى طول قالت: "لا .. ما راحت.. "
    خالد: "حصة .. لا تحاولين تجذبين عليه.."
    سكتت حصة لفترة طويلة وقررت أخيرا انها تخبره..
    حصة: "خالد.."
    غمض خالد عيونه عشان يمسك اعصابه.. حصة هي الوحيدة اللي بجت له من اهله كلهم وما تهون عليه يزعلها.. طول عمره وهو يحبها موت وما صدق يوم انها وافقت تتزوجه.. بس في داخله كان متأكد انه هاليوم بيي وانها بتم تحب سالم.. مع هذا كان يدوس على كرامته ويسوي نفسه مب فاهم..
    بس الحين وهي ترمسه.. حس خالد باللي راح تقوله حصة وسبقها وقال: "ليش يا حصة تبين تهدمين كل اللي بنيناه؟"
    دمعت عين حصة يوم سمعت صوته.. كان مب قادر يتكلم من الظيج والقهر.. وحاولت قد ما تقدر انها تبعد احساسها بالذنب من قلبها..
    بس ما قدرت تيود عمرها ويلست تصيح يوم بندت التيلفون.. لأنه آخر شي قاله خالد قبل لا يبند كان: "حبيبتي انتي بس ردي البيت وكل شي بيرد شرات قبل.. كل المشاكل بتنتهي .."
    رمسته ظايجتها وايد.. ليش خالد مب راضي يفهم.. انها تحب سالم ومستحيل ترد له؟

    صكت حصة ألبوم الصور ولبست عباتها وشيلتها وقررت تروح تشوف أمل.. وهي في السيارة تمنت أن أمل ما تفتح وياها أي موضوع يظايجها اليوم لأنها يوم رمستها أمس كانت طول الوقت تسب عموتها المرحومة وهالشي ما يرضي حصة.. بس أمل سألتها سؤال فكرت فيه وايد.. هل كان أبوها يعرف عن علاقة محمد ومريم اخته؟ قالت لها حصة انها ما تعرف .. وانه ابوها لو كان يعرف بيجتلهم اثنيناتهم أكيد..

    وفجأة قررت حصة انها ما تروح عند أمل,, ولفت بالسيارة صوب مزرعة سالم، ترددت شوي .. إذا حد شافها تدش مزرعته بينتشر الخبر بسرعة.. "بس أنا وسالم بنتزوج.." حاولت حصة تقنع عمرها.. "يعني خلهم يرمسون لين ما يشبعون"..

    دشت حصة المزرعة وانصدمت وايد من شكلها الحالي.. كانت المزرعة أحلى بمليون مرة يوم كانت حصة صغيرة.. وكانت دوم تقول لسالم "أتمنى تكون عندي مزرعة شراتها.."
    البيت كان شكله احلى.. الحين شكله جديم .. ابتسمت حصة وهي تتذكر طفولتها هني.. كانت تدش المزرعة بالسر هي وسالم وينخشون في أي مكان عشان يراقبون أصيلة وخالد.. وكان سالم دوم يضحك ويطنز على خالد اللي كان يصيح بسرعة ويخاف من أي شي..

    وقفت حصة سيارتها عند باب البيت واستانست يوم شافت سالم.. ما توقعت انه يرد من دبي بهالسرعة..
    دشت حصة الصالة وياه ويلس يخبرها عن شغله وشو سوى اليوم بطوله..وقطع عليه رمسته صوت الموبايل وقبل لا يرد عليه وقف وقال: "بروح أرمس برى.. خذي راحتج حبيبتي البيت بيتج.. "
    استغربت حصة.. ليش ما يرمس جدامها؟ بس ما اهتمت وايد ويلست اطالع البيت اللي ما دشته من 20 سنة.. وانقهرت من التغييرات اللي استوت في الديكور والأثاث.. البيت قبل كان كله بشاكير وكان الأثاث رووووووعة والديكورات تجنن.. والحين البيت صار يلوع الجبد..مع انه نظيف بس الأثاث كله تغير.. والأثاث اللي جدامها يدل على انه الشخص اللي اختاره خالي تماما من الذوق .. شخص بخيل..

    دش سالم الصالة ويلس حذالها.. ويوم شاف الخاتم في إيدها قال: "هذا خاتم مريم .. كانت تلبسه مكان الدبلة.. يحليلها كانت تمثل على عمرها انها مخطوبة.."
    ابتسمت حصة وقالت في خاطرها.. انته اللي يحليلك ما تعرف شي..
    التفت سالم لإيدها الثانية وشاف دبلتها.. ارتبكت حصة من نظرته وسألته: "شو بلاك؟"
    سالم: "كل ما أشوف هالدبلة أتذكر انج خنتيني.."
    حصة: "سالم اخبارك انقطعت عني أكثر من 3 سنين.."
    سالم: "لو كنتي انتي اللي رحتي كنت بترياج العمر بطوله.."

    وفجأه شد سالم إيدها بقوة وشهقت هي من الصدمة.. حاولت تسحب إيدها بس ما قدرت.. وخافت وايد لأن ملامحه صج تغيرت..
    بالنسبة لسالم.. الحب ماله مقياس.. إذا كانت حصة صج تحبه.. بتحبه بكل جوارحها لدرجة انه ما يكون في قلبها مكان لأي حد غيره..

    "تعرفين شو بسوي؟" سألها سالم..
    اطالعته حصة وهي محتارة وخايفة.. وفجأة سحب سالم الدبلة من ايدها بقوة وصرخت حصة: "لا&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33; "
    رد عليها سالم بنظرة حادة وقال: "ليش لا؟ هذا اللي المفروض كنت أسويه من زمان.. كان المفروض ايي بوظبي واردج لي بالقوة.. حصة انتي حقي أنا وبس... "

    حاولت حصة تاخذ الدبلة من إيده بس طبعا ما قدرت.. يلست تصيح بقوة وطلعت من بيته بسرعة وهي حاسة بالقهر .. وبالخوف منه لأول مرة في حياتها..

    ------------------------

    نست حصة انه سارة كانت موجودة في المزرعة هالحزة..
    وسارة يحليلها كانت خلاص بترد البيت ويوم شافت أمها طالعة من بيت سالم وهي تصيح خافت.. وفي نفس الوقت تأكدت من شكوكها عن امها وسالم.. حطت ايدها على قلبها وقالت: "لا.. مستحيل اخلى هالشي يستوي.. لازم أبويه يتصرف.."

    نهاية الفصل الثاني عشر</font>

  12. #12
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>تابع الفصل الحادي عشر
    ------------------

    يلست حصة في غرفتها وحاولت تقكر كيف بتفتح موضوع الطلاق لخالد وسارة.. وكيف بتقنع سارة انها تتقبل سالم اللي بيكون ريل حصة عقب طلاقها من خالد..؟؟ وحست انه راسها بينفجر من التفكير واتصلت بسالم عشان تستشيره..

    "وليش وايد متظايجة؟" قال لها سالم يوم خبرته "هذا قرارج انتي ولازم يتقبلونه."
    استغربت حصة: "سالم انته تحاول تبسط الأمور بس بالنسبة لي مشاعر خالد وسارة وايد مهمة."
    "ومشاعري أنا؟" سألها سالم وما عرفت حصة شو ترد عليه.. "أنا وايد عانيت في حياتي بسببج انتي يا حصة.. تذكرين يوم كنت في الثانوية؟ تحملت سعيد وظلمه لي عقب وفاة ابوج بس عشان اكون قريب منج.. وعقب ما دفعت الدين اللي كان عليه له، رحت أدور لي شغل بس عشان أطلعج من هالبيت في أقرب فرصة.. ضيعت على عمري فرصة اني ادرس في الجامعة او اني اشوف مستقبلي وكله بسببج."

    حست حصة بالذنب على طول واللي ما كانت تعرفه انه طمع سالم هو اللي ما خلاه يدش الجامعة ومب حبه حق حصة.. في البداية لما اشتغل ويا يوسف، كان هدفه يجمع مبلغ يقدر يقدمه مهر حقها وخلاص، بعدين لما حس انه البيزات بدت تزيد.. تعلق فيها اكثر وما قدر يودرها.. حب البيزات وحب السلطة اللي يت وياها.. القوه والاحترام اللي لقاه من الناس يوم صار غني.. ويوم رد يدور حصة، ما لقاها .. كانت خلاص تزوجت.. وصار هدف سالم الثاني هو الانتقام.. وفعلا قدر يحقق هالشي.. واستولى على بيت آل الكندي ومزرعتهم.. وصار الكل يحسب له ألف حساب.. خصوصا ربع سعيد اللي ربطوه في الشجرة وهو ياهل وضربوه في اليوم المشئوم اللي بعده في باله..

    "أقول ، سالم.." قالت حصة فجأة وقطعت عليه حبل أفكاره.. " تعال تغدى عندنا انته وحمد.. خاطري اشوفه."
    "أوكى" رد عليها سالم من دون تفكير وبند التيلفون.. وراح يخبر حمد.

    أول ما وصلوا بيت بوسعيد دخلتهم حصة وحضنت حمد بقوة وقالت له: "فديت روحك، تعرف انك نسخة من سعيد؟"
    ابتسم لها حمد وقال في خاطره "الحين هاذي تمدحني ولا تذمني؟"
    ويوم يلسوا في الصالة، لاحظت حصة انه ميشا اتنرفزت وطلعت على طول.
    "باين انه ميشا تكرهك.." قالت حصة.. والتفتت على حمد وقالت له يوم شافته يتلفت حواليه: "منو تدور؟ سارة؟؟ سارة محد.. راحت عند ربيعتها ، مع اني خبرتها انكم يايين ع الغدا."
    وراحت حصة المطبخ عشان تحط الغدا..
    "الظاهر انه سارة لاعت جبدها منك." قال سالم لحمد. "لو كنت صج تهمها كانت بتفوت فرصة انها تكون موجودة وياك هني اليوم."
    اعتفس ويه حمد بس سالم ما ندم على اللي قاله لأنه حمد من يوم عرف سارة وهو متلخبط ومتغير .. كله سرحان ويالس بروحه وسالم يباه يرد شرات قبل وينسى هالغبية تماما..

    في هالوقت، كانت سارة في بيت منال وليلى.. يالسات يلعبن بلاي ستيشن 2، وما حست بالوقت وهي تلعب لعبة Final FantasyX2 .. ويوم تعبت كملت عنها ليلى وانسدحت هي على الشبرية تراقب اللعبة وسرحت بأفكارها بعيد..أمها عصبت يوم ما طاعت سارة تتغدى وياها وسالم وحمد، مب لأنها ما تبا تشوف حمد بس سالم ينرفزها وايد وأسلوبه ما يعيبها وما في أي شي يجبرها انها تكون موجوده وياه في نفس المكان.. سارة تغيرت وايد.. ما عادت هي نفس البنية اللي كانت ترقد طول النهار وتغيب عن المدرسة وتشرد من الحصص.. وتساءلت كيف كانت متحملة عمرها طول هاذيج السنوات وهي تتصرف هالتصرفات الغبية.. ؟
    سارة الحين تنش الساعة خمس الفجر، تصلي وتزهب الريوقوتتريا امها تنش من الرقاد.. وعلى طول تستأذن منها وتسير المزرعة عشان تشوف شاهين.. وتدربه وتهده يركض على راحته وهي واقفة تراقب المشهد الرائع جدامها .. ويوم حمد يكون موجود، تيلس تسولف وياه وتخليه يعلمها كيف تتعامل ويا الخيول وكيف تنظفهم وتأكلهم.. وأكثر شي تحبه سارة يوم يسولف لها حمد عن شاهين وكيف انه فاز في اكثر من سباق وكيف كانت المزرعة مليانة خيول قبل..

    "سارة؟" نادتها منال.
    سارة: "ها منال .. ؟"
    منال: "أبا أسألج سؤال بس لا تحرجين عليه.."
    سارة: "اسألي.. ليش أحرج يعني؟"
    منال: "بصراحة انا سمعت إشاعة وأبا أتأكد منها.."
    تغير ويه سارة على طول، ماله داعي تكمل منال رمستها لأن سارة تعرف عن شو بتسألها.. أكيد الاشاعة اللي سمعتها تتعلق بأمها.. وسالم النذل..

    قبل يومين، كانت سارة تطالع التلفزيون في الصالة وأمها كانت يالسة بعيد عنها ترمس في التيلفون، وكالعادة قالت انها ترمس ابوها مع انه سارة يوم رمست ابوها اخر مرة كان وايد محرج لأن أمها ما دقت له من اسبوعين.. طنشت سارة الموضوع مع انها في داخلها كانت حاسة انه في شي كبير بيستوي.. بس الصدمة الحقيقية بالنسبة لسارة كانت يوم شافت أمها يالسة ويا سالم في مطعم تاج محل اللي حذال بيت منال وليلى.. كانت سارة رايحة المطعم ويا منال أمس وشافتها يالسة وياه هناك.. وبسرعة طلعت من هناك قبل لا تشوفهم منال.. ويوم سألتها منال شو فيها قالت انها قررت تتغدى في كنتاكي..
    ويوم خبرت سارة حمد عن اللي شافته وعن شكوكها، ضحك وقال: "عن السخافة اوكى؟ أمج مب خبلة وبعدين سالم شرات اخوها ومتربي وياها في بيت واحد.. يعني لا تحاتين."
    اقتنعت سارة برمسته وارتاحت.. بس هالشي ما يمنع انها بعدها تكره سالم وما ترتاح له.. نظراته ما تطمن أبدا.. تكرهه لأن أبوها في بوظبي ما يعرف عن شي وهو هني يسولف ويضحك ويا امها.. تكرهه لأنه معاملته لحمد وايد حقيرة..لاحظت سارة انه سالم يعتبر حمد خدام عنده.. وحمد مب ملاحظ هالشي ويحب سالم وايد.. ما يعرف انه سالم يستغله لا أكثر ولا أقل..
    اللي يقهر انه حمد انسان رائع وسارة عمرها ما حبت حد كثر ما حبته، يعاملها كانها مصنوعة من زجاج .. يخاف يقترب منها أو يجرحها بكلمة أو حتى بنظرة.. يراعي مشاعرها ويهمه جدا رايها فيه.. بس للأسف ما عنده شخصية جدام سالم..

    تنهدت سارة وقالت لمنال: "لا تسألين.."
    استغربت منال : "أنا لين الحين ما قلت شي وتظايجتي.."
    وقفت سارة وقالت: "أنا بروح اوكى؟"
    ولبست عباتها وطلعت وركضت وراها منال تحاول تراضيها بس سارة حلفت لها انها مب متظايجة منها وانها بروحها حاسة انها تعبانة..
    اتصلت منال للدريول وقالت له يوصل سارة..
    ويوم وصلت سارة بيتهم وشافت سيارة سالم بعدها عند الباب قالت للدريول يوصلها المزرعة..
    وعلى طول دشت الاسطبل ويلست ترمس شاهين.. وخبرته عن كل اللي مظايجنها.. ويلست تصيح... وشاهين صاخ ويطالعها.. ابتسمت له سارة وقالت: "انته الوحيد اللي اروم اشكي له.. شاهين أنا احس عمري مخنوقة.. مب عارفة شو اللي اباه بالضبط.."
    تذكرت سارة رمسة حمد يوم خبرها عن شاهين.. قال لها شي غريب.. انه شاهين تخبل مرة في واحد من السباقات وفر الجوكي اللي كان راكبنه على الأرض وداس عليه والريال المسكين مات على طول.. ركزت سارة على عيون شاهين وقررت انها ما تصدق هالشي..
    يوم خبرها حمد قالت له: "مستحيل .. شاهين ما يسويها."
    حمد: "صدقيني هالشي استوى وانكتب عنه في الجرايد بعد.. بس أصيلة الله يرحمها كانت تركبه كل يوم وما كان يهمها."
    استغربت سارة.. وسألته: "منو أصيلة؟"
    ارتبك حمد وقال: "أصيلة الكندي.. مرة سالم الله يرحمها.."
    سارة:"الكندي؟؟ نفس جبيلتي.."
    حمد: "سارة.. أصيلة عموتج.. أخت خالد ابوج..كانت اخته العودة"
    انصدمت سارة .. وقالت له: "كمل.. خبرني كل شي.."
    حمد: "أصيلة ماتت من 12 سنة وكان عندها ولد من سالم كان اسمه علي.. بس هو بعد توفى من خمس سنين .. الله يرحمهم اثنيناتهم.. "
    سكت حمد فجأة لأنه شاف الدموع تنزل من عين سارة وقبل لا يسألها قالت: "ليش محد خبرني انه عندي عمة هني؟؟ ويدي ويدتي وينهم؟؟"
    تظايج حمد واتمنى لو ما خبرها بس اضطر انه يجاوبها على سؤالها وقال: "يدج ويدوتج ماتوا في حادث قبل 15 سنة.."
    يلست سارة تصيح وحاول حمد ان يهديها قد ما يقدر.. وفكر انه هاي هي فرصته عشان يخبرها عن ابوه..
    حمد: "سارة انا بعد مالي حد.. شراتج.. امايه ماتت يوم كنت ياهل وابويه خمار وخبلة وكل حد يطنز عليه.. وعليه انا عشاني ولده. .. طبعا تعرفين انه ابويه هو خالج سعيد.."
    هزت سارة راسها .. واستغربت ليش محد خبرها بكل اللي استوى لعايلتها؟؟

    ردت سارة بأفكارها للحاضر ولاحظت انه شاهين مركز نظراته عليها وضحكت. وقفت وحضنته وقررت ترد البيت..
    ------------------------
    أول ما طلعت سارة من الاسطبل.. شافت حمد ياي صوبها.. وتظايجت لأنها عرفت انه بيعاتبها..
    حمد: "ليش ما تغديتي ويانا؟ أمج تظايجت."
    سارة: "خلها تتظايج.. ما يهمني.."
    حمد: "سارة هاذي امج.."
    تطالعته سارة باحتقار واحمر ويهه وعرف انها معصبة بس من شو؟
    وفجأة ابتسمت له وقالت: "حمد انا ما ابا افكر بأي شي .. أبا انسى كل همومي.. " وحطت إيدها في ايده ومشوا ويا بعض باتجاه بيت حصة.. وسارة متأكدة انه يالس يستوي في حياتها مجرد مرحلة وبتعدي على خير ان شالله..

    نهاية الفصل الحادي عشر


    شمس دبي</font>

  13. #13
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الخـــــــــــامس عشر

    -------------------------


    رغم المطر والرياح الفظيعة، كان خالد مصرّ انه يسير الفجيرة اليوم.. وخذ إجازة من الجامعة وطلع من بوظبي الصبح عسب يوصل من وقت..
    عيب خالد انه وايد طيب وما يروم يدافع عن نفسه وحقوقه وعشان جي حصة مستقوية وتسوي اللي تباه..
    بس حصة تعرف انه خالد اذا عصب محد يروم يوقف في ويهه... وهو اثبت لها هالشي مرة وحدة بس من يوم عرفته.. يوم رفض ابوه انه يتزوج حصة، عصب خالد وتمسك برايه وودر البيت.. ويوم هدده ابوه ببيزاته، تخلى خالد عن ثروة ابوه وكتب له تنازل عن كل حقوقه في المزرعة وكل أملاكه الثانية وطلع من حياة اهله للأبد..
    عقب ما توفى ابوه وأمه.. حاولت أصيلة تتصل به عشان ياخذ نصيبه من الورث.. بس رده عليها كان: "أنا مالي شي عندكم.. بيزات ابويه عمرها ما همتني.."
    ساعتها ما كان خالد يعرف انه يوم بيتنازل عن نصيبه، بيسهل على سالم مهمة انه يستولي على كل أملاك أبوه..

    خلال السنين اللي مضت.. فقد خالد أكثر من شخص عزيز عليه.. وهالشي حطمه نفسيا.. أبوه وأمه ماتوا في يوم واحد.. واخته الغالية أصيلة.. ماتت وتبعها ولدها علي.. وخالد لين الحين يلوم عمره على وفاة اخته ويعتبر نفسه المذنب الأول لأنه ما منعها تتزوج بسالم .. زواجها منه هو اللي عجل بوفاتها.. بوفاتهم فقد خالد عايلته كلها وما بجى له في هالدنيا الا حصة وسارة.. ومستحيل يتخلى عنهم بالسهولة اللي سالم يتخيلها..

    وصل خالد الفجيرة الساعة وحدة الظهر.. وتمنى انه يرد بوظبي بأسرع وقت ووياه مرته وبنته.. مع انه حاس انه اللي بييه مب شويه وحاول قد ما يقدر انه يتفاءل ..
    ما توقع خالد انه حبه لحصة بيوصله لها الدرجة من الضعف والخضوع.. مشاعره صوبها وايد معقدة.. وفكر انه لو كان صج ريال ، أول شي بيسويه انه بيضربها ضرب يخليها تتأدب وبيردها وياه بوظبي غصب.. بس مشكلته ما يروم.. هاذي حصة.. اللي لين اليوم مب مصدق انه تزوجته.. حصة حياته وحبه الوحيد.. حبه لحصة خلاه يوقف على باب بيت ابوها اليوم ويدق الجرس ويترياها تبطل له الباب.. رغم انه يعرف بخيانتها ويعرف انها ما تباه.. وما تبا تشوفه..

    بطلت سارة الباب وأول ما شافت أبوها حضنته بكل قوتها..
    "أبويه&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33 ;" صرخت سارة بأعلى صوتها من الوناسة..
    سحبت سارة ابوها ودخلته الصالة وعلى طول يت ميشا تتمخطر جدامه عشان يشلها..
    "منو هالغاوية؟" سألها خالد وشل ميشا ويلس يمسح على رقبتها..
    "هاذي ميشا.. قطوة المرحومة مريم.." ما رامت سارة تكمل رمستها لأنها بدت تصيح.. كانت مب مصدقة انه أبوها واقف جدامها ..
    حضنها أبوها ووقفت سارة تصيح في حضنه لحد ما هدت ووقفت دموعها.
    " شو أخبارج حبيبتي؟ ان شالله مرتاحة؟" سألها أبوها..
    كانت سارة تبا ترد عليه وتقول له أي راحة؟ خالد ما يعرف انه بنته استوت هي اللي تطبخ وتنظف البيت لأن أمها كله راقدة أو ترمس في التيلفون أو طالعة ويا أمل.. وشغل البيت كله عليها يحليلها.. سارة اللي عمرها ما فكرت ترتب فراشها او تساعد امها ... استوت الحين مسئولة عن نفسها.. إذا ما غسلت ثيابها بنفسها، ما بتحصل شي تلبسه.. إذا ما راحت تشتري أكل من الجمعية، محد بيسير.. ورغم انها كانت تدور هالاستقلاليه قبل وكانت تتمنى تكون بروحها محد يسألها وين سرتي ومن وين ييتي.. بس الحين الوضع مول مب عايبنها وحاسة انها بتختنق..وردت تصيح مرة ثانية..

    "سويرة حبيبتي ليش تصيحين؟" نبرة صوت ابوها بينت اشكثر كان يحاتيها..
    "لا ماشي.." قالت سارة "أنا بس مستانسة وايد اني شفتك.. وهاذي دموع الفرح .."
    ابتسم خالد وقال: "تعرفين انج احلويتي؟؟ ما شالله عليج مستويه قمر.." حس خالد براحة كبيرة وهو يشوف التغيير اللي طرى على بنته.. قبل كم اسبوع يوم كانت بعدها في بوظبي.. كانت ما تستغنى عن المكياج وكان خالد يحاتيها وايد ويخاف ايي اليوم اللي تسود فيه ويهه .. بس الحين.. انصدم من اللي شافه وعرف انه بنته طلعت من الدوامة اللي كانت متوهقة وعايشة فيها..

    "وين امج؟" سألها خالد فجأة.. وخبرته سارة انه امها طلعت ويا أمل..
    "زين.. شو رايج نسوي لنا شي ناكله.." اقترح خالد عليها وابتسمت سارة وراحت وياه المطبخ..

    زاد المطر برى وكان صوته وهو ينزل على دريشة المطبخ بقوة جنه حد يفر الدريشة بحصى.. واستغرب خالد من حصة.. وين طالعة في هالجو ومودرة سارة في البيت بروحها؟
    عقب ما تعشت سارة ويا أبوها سوت له قهوة ويلسوا يسولفون وبدت سارة تخبره عن شاهين.
    سارة: "اليوم عرفت انه شاهين يغار عليه.. كنت مطلعتنه من الاسطبل عشان امشيه ووقفت أسولف ويا حمد ولد خالي سعيد.. وجان يوقف شاهين بيني وبين حمد وما رضى يتزحزح من مكانه.."
    ابتسم لها خالد بس كان واضح انه في شي ثاني شاغل تفكيره..

    "أبويه؟" ترددت سارة قبل لا ترمس بس لازم تقول اللي في خاطرها.. "أمايه ما بترد لك... ليش تذل عمرك؟"
    ارتعش خالد من الصدمة .. المفروض انه سارة ما تعرف عن السالفة هاذي..
    "أبويه.." كملت سارة.. "أمايه ترمسه في التيلفون اربعة وعشرين ساعة، وأنا متأكدة انها تحبه.. انته ليش مصر انك اتم وياها؟"
    سكت خالد وحط راسه بين ايديه وغمض عيونه..
    حست سارة بالذنب وانه كل اللي صار بسبتها هي .. سارة عمرها بس 15 سنة.. ليش تشل كل المسئولية فوق راسها؟
    تمنت سارة لو تغير الموضوع.. بس عن شو ترمس؟ تخبر ابوها انها تحب حمد؟ بيذبحها أكيد.. أو أقل شي انه بيتظايج وهي ما تبا تزيد همومه...

    اقتربت سارة من ابوها ويلست في حظنه وحطت راسها على كتفه وابتسم خالد وهو يلعب بشعرها .. وحمد ربه انه رزقه ببنيه شراتها.. رغم دلعها وعصبيتها الزايدة، سارة انسانة طيبة وحساسة وايد..
    غمضت سارة عيونها وهي في حضن ابوها وحست بالراحة والأمان اللي انحرمت منهم في الفترة الأخيرة، بس خالد كانت أفكاره عند حصة.. الغيرة وحش من نار ياكل في قلبه وخالد يحاول قد ما يقدر انه ما يبين لسارة أي شي من معاناته..
    ورد يفكر بسالم مرة ثانية.. "معقولة سالم ينتقم مني؟" فكر خالد "معقولة يسوي كل هذا لأني استغليت الفرصة واقتربت من حصة وتزوجتها في غيابه؟"

    "أبويه؟" قالت سارة
    "ها حبيتي.." رد عليها ابوها
    "احكي لي حكاية.." قالت سارة بدلع ورفعت راسها وابتسمت لأبوها اللي ضحك وقال:" بس حكاية؟ من عيوني.."

    وابتدى خالد يحكي لها عن طفولته.."يوم كنت ياهل، عمري 5 سنوات.. كنت طالع في المزرعة العب ويا اصيلة ختيه العودة اللي يرحمها.. ولقينا ثعلب صغير يتمشى.. كانت الثعالب منتشرة في المنطقة هاذيج الايام.. أول ما شافته أصيلة قالت انه يتيم ولازم هي تتبناه.. وانا صدقتها وساعدتها عشات تزخه.. وودته أصيلة حجرتها وخشته عن أمايه . .لأن امايه الله يرحمها لو شافته في غرفتها كانت بتعقم البيت بكبره.. وعقب ما مات الثعلب.. ربت أصيلة بومة.. وعقب البومة سلحفاة.. لين ما اشتروا لها شاهين وصار هو عالمها كله.. الله يرحمها كانت تموت في الحيوانات.."
    وفي نفسه قال: "وآخر حيوان حبته كان سالم.."
    "الله يرحمها.." قالت سارة " كان خاطريه اتعرف عليها.. يقولون انه شخصيتها كانت وايد حلوة.."
    ندم خالد لأنه ما عرّف بنته بأهله وخصوصا بأخته أصيلة يوم كات بعدها حية.. كان يبا ينسى ماضيه وما توقع انه هالشي بيأذي سارة..

    حس خالد فجأة بتعب فظيع وزاد تعبه التوتر اللي يحسه وخوفه من رده فعل حصة يوم بتشوفه هني.. وفكر اكثر من مرة يركب موتره ويرد بوظبي.. وغمض عينه عشان يريحها شوي.. بس عقب نص ساعة رفعت سارة راسها واكتشفت انه ابوها رقد من التعب على الكنبة.. يابت له سارة لحاف وغطته.. وعورها قلبها على ابوها وهو راقد في الصالة.. بس ما عرفت شو تسوي.. وما هان عليها تخرب رقاده.. يلست سارة اطالع ملامح ويهه وقالت في نفسها: "روّح بوظبي.. وفر على عمرك الجرح والإهانة.."
    وابتسمت سارة وهي تراقب ميشا اللي ما صدقت تحصل حد راقد وراحت رقدت حذال خالد..
    --------------------------
    ردت حصة البيت الساعة 8 ف الليل.. وأول ما دشت الصالة، شافت خالد.. الريال اللي عاشت وياه 19 سنة من حياتها.. راقد على الكنبة في الصالة.. خالد ياي ياخذها..
    وقفت حصة جدامه تطالعه من الصدمة.. كان راقد بعمق ومب حاس فيها.. شكله وايد تعبان..
    نشت ميشا ويوم شافت حصة لبستها وردت ترقد.. وما حس بحصة يوم اقتربت منه ومسحت بإيدها على خده.. بس وهو راقد.. كان خالد يحلم بحصة.. كانت واقفة في حلمه وهي مبتسمة .. وكل ما حاول خالد يقترب منها ، يحس انه المسافة تكبر بينه وبينها..
    يودت حصة ايده وباستها.. وفي هاللحظة انتبه خالد وأول ما شاف النظرة اللي على ويهها .. عرف انه زواجهم انتهى.. كانت النظرة من أفظع ما يكون.. نظرة اشفاق .. تعاطف.. حصة تشفق عليه..
    ابتسم خالد غصب عنه وقال: "الظاهر اني تعبت عمري ع الفاضي.. شكلج ما تبين تردين ويايه.." المفروض خالد كان يخلي هالجملة للنهاية بس ما قدر يتحمل نظرتها..
    ابتسمت حصة وما قالت شي..
    "شو معناتها هالابتسامة؟" سألها خالد.. "يعني بتردين ويايه؟"
    "خالد.." بدت حصة رمستها.. "لا تعتقد اني ما احبك .. أو اني كنت تعيسة وياك.."
    حس خالد بألم فظيع في راسه.. وحس انه في حلم.. وكان صوت حصة وهي تخبره انها بتم هني بعيييييييييييييييد.. كأنه ياي من عالم ثاني.. حاول خالد يركز على رمسة حصة وسمعها تقول انها ما تبا تجرحه .. وضحك من القهر.. وقال في خاطره.. انتي مب بس جرحتيني .. انتي ذبحتيني..

    "خلاص حصة اسكتي.. " قال خالد.. "راسي يعورني وابا ارقد.."
    ودته حصة حجرتها ورقد على فراشها.. ويوم نش كانت الساعة 9 الصبح..
    لبس خالد ثيابه ونزل الصالة وحضنته سارة اللي كانت يالسة ويا امها.. التفت خالد على حصة ولاحظ انه ويهها احمر وعيونها منتفخة من الصياح.. وحس بحزن فظيع لأنه بيخسرها..لأن أيام سعادته انتهت..

    "أنا برد بوظبي اليوم.." قال خالد لمرته وسألها اذا بطاقة البنك مالتها بعدها تشتغل .. واذا محتاجة بيزات ولا لأ.. وفي النهاية قال: "اللي بقوله مب غرور يا حصة .. بس عمرج ما بتحصلين اللي يريحج ويتحملج شراتي .."
    وقبل لا يطلع ، فكر يرد ويصفعها .. يجبرها ترد وياه.. يترجاها.. بس خالد حافظ على هدوءه لأنه كرامته هي الاهم.. ولأنه عنده شي ثاني لازم يسويه..

    اتجه خالد بسيارته لمزرعة ابوه الله يرحمه.. المزرعة اللي تربى فيها وتعلم فيها معنى الحب. . المزرعة اللي تعرف فيها على حصة.. وعاش احلى ايامه ويا اصيلة اخته..
    وقف خالد سيارته عند باب البيت ولاحظ انه تغير وايد.. وفجأة شاف سالم يبطل الباب ويطلع.. وفكر خالد للحظة انه يدوس ع البترول وينهي حياة سالم في لحظة.. بس طبعا هالفكرة راحت عن باله على طول..
    اقترب سالم من السيارة عشان يعرف منو داخل.. ويوم اكتشف انه خالد.. ما عرف كيف يتصرف وتم واقف مكانه وويهه أبيض من الصدمة.. واستغرب خالد من نفسه لأنه ما نزل وضربه أو جتله.. وقال في باله: "ما يستاهلون .. اثنيناتهم ما يستاهلون.. "
    ولف بسيارته وطلع من المزرعة.. وسالم بعده واقف مكانه من الصدمة والخوف..

    كانت سارة في المزرعة وركضت برى الاسطبل يوم شافت سيارة ابوها بس ما لحقت عليه.. وحست في داخلها انه ابوها بيروح من دون ما يودعها..
    ركضت سارة ورا السيارة وحاولت تلتف انتباهه.. كانت تصرخ وتقول: "ابووووووووووويه.. اصبر لا تروح.. خذني ويااااااااااااك... ما ابا اتم هني ... لا تخليني هني بروحي..&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;"
    بس خالد ما انتبه لها وطلع من المزرعة بسرعة ووقفت سارة تصيح في المزرعة واحساسها بالذنب يكبر لأنه ابوها بيرد بوظبي بروحه.. سارة تعتبر نفسها مذنبة لأنها ما اجبرت امها ترد بوظبي.. مذنبة لأنها ما خبرت ابوها من قبل انها تبا ترد وياه.. مذنبة لأنها ابتسمت اليوم اول ما شافت شاهين.. مذنبة في حبها لحمد.. مذنبة في احساسها بأي سعادة وابوها تعيس..

    ردت سارة الاسطبل وهي تقريبا منهارة.. وحضنت شاهين بقوة ويلست تصيح لين ما تعبت.. وقالت لشاهين: "شو رايك نطلع شوي..؟"
    طلعت سارة شاهين من الاسطبل وركبت على ظهره وعطته ظربه خفيفة خلته يركض بكل سرعته وطلع برى المزرعة.. ما اهتمت سارة أنه شاهين طلع من المزرعة وانه سالم ممكن يقتلها لو درى.. كانت مقهورة وتبا تطلع حرتها بأي طريقة.. والسرعة اللي شاهين كان يركض فيها حسستها بالراحة.. ما عرفت سارة وين تروح ويا شاهين وكان هو بروحه يتحكم في مساره وكأنه يتبع درب مرسوم .. درب تعود يروحه مرة ورا الثانية.. وتسائلت سارة في داخلها عن المكان اللي شاهين متوجه له.. واستانست وايد يوم وصلها لبيت خالها سعيد..
    نزلت سارة عن ظهره وباسته .. وقالت: "ليش يبتني هني..؟ شكلك متعود على هالمكان..&#33;"
    حاولت سارة معاه انهم يروحون .. بس شاهين كان عنيد وابتعد عنها وراح يدور له شي ياكله..

    كان سعيد يراقب من الدريشة ويوم شاف البنية اللي راكبه على الحصان، توقع تكون أصيلة .. لأنها هي كانت تركب نفس الحصان يوم كانت تزور سعيد قبل.. قبل، كانوا وايدين يزورونه .. الجمعية الخيرية كانوا ايون دوم عنده وييبون له ثياب وأكل.. عموته مريم كانت تنظف له البيت وتطبخ له.. بس أصيلة زياراتها كانت مختلفة.. كانت زياراتها هي اللي تونسه.. كانت أصيلة تييب له صور ولده حمد .. لأنها هي اللي ربته.. وتييب له شهاداته وأوراق امتحاناته.. تخبره شو سوى في المدرسة .. ومرة يابت له خصلة من شعر حمد وسعيد لين الحين محتفظ فيها ..

    ساعات.. كانت أصيلة تيلس جدام باب بيته وتصيح.. ومرة يت في الليل وكانت ترتجف.. وما عرف سعيد شو بلاها.. ويلست تصيح.. عطاها سعيد لحاف ورقدت على الارض لين الصبح.. ويوم نشت.. اكتشف سعيد انه شفايفها الحلوة كانت كلها دم وويهها نصه كدمات ولونه يخوف.. ويوم عطاها سعيد ماي عشان تشرب.. ردت تصيح من الالم اللي في شفايفها.. ودمعت عين سعيد وهو يشوف انه أصيلة.. اللي كان معجب وايد بجمالها وشخصيتها يوم كان صغير، وصلت لهالحالة عقب زواجها..
    سعيد يعرف انه أصيلة ماتت من زمان.. بس شكلها ردت مرة ثانية لأنها واقفة برى ترمس شاهين.. لبس سعيد نعاله بسرعة وركض برى عشان يسلم على اصيلة الغالية.. بس انصدم صدمة حياته يوم التفتت البنية واكتشف انها وحدة ثانية مب اصيلة..
    هاذي مب اصيلة.. قال سعيد في باله. هاذي البنية اللي يت هذاك اليوم ويابت لي ولاعة ابويه..
    "آسفة" قالت سارة والدموع في عينها.. كانت تصيح عشان ابوها.. "أنا ما كنت ابا ازعجك بس شاهين مب راضي يروح.."
    "ما عليه.." قال سعيد بصوت هادي .. واستغرب من عمره لأنه رمسها.. "خليه ياكل.. لا تأذيه.."
    يلس سعيد جدام باب بيته ويلست سارة حذاله وهي تطالعه بفضول واستغراب..
    "ما عرفتني؟" سألته سارة. "أنا سارة بنت اختك حصة.. وأبويه خالد الكندي.. اللي كان ياركم قبل.."
    التفت سعيد صوبها ويلس يطالعها.. يعني هاذي بنت اخته؟ وعقب ما عرف هالمعلومة اكتشف الشبه الكبير بينها وبين خالد..
    "أنا ما اشبه امايه .. لا تحاول تشبهني فيها.." قالت سارة وهي مبتسمة.. "بس حتى لو ما كنت أشبهها.. انته بتم خالي.."
    " المفروض هالشي ما يشرفج يالخبلة.." قال سعيد وهو يضحك..
    ضحكت سارة وقالت: "عادي.. العايلة كلها طلعت دمرانة.."
    "بعدج ما شفتي شي" رد عليها سعيد
    ابتسمت سارة وهي تراقب شاهين اللي كان ياكل وقالت في بالها: "المكان هني وايد حلو.. وما توقعت انه خالي بيكون طيب جذه.. توقعته يطردني.."
    وقف سعيد ومشى صوب باب بيته ..
    "وين رايح؟" سألته سارة..
    سعيد ما يبا يفكر في اهله وماضيه وهالبنية ما بتييب له غير الذكريات الأليمة.. عشان جي قرر يودرها ويدخل..
    " بسير داخل.. شو تبين فيني؟" رد عليها.
    "عشان تشرب؟" كانت سارة معصبة ومقهورة منه.. "انته ما شبعت من الشرب؟؟ ما تخاف ربك..؟؟ "
    وقف سعيد يطالعها ويفكر انها مع انها صغيرة بس باين انه عقلها كبير وايد.. اللي اكبر عنها ما وقفوا ورمسوه بهالطريقة.. بس هي ما ترددت ابدا في هالشي.. "يكون في علمك انه ولدك حمد طلع ريال بمعنى الكلمة.. عمره ما فوت صلاة في المسيد .. ويخاف ربه.. حرام عليك يكون عندك ولد شراته وانته جذي.."
    تغيرت ملامح سعيد وباين انه كلامها أثر فيه لأنه حمد هو نقطة ضعفه..
    "المفروض اشيا وايد تتغير.." كملت سارة كلامها.. "المفروض انته تصطلب وهو يودر عناده وتردون لبعض.."
    تقرب سعيد منها وخافت سارة انه يضربها.. بس سعيد كان يصيح.. "ما اروم.. ما اروم اودر الشرب.. وحمد يكرهني.."
    "حمد ما يكرهك.. بالعكس وده يعرفك." قالت سارة.. "ومن ناحية الشرب.. أنا بساعدك عشان تودره.."

    روحت سارة ويا شاهين ووقف سعيد يطالعهم وهو يحس بالحياة لأول مرة من سنين طويلة.. حس بدفء كبير في صدره.. وتمت كلمات سارة في باله طول الليل .. وطول الليل ما شرب قطرة من السم اللي تعود عليه وصار كل حياته..

    نهاية الفصل الخــــــــــامس عشر
    اتمنى يكون عيبكم

    تحياتي
    شمس دبي</font>

  14. #14
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل الرابع عشر

    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp; &nbsp;
    &nbsp;

    &nbsp;في بيت أمل، كان سلطان ريلها يالس يطالع التلفزيون.. ويت أمل ويلست حذاله، وعقب تردد.. خبرها سلطان عن اللي سمعه : انه حصة ردت لسالم..
    "لا تصدق الإشاعات." قالت أمل لريلها "إذا استوى أي شي، بكون أنا أول وحدة تعرف بهالشي حبيبي.."
    "بس أنا متأكد من اللي سمعته" رد عليها سلطان.
    "وأنا متأكدة من اللي قلته.. هاذي كلها اشاعات.." قالت أمل..
    اطالعها سلطان بطرف عينه وابتسم.. كان واثق من الكلام اللي قاله وما تحملت أمل نظرته وقالت : "أنا الصحفية هني ، مب انته..&#33;&#33;&#33; أنا توصلني الاخبار قبلك.. " وعقب تفكير وقفت وراحت صوب التيلفون وقالت.. "وعشان أريحك بتصل بحصة وبسألها....... وبتصل بسالم بعد."
    نط سلطان من مكانه بسرعة وير السماعة من ايدها وقال: "وين تبين؟ جدامي بتتصلين بسالم؟"
    حاول سلطان يمثل عليها انه معصب وضحكت أمل وقالت له: "لا تحاول .. انته اصلا ما تعرف تعصب..وبعدين ليش ما تباني اتصل به؟ ما بياكلني.. بصفتي صحفية لازم اعرف كل صغيرة وكبيرة .."
    يلس سلطان وقال : "أمل خل نرمس بجدية.. سالم هذا ما يطمن.. وانا ما اباج تقتربين من هالاشكال.. وبما انه حصة ورطت عمرها وياه.. ابتعدي عنها هي بعد.."
    انجرحت أمل من رمسته، أولا حصة ربيعتها ومستحيل تودرها قبل لا تطلعها من المستنقع اللي عقت عمرها فيه.. وثانيا مب من حقه يقرر منو اللي ترابعهم أمل ومنو اللي تودرهم.. بس أمل قررت تطنش اللي قاله لأنه في شي ثاني شاغل بالها..
    عشان تبتعد حصة عن سالم، لازم تبين لها أمل انه مخادع وحرامي وتكشف ويهه الحقيقي جدامها.. ردت أمل تيلس حذال ريلها عشان تستجوبه وسألته بدلع: "حبيبي؟"
    "هلا غناتي.." رد عليها سلطان.
    أمل: "شو تعرف عن سالم؟"
    سلطان: "كل اللي أعرفه انتي بعد تعرفينه."
    أمل: "اللي ابا اعرفه.. وين راح سالم في السنوات اللي اختفى فيها .. أيام ما كنا في الثانوية.. ومن وين ياب الثروة هاذي كلها؟؟"
    سلطان: "حبيبتي بلاج انتي جي.. الحسد مب زين."
    أمل: "هذا مب حسد.. انا ما تهمني بيزاته ان شالله يفرهن في البحر.. بس سالم شاغل تفكيري.. ما تمر عليه لحظة إلا وانا أفكر فيه.. رغم اني اكرهه موت.."
    سلطان: "وانا كرهته أكثر الحين يوم قلتي لي هالرمسة.. شو تفكرين فيه أربعة وعشرين ساعة؟ أمولة انتي شكلج تبين تجلطيني.."
    ضحكت أمل وقالت: "فديت روحك حبيبي .. انته تعرف مكانتك عندي.. بس والله سالم بالنسبة لي لغز صعب وايد اني احله.. وما اعرف شو بالضبط اللي يخليني أكرهه لها الدرجة.."
    سلطان: "أنا اعرف.. قبل لا ترد حصة، كنتي تكرهينه لأنه -حسب كلامج- مخادع وحرامي ودمر حياة سعيد وأصيلة ووايد ناس غيرهم.. وعقب ما ردت حصة، كرهتيه أكثر لأنه قدر يسيطر عليها وعلى قلبها وشوه لها سمعتها.."
    سكتت أمل وقالت في نفسها: "لا.. مب هذا اللي يخليني أكرهه هالكثر.. في شي سالم خاشنه عنا كلنا.. وما أكون أمل إذا ما كشفت هالشي.."

    ------------------------

    يوم الأربعا، راحت أمل تتعشى في بيت أبوها.. ودشت المطبخ تساعد أمها اللي ما كانت تحب تاكل من إيد البشاكير.. ودار بينهم الحوار التالي..
    أمل: "امي حبيبتي.. خبريني آخر الاخبار اللي سمعتيها.."
    شيخة: "شو تبين تعرفين؟ ما عندي شي تنشرينه في جريدتج.."
    أمل: "ما أبا اخبار للجريدة.. أنا كنت اقصد اخبار عن حصة.."
    لاحظت أمل انه أمها تنرفزت وايد يوم طرت حصة وقامت ترتجف وقالت: "سمعت.. ويا ليتني ما سمعت.. وما أباج تيبين لي طاريها مرة ثانية او تعزمينها بيتنا.."
    سكتت أمل وأشفقت على حصة اللي الكل صار يكرهها.. كملت شيخة رمستها وقالت: "حصة غلطانة.. وبتندم.."
    أمل: "وشو دراج انها بتندم على اللي سوته.. يمكن يكون في صالحها.."
    شيخة: "صدقيني بتندم.. لأنه سالم مجرم.. سالم هو اللي قتل أصيلة..."
    أمل: "شووووو؟؟؟؟؟؟؟&#33;&#33;&#33;.." بطلت أمل حلجها من الصدمة واقتربت من امها تطالعها وهي مب مصدقة اللي سمعته..
    طلعت شيخة من المطبخ عشان تنادي البشكارة وتخليها تشل الغدا وتوديه غرفة الطعام.. ولحقتها أمل اللي كانت بتموت من الفضول..
    أمل: "أمايه وين سرتي.. خبريني شو هالرمسة اللي قلتيها.؟؟ واذا كانت صح.. عندج دليل؟؟"
    شيخة: "لو كان عندي دليل ما كنت بقصر.. ببلغ عليه على طول.."
    أمل: "أمايه.. كيف تتهمين الريال وانتي ما عندج دليل.. ما يستوي .. هاذي جريمة مب شي هين.."
    شيخة: "أنا مب محتاية لدليل.. أنا متأكدة من اللي قلته.."
    يلست شيخة في الصالة ويلست أمل حذالها وهي تركز على كل حرف تقوله أمها..
    بدت شيخة تحكي لها وقالت: "انا كنت حاسة انه أصيلة مب مرتاحة في زواجها .. وعقب ما توفت الله يرحمها.. شكيت فيه.. بس سكت وهاذي غلطتي.. اني سكت وما خبرت اي حد بشكوكي.. حتى يوم كنت اشوف اصيلة تتعذب منه كنت اسكت.. وطول ما انا عايشة ما بسامح عمري لأني ما حاولت اساعد هالمسكينة.."
    أمل: "تساعدينها على شو؟ أصيلة كانت ربيعتي وعمرها ما اشتكت من ريلها سالم.. بالعكس كانت وايد تحبه.."
    شيخة: "انتي نسيتي شكثر كانت اصيلة كتومة وغامضة؟ أصيلة يا حبيبتي كانت تفضل تموت على انها تبين عذابها لغيرها.. كبريائها كان يمنعها من الشي هذا.."
    أمل: "انزين امايه كملي.."
    شيخة: "تعرفين؟ آخر مرة شفت فيها أصيلة كنا في عرس ورحت انا ويلست حذالها .. وأذكر انها كانت قمر.. الكل كان متعود على جمالها بس في شي واحد كان مخرب عليها .. كان كتفها كله كدمات.. وظهرها بعد.. ويوم نزل الشال عن إيدها كانت نفس الشي.. انصدمت من اللي شفته وسألتها .. قالت لي انه عندها فقر دم وجسمها حساس يتأثر بسرعة.. بس طبعا انا ما صدقتها.. كنت متأكدة انه هالوحش هو اللي ضاربنها.."
    سكتت شيخة وتذكرت يوم شافت الكدمات حست انها بتصيح وتبا تحمي هاليتيمة بأي طريقة.. وعرفت على طول انه أصيلة تعاني في صمت.. مالها حد في هالدنيا كلها.. أمها وابوها توفوا واخوها خالد ما سأل عنها من يوم راح بوظبي.. وولدها ياهل ومريض.. مالها غير ريلها وريلها هو السبب في معاناتها..
    أمل: "أمايه وين سرحتي.. كملي والله بموت ابا اعرف السالفة.."
    شيخة: "اصبري عليه غناتي بخبرج.. احيد مرة رحت الطوارئ الفجر لأنه أبوج كان متحسس من شي ومب رايم يتنفس.. وشفت أصيلة هناك .. كانت ايدها مكسورة ويوم سألتها شو اللي صار قالت انها طاحت من فوق حصانها شاهين.. بس يا بنيتي أي حصان هذا اللي ركبته حزة الفجر..؟؟ "
    أمل: "هى والله صدقتي يا اماية.."
    شيخة: "محد غيره هو مسود الويه اللي كان يضربها.. وفوق هذا كله كان يمنعها تطلع من البيت أو تتصل بربيعاتها.. وفي الفترة قبل لا تموت أصيلة.. انقطعت اخبارها عنا نهائيا.."
    أمل: "بس بعد.. امايه.. انتي ما عندج دليل.. وما ترومين تتهمينه بانه السبب في موتها.."
    وقفت شيخة وقالت: "برايج لا تصدقيني .. أنا متأكدة من احساسي واحساسي عمره ما خاب.." وراحت تزقر ريلها عشان يتعشون..

    ما رامت أمل تتعشى.. كانت تفكر بأصيلة الله يرحمها.. ويوم طلعت من بيت أبوها ، دقت على ريلها وقالت له انها بتمر على حصة قبل لا ترد البيت.. ويوم وقفت سيارتها عند باب بيت حصة.. حست انه قلبها بيطلع من صدرها من كثر ما يدق بقوة وبسرعة..
    وقبل لا تدق الجرس.. ترددت أمل وقالت: "حصة ما بتتقبل الرمسة اللي بقول لها اياها.. خصوصا انه ما عندي دليل.. بس انا متاكدة من احساس امايه.. ولازم ابري ذمتي واخبرها.."
    دقت أمل الجرس ويت سارة تبطل لها الباب..وكانت شالة ميشا في ايدها..
    حضنت أمل سارة وقالت لميشا: "كيفك يا حلوة؟"
    ردت عليها سارة: "ميشا بخير.. لازم .. اربعة وعشرين ساعة اكل ورقاد.. بس امايه محد.."
    استغربت أمل: "وين سارت امج هالحزة؟"
    قالت سارة وهي تبطل باب الصالة: "ما اعرف.. قالت انج دقيتي لها وتبينها ضروري وطلعت .."
    "أنا؟" قالت أمل "أنا اصلا من يومين ما رمستها.."
    ويوم شافت أمل النظرة اللي على ويه سارة حضنتها بقوة ويلست وياها في الصالة وقالت: "سوري حبيبتي والله انج ما تستاهلين كل اللي يستوي لج.."
    حاولت سارة تيود دموعها.. وقالت: "توقعت انها تقص عليه.. "
    كانت سارة متظايجة وايد .. بس من شي ثاني.. اليوم الصبح يوم سارت المزرعة عشان تشوف شاهين.. وقف سالم جدام باب الاسطبل وما خلاها تدش.. كان يطالعها بنظرة كره واحتقار.. وقال لها: "تعرفين انج نسخة من ابوج خالد؟ "
    "أدري " قالت له سارة " ويشرفني هالشي.."
    "ليش ما تموتين وتفكيني.. أو تختفين فجأة.. ردي بوظبي.. بدل لا انتي ملوعة لي بجبدي .." قال لها بكل جرأة ووقاحة..
    وقررت سارة تتحداه في وقاحته وقالت: "ليش؟ عشان يخلا لك الجو؟ ده بُعدك.." وطنشته تماما ودشت الاسطبل ويلست ويا شاهين..

    سارة تتصل يوميا بأبوها في بوظبي وترمسه.. يرمسون عن كل شي.. عن محاظراته وشغله.. عن ربيعتها خلود اللي شافها خالد في المارينا مول أمس.. عن شاهين اللي سارة تبا تشتريه.. عن الكتب اللي اشتراهم ابوها حقها.. عن كل شي.. الا شي واحد ما رمسوا عنه.. أمها.. حاولوا اثنيناتهم قد ما يقدرون انهم يتفادون طاريها.. جنها اختفت من الوجود ومن حياتهم.. ونجحوا في هالشي..
    "سارة.." سألها ابوها فجأة.. "انتي مستانسة هناك؟ ما تولهتي عليه؟ ما تبين تردين البيت حبيبتي..؟ وامج شحالها؟؟"
    "لا تحاتي ابويه حبيبي.." ردت عليه سارة.. "امايه بخير وانا مستانسة هني بس مستحيل استغني عنك.. اكيد برد البيت.. اسبوع بالكثير وبكون عندك.."
    حست سارة انه ابوها ما صدق ولا كلمة من اللي قالته لأنه رد عليها وقال: "سارة انا باجر بكون عندكم.. باجر او عقبه.. باخذ اجازة وياينكم.. "
    خافت سارة.. خافت من صدمة ابوها يوم يرد البيت وتعامله امها بكل برود.. خافت ينجرح .. وقالت: "لا ابويه ماله داعي تتعب عمرك..اسبوع بالكثير ونحن بنرد البيت.."

    قطعت أمل أفكار سارة وقالت: "سارة حبيبتي اذا كنتي مشغولة برايج سيري حجرتج.. يمكن تبين ترقدين الساعة الحين 10 ونص.. أنا بيلس هني اتريى امج لين ترد.."
    "أوكى .." قالت سارة.. وراحت حجرتها.. ما كان فيها رقاد.. بس كانت تبا تتصل بأبوها وعقب بترمس حمد..
    وابتسمت وهي تتخيل النظرة اللي بتكون على ويه امها يوم بترد البيت وبتحصل أمل يالسة تترياها..

    وصلت حصة البيت الساعة 11، ودشت الصالة بكل هدوء عشان ما تقعد سارة من الرقاد..بس تفاجأت وصرخت من الخوف يوم طلعت أمل جدامها فجأة وقالت: "وين كنتي؟"
    حطت حصة إيدها على قلبها وقالت: "الله ياخذ ابليسج .. أمولة&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33; زين ما يتني سكتة قلبية.."
    "ردي على سؤالي.. وين كنتي؟؟" سألتها أمل مرة ثانية.
    "ما يخصج.." كانت حصة معصبة من الخاطر.. "شلج انتي تسأليني؟"
    "يعني ما تعرفين انه كل حد يرمس عنج؟" ردت عليها أمل. "والله انه حتى البنات في المدارس يرمسن عنج.. وانتي ولا هامنج.."
    "وليش ما تدافعين عني؟" سألتها حصة بنبرة اتهام..
    "دافعت عنج جدام بنتج.." قالت أمل وهي تنغزها بالرمسة..
    "أويه&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;& #33;&#33;" قالت حصة "نسيت .. انا قلت لسارة اني طالعة وياج.."
    اقتربت أمل من حصة وقالت: "لا يكون خليتيه يقص عليج حصووه؟؟"
    فهمت حصة قصد أمل وعصبت وقالت: "أمل انتي تخبلتي.. ؟؟ هالشي مستحيل يستوي.."
    يلست حصة في الصالة ويلست أمل ترمسها..
    أمل: "حصة انتي ما تعرفين كل شي عن سالم.. كل حد يرمس عنه "
    حصة: "الناس يغارون منه.."
    أمل: "حصة امي متأكدة انه هو اللي جتل أصيلة.."
    بطلت حصة عيونها ع الآخر وقالت: "شو هالرمسة أمولة؟"
    أمل: "امايه اليوم خبرتني ع العشا."
    حصة: "عندها دليل امج على اللي قالته؟؟؟ والشرطة؟ مب الشرطة قرروا انه اصيلة كانت وفاتها طبيعية؟"
    أمل: "امي تقول انه كان دوم يضربها والدليل الكدمات اللي كانت مغطية جسمها.."
    حصة: "يالله عاد امولة.. وانتي تصدقين هالرمسة؟ وليش امج تمت ساكتة كل هالسنين؟ وحتى لو شافت كدمات على جسم اصيلة.. هذا مب معناته انه سالم جتلها.."
    أمل: "حصة ترومين تنكرين انه سالم عنيف وانه يوم يحرج ينسى عمره..؟"
    حصة: "كلكم تكرهون سالم.. وأولكم أمج.. حاسدينه على النعمة اللي عايش فيها.. مع انه عمره ما اذى حد منكم.."
    "أنا مب مطمنة" قالت أمل.. "ومتأكدة من احساس امايه.."
    "خلي شكوكج حق عمرج.." ردت عليها حصة.
    تنهدت أمل وقالت: "انا لازم اروح الحين قبل لا ايي سلطان هني وايّرني من شعري.. بس حبيت اقول لج شي واحد.."
    حصة: "شو؟"
    أمل: "أتمنى ما تندمين.. والله يا حصة من خاطري اتمنى هالشي.."
    وقفت حصة وحضنت ربيعتها ووصلتها للباب..

    نهاية الفصل الرابع عشر

    شمس دبي</font>

  15. #15
    عضو جديد الصورة الرمزية شمس دبي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    79
    قوة التمثيل
    264
    <font color='#000000'>الفصل التاسع
    ------------

    طول الاسبوع وحصة حاسة عمرها متلخبطة.. مب عارفة شقايل تخلص اشغالها.. جدامها 25 صندوق في المطبخ متروسين كتب ابوها واخوها سعيد من ايام كلية الحقوق وشركة المحاماة.. وحصة ناوية تتبرع بهن لأي مكتبة عامة بس بعدها ما حددت.. باجي الأثاث قسمته حصة نصين .. قسم طرشته بيتهم في بوظبي وقسم بتتخلص منه بأي طريقة.. واللي مظايجنها أكثر انه سيارتها لين الحين في الوكالة..
    مجوهرات عموتها مريم حطتهم حصة في شنطتها فوق.. بعدها ما قررت شو بتسوي فيهن.. الشي الوحيد اللي قررت انها تاخذه هو خاتم عموتها المصنوع من الذهب والعقيق واللي كانت مريم ما تعقه من ايدها الا حزة رقادها.. ومن حسن حظ حصة انها لقت الخاتم في علبة في درج من أدراج غرفة المرحومة مريم..

    تذكر حصة انها يوم كانت صغيرة كانت دوم تتأمل هالخاتم وهو في إيد عموتها يوم كانت تذاكر لها او تسولف وياها في الحوش.. وبصراحة هالخاتم كان واحد من الاسباب اللي خلت حصة تهتم بتصميم المجوهرات.. لأنه بتصميمه البسيط والحجر الاحمر الرائع اللي في نصه، قدر يستحوذ على اعجاب حصة واهتمامها من صغرها.. وعشان جذي كانت حصة تبتسم ابتسامة رضا انه الخاتم الحين صار في ايدها..

    اليوم.. وبينما كانت حصة منهمكة في ترتيب الأشياء ووضعها في صناديق، كانت قطوة عموتها يالسة حذال الدريشة.. حصة ما عيبها اسم القطوة (جوهرة) وقررت تغيره و تناديها (ميشا) .. كانت ميشا تراقب الحوي وكل ما شافت ارنب او عصفور.. تنط على الدريشة وتحاول تبطلها عشان تطلع..
    " أووهوو.. بس عاد&#33;&#33;" قالت حصة للقطوة اللي نرفزتها بحركاتها..
    في ما عدا الأصوات التي تصدرها القطوة، كان البيت يغرق في سكون وصمت غريب.. لا صوت تلفزيون ولا تيلفون يرن وسارة مب موجودة.. تنهدت حصة يوم يت سارة على بالها.. حصة مب راضية ابدا عن طلعات بنتها بروحها من الصبح.. بس بصراحة هالشي احسن لها من انها تواجعها 24 ساعة او انها ترقد للعصر من الملل وتقوم تتشكى وتسألها متى بيردون بيتهم.. خل تشغل عمرها وتفك امها من الحشرة..

    لاحظت حصة انه بنتها تتصرف بغرابة، يوم تنش حصة من الرقاد الصبح، تكون سارة مب موجودة وفراشها مرتب.. ويوم ترد وتستجوبها حصة.. تقول بكل بساطة انها طلعت تشم هوا.. او طلعت تتمشى عشان تخفف من وزنها.. بس أمها ما صدقت وحست انه في شي ورا هالطلعات.. مستحيل سارة تطلع تسوي رياضة لأنها وبكل بساطة من أكسل ما خلق الله على وجه الأرض.. ومتعودة طول اليوم ترقد او تنسدح على الكنبة في الصالة تطالع التلفزيون ومستحيل تقوم حتى عشان تغير القناة او تييب الرموت كنترول من حذال التلفزيون.. بس هاليومين يوم ترد سارة من برى تكون خدودها حمر وتكون صج تعبانة وحصة اعتبرت هالشي دليل على صدق كلامها وانها فعلا كانت تسوي رياضة..

    ردت حصة تفكر بشغلها اللي المفروض تكون خلصته اليوم.. وقالت بصوت عالي " متى بخلص وبرد بوظبي.. تولهت على خالد&#33;&#33;"
    التفتت لها القطوة وتطالعتها بنظرة غريبة خلت حصة تبتسم .. وردت تركز على الاغراض اللي لازم توزعهم في صناديق .. واستغربت من عمرها.. مع انه ما في أي شي يشغلها هاليومين .. لا تيلفون (لأنه محد يدق لها الا امولة وريلها) .. ولا سارة (لأنها تطلع من الصبح وما ترد الا العصر ويوم ترد تكون هلكانة وترقد..) ومحد يزورها هني.. بس بعد مب عارفة تركز ولا عارفة تخلص شغلها عشان ترد بوظبي..

    المشكلة انها كل ما تحط شي في واحد من الصناديق، تحس انها تفقد جزء من ذاتها.. كل قطعة اثاث في البيت وكل ركن من أركانه يحمل في طياته عشرات الذكريات اللي تخلي حصة تغرق في عالمها الخاص وترد تعيش طفولتها بالتفصيل..
    اليوم الصبح مثلا، لقت قطوة صغيرة مصنوعة من الكريستال في حجرتها وعلى طول دمعت عينها وتذكرت اليوم اللي عطتها مريم اياها.. استوى هالشي قبل 25 سنة.. كانت مريم توها رادة من دبي وكانت الساعة 12 في الليل .. بو سعيد كان وايد معصب لأنها تأخرت ويالس يترياها في الصالة وحصة كانت راقدة وانتبهت فجأة وهي تحس بالعطش.. ونزلت الصالة عشان تشرب..
    ويوم وصلت نص الدري سمعت ابوها يهزب عمتها مريم..
    " يا مريم انا ما فيه على رمسة الناس وانتي طلعاتج زادت.. "
    " بس انا ما سويت شي غلط وسايرة دبي ويا بنت خالوتي وريلها.." ردت عليه مريم.
    بوسعيد: " لا يا مريم .. بنت خالوتج نزلتج عند ربيعتج العصر وردت تاخذج الساعة عشر.. يعني طول هالفترة ما كنتي وياها .. أنا مب مطمن.. روفي بحالي ولا ترفعين لي ضغطي .. طلعات بروحج عقب اليوم ماشي.. "
    مريم: " خلاص.. مب طالعة من البيت بس انته لا تظايج بعمرك.."

    خافت حصة انها تنكشف وردت حجرتها بكل هدوء وسوت عمرها راقدة.. وهي تفكر بالرمسة اللي سمعتها قبل شوي واشفقت على عموتها .. وعقب خمس دقايق، حست انه حد دش الحجرة.. كانت عموتها مريم.. ياية تشوفها وتطمن عليها قبل لا تسير ترقد.. مريم كانت تحس بوحدة فظيعة في البيت.. خصوصا انها رفضت فكرة الزواج نهائيا واخوها بوسعيد ما قدر يجبرها على هالشي.. وكان دوم يسألها عن سبب رفضها لكل اللي خطبوها واكنت ترد عليه برد واحد: "عيالك محتاجيني .. ومستحيل اتخلى عنهم.." ومع انه هالشي كان جزء من سبب رفضها.. بس السبب الأساسي كان حبها لمحمد الكعبي.. ربيع اخوها.. واللي، رغم حبه الكبير لها، ما فكر يخطبها..
    دشت مريم الحجرة ووقفت عند الدريشة وبدت الدموع تنزل من عيونها..
    في هاللحظة، نست حصة انها كانت تمثل انها راقدة ومشت صوب عمتها الغالية وحظنتها بقوة.. كان عمرها تقريبا 8 سنوات ويوم رفعت راسها عشان تشوف اذا عمتها بعدها تصيح.. شافتها مبتسمة وحست براحة.. يلست مريم تسولف ويا حصة.. ويوم سألتها حصة " شو يبتي لي من دبي؟" طلّعت مريم القطوة الكريستالية من شنطتها وعطتها اياها.. فرحت حصة وايد وباست عمتها وسألتها: "استانستي هناك؟"
    احمرّ ويه مريم وقالت: "واااااااااااايد.. هالليلة مستحيل انساها.. بتم عايشة على ذكراها طول عمري.."
    وما فهمت حصة مغزى كلامها الا الحين يوم فكرت بمحمد الكعبي وتأكدت انه هو اللي تعشى ويا عموتها هاذيج الليلة..

    ابتسمت حصة وهي تتذكر هالأيام الحلوة وفجأة تذكرت أخوها سعيد وعلى طول راحت الابتسامة وحل محلها تعبير حزين على ويه حصة الجميل.. سعيد..... راحت له حصة البيت عشان تزوره أمس بس ما بطل لها الباب.. وبصراحه حصة ارتاحت يوم ما شافته.. شو بتقول له عقب كل هالسنين؟؟ وليش تمثل عليه انها مهتمة؟ صحيح انه اللي يربطهم علاقة دم.. بس السنين الطويلة اللي فرقتهم والبرود اللي كانوا يحسونه صوب بعض طول عمرهم قدر يمحي جزء كبير من هالعلاقة..

    بس سعيد مب الشخص الوحيد من الماضي اللي حاولت حصة انها تجدد علاقتها معاه..
    حصة اتصلت بسالم مرتين..
    وفي كل مرة .. كانت تحس بإهانة وحقارة اللي يالسة تسويه.. وكل مرة تكره عمرها اكثر.. بس للأسف كانت مب قادرة تيود عمرها.. في المرتين اللي اتصلت فيهم .. كانت تحس انها شخص ثاني.. انها مب قادرة تتحكم بإيدها.. وكأن اليد اللي تدق الارقام.. يد شخص ثاني.. كانت ترفع السماعة.. تدق الرقم.. وتتريى.. ويوم يرد عليها .. تسمع صوته .. واتم ساكتة .. وتبند.. حصة فقدت سيطرتها على نفسها.. وتحس انها من بدت تتصل به.. مب رايمة توقف.. لأنها اول ما سمعت صوته.. حست بقلبها يدق بعنف .. وتجاهلت تماما احساسها بالذنب..

    "اسمعي نصيحتي.." قالت لها أمولة يوم يت تتغدى عندها في البيت.. "ردي بيتج قبل لا تتهورين وتسوين شي تندمين عليه."
    كانت حصة ناوية ما تخبر أمل عن اتصالاتها بسالم... بس أول ما شافت ربيعتها الغالية.. اعترفت على طول.
    " لا تحاتين." ردت عليها حصة. "ولا تعطين الأمر أهمية كبيرة.. أنا بس كنت أبا اسمع صوته عشان اشبع فضولي."
    "أنا خايفة عليج يا حصة.." قالت أمل وويها متغير.. " انتي اول ما وصلتي من دون ريلج والناس يرمسون."
    "ما يهمني" قالت حصة. "المهم انه ريلي فديته واثق فيه."
    ابتسمت أمل وفكرت بسلطان ريلها اللي زعل منها اليوم يوم قالت له انها بتتغدى ويا حصة.. أمل تحس انها أكثر انسانة محظوظة في الدنيا لأنها لقت ريال شرات سلطان.. اللي ورغم انه أمل ما راح تقدر تييب له اليهال اللي خاطره فيهم من زمان.. ما فكر ابدا انه يخونها او يتزوج عليها.. وعمره ما بين لها انها ناقصة او مقصرة في حقة .. سارة كانت مب موجودة.. أمل عرفت سارة على بنات ابتسام ربيعتهم وسارت سارة تتغدى عندهم اليوم.
    " سالم ما وراه إلا المشاكل.." قالت أمل. اللي كانت مقهورة وايد منه لأنه دوم يحصل اللي يباه، سواءً كان بطرق مشروعة أو غير مشروعة.. "أنا متأكدة.. متأكدة يا حصة انه بيقص عليج مرة ثانية.. ردي بيتكم احسن لج."
    "سالم عمره ما فكر يقص عليه." قالت حصة بثقة. "وبعدين انتي ليش خايفة؟ نسيتي اني معرسة؟؟"
    "لا ما نسيت." قالت أمل وطالعت حصة بنظرة حادة.
    "ما لها داعي هالنظرة." قالت حصة وهي تضحك.
    " أوكى."
    "لأني احب ريلي ... أكثر من اللي تتوقعينه." قالت حصة.

    اليوم، عشان تثبت لعمرها وتثبت لأمل انه الرمسة اللي قالتها صح، اتصلت حصة بريلها خالد ثلاث مرات. بس خالد كان مشغول وايد وما قدر يطول وياها ع الخط.. وكل اللي كان يبا يعرفه هو متى بترد حصة وسارة بوظبي؟
    "يوم الجمعة ان شالله." وعدته حصة.
    بس بصراحة هي كانت تفكر اتم اسبوعين زيادة.. وتحضر عرس بنت ابتسام.. آمنة.. اللي استوت ربيعة بنتها سارة.. وسارة بعد كانت مصرة انها اتم وتحضر العرس..

    بس العرس كان مجرد حجة لسارة عشان اتم هني .. والحقيقة هي انها مهووسة بالحصان اللي شافته وانها ما تقدر تستغنى عنه ولا يوم واحد.. محد يعرف انها تنش من الرقاد كل يوم الصبح عشان تشوفه في المزرعة.. وتأكله تفاح ومكعبات سكر وتلعب وياه.. سارة ما عندها أي فكرة انه الريال اللي يملك المزرعة والحصان اللي جدامها احساسه قوي جدا ويروم يكشفها ويكشف زياراتها السرية للمزرعة بكل سهولة..
    سالم حس بوجود شخص قي مزرعته ، وهو ما يطيق أي حد يدشها.. وفي البداية كان يتوقع انه حصة هي اللي دشت المزرعة وانها يت تزوره وهو مب موجود واستانس وايد.. وحس انه انتصر عليها..

    قرب حصة من سالم معذبنه وايد وشاغل باله. كل يوم الفجر يطلع ويوقف برى في الظلام والبرد يطالع بيتهم وهو حاس شكثر هي قريبة منه.. وكل ما يروح السوق او المقهى يتوقع يشوفها بالصدفة .. في النهاية أكيد بيشوفها لأنها أكيد بتحاول توصل له.. هي اللي بترد له.. ومهما كان هالشي صعب بالنسبة له بس لازم يصبر ويتحكم بمشاعره.. لازم ما يخسر جدامها.. سالم مب مراهق متهور عشان يروح لها ولا واحد ما عنده كرامة عشان يترجى الإنسانة اللي تخلت عنه مرتين انها تحن عليه مرة ثانية.. بس الليل ظالم.. في النهار سالم يقدر يتحكم بعمره.. لكن أول ما يحط راسه ع المخدة ويحاول يرقد.. تتجمع كل صورها وذكرياتها وكل كلماتها وابتساماتها في باله.. ويحس انه بيختنق بشوقه لها وبينفجر من كثر ما وده يسمع صوتها.. عشان جذي يطلع ويتمشى في مزرعته حزة الفجر .. ويتم يمشي ويمشي لين ما يوصل بيت بوسعيد.. ويتم واقف هناك يطالع دريشتها.. ليش؟ ما يعرف..

    سالم يالس الحين يتعشى في البيت ويا حمد، ويفكر بالشخص اللي يدش مزرعته كل يوم.. واستبعد تماما انها تكون حصة، لأنه سالم شاف علبة جيكارة طايحة عند الاسطبل ولاحظ اكثر عن مرة انه شاهين يختفي في فترات محددة.. أكيد واحد من هالمراهقين اللي يحبون الإثارة ويبون يقتربون من شاهين.. بس يمكن تكون بنية؟؟ لأنه سالم حاس انه حمد يعرف بالموضوع.. والدليل انه دوم يكون سرحان هاليومين وكل ما يطري له سالم السالفة، يحمر ويهه.. وقرر سالم يسأله مرة ثانية.
    سالم: "حمد.. أحس انه شاهين متغير هاليومين.. انا متأكد انه في حد يركبه.."
    حمد كان مبطل باب الثلاجة، يطلع له لبن.. وعلى طول احمر ويهه يوم طرى سالم شاهين.. وتأكد سالم من شكوكه..
    سالم: "ما شفت حد يدش المزرعة ؟"
    حمد: "لا".
    سالم: "متأكد؟"
    حمد: "تباني أسير واتأكد؟"
    حمد ما يعرف ليش كذب على سالم، بس هو متأكد انه سالم بيخرب كل شي لو درى انه سارة تمر المزرعة يومياً. وفكر في نفسه: سالم ما يهون عليه اخدعه.. عمره ما قصر ويايه.. موفر لي كل اللي احتاجه.. ومع هذا مستحيل اخبره .. هذا سري ..
    تعود حمد يراقب سارة كل يوم وعيبته الطريقة اللي تعامل فيها شاهين واستغرب وايد من معاملة شاهين لها.. كل يوم يمر كان حمد يحبها أكثر.. وكل يوم يحاول انه يسير ويرمسها بس في شي يمنعه.. يخاف اذا اقترب منها.. وحسسها بوجوده.. ما ترد المزرعة بالمرة.. وقرر انه بعد ما يخبر سالم ويتم هالشي سر بينه وبين سارة وشاهين.. وقال لسالم: " الحين عقب ما اخلص اكل بطلع أشيك ع المزرعة والاسطبل."
    سالم: "غريبة يا حمد.. أول مرة تتجرأ وتقص عليه."
    حمد: "صدقني يا سالم.. انا ما اعرف منو هالبنية..."
    سكت حمد وعض على شفايفه.. يحليله.. أول مرة يكذب . وانكشف..
    ابتسم سالم وقال: "انزين مصدقنك.. بس خبرني .. هالبنية من وين تمر يوم ادش المزرعة؟"
    ارتاح حمد انه سالم ما هزبه وقال: "من الفريج اللي حذالنا.. بس بصراحة اول مرة اشوفها."
    سالم: "بس أنا اعرف منو هالبنية."
    طلعوا اثنيناتهم برى يتمشون.. الجو كان بارد بزياده الليلة.. وابتعدوا وايد عن البيت والاسطبل.. ابتسم سالم وفكر انه كل يشوفه هني ، يملكه.. بقى له شي واحد ما امتلكه للحين .. أو شخص واحد.. وبيكون ملكه جريب..

    حمد يحليله كان بيموت من الظيج.. خصوصا يوم شاف البنية يايه صوب المزرعة.. وصد صوب سالم وشافه يالس يطالعها بعد.. لاحظ سالم انها تشبه ابوها خالد وايد.. وما فيها أي شبه من حصة .. عشان جذي كرهها على طول .. وفكر "عشان هالشيفة حصة رفضت ترد لي.." .. دشت سارة المزرعة وهم يراقبونها وركضت للاسطبل وطلعت شاهين .. وفصخت عباتها وخشتها في الاسطبل.. كانت لابسه جينز وبودي اسود.. وركبت على ظهر شاهين وتمشت وياه..

    ما كانت سارة تعرف انه في حد يراقبها.. بس بعد كانت خايفة.. هذا سرها وما تبا حد يشاركها فيه.. وهي على ظهر شاهين حست بحزن فظيع لأن وقتها وياه محدود.. وفكرت كيف تقنع امها يتمون هني على طول.. بتخبرها ان خلود وربيعاتها كلهن صايعات وانه احسن لها اتم هني ويا خالوتها أمل وتكمل دراستها.. سارة خلاص قررت، مستحيل ترد لبوظبي.. للمكان اللي تحس فيه انها تافهة ووحيدة.. وحياتها مالها معنى.. قربت سارة ويهها من اذن شاهين وقالت له: "تولهت عليك" واستانس الحصان على الرمسة اللي ما كان يفهمها بس كان يحس انها مليانة حب وحنان.. وطلعت من مخباها جزرة وعطته..

    انصدم سالم من قدرة هالبنية على التفاهم ويا شاهين ، وانقهر منها في نفس الوقت لأنها حققت الشي اللي ما رام هو بنفسه يحققه..
    التفت لحمد وقال: "أعرفك على بنت حصة الشامسي.. هاذي اللي ما تعرفها تكون بنت خالوتك.."
    انصدم حمد واستانس سالم .. وقرر انه ما يكمل فرحة حمد وقال له: "بس معقولة بتسير وبتخبرها انك ولد خالها سعيد الخمار الخبلة؟؟ شو بتكون ردة فعلها؟ أكيد بتجز منك.."

    مشى سالم صوب البنية وتبعه حمد وقلبه منقبض وفكر بالرمسة اللي قالها سالم.. شو بيسوي الحين؟ يعني معقولة خلاص ما يروم يفكر فيها او يرمسها بسبة أبوه؟؟ وحس حمد انه يكره ابوه اكثر واكثر لأنه بيكون سبب في تحطيم حبه الأول..
    اقترب سالم من شاهين ونادى على سارة: "ايه انتي.. يالله انزلي."
    سارة وشاهين اللي كانوا في منتهى السعادة.. وقفوا مكانهم من الصدمة يوم سمعوا الصوت..
    "الحين&#33;&#33;" قال سالم بحدة..
    حست سارة بخوف ونزلت بسرعة ..
    "رديه الاسطبل نفس ما طلعتيه." أمرها سالم.. وانقهرت سارة منه ومن أوامرة بس ما رامت تقول له شي لأنه الظاهر انه هذا حصانه..
    اقترب حمد منهم وقال: "بس شاهين ممكن يأذيها.."
    اطالعت سارة حمد بنظرة احتقار خلته يرتبك.. شاهين مستحيل يأذيها.. شاهين أروع مخلوق شافته في حياتها.. أول ما شافت سارة حمد لاحظت ان ملامحه تجنن.. لو كانت في المول في بوظبي وشافته هي وربيعاتها ، مستحيل يخلونه في حاله.. خلود بتم تلاحقه لين ما تاخذ رقمه.. بس الوضع مختلف هني وسارة حاسة انه حلمها تدمر خلاص..

    "يالله اشوف وديه الاسطبل" قال سالم. "يعني ما تعرفين انه الجو بارد وخطر على صحته انه يطلع برى؟"

    يودت سارة عمرها عشان ما تصيح.. كانت وايد مقهورة منهم هم الاثنين.. من الشاب اللي جدامها لأنه شكك بقدرتها وقال انه شاهين بيأذيها ومقهورة من الشيبة اللي ما تدري شو يتحرى عمره ويالس يأمرها ترد شاهين الاسطبل.. وقررت تتجاهلهم اثنيناتهم ..ومشت بكل هدوء ويا شاهين للاسطبل.. وهي ترتجف من البرد والقهر..

    "اسمعي.. اذا تبين تركبين هالحصان ،عادي ترومين.." قال سالم. " بس لازم تلبسينه السرج ولازم تردينه الاسطبل يوم تخلصين."

    انصدم حمد من تصرف سالم.. معقولة سالم يتنازل ويتعامل معاها بهالطيبة؟ بس طبعا ما رام يبين صدمته وسكت.. وسارة حست انها بتطير من الفرحة.. خلاص ماله داعي تتصرف مثل الحرامية .. تروم توصل لشاهين في أي وقت تباه..

    "حمد بطل لها باب الكبينة" قال سالم.
    بطل حمد باب كبينة شاهين ومشت سارة وراه..
    حمد: "صعبة انج تدخلينه في الكبينة.. السنة اللي طافت كسر ظهر واحد من الكلاب .. انتبهي."
    مسحت سارة على رقبة الحصان ودخلته بكل سهولة وهدوء للكبينة.
    لبست سارة عباتها ومشت سارة صوب باب الاسطبل وتبعها حمد برى وهو مستغرب: "كيف رمتي تتعاملين وياه بهالسهولة؟"
    "ما بخبرك &nbsp;" ردت عليه سارة وعطته نظرة حادة.

    بس أول ما يت عينها في عينه حست انها مب رايمة تتنفس.. كانت في عيونه نظرة براءة فظيعه وارتباك خلتها تحس انها تبا تلوي عليه وتشيل هالنظرة من ويهه.. معظم اللي تعرفهم يخبون مشاعرهم عنها بمهارة كبيرة.. بس هالصبي غير عن كل اللي تعرفهم.. مشاعره كلها متيمعه في نظرة عيونه.. شافت سارة نظرات الاعجاب في عيونه وحست انه حتى لو كان يبا يخبي مشاعره.. ما بيروم

    "لين متى بتمون واقفين هناك؟" نادى سالم عليهم.. ويوم صدوا عليه انتبهوا انه راح وياب موتره.. "تعالي بوصلج البيت."
    مشى حمد وسارة صوب السيارة وضحك سالم وهو يقول: "حمد.. وبن ساير؟ بتروح وياها البيت؟"
    احمر ويه حمد ووقف يطالع الموتر وهو يبتعد عنه وحس بفراغ كبير في داخله.

    طول الدرب وسالم يسأل سارة ويستجوبها، وسارة بكل براءة فكرت انه يسألها هالأسئلة عشان يعرف اذا كان يقدر يوثق فيها انها تهتم بشاهين.. جاوبته على كل أسئلته.. قالت له انها ماتعرف اشكثر بيتمون هني وانه ابوها مب وياهم.. خبرته انه ابوها دكتور في الجامعة وعنده وايد شغل ما يروم يودره وايي وياهم.. وانه امها يالسة توزع اغراض عموتها المرحومة مريم.

    فكر سالم انه يستغل سارة.. سارة الوحيدة اللي تروم تخلي حصة اتم هني .. على الاقل لين ما يقدر سالم يقنعها ترد له.. بيستغلها من دون ما تعرف.. خصوصا انه شاهين نقطة ضعفها.. وسالم مستعد يعطيها اياه اذا كان هالشي بيوصله لحصة..

    وقف سالم الموتر عند باب بيت المرحوم بوسعيد وقال لسارة: "سلمي على امج.. وقولي لها اني ترييت وايد."
    "ان شالله" قالت سارة.. وحست فجأة بخوف من هالريال اللي يالس حذالها.. بس قررت انها توصل سلامه لأمها.. مع انها ما فهمت شو معنى كلامه..
    " ترييت وايد؟" سألته سارة.
    "انتي بس خبريها." قال سالم. " وهي بتفهم."
    هزت سارة راسها ونزلت من الموتر .. وعلى طول ارتاحت لأنه هالريال ما يطمن بالمرة.. وركضت داخل بيتهم بسرعة لأنها كانت بتتجمد من البرد..

    أول ما دشت سارة الصالة، صفعتها حصة على ويهها بقوة لا إرادياً.. "وين كنتي حظرتج لين الحين؟؟؟ ولا تقولين لي انج كنتي تتمشين &#33;&#33;" كانت حصة معصبة وايد لأنها وايد كانت تحاتي بنتها.. واتصلت لأمولة وابتسام عشان تعرف اذا شافوها ولا لأ..
    انصدمت سارة من اسلوب امها وعلى طول اعترفت لها..
    سارة: "كنت رايحة أشوف الحصان اللي في المزرعة."
    حصة: "عن الجذب.. أي حصان هذا؟؟"
    سارة: " في المزرعة اللي حذالنا.. عندهم حصان وكنت كل يوم اسير واركبه"
    اقتربت حصة من بنتها..
    حصة: "كنتي تسيرين هناك؟؟؟ ومن دون ما تخبريني؟ وبعدين كيف دشيتي من دون ما تستأذنين ؟"
    سارة: " امبلى استأذنت." وخافت سارة من نظرات امها الحادة. "الريال اللي هناك قال لي عادي تعالي اي وقت تبين."
    حصة: "لا والله؟" حست حصة انها دايخة .. وكانت ترتجف بشكل غير طبيعي.. كانت تتوقع انها اذا تجنبت تطلع من البيت وتفادت سالم.. بيودرها في حالها وما بتشوفه.. لأنها كانت متأكدة ان كرامته وكبريائه بيمنعونه من انه اييها هني.. بس الظاهر انه ما في شي ممكن يمنعه..
    سارة: "ويسلم عليج ويقول لج انه تريى وايد."
    راقبت سارة أمها بحذر وتمنت ما تمنعها انها تشوف شاهين.. ولاحظت انه امها ترتجف واقتربت منها أكثر.."ماماه شو فيج؟"
    طنشت حصة سؤالها وقالت: "شو قال لج بعد؟"
    سارة: "ليش تبين تعرفين؟ رمسته كلها مملة."

    حاولت حصة تاخذ معلومات من سارة بس سارة كانت تعبانة وسارت ترقد.
    دشت ميشا الصالة من المطبخ ويلست في حضن حصة.. شلتها حصة بحنان ووقفت عند الدريشة. القمر شكله رائع برى. حصة اتخذت قرارها من سنين طويلة. ابتعدت عنه وما ردت له حتى يوم كان يترجاها.. ومع هذا.. ردت حصة لها المكان اللي ما توقعت ترد له في يوم من الأيام.. ردت حصة لذكرياتها وياه .. ولمعاناتها..
    طلعت حصة ويلست في الحوي.. ونزلت ميشا من حضنها وركضت صوب شي شافته في الزراعة.. غمضت حصة عينها وحست بهم كبير في قلبها.. تمشت شوي في الحوي وهي تفكر.. وفجأة خطر في بالها تبطل الباب وتشوف اذا سالم بعده برى.. احساسها يقول لها انه بعده برى.. بطلت حصة الباب ووايجت.. ومثل ما كانت تتوقع.. لقته موقف موتره برى .. بعيد شوي عن البيت..

    لا لا مستحيل.. مستحيل سالم يتنازل واييها بنفسه.. أكيد هذا واحد ثاني.. فجأة ، خافت حصة حد من الجيران يشوفها توايج من الباب وعلى طول صكت الباب وركضت للصالة.. وميشا وراها.. وحاولت ما تفكر فيه ولا في الموتر اللي برى وهي تحط راسها على المخدة هاذيج الليلة..

    -------------------------------
    نهاية الفصل التاسع


    شمس دبي</font>

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •